سياسة ذوي الفكر الراقي

صحيفة مبتعث - سراء عبدالوهاب

صحيفة مبتعث – سراء عبدالوهاب

” التعامل مع البشر مسألة سهلة بمقدار صعوبتها. ”

فقد قيل أن إرضاء الناس غاية لاتدرك والكثير من الأقوال التي لها نفس الفكر .
لكن إضاءة القرأن الكريم تأبى الا ان تنير لنا كل سبل حياتنا حتى على سبيل التعامل مع بعضنا البعض .
ولأن الله هو خالقنا فلا طب لنا سوا مفرداته.
فحين علم ان هناك بشر تبدي الإساءه قال((ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ ))
فـصد السيئة بالحسنة ماهي إلا سياسة ذوي الفكر الراقي الذين عزت عليهم انفسهم حتى ترفعوا بها عن كل ماهو سيئ حتى وان كان فيه انتصار لأنفسهم..ومن جانب التعامل مع المثبطين تأتي جملة ((كَلَّا إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ)) كافية شافية حينما هتف اصحاب موسى ((إنا لمُدركون)) حينما شاهدوا البحر امامهم والطاغية خلفهم.
فما اجمل أن نستشعر يقينآ في وجه كل مثبط معية الله ومن كان معه الله استسلمت له كل عقبات الحياة طوعآ او كراهية، ولما علم الله أن ضعف البشر يحتاج الا بث مكنونه سطر لنا جملة تخط بماء الذهب على لسان نبيه يعقوب عليه السلام حين قال (( إِنَّمَا أَشْكُو بَثِّي وَحُزْنِي إِلَى اللَّه)) . فمن قلة الحكمة أن نشكي أوجاعنا إلى من لايملكون حل لـ أوجاعهم ونهمل الشكوى لمن بيده ملكوت السموات والأرض .وعلى لسان يعقوب آيضآ قدم الله لنا معجزة قولية ماتلفظ بها عبدآ موقنآ بها الا حقق الله له مبتغاه الآ وهي { عَسَى اللَّه أَنْ يَأْتِيَنِي بِهِمْ جَمِيعًا }

فبعد غياب يوسف سنوات عجاف يفقد الأب -الذي تفطر قلبه فقدآ على غياب يوسف -اخوه ثم يتمتم بـ حروف تنساق أمل وتجري يقيناً في ربها بأن يعودون جميعآ فما خيب الله له آمل بل ردهما واحدهما ملك .نعم إنها سياسة القرأن في التعامل مع الرحمن ، لكن حُرمنا هذا النهج لأننا فرطنا في التواصل مع >المصدر <..

نصيحة: وإن تعددت جماليات الألفاظ لا أجمل من كلمات خالق الجمال..

حقيقة: حكمتك بمقدار تواصلك مع كلمات الحكيم جل في علاه..