مفهوم غائب أم مغيب ؟

صحيفة مبتعث - نجلاء إبراهيم بن هليل

صحيفة مبتعث – نجلاء إبراهيم بن هليل

تفتقد الكثير من المجتمعات العربية الوعي والإدراك الصحيح لمفهوم التطوع الحقيقي . هذا المجال الإنساني الذي يعبر عن ترابط أفراد المجتمع , ووعيهم وإدراكهم لمسؤولياتهم تجاه مجتمعهم الصغير وهو “العائلة” وبالتالي تعزيز إنتمائهم للمجتمع الكبير الذي تشكل هذه الوحدات المتعدة ملامحه.

الجدير بالذكر أن الأنشطة التطوعية في المجتمعات الغربية تطبق في جميع المجالات والتخصصات لكافة الأعمار والأديان والطبقات . وأغلب هذه الأعمال التطوعية ساهمت بدرجة ملحوظة وعالية في تطورهم وتقدمهم بمراحل كبيرة على المجتمعات الأخرى . وقد تكون هذه أحدى سياسات الجذب لأديانهم ومعتقداتهم .

ولكن الحقيقة المشرقة التي لايمكن تجاهلها هي أن الإسلام لم يغفل هذا الجانب بل حث وأكد عليه , ولنا في قصص الرسول صلى الله عليه وسلم وصحابته الكرام رضوان الله عليهم عظة وعبرة . ولأن جميع التعاملات الإسلامية مبدأها السامي يهدف إلى الإرتقاء بالبشرية , فإن هناك الكثير من الأحاديث التي نصت بمدلولاتها على ثقافة العمل التطوعي , إلا أن مفهومها لدى البعض انحصر في ممارسات محددة عزلت المفهوم الجميل والحقيقي لتلك الدلالات وحصرته في بوتقة ضيقة .

الإيجابية موجودة في أنفسنا ولكنها تحتاج لوقود يساعد على تحريكها . حقيقة اعترف بها “المربية القاسية” جعلتني أستشعر بعمق قيمة البذل بدون مقابل , وأن التطوع لاينحصر فقط في جوانب محددة, وأن كل فرد قادر على المشاركة بما وهبه الله من قدرات ونعم .

إذا ماهو السبب وراء غياب روح البذل والعطاء في مجتمعي بدون مقابل . وهل القليل الموجود سيستمر , أم أنه سيتلاشى وراء الإحباط وعدم التشجيع والدعم والتمكين !؟

همسة … عزيزي القارئ .. مفهوم التطوع لديك هل هو غائب أم مغيب ؟ إبدأ من الآن … فالأبواب مفتوحة , والطرقات واسعة , والمجالات متعددة , للعطاء من أجل الإرتقاء.