2 أكتوبر, 2014 - 10:50:02 صباحًا
آخر تحديث : 2 أكتوبر, 2014 - 10:50:02 صباحًا
صحيفة مبتعث - خالد الشعلان
صحيفة مبتعث – خالد الشعلان
ابنتي .. شاءت الظروف أن ترحلي لبلد الدراسة وقد كنتِ من قبل مهدمة الأعصاب شديدة الانفعال ، تبكين لأتفه الأسباب وتضحكين لأتفه الأسباب . فتعلّمي أن تثلج أعصابك وتبرد انفعالاتك ، فكل ما حولك يدعو إلى الهدوء جو بارد ونظام دقيق ومعاملة حسنة .
قد كنتِ تعتمدين على غيرك في قضاء حوائجك واليوم أنتِ لا تجدين ذلك فتقضين حوائجك بنفسك فثقي أن هذا يعلمك الاستقلال ويبعثك على النشاط ويملأ فراغك ووقتك وفي ذلك خير كثير .
أي بنيتي .. ثقي أنك تحملين – شئت أم أبيت – اسم والدك فعملك لاصق به فاحفظي اسمك واسم والدك ، وعلى الإجمال كوني شريفة ، فإن لم يكن شرفك لنفسك فاشرفي لأبيك .
وسّعي عينيك ودققي النظر في عادات القوم وخذي ما تستحسنين وتجنبي ما تكرهين فكل قوم لهم خيرهم ولهم شرهم ولهم محاسنهم ومساوئهم .
زرت مرة أوروبا فدققت النظر في رقيّم فقلت إنّ رقيهم سببه ميمان : المرأة والمطر ، فالمرأة برقيّها رقت أمتهم ، والمطر ألطفَ الجو وكسا الجبال وخلق الغابات ، فكوني امرأة يُشاد بك في رقيك فتحسنين التعامل مع نفسك ومع من حولك .
تحمّلي الغربة فإنها بغيضة ثقيلة ، ولكن هوّني على نفسك واعلمي أن الغربة إلى قرب والبعد إلى نهاية ، واجتهدي أن تجعلي غربتك أحسن درس وأفيد علم ، فترجعي إلى وطنك خيراً مما كنتِ ، وأرجو أن أراك قريبا وقد زال حزنك وبردت أعصابك وتحسنت عاداتك فتحمدي السفر وتشكري الغربة ، وحذاري أن تغيري عاداتك الطيبة التي كسبتها فلا من إقامة أقمنا ولا من غربة استفدنا ، وإنما احتفظي بشخصيتك ، واجتهدي أن تتركي بلاد القوم وقد خلفتِ سيرة حسنة وذكريات حميدة . اجتهدي أن تملئي فراغك بالقراءة النافعة من قصص ممتعة وتاريخ مفيد ، فلا خير في حياة فارغة ليس فيها غذاء .
هذا ما كتبه صاحب رسالة “إلى ولدي” إلى ابنته التي ذهبت للدراسة في بريطانيا وبها أختم هذه السلسلة .
صحيفة مبتعث - خالد الشعلان
صحيفة مبتعث – خالد الشعلان
ابنتي .. شاءت الظروف أن ترحلي لبلد الدراسة وقد كنتِ من قبل مهدمة الأعصاب شديدة الانفعال ، تبكين لأتفه الأسباب وتضحكين لأتفه الأسباب . فتعلّمي أن تثلج أعصابك وتبرد انفعالاتك ، فكل ما حولك يدعو إلى الهدوء جو بارد ونظام دقيق ومعاملة حسنة .
قد كنتِ تعتمدين على غيرك في قضاء حوائجك واليوم أنتِ لا تجدين ذلك فتقضين حوائجك بنفسك فثقي أن هذا يعلمك الاستقلال ويبعثك على النشاط ويملأ فراغك ووقتك وفي ذلك خير كثير .
أي بنيتي .. ثقي أنك تحملين – شئت أم أبيت – اسم والدك فعملك لاصق به فاحفظي اسمك واسم والدك ، وعلى الإجمال كوني شريفة ، فإن لم يكن شرفك لنفسك فاشرفي لأبيك .
وسّعي عينيك ودققي النظر في عادات القوم وخذي ما تستحسنين وتجنبي ما تكرهين فكل قوم لهم خيرهم ولهم شرهم ولهم محاسنهم ومساوئهم .
زرت مرة أوروبا فدققت النظر في رقيّم فقلت إنّ رقيهم سببه ميمان : المرأة والمطر ، فالمرأة برقيّها رقت أمتهم ، والمطر ألطفَ الجو وكسا الجبال وخلق الغابات ، فكوني امرأة يُشاد بك في رقيك فتحسنين التعامل مع نفسك ومع من حولك .
تحمّلي الغربة فإنها بغيضة ثقيلة ، ولكن هوّني على نفسك واعلمي أن الغربة إلى قرب والبعد إلى نهاية ، واجتهدي أن تجعلي غربتك أحسن درس وأفيد علم ، فترجعي إلى وطنك خيراً مما كنتِ ، وأرجو أن أراك قريبا وقد زال حزنك وبردت أعصابك وتحسنت عاداتك فتحمدي السفر وتشكري الغربة ، وحذاري أن تغيري عاداتك الطيبة التي كسبتها فلا من إقامة أقمنا ولا من غربة استفدنا ، وإنما احتفظي بشخصيتك ، واجتهدي أن تتركي بلاد القوم وقد خلفتِ سيرة حسنة وذكريات حميدة . اجتهدي أن تملئي فراغك بالقراءة النافعة من قصص ممتعة وتاريخ مفيد ، فلا خير في حياة فارغة ليس فيها غذاء .
هذا ما كتبه صاحب رسالة “إلى ولدي” إلى ابنته التي ذهبت للدراسة في بريطانيا وبها أختم هذه السلسلة .