2 مارس, 2015 - 1:56:09 صباحًا
آخر تحديث : 2 مارس, 2015 - 1:56:09 صباحًا
صحيفة مبتعث - رنا خياط
صحيفة مبتعث – رنا خياط
الزمان: صباح أحد أيام الخميس من عام 2014م
المكان: أحد معاهد اللغة في كندا
في صباح ذلك اليوم الشتوي البارد الذي ةصلت درجة الحرارة (أو البرودة) فيه إلى -10م أدخل إلى إحدى قاعات المعهد، أضع كوب قهوتي على الطاولة ثم أبدأ بخلع معطفي الشتوي الثقيل و أضعه على ظهر الكرسي و أرتب طاولتي استعداداً لبدء يوم دراسي جديد حين طرقت مسامعي بعض العبارات من زميلي السعودي و هو يشرح لطالب إسباني عن الحدود في الإسلام حد اللواط، حد الزنا، و حد القتل. لفت انتباهي و هو يشرح كيفية تطبيق الحد بالتفصيل الممل – دون الإشارة إلى شروط تطبيقه- و الطالب الإسباني يتحدث عن الإسلام و عن الحرية في بلده و أنه من حق أي شخص فعل ما يحلو له دون عقاب.
هذه الحادثة ذكرتني بحادثة أخرى في مكان آخر حين بدأ زميل سعودي فاضل آخر بمناقشة فرضية غطاء الوجه على المرأة المسلمة معنا باللغة الإنجليزية و بدأ بسرد الآيات و الأحاديث المؤيدة لرأيه و استمات زميلنا القدير مدافعاً عن رأيه موضحاً لوجهة نظره حتى استخدم العربية لشرح ما لم يتمكن من شرحه بالإنجليزية حتى بدأنا نطالبه بالسكوت بسبب عدم ملائمة الزمان و لا المكان لهذا النوع من النقاشات. وقفت معلمتنا تنظر إلينا منتظرة الانتهاء من هذا النقاش الذي لا علاقة له بموضوع الدرس و لا يهم بقية الطلبة بأي شكل من الأشكال.
هذان الموقفان و غيرهما الكثير تجعلاني أطالبك بل و أرجوك أخي المبتعث بأن لا تُفتي. أنا أعلم أن حماسك قد يأخذك أحياناً للتحدث عن الإسلام لكن هذه ليست الطريقة المناسبة أبداً.
أولاً: قد لا تملك العلم الكافي عن كل هذه الأمور في الإسلام و هذا ما حصل في الموقف الأول حيث أن تطبيق الحدود لابد له من شروط و قيود كثيرة دقيقة جداً قد نجهل كثيراً منها أنا و أنت.
ثانياً: قد تكون على مذهب و زملاؤك على مذهب و هذا لا يجعل أحداً منكم يخطًئ الآخر، كما قد تكون مسائلاً خلافية عند البعض كتغطية الوجه فلا تضع نفسك و غيرك في مواقف محرجة أنتم في غنى عنها.
ثالثاً و أخيراً: معاهد اللغة و الجامعات قد لا تكون المكان المناسب لمناقشة مثل هذه المسائل الفقهية الدقيقة خصوصاً و أننا مبتعثون في دول متعددة الثقافات و الديانات و قد تسئ لدينك بتعصبك مع قلة علمك و اندفاعك لا قدر الله-.
أخيراً.. حاول تجنب التحدث بتعمق في هذه الأمور الثلاثة: \”الديانات، السياسة، و العلاقة الخاصة بين الرجل و المرأة\”.
صحيفة مبتعث - رنا خياط
صحيفة مبتعث – رنا خياط
الزمان: صباح أحد أيام الخميس من عام 2014م
المكان: أحد معاهد اللغة في كندا
في صباح ذلك اليوم الشتوي البارد الذي ةصلت درجة الحرارة (أو البرودة) فيه إلى -10م أدخل إلى إحدى قاعات المعهد، أضع كوب قهوتي على الطاولة ثم أبدأ بخلع معطفي الشتوي الثقيل و أضعه على ظهر الكرسي و أرتب طاولتي استعداداً لبدء يوم دراسي جديد حين طرقت مسامعي بعض العبارات من زميلي السعودي و هو يشرح لطالب إسباني عن الحدود في الإسلام حد اللواط، حد الزنا، و حد القتل. لفت انتباهي و هو يشرح كيفية تطبيق الحد بالتفصيل الممل – دون الإشارة إلى شروط تطبيقه- و الطالب الإسباني يتحدث عن الإسلام و عن الحرية في بلده و أنه من حق أي شخص فعل ما يحلو له دون عقاب.
هذه الحادثة ذكرتني بحادثة أخرى في مكان آخر حين بدأ زميل سعودي فاضل آخر بمناقشة فرضية غطاء الوجه على المرأة المسلمة معنا باللغة الإنجليزية و بدأ بسرد الآيات و الأحاديث المؤيدة لرأيه و استمات زميلنا القدير مدافعاً عن رأيه موضحاً لوجهة نظره حتى استخدم العربية لشرح ما لم يتمكن من شرحه بالإنجليزية حتى بدأنا نطالبه بالسكوت بسبب عدم ملائمة الزمان و لا المكان لهذا النوع من النقاشات. وقفت معلمتنا تنظر إلينا منتظرة الانتهاء من هذا النقاش الذي لا علاقة له بموضوع الدرس و لا يهم بقية الطلبة بأي شكل من الأشكال.
هذان الموقفان و غيرهما الكثير تجعلاني أطالبك بل و أرجوك أخي المبتعث بأن لا تُفتي. أنا أعلم أن حماسك قد يأخذك أحياناً للتحدث عن الإسلام لكن هذه ليست الطريقة المناسبة أبداً.
أولاً: قد لا تملك العلم الكافي عن كل هذه الأمور في الإسلام و هذا ما حصل في الموقف الأول حيث أن تطبيق الحدود لابد له من شروط و قيود كثيرة دقيقة جداً قد نجهل كثيراً منها أنا و أنت.
ثانياً: قد تكون على مذهب و زملاؤك على مذهب و هذا لا يجعل أحداً منكم يخطًئ الآخر، كما قد تكون مسائلاً خلافية عند البعض كتغطية الوجه فلا تضع نفسك و غيرك في مواقف محرجة أنتم في غنى عنها.
ثالثاً و أخيراً: معاهد اللغة و الجامعات قد لا تكون المكان المناسب لمناقشة مثل هذه المسائل الفقهية الدقيقة خصوصاً و أننا مبتعثون في دول متعددة الثقافات و الديانات و قد تسئ لدينك بتعصبك مع قلة علمك و اندفاعك لا قدر الله-.
أخيراً.. حاول تجنب التحدث بتعمق في هذه الأمور الثلاثة: \”الديانات، السياسة، و العلاقة الخاصة بين الرجل و المرأة\”.