الأعضاء الإشتراك و التسجيل

    التسجيل و الدخول عبر

نسيت كلمه المرور
الأقسام
ADs

تابعنا :



تقني مغضوب عليه

31 أغسطس, 2014 - 6:40:22 مساءً آخر تحديث : 31 أغسطس, 2014 - 6:40:22 مساءً

صحيفة مبتعث - هتان عارف

صحيفة مبتعث – هتان عارف

“لقد تم قبولك في جامعة الملك عبدالعزيز في التخصص المطلوب حسب المقاعد الشاغرة” إنه السبت, يوم عطلة. و لكن صديقي لديه موعد كبير لتسجيل اسمه في الجامعة. قبل الثامنة, تواجد أمام مبنى القبول إلا أنه مغلق. حشد كبير جدا من الطلاب يشاركونه نفس المعاناة و نفس الحلم. تمر الساعات و تنقضي الصلوات, و لا مسؤول يمر و لا عامل يرد. انتهى اليوم و عاد صديقي إلى منزله حزينا. لا يريد الحديث مع أحد. شعر بأنه فاشل لأنه لم يحصل على المعدل المرتفع في الثانوية العامة. يتصفح الإنترنت و يقرأ خبر فتح القبول في الكليات التقنية بتخصصاتها العديدة. الشروط متاحة لديه و أقل من عادية. يحجز مقعده و يصبح أحد طلابها. أثناء المستوى الدراسي الأول, تم ضم الكليات التقنية لبرنامج الإبتعاث. أدرك صديقي أنها فرصته لا محال. ذاكر و اجتهد و سهر الليالي و نافق مع المدرسين و النتيجة, معدل ممتاز مع مرتبة الشرف الأولى. تسير إجراءات الإبتعاث بيسر و سلاسة.

وصل إلى أمريكا و بدأ الدراسة الفعلية لمرحلة اللغة. نعم لقد تجاوزها بنجاح بل, و أحب كثيرا هذي المرحلة. حان وقت الجد, و بدأت رحلة إكمال درجة البكالوريس عن طريق الدبلوم الحائز عليه. تمت معادلة أكثر من 40 ساعة منه, و المتبقي أكثر من 80 ساعة للتخرج. لا مشكلة… المشكلة أنه يفكر كثيرا في الغد. و إذا فكر تاه بين مستقبل واعد و أخر مشتت. عانى كثيرا في دراسته فهي مواد متقدمة جدا بإعتبار أنه درس أسسها في الكلية التقنية. تجاوز تلك المواد بخسائر فادحة, إلا أنه لا يزال ينعم بالتفاؤل و الإيجابية. يتصفح الإنترنت, و يكتب في جوجل: الفرق بين المهندس العلمي و المهندس التقني. تأتيه أجوبة من هنا و هناك, و يراوده إحباط شديد. يدخل منتديات الإبتعاث, و يبحث عن حالات مثله. يجد البعض منهم يعاني من وعود المؤسسة المنتهية بالتوظيف ليتذمر مرة أخرى. يذهب لتجمع وفد الملحقية, و يستمع جيدا لأجوبة المسؤولين الذي صرح أحدهم بأن لا مستقبل للتخصصات التقنية في المملكة. هنا كاد أن يصاب بالجنون من شدة الإحباط الذي لازمه طيلة أيام. يخرج من هذي الحالة بزيارة بعض اصدقائه فيطرح نفس الموضوع. تتراوح الأجوبة بين هنا و هناك و الخلاصة, المعدل هو من يحسم القضية. ينظر إلى معدله التراكمي, فيجده قد تراجع كثيرا بعد عدة فصول دراسية. يقوم ببعض الحسابات ليجد أن هناك أمل كبير في رفع معدله إلى أقصى الحدود الممكنة. يتنفس هنا صديقي الصعداء. خطرت في باله فكرة الحصول على الماستر بعد التخرج, إلا أن الرفض كان حليف حالته أيضا. ينسخط هنا ليأتي بفكرة جهنمية حسب رأيه. الزواج و إحضار زوجته لدراسة اللغة ثم دراسة مرحلة البكالوريس. في هذي الحالة, سيأتيه الرد بقبول دراسة مرحلة الماستر طالما أن زوجته على قيد الدراسة. إلا أن حالته و حالة أسرته المادية ضعيفة جدا, و الزواج في الوقت الحالي أشبه بالمستحيل. يتراجع عن فكرته العبقرية كما وصفها باحثا عن فكرة أخرى. انطلق إلى مستشاره الدراسي و طلب منه تحويل التخصص من تقني إلى علمي. جاءه القبول بالإيجاب إلا أن عليه دراسة المزيد من المواد و هذا يعني مزيدا من الساعات. يقوم بالاستفسار من هنا و هناك ليجد الرفض اللا منتهي لحالته. يفكر في الأمر كثيرا فلا يحق له التقديم على تمديد أخر بعد تمديد اللغة و البكالوريس خاصة أنه على عقد عمل مع المؤسسة ينتهي في وقت محدد, و يجب عليه التخرج قبل انتهائه. يتصل بأحد اصدقائه التقنيين الباحثين عن وظائف. و النتيجة أنهم مسجلون في حافز و أخر يخبره: “لا فائدة لدبلوم يعتبر أقل تصنيفا من شهادة الثانوية في نظر الكثير”.

أخيرا وصل إلى مراده, و تعرف إلى أحد خريجي التقنية اللذين تقدموا لطلب وظيفة في المؤسسة العامة. الرد يأتيه من صديقه بأن هناك اختبارات و مقابلات و دورة لمدة أشهر ثم يتم التعيين. يتذمر مرة أخرى, فهو معقد جدا من المقابلات و ينسى سريعا ما درسه في المقررات. ماذا يفعل هذا التقني المسكين؟ يشعر بأنه مغضوب عليه. أخر ما توصل إليه صديقنا العبقري, أن يترك كل هذي التساؤلات و الهموم ورائه, و يشعل أرجيلته و يذاكر جيدا, و ما كتبه الله سيحدث لا محال. إنه تقني لا أكثر…

  • لا يوجد تعليقات

التعليق

عفواً, للتعليق يجب عليك تسجيل الدخول أولاً. إذا كنت لا تملك عضوية, يمكن الإشترك بالنقر هنا إنشاء عضوية

تسجيل عبر
ADs