الأعضاء الإشتراك و التسجيل

    التسجيل و الدخول عبر

نسيت كلمه المرور
الأقسام
ADs

تابعنا :



الراقصة والواعظ

16 سبتمبر, 2014 - 5:08:27 صباحًا آخر تحديث : 17 سبتمبر, 2014 - 3:24:34 صباحًا

صحيفة مبتعث - محمد العماني

صحيفة مبتعث – محمد العماني

لا ريب ان الرقص بكافة اشكالة كالبالية ، السامبا ، الصلصا، فالمنكو، والهيب هوب، والبوب، والرقص الشرقي وغيرها له محبيه وجمهوره العاشق.. وبما أننا نتكلم عن الرقص بشكل عام فلا بد ان تحضر المرأة التي هي عرابة اغلب الرقصات وخصوصا الرقص الشرقي.

فالرقص “كمهنة” كما يحلو لمحبيه او “محترفية” تسميته بذلك، في الغالب ينعكس على ثقافة بلد.. لأن كل الشعوب لها طقوسها في الرقص من قديم الزمان، وعند ذكر ثقافة اي شعب يكون الرقص حاضراً.

في المنطقة العربية يعد الرقص الشرقي الأكثر انتشارا من غيره، والغريب ان الرقص الشرقي ينتشر انتشارا كبيرا في الولايات المتحدة الأمريكية، بل اصبحت له مدارس ومعاهد يرتادها الكثير من شقروات بلاد العم السام.

كنت ذات ليله واقفا امام شقتي انتظر صديقي لنذهب إلى احد الأصحاب، فرأيت فتاة شابة تقوم بعمل فيه من الإنسانية الشيء الكثير، تجلب طعاما بكميات كثيرة وتوزعه على المشردين المنتشرين بكثرة في أزقة المدينة الجميلة التي لا تنام… نيويورك.

الغريب في الأمر اني رأيت تلك الفتاة اكثر من مرة تأتي بوقت محدد “صدق من قال توقيت أمريكي” 1 صباحاً بتوقيت نيويورك وتقوم بعملها الإنساني توزع على المحتاجين الطعام.

شدني فضولي -وما أكثرنا نحن الفضوليين- أن اعرف قصة تلك الفتاه ، ذهبت فسألت أحدهم “المشردين”، فقال لي:

“لا أعرفها.. تأتي كل يوم وتوزع علينا الطعام بنفسها وتسألنا عن الأكل الذي نريده في المرة القادمة وتجلبه لنا واذا لم تأتي تبعث أحداً بالنيابة عنها” بُعد إنساني.

في ذلك الوقت كانت هناك مشكلة هزت ارجاء ولاية نيويورك برمتها، وهي لأحد الرهبان عن مشاكل اخلاقية مع اطفال قُصّر، وكنت أرى صور ذلك “المُلتحي” في الصحف والمجلات ومواقع التواصل الإجتماعي وهم يتحدثون عن فعلته المشينة.

سحقا للمتشدقين بالدين، تجدهم في كل الأديان والمذاهب والمعتقدات يلبسون عباءة الدين من ذقن ساتر، ولباس خادع، وأسلوب ساخر، ونواح كاذب، ودموع تماسيح، وتسلق و تملق، ومتاجرة بالدين وغيرها، وسرعان ما تنكشف اقنعتهم امام الملأ كما حصل لهذا (الواعظ الملتحي).

مصر الصغيرة او كما يطلق عليها من سكان نيويورك “Little Egypt” من الأماكن التي كنت ارتادها شبه يومي …

يكفي انها تذكرك بمصر الحبيبة لما فيها من المطاعم والمقاهي الشعبية المصرية… “تحيا مصر”

رأيت في مصر النيويوركية تلك الحسناء التي كانت تطعم المحتاجين من اكل وغيره وهي تمشي، و لما لدي من الفضول استوقفتها، وابلغتها عن اعجابي بإهتمامها بالمشردين الذين لا يجدون لقمة العيش (نعم أمريكا فيها فقر) فقالت:

“لكي يرضى علينا الله لا بد ان نطعم الجائع ونمد يد العون لمن يحتاج” فلم تحدد ديانته او عرقه او مذهبه.

سألتها عن ماذا تعمل هنا؟

فأجابت: “أدرس في معهد لتعلم الرقص الشرقي، وأعمل في مطعم عربي كراقصة رقص شرقي لأطبق ماتعلمته من المعهد، انتهي من العمل قرابة الساعة 12 صباحاً، أذهب بعد ذلك إلى المطعم، أجلب الأكل الذي طلبوه مني المحتاجين لأعطيهم إياه”.

فكرت قليلا واستحضرت الواعظ والراقصة قفلت: الواعظ هيئته هيئةُ رجل دين، وهو فاسد اخلاقيا! والراقصة هيئتها عند البعض ليست صالحة وهي في حقيقة الأمر تحب الخير وتساعد المحتاجين.

صدق المصطفى صلى الله عليه وسلم (إن الله لا ينظر إلى أجسامكم, ولا إلى صوركم, ولكن ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم).

  • لا يوجد تعليقات

التعليق

عفواً, للتعليق يجب عليك تسجيل الدخول أولاً. إذا كنت لا تملك عضوية, يمكن الإشترك بالنقر هنا إنشاء عضوية

تسجيل عبر
ADs