أهلا وسهلا بمن افتقدته في فانكوفر
لك وحشه يا أبو محمد
عظم الله أجرك في مصيبتك
أريت بنفسك ماكنت أتكلم عنه؟ أعشت ما أعيشه؟ قد يكون الفرق أنني استغل وقت الكوي بوقت سماعي أو مشاهدتي لمقطع تدريبي من الشيخ يويتوب!
حفظ لك ربي محمد وأخته وأمهم
أتوقع أن الحاجة لأم محمد ليس للأكل فقط بل للراحه النفسية التي لن تجدها في غير نصفك الآخر
الأكل تستطيع أن تتعامل مع مطعم أو عائلة سعودية وتشتري منهم أو حتى أن ترى مقدرتك على الطبخ والنفخ
ألا تذكرك هذه الأيام بأيام دفتر أو أربعين؟ أتوقع أنك تعرف هذه الأيام
طن بخير و حب ورضى
لك وحشه يا أبو محمد
عظم الله أجرك في مصيبتك
أريت بنفسك ماكنت أتكلم عنه؟ أعشت ما أعيشه؟ قد يكون الفرق أنني استغل وقت الكوي بوقت سماعي أو مشاهدتي لمقطع تدريبي من الشيخ يويتوب!
حفظ لك ربي محمد وأخته وأمهم
أتوقع أن الحاجة لأم محمد ليس للأكل فقط بل للراحه النفسية التي لن تجدها في غير نصفك الآخر
الأكل تستطيع أن تتعامل مع مطعم أو عائلة سعودية وتشتري منهم أو حتى أن ترى مقدرتك على الطبخ والنفخ
ألا تذكرك هذه الأيام بأيام دفتر أو أربعين؟ أتوقع أنك تعرف هذه الأيام
طن بخير و حب ورضى
July 26th, 2010, 05:07 AM
إن كان (العزاب) يرثى لحالهم.. فالمتزوجون الذي (تعزبوا) يُعزون في مصيبتهم.. فإن كانوا مبتعثين فالمصيبة أعظم...
<O
كنتُ حينما أشاهد إخوتي المبتعثين (العزاب) أشفق عليهم، وأقول في نفسي " الحمد لله الذي عافنا مما ابتلاكم به" عزوبية .. وغربة.. نار من ها هنا .. ونار من هناك.. فلما وقع الفأس في الرأس.. وأصبحتُ كأن لم أغنَ بالأمس.. ضاقت عليّ النفس.. وفقدتُ من وزني الخُمس.. وصار طعامي (التست) والخس!!
<O
هل تريد أن تعرف المبتعث (العزوبي) الذي أرسل أهله للسعودية؟ سهل جداً فقط من خلال حالة عدم التوازن عنده، فمثلاً : إذا عطس بدلاً أن يقول الحمد لله تجده ينسى ويقول " السلام عليكم" ، وإذا دخل الفصل في الصباح تتعجب من تناسق ألوان لبسه، فالمقميص أخضر.. والبنطلون كحلي.. والشرّاب أبيض.. والحذاء (جزمة رياضة) برتقالي، تشكيلة تعكس مدى (الخربطة) في حياة هذا المسكين، أما نظام الأكل فشيء مدهش.. الفطور: كافي أسود مع شابورة، الغداء: هامبورقر أو ساندوتش تونه أو صامولي بالجبنة من (تم هورتنز)، أما العشاء: تست مع مربى، أو بسكوت بزبدة الفول السوداني، لكم أن تتخيلوا مقدار التحول الكبير في الأكل بالمقارنة قبل العزوبية، لما كانت (أم الحبايب) تجهز الأطباق بما لذ وطاب.. في الصباح: فطور بيض وجبنة وزيتون مع حليب ساخن، الغداء: الكبسة مرة باللحم مرة بالدجاج مرة بالسمك، وأحياناً مصقع وأحيانا أخرى ماكرونه باشميل، أما العشاء: وجبة خفيفة ظريفة مع شاهي أخضر أو أحمر.. ومرات يكون حلى سفرة محضر من كتاب الطبخ الشهير ( لأم عبد العزيز) مع قهوة الهيل والزعفران .. كل هذا النعيم ذهب أدراج الرياح.. وتبدل الحال من العشي إلى الصباح.. ولا يغني عندها البكاء ولا النياح..
