19 أبريل, 2014 - 10:17:34 صباحًا
آخر تحديث : 19 أبريل, 2014 - 10:17:34 صباحًا
صحيفة مبتعث - امل التركي
صحيفة مبتعث – أمل تركي
أكثر الصراعات تعقيدا في حياة أي إنسان، هي صراعه مع ذاته، مجابهة ما بداخله، مواجهة ما يعتريه من ضعف وألم و حزن و قلّة حيلة.
إنها المعركة الحتمية التي يجب أن يخوضها كل أحد، فإما أن ينتصر فيها فيُفلح في حاضره و مستقبله، و إما أن يتحول واقعه إلى سلسلة من الإحباط والفشل والانهيارات المتتابعة، التي تبدأ بانهيار الأمل و الجسارة في أعماقه. إن الإخفاق في الانتصار على الذات يعني أن تتحول فوهات بنادقنا باتجاه ذواتنا، ذلك يعني أن يُصبح التطاحن داخليا بدل أن يستخدم الواحد منا كل دفاعاته الذاتية لتجاوز حلبات الصراع التي تبرز له بين الحين والآخر، باختلاف حدّتها، و تنوّع المقاتلين على ساحتها.
تذكّر أنك حينما تسمح لنفسك بأن تحزن أو تغضب أو يتملكها الأسى، فأنت تختصر على الحياة بث عذاباتها من خلالك، إنك تُعطي من صحتك وسلامتك و قوتك للاشيء، و تكسب الخسران ولا شيء!
و عند القول بأن هذه هي انفعالات بشرية طبيعية، وهي فطرة إنسانية، فإن هذا مهما كان صحيحا إلا أنه لا يغير من كونها مؤذية ومهلكة، و أول ضحاياه هو صاحبها، و كما قيل فالحسد يبدأ بصاحبه!
أعداؤك الحقيقيون هم في داخلك، اكتشفهم، حاصرهم، إن شئت فاجعل بعضهم في الأسر سنين طويلة، لا تطلقهم إلا إلى غير رجعة، عندما تثق أنهم لن يلتفوا عليك.
روّض حزنك، تعامل مع ألمك بمنطق “و ماذا بعد؟” لن يُعيد لك الحزن حبيبا ولن يجعلك أقوى، إنه يدمّر ذهنك و خلاياك و يستهلك طاقاتك. عندما يجتاحك الكسل تذّكر أنه لن يقدم لك شيئاً، بل يخنقك و يبدد وقتك الثمين الذي لن يعود أبداً، حين يسجنك الخوف بين قضبان التراجع، تذكر أنك تجلس والناس يسيرون، أنك تبقى وحدك لتنتظر قافلة ربما يتبدد معها خوفك من الإقدام، و حتى انضمامك المتأخر لقوافل الآخرين، يجعلك تحصد نتائج متأخرة، فوّتت بها على نفسك فرصاً ثمينة.
بين الحرص والخوف الغير مبرر خط رفيع لا يراه إلا من خاض معاركه مع خطوط الوهم التي تأتي من أعماقه غير واضحة المعالم، ثم يفرزها و يرتبها و يقفز بعيدا فوق حواجز الذات إدراكاً منه للفوز الذي ينتظره خلف تلك الحواجز ، و أيُّ فوز!
صحيفة مبتعث - امل التركي
صحيفة مبتعث – أمل تركي
أكثر الصراعات تعقيدا في حياة أي إنسان، هي صراعه مع ذاته، مجابهة ما بداخله، مواجهة ما يعتريه من ضعف وألم و حزن و قلّة حيلة.
إنها المعركة الحتمية التي يجب أن يخوضها كل أحد، فإما أن ينتصر فيها فيُفلح في حاضره و مستقبله، و إما أن يتحول واقعه إلى سلسلة من الإحباط والفشل والانهيارات المتتابعة، التي تبدأ بانهيار الأمل و الجسارة في أعماقه. إن الإخفاق في الانتصار على الذات يعني أن تتحول فوهات بنادقنا باتجاه ذواتنا، ذلك يعني أن يُصبح التطاحن داخليا بدل أن يستخدم الواحد منا كل دفاعاته الذاتية لتجاوز حلبات الصراع التي تبرز له بين الحين والآخر، باختلاف حدّتها، و تنوّع المقاتلين على ساحتها.
تذكّر أنك حينما تسمح لنفسك بأن تحزن أو تغضب أو يتملكها الأسى، فأنت تختصر على الحياة بث عذاباتها من خلالك، إنك تُعطي من صحتك وسلامتك و قوتك للاشيء، و تكسب الخسران ولا شيء!
و عند القول بأن هذه هي انفعالات بشرية طبيعية، وهي فطرة إنسانية، فإن هذا مهما كان صحيحا إلا أنه لا يغير من كونها مؤذية ومهلكة، و أول ضحاياه هو صاحبها، و كما قيل فالحسد يبدأ بصاحبه!
أعداؤك الحقيقيون هم في داخلك، اكتشفهم، حاصرهم، إن شئت فاجعل بعضهم في الأسر سنين طويلة، لا تطلقهم إلا إلى غير رجعة، عندما تثق أنهم لن يلتفوا عليك.
روّض حزنك، تعامل مع ألمك بمنطق “و ماذا بعد؟” لن يُعيد لك الحزن حبيبا ولن يجعلك أقوى، إنه يدمّر ذهنك و خلاياك و يستهلك طاقاتك. عندما يجتاحك الكسل تذّكر أنه لن يقدم لك شيئاً، بل يخنقك و يبدد وقتك الثمين الذي لن يعود أبداً، حين يسجنك الخوف بين قضبان التراجع، تذكر أنك تجلس والناس يسيرون، أنك تبقى وحدك لتنتظر قافلة ربما يتبدد معها خوفك من الإقدام، و حتى انضمامك المتأخر لقوافل الآخرين، يجعلك تحصد نتائج متأخرة، فوّتت بها على نفسك فرصاً ثمينة.
بين الحرص والخوف الغير مبرر خط رفيع لا يراه إلا من خاض معاركه مع خطوط الوهم التي تأتي من أعماقه غير واضحة المعالم، ثم يفرزها و يرتبها و يقفز بعيدا فوق حواجز الذات إدراكاً منه للفوز الذي ينتظره خلف تلك الحواجز ، و أيُّ فوز!