25 يناير, 2015 - 6:36:14 مساءً
آخر تحديث : 25 يناير, 2015 - 6:36:14 مساءً
صحيفة مبتعث - خالد الشعلان
صحيفة مبتعث – خالد الشعلان
وأنا ببلد الابتعاث تلقيت خبر وفاة خادم الحرمين الملك عبدالله بن عبدالعزيز رحمه الله ، فانتابني شعور عميق بغربتي ومدى اشتياقي لكل مكونات بلدي وأرضي وموطني المملكة العربية السعودية .
لم يتملك قلبي لحظتها إلا الإمتنان لله على نعمة استقرار إيماننا وأمننا في سنين عجاف عصفت وتعصف بالعالم من حولنا .
ولم يتمثل في مخيلتي وأنا المبتعث للدراسة بالخارج إلا مشهد كيان يقف صامداً معتزاً بثقافته الإسلامية وبقوميته العربية في وسط عنفوان عولمة ثقافية غربية تجتاح العالم اليوم .
لم يتمثل في مخيلتي إلا مملكة الإنسانية بعطاياها الخيّرة وأياديها البيضاء .
لم يتمثل في مخيلتي إلا جهود سفارات المملكة في الخارج وهي تبذل قصارى جهدها لتلبية احتياجات كل من يلوذ بها ، وجهود الملحقيات الثقافية وهي تدعم بكل طاقتها مسيرة من خرجوا يلتمسون علماً ويستنيرون فكراً ويرجون لبلدهم فائدة ونفعاً .
لم يتمثل في مخيلتي إلا صورة الإرادة والعزم لكيان يدفع لسلوك طريق التقدم والترقي في ميادين المعرفة والعلم والفكر والثقافة بالرغم من كل العقبات والتحديات حتى غدى أبناؤه منجزين منافسين في أعرق جامعات الدول المتقدمة .
لم يتمثل في مخيلتي إلا صورة المسلمين الخيّرين الذين يعقدون الآمال في هذا الكيان المبارك المملكة العربية السعودية حاضنة الإسلام وراعية السلام ، فيرجون لها كل خير ولا يرضون أن يصيبها أدنى أذى أو مكروه . لم يتمثل في مخيلتي إلا صورة اليتم التي أحاط إطارها كثيراً من أهل الإسلام وبالرغم من ذلك يجدون في مجرد ذكر اسم المملكة العربية السعودية الراحة والطمأنينة ما دامت تلك الأرض وأهلها بخير .
لحظتها عادت بي الذاكرة إلى موقفٍ مر بي قبل سنين ، حين عزمت في سنة دراسة اللغة الأكاديمية بمعهد الجامعة أن أتقدم للطلاب بعرض تعريفي عن المملكة ، بحثت وقتها عن عروض \”البوربوينت\” باللغة الانجليزية في محرك البحث \”قوقل\” فصُدمت حين وجدت كثيراً منها توجه الانتقادات للمملكة جزافاً بغير وجه حق وفي مقدمة تلك الانتقادات قضيتان ، الأولى أن نظام الحكم في بلادنا ملكي والثانية أن المرأة ليس لها حقوق ، وأحسب أن كثيراً من المبتعثين يواجَهون بمثل هذه الانتقادات . تقدمتُ بعرضي وأجبت عن الانتقاد الأول بأن القيمة الأساسية في كل نظم الحكم هي العدل ، فمتى ما وُجدَت فلا يهمّ بعد ذلك شكل النظام الذي يحتوي هذه القيمة . وأما الانتقاد الثاني فلفتُّ انتباه من وجهتُ لهم الحديث إلى أن الحكم عن صورةٍ دون أنْ تكتملَ الرؤية لها سيكون ناقصاً وهو عين الخطأ في هذا السياق .
المملكة العربية السعودية وطننا الغالي مسئولية تمثيله والتعريف به لا تقتصر على عرض تعريفي أو معرض في يوم وطني محدود المكان والزمان ، بل هي منجزاتٌ تقدم نفسها وأحداثٌ تعبّر عن ذاتها ومواقف تخلد آثارها وثقافة تضرب بجذورها في أعماق الزمن .
هذه خواطر تواردت على ذهني ومشاعر سرتْ في قلبي فخطيّتها كلمات بحبر قلمي وقد قدِمت للتو من مكتبي بالجامعة ، وما أن جلست لألتقط أنفاسي إلا وفجعتُ بخبر الوفاة فإنا لله وإنا إليه راجعون ورحم الله الملك عبدالله رحمة واسعة .