<O
دعوني أحكي لكم تفاصيل حياتي بعد أن دخلت بوابة (المبتعثين).. عفواً أقصد بوابة (العزوبية)!! اعذروني قد (أفوّت) أحياناً، وهذه من أعراض مرض العزوبية ولعل زملائنا المبتعثين الأطباء يصفون لنا العلاج الناجع. بداية القصة.. أني كنتُ مضطراً أن أوصّل أهلي للسعودية وأعود إلى كندا، لأن دراستي انتقلت من (فانكوفر) إلى مدينة أخرى اسمها (ريجاينا) في مقاطعة ساسكاتشوان، وقد تطرقتُ للحظات فراق فانكوفر في مدونتي السابقة تحت عنوان " اليوم الأخير في فانكوفر"، بدأتُ دراستي في هذه المدينة، ولأني كنت أحتاج إلى سكن مؤقت قبل أن استأجر منزلاً للأسرة؛ سكنتُ في سكن الجامعة، وهو عبارة عن غرفة معها دورة مياه، ولا يوجد فيها مطبخ، ومن هنا بدأت معاناتي في الأكل، لأنه يوجد ( مايكروويف) مشترك لكل طابق، فبعض الأحيان يكون لدي أكل بارد في الثلاجة وأريد أن اسخنه، فلما أفتح باب ( المايكروويف) تحوم كبدي ويصيبني الغثيان، رائحة الأكل الصيني إذا وضع في المايكروويف تصيبني بدوران، فوالله أني آخذ أكلي وآكله بارداً من الثلاجة إلى المعدة، والعجيب في الأمر بعد ذلك أسمع أصواتاً في معدتي ما سمعتُ بها في حياتي، ولكن الصبر زين، أما ملابسي فشيء في الدولاب، وشيء تحت السرير، وشيء معلق على الباب، وشيء ضايع بين الشنط، وطبعاً نتيجة لهذا.. الملابس تكون غير مكوية، وهل يوجد وقت حتى أكوي ملابسي مع واجبات الدراسة وتكاليف المعهد؟ أما غرفتي فهادئة لا أسمع إلا (قرقرة) بطني أو (حكحكة) رأسي! لأني تعودتُ أن اسمع صراخ ابنتي تشتكي من ضرب أخيها لها، أو ابني يشتكي من أخته أنها أخذت منه البطاطس، فالجو فيه حركة وبركة ومعركة، ومفاوضات الصلح تنتهي حينما يخلدان إلى النوم، أو إذا لم تنفع المفاوضات فلا بد من اللجوء إلى القرارات (الحاسمة) ـ والمعنى في بطن الشاعر.
<O
في (ريجاينا) التقيتُ وتعرفتُ على نخبة من الإخوة الفضلاء في ريجاينا، وعلى رأسهم صديقي القديم سلطان الجميري، الذي لا أزال أحفظ له الجميل في كل خطوة أو نصح قدمه لي، وتعرفتُ كذلك على أخي عبد الوهاب الجنفاوي (أبو محمد) ـ وهو مثلي مبتعث عزوبي أهله في السعودية ـ وكل واحد منا يواسي الآخر.. ويوجد في هذه المدينة نادي سعودي ولهم أنشطة مباركة ، وكذلك توجد جالية عربية وإسلامية يضمهم مسجد يصلون فيه الفروض والجمع، والمدينة جميلة صغيرة متقاربة، وجوها الآن في الصيف لطيف للغاية، فهذه العوامل خففت نسبياً من هم (العزوبية)، وساعدتني على التكيف مع ظروف المرحلة الراهنة.
<O
أخيراً.. نصيحة لكل مبتعث متزوج يفكر أن يدخل ( قفص العزوبية) أقول له باختصار " شيل الفكرة من راسك"..
<O
والسلام،،،
<O