جميل جدا ما قرأته هنا ..
لكنّ بعد هذا الوصف الدقيق لكل ما عرضته اخي الفاضل
سؤال يطرح نفسه .. ماذا استفدنا نحن يا أمة لا إله إلا الله من هذا المُصآب ؟!
نعم هناك فائدة عُظمى تتجلى في جهادنا لغض البصر و نيل الأجر من الحكيم العليم الذي يعلم حالنا و ما نواجهه
من ابتلاءات في هذه البلاد و قِطع اللحم أحدها ..
فلو احتسب كل واحد منا الأجر قبل خروجه للدراسة و ما سيواجهه من مشاق
لكسب أجراً عظيما ..
قال سعيد بن أبي الحسن: قلتُ للحسن: إنّ نساء العجم يكشفن صدورهنّ ورؤوسهنّ، قال: اصرف
بصرك، يقول الله تعالى: ( قُلْ لّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّواْ مِنْ أَبْصَـٰرِهِمْ وَيَحْفَظُواْ فُرُوجَهُمْ ) ( النور:30 )
أسأل الله الكريم لي و لكم الهدى و التقى و العفاف و الغنى
و أن يثبتنا و إيآكم على الطاعة ..
وافر الدعوات و خالص الامتنان ..
7 " لكنّ بعد هذا الوصف الدقيق لكل ما عرضته اخي الفاضل
سؤال يطرح نفسه .. ماذا استفدنا نحن يا أمة لا إله إلا الله من هذا المُصآب ؟!
نعم هناك فائدة عُظمى تتجلى في جهادنا لغض البصر و نيل الأجر من الحكيم العليم الذي يعلم حالنا و ما نواجهه
من ابتلاءات في هذه البلاد و قِطع اللحم أحدها ..
فلو احتسب كل واحد منا الأجر قبل خروجه للدراسة و ما سيواجهه من مشاق
لكسب أجراً عظيما ..
قال سعيد بن أبي الحسن: قلتُ للحسن: إنّ نساء العجم يكشفن صدورهنّ ورؤوسهنّ، قال: اصرف
بصرك، يقول الله تعالى: ( قُلْ لّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّواْ مِنْ أَبْصَـٰرِهِمْ وَيَحْفَظُواْ فُرُوجَهُمْ ) ( النور:30 )
أسأل الله الكريم لي و لكم الهدى و التقى و العفاف و الغنى
و أن يثبتنا و إيآكم على الطاعة ..
وافر الدعوات و خالص الامتنان ..
August 2nd, 2009, 03:52 PM
كلما اشتدت حرارة الشمس، كلما تكشفت قطع اللحم! لحم ماذا؟ مندي؟ مظبي؟ على الفحم؟ لا..لا.. بل لحم بشري!
دخل علينا فصل الصيف في كندا فخلع الناس ألبستهم، فلا ترى إلا قطع لحم تسير في الشوارع، بجميع الأحجام، بمختلف الألوان، قطع لحم لم تترك إلا مساحات بسيطة للملابس، وكأنها رسالة واضحة لمصممي الأزياء بأن يخففوا كثيرا من تصاميمهم، فلا تحتاج قطع اللحم إلى ألبسة بل تكفي قطعة قماش رقيقة تستر العورة المغلظة وجزء من الصدر، وما عداهما فأشعة الشمس تستره!
ذات يوم.. ذهبتُ أنا وزجتي في زيارة مع معهدنا إلى منطقة في شمال (فانكوفر) اسمها (كابيلانو بريدج)، فيها جسر للمشاة يربط بين جبلين يجري من تحتهما نهر، والعجيب حينما مر الطلاب السعوديون من على هذا الجسر أخذوا يهزونه يمنة ويسرة! بينما الكنديون الآخرون يمشون عليه بهدوء ويلتقطون بعض الصور! عموماً : الشيء الذي لفت نظر زوجتي أنه في بداية هذا المكان التأريخي يوجد معرض مصغر للناس الذين سكنوا هذه المنطقة، وفي هذا المعرض تظهر صور النساء قبل 60 سنة بلباس محتشم واسع، يغطي اليدين إلى أخمص القدمين، بل بعضهن كن يضعن قطع قماش على رؤوسهن، فضلا عن الصدر الذي قد ستره الفستان إلى أعلى الرقبة، فقلتُ لزوجتي : " هؤلاء جدات (قطع اللحم) التي نراها في الشوارع الآن" من يصدق أنه في غضون 60 سنة تحولت المرأة في كندا من هذا اللباس المحتشم إلى امرأة تظهر ملابسها الداخلية للناس في الشوارع!