صحيفة مبتعث - خالد الشعلان
صحيفة مبتعث – خالد الشعلان
وأنا ببلد الابتعاث تلقيت خبر وفاة خادم الحرمين الملك عبدالله بن عبدالعزيز رحمه الله ، فانتابني شعور عميق بغربتي ومدى اشتياقي لكل مكونات بلدي وأرضي وموطني المملكة العربية السعودية .
لم يتملك قلبي لحظتها إلا الإمتنان لله على نعمة استقرار إيماننا وأمننا في سنين عجاف عصفت وتعصف بالعالم من حولنا .
ولم يتمثل في مخيلتي وأنا المبتعث للدراسة بالخارج إلا مشهد كيان يقف صامداً معتزاً بثقافته الإسلامية وبقوميته العربية في وسط عنفوان عولمة ثقافية غربية تجتاح العالم اليوم .
لم يتمثل في مخيلتي إلا مملكة الإنسانية بعطاياها الخيّرة وأياديها البيضاء .
لم يتمثل في مخيلتي إلا جهود سفارات المملكة في الخارج وهي تبذل قصارى جهدها لتلبية احتياجات كل من يلوذ بها ، وجهود الملحقيات الثقافية وهي تدعم بكل طاقتها مسيرة من خرجوا يلتمسون علماً ويستنيرون فكراً ويرجون لبلدهم فائدة ونفعاً .
لم يتمثل في مخيلتي إلا صورة الإرادة والعزم لكيان يدفع لسلوك طريق التقدم والترقي في ميادين المعرفة والعلم والفكر والثقافة بالرغم من كل العقبات والتحديات حتى غدى أبناؤه منجزين منافسين في أعرق جامعات الدول المتقدمة .
لم يتمثل في مخيلتي إلا صورة المسلمين الخيّرين الذين يعقدون الآمال في هذا الكيان المبارك المملكة العربية السعودية حاضنة الإسلام وراعية السلام ، فيرجون لها كل خير ولا يرضون أن يصيبها أدنى أذى أو مكروه . لم يتمثل في مخيلتي إلا صورة اليتم التي أحاط إطارها كثيراً من أهل الإسلام وبالرغم من ذلك يجدون في مجرد ذكر اسم المملكة العربية السعودية الراحة والطمأنينة ما دامت تلك الأرض وأهلها بخير .
لحظتها عادت بي الذاكرة إلى موقفٍ مر بي قبل سنين ، حين عزمت في سنة دراسة اللغة الأكاديمية بمعهد الجامعة أن أتقدم للطلاب بعرض تعريفي عن المملكة ، بحثت وقتها عن عروض \”البوربوينت\” باللغة الانجليزية في محرك البحث \”قوقل\” فصُدمت حين وجدت كثيراً منها توجه الانتقادات للمملكة جزافاً بغير وجه حق وفي مقدمة تلك الانتقادات قضيتان ، الأولى أن نظام الحكم في بلادنا ملكي والثانية أن المرأة ليس لها حقوق ، وأحسب أن كثيراً من المبتعثين يواجَهون بمثل هذه الانتقادات . تقدمتُ بعرضي وأجبت عن الانتقاد الأول بأن القيمة الأساسية في كل نظم الحكم هي العدل ، فمتى ما وُجدَت فلا يهمّ بعد ذلك شكل النظام الذي يحتوي هذه القيمة . وأما الانتقاد الثاني فلفتُّ انتباه من وجهتُ لهم الحديث إلى أن الحكم عن صورةٍ دون أنْ تكتملَ الرؤية لها سيكون ناقصاً وهو عين الخطأ في هذا السياق .
المملكة العربية السعودية وطننا الغالي مسئولية تمثيله والتعريف به لا تقتصر على عرض تعريفي أو معرض في يوم وطني محدود المكان والزمان ، بل هي منجزاتٌ تقدم نفسها وأحداثٌ تعبّر عن ذاتها ومواقف تخلد آثارها وثقافة تضرب بجذورها في أعماق الزمن .
هذه خواطر تواردت على ذهني ومشاعر سرتْ في قلبي فخطيّتها كلمات بحبر قلمي وقد قدِمت للتو من مكتبي بالجامعة ، وما أن جلست لألتقط أنفاسي إلا وفجعتُ بخبر الوفاة فإنا لله وإنا إليه راجعون ورحم الله الملك عبدالله رحمة واسعة .