الأعضاء الإشتراك و التسجيل

    التسجيل و الدخول عبر

نسيت كلمه المرور
الأقسام
ADs

تابعنا :



إلى ولدي.. لماذا ذهبتَ وبماذا ستعود؟ / خالد الشعلان

26 أغسطس, 2014 - 5:10:35 صباحًا آخر تحديث : 26 أغسطس, 2014 - 5:10:35 صباحًا

صحيفة مبتعث - خالد الشعلان

إلى ولدي.. لماذا ذهبتَ وبماذا ستعود؟

سؤال مبرَّر موجه لكل دارس في الخارج . أتت إجابته في ثنايا رسالة “إلى ولدي” التي جاء ذكرها في المقالة السابقة ، وقد نظمتُه بين يديك في نسق واحد بعد أن جمعته من صفحات متعددة . إنك يابني – والحيث للكاتب –  لم تذهب هناك لتعكف فقط على درس أو لتنغمس في لهو ، ولكنك ذهبت لتجمع بين دراسة العلم ودراسة الحياة الاجتماعية في بلادهم ، فتبحث عن سر عظمة دولهم وتكتشف مواطن قوتهم وضعفهم . فنصيحتي أنْ تكون مفتّح العينين مفتح الأذنين تتطلب الحقيقة حيث كانت لا تأبه الجديد لجدته ولا تنفر من القديم لقدمه . وكن ذا شعور علمي دقيق ، فإن الطبيعة لا توحي بحقائقها إلا لمن دقّ حسّه وتنبه عقله . وحذاري أن تنظر إلى الكتب والدرس والأساتذة على أنها دواء مرّ يُتعاطى للضرورة ، والضرورة هي الشهادة والوظيفة . بل كن ممن يكتب البحث للبحث ليدوم بحثك وتعش طول عمرك منقباً متعلماً . إن العلم كالمصباح قد تُكتشف به طريق الهداية وقد تُكتشف به طريق الضلال . والعلم الذي ليس فيه خيرٌ للإنسانية سينقلبُ وبالاً عليها .

لا تكن ممن يُقدّر المدنية الحديثة فوق قيمتها وتقدّر نفسك أقل من قيمتها ، فالمدنية الحقة تقاس بإسعاد الناس لا بكثرة الاختراع ولا بكثرة التجارب .

كن ممن يرى في كلّ منظرٍ ببلد الابتعاث درساً ، وفي كل خطوة يخطوها فائدة وبذلك تتجدد نفسك وترتقي ملكاتك وتعود مخلوقاً جديداً بعلمك وخبرتك ، كن ممّن يميّز بين ما يحسُن أنْ نقتبسه لبلادنا وما يحسن ألا نقتبسه. لا يغب عن بالك أن في الغرب علمٌ يعادل اللهو الذي عندهم ، وجدٌ يوازي الهزل ، وشعورٌ بالمسئولية يوازي الشعور بالحرية ، فلا تختلط عليك الأمور .

أما إذا عدتَ لبلدك فتذكر أنّ كل مبعوث فبعثته دَينٌ عليه لبلده فإنْ جحد الدَّين كان من الجاحدين . تذكر أنّ قوي العلم والإرادة مصلحٌ لا يجرفه التيار ولو أنهم قليل .

إذا عدت فلا تكن ممن يشيد بمجال اللهو هناك ويروي مغامرات اللذائذ ، ولا ذاك الذي ما كأنه خرج من بلده فلم تتغير نظرته إلى الحياة . إذا عدتَ لبلدك فاحذر اليأس أنْ يدبّ إلئ نفسك نتيجة الفوضى التي قد تراها بعد أن نسيتها في بلد الدراسة . إذا عدتَ وقد اكتسبت علماً ونفساً وقلباً حاول الإصلاح ما استطعت ولا أقل من إصلاحٍ في بيئتك الخاصة .. طلبةٌ من حولك ، أساتذة تخالطهم ، بيتٌ تنشئه ، صديقٌ تجالسه .

لو أنّ كل مبعوث إلى أوروبا وأمريكا تعلم ونضج ثم عاد ويئس لكان من الخير ألا يُبعث ، فقلة العلم مع الأمل والطموح خير من كثرته مع اليأس والقنوط.

إنّ بلدك أرسلك لتكون خيرة ذخيرة له فإذا عدتَ فلا يستولي عليك “القرف” ولا تقصر مهمتك على “التقزز” وتطلق لسانك بالعيب لقومك فتكون خسارتنا مضاعفة . إذا عدتَ فلا تستبدل مهمة نفع بلدك بتملقٍ للحصول على جاه أو منصب . لا تكن – يابني- ممن يسافر لأخذ شهادة ليعود لأخذ درجة ، وليكن سفرك للمعرفة والعلم وعودتك للإصلاح والنفع”.

  • تعليق واحد

خالد الشعلان

كاتب

أكاديمي تربوي جامعة الطائف مبتعث للدكتوراه بجامعة اكستر ببريطانيا

درر ياأبا عبدالرحمن.
بارك الله فيك، ونفع بك أمتك..

التعليق

عفواً, للتعليق يجب عليك تسجيل الدخول أولاً. إذا كنت لا تملك عضوية, يمكن الإشترك بالنقر هنا إنشاء عضوية

تسجيل عبر
ADs