آه.. ما أجمل الشتاء في كندا، يصل في بعض المناطق إلى 30 درجة تحت الصفر، ولكنه يجعل (قطع اللحم) تكتسي باللباس، فيا مرحبا ببرد يجعل النساء يعدن إلى الفطرة، نعم الفطرة التي نراها جلياً في هذه الآية الكريمة " يَا بَنِي آدَمَ قَدْ أَنزَلْنَا عَلَيْكُمْ لِبَاسًا يُوَارِي سَوْءَاتِكُمْ وَرِيشًا وَلِبَاسُ التَّقْوَىَ ذَلِكَ خَيْرٌ" ، أما ما نراه الآن في الصيف فهو شيء يبعث إلى الذهول! أصبح التنافس في من تُظهر أكبر قدر من كميات اللحم، لدرجة أنك ترى عجوزاً قد احدودب ظهرها، ورسم الزمان تجاعيده على خدها، ثم تلبس إلى نصف الفخذ! فهذه العجوز فلا تسل عن الشابة التي في ريعان شبابها، لا تعجبوا مني إن ذكرتُ هذا، ولا تظنوا بأخيكم سوءاً، فالواحد منا يجاهد نفسه على غض بصره، ولكني أريد أن أصف الجو والبيئة التي نعيشها كل يوم وندرس فيها، ففي الفصول الدراسية (قطع اللحم) تجلس معنا جنباً إلى جنب، إن حاولتْ أن تجلس في الجهة اليمنى من الفصل، قامت الأستاذة بعمل مجموعات نقاش، فالذي في اليمين يأتي لليسار، وإذا بكل مجموعة فيها قطعة أو قطعتين لحم! بل الأدهى إن كانت الاستاذة هي قطعة لحم! في مرة كانت تشرح الدرس ثم سألتني سؤالاً فأجبتها، فكان الجواب خاطئاً فجلبت كرسيها الدوّار ووضعته أمامي وجلست عليه ثم وضعت رجل على رجل أقصد (قطعة) على (قطعة) وقالت : " يا تركي لازم تنطق حرف R هكذا انظر إلي آآآرّ، هل فهمت؟" فأجوابها : " نعم يا أستاذتي قد فهمت!"
أما خارج المعهد فحدث ولا حرج ، مرةً ركبت الباص وكان مزدحماً، ووجدت مقعداً فراغاُ في آخره فجلستُ فيه ثم تصفحت الجريدة.. إلى هنا الوضع جيد، ثم في محطة توقف قادمة، امتلأ الباص بعدد آخر من الركاب، فجاءت قطعة لحم (من الحجم الكبير) أمام ركبتي واقفة، إنا لله وإنا إليه راجعون! فرفعتُ الجريدة أمامي عيني حتى (أركّز) في قراءتها، فإذا أمامي صورة إعلان عن معجون اسنان وبجانبه قطعة لحم من الحجم الكبير جدا!! فما أن وصل الباص إلى المحطة التي أريدها حتى تنفستُ الصعداء أنني خرجت من بين (القطعتين) سالماً.
إنني أشعر بالشفقة والرحمة على هؤلاء، الذين قد خدعوا المرأة أن ترضى بهذا اللباس، والله إن هذا هو إهانة للمرأة وليس تكريماً لها، لقد أهانوها شر إهانة، إن هذا العري قد جعل المرأة في أعينهم وكأنها كائن مخصص فقط للإغراء والاستفزاز، لدرجة أن كثيراً من الإعلانات التجارية في الشوارع تصحب بصورة امرأة شبه عارية لأجل لفت الانتباه، وهذا يعني زيادة في المبيعات، إذن ما قيمة جمال المرأة إن كان يبتذل بهذه الطريقة؟
قيمة الجمال هي التي حفظ بها الإسلام جسم المرأة، هي تلك الجواهر المصونة التي تجوب في شوارع (الداون تاون) بحجابهن الإسلامي، نعم .. حينما أذهب في الصباح الباكر إلى المعهد تكتض الشوارع بقطع اللحم ثم تظهر جوهرة من بين هذه القطع، فإذا بها طالبة سعودية في حجابها الذي قد صان كرامتها، في معهدنا مثلاً طالبات سعوديات يضرب بهن المثل في الجد والاجتهاد والتفوق وهذا باعتراف مدير المعهد، ويزدان هذا التفوق بذلك الحجاب الذي قد حفظ المصونة عن فضول النظر وزادها تميزاً إلى تميزها، نعم تولدت لديهم عشرات بل مئات الأسئلة وهم يرون طالبة سعودية في كامل حجابها الرائع وبجانبها طالبة برازيلية قد أظهرت قطع اللحم التي يستحي المرء أن يصفه، ووالله لو ترون حجم الاحترام الذي يقدمه كل طلاب المعهد ـ من كل البلدان ـ لأخواتنا الطالبات السعوديات، لرأينا بالفعل أن الحجاب قد حفظهن وأكرمهن، فإذا مرت الطالبة السعودية في الممر أفسحوا لها، وفتحوا لها الباب، واحترموها أيما احترام..
وأخيراً .. أجد من المناسب أن أختم بهذه المقولة لهذه المرأة : (ليسا) ـ من السويد ـ التي منَّ الله عليها بالإسلام فقالت : "الحجاب هديّة من الله تعالى للنساء واليوم أشعر وكأنني عارية من غير حجابي، ولا يمكن أن أتصور نفسي يوماً من غير حجاب" ـ كتاب : أنوار الحجاب تشرق في الغرب ـ .
وتقبلوا موفور تقديري،،،