“إلى ولدي ” الكاتب / خالد الشعلان

صحيفة مبتعث - خالد الشعلان

صحيفة مبتعث – خالد الشعلان

أهدى لي صديقٌ عزيز كتاباً صغيراً في مبناه ولكني بعدما قرأته ألفيته كبيراً في معناه . لقد لامسَتْ أفكارُ هذا الكتاب رؤى كثيرة في عقلي وخواطر جمّة في قلبي ، ولذا أحببت أن يشاركني فيه كلّ مبتعثٍ للدراسة بالخارج . وسأعرض في كلّ مرةٍ جملة من أفكار هذا الكتاب متى ما وجدت لها عنواناً يجمعها أو حلقةً تنظمها . هذه الرسالة كتبها أحمد أمين عام ١٩٥٠م وأسماها “إلى ولدي” ضمّنها حكَماً وفوائدَ  للدارسين في بلاد الغرب . وخص في كثير منها ابنه الذي كان من هؤلاء ، ولذا كثيراً ما يقول “أي ابني” وابتدأها بقوله “السلام عليك ممن يحب لك الخير ويود أن تكون خيرا منه”. وقد لفت في مقدمتها إلى أنه بالرغم من أن لكل عصر أسلوبه ولكل عصر نصائحه إلا أنه يظل جوهر الانسان ونزعاته الأصيلة ترجع إلى أصول واحدة ، ومن أجل هذا كانت تجارب السلف تفيد الخلف ، ولذا على كل صاحب تجربة أن يقدّمها لمن بعده وعلى من سمعها أن يأخذ خير ما فيها . تلمس وأنت تقرأ مقدمة هذه الرسالة أنها خرجت من قلبِ مغموم وصدرٍ موجوع ولعلك تشاركني الرأي إذا قرأت كلماته التالية : • إني رأيت قول الحق والتزامه وتحري العدل وعمله يُكسب الانسان من المزايا ما لا يُقدّر حتى ولو احتملت في سبيل ذلك بعض الآلام. • قل الحق بأدب والتزم الصدق بلباقة وتحرّ العدل بلياقة ، فمن غضب بعد ذلك كان الذنب ذنبه. • إرضاء الضمير أولى من إرضاء رئيسك. • لا ترتكب الظلم طلباً لعلو في الأرض. • لا تخسر الفضيلة والضمير لتفوز بقليل من الحظ العاجل. • لا تبع نفسك للمال فليس هو كل الحياة. • قد أقنعتني التجارب أن المال وسيلة من وسائل السعادة حقاً ، بشرط أن يطلب باعتدال وينفق في اعتدال وألا تكون له عبداً وأن يبقى دائماً وسيلة لا غاية. • الدين في الحياة سعادة ولكن حذاري من تزمت لا سماحة فيه ومن رخاوة لا حياة بها. • الدين الصحيح لا يناقض العلم الصحيح ولا بد منهما جميعاً للإنسانية. • حذاري من الانغماس في وسائل اللهو فتهبها كل مالك وكل تفكيرك وكل وقتك. سنرحل في عدة مقالات قادمة مع هذه الرسالة الشيقة وننظر كيف كان جواب الابن على هذه الرسائل.