مبتعث مستجد Freshman Member
المملكة المتحدة
تركي الشهري , ذكر. مبتعث مستجد Freshman Member. من السعودية
, مبتعث فى المملكة المتحدة
, تخصصى الإنتاج الإعلامي
, بجامعة جامعة بريستول
- جامعة بريستول
- الإنتاج الإعلامي
- ذكر
- بريستول, South West England
- السعودية
- Nov 2008
المزيدl March 10th, 2009, 08:10 AM
March 10th, 2009, 08:10 AM
من قال أن (فانكوفر) لا ينزل بها ثلج!! كان لدي انطباع أولي أن الثلج يصب جام غضبه على وسط وشمال كندا، أما ما رأيتُه هذا الصباح، فكان درساً قاسياً مع البرد، الذي كأني بكم تجدون لسعاته وأنتم تقرأون هذه السطور.. غَارَ علينا الثلجُ ـ خلسةً ـ في ليلة حالكة، ونحن نغط في نوم عميق، ولما سمعتُ المؤذن ( علي مُلا) في ساعة الفجر بجانب رأسي، استيقظتُ امسح عن عيني الكرى لأني لم أصدق ما رأيت.. إذ أرى بياضاً ناصعاً قد كسا الأرض والأشجار حتى الإشارات الضوئية أحاط بها البياض، فبالكاد أن ترى ألوانها التحذيرية، ومع بزوغ أشعة الشمس انعكست أشعتُها على صفحات الثلج، فأحدثت تلألأ تكتحل العين برؤيته، وشيئاً فشيئاً بدت معالم البساط السندسي، فتوشحت الجبال بعباءة الثلج، وامتدت بطولها لتغطي تفاصيل السهول إلى أن لامست أطراف الشاطئ.. منظرٌ بهيجٌ يحار الأديب الأريب أن يبحث في قاموس مفرداته ليدبجها في وصف روعة المكان، وما أسهل أن تنظر إلى المنظر الجميل.. لكن الصعوبة تكمن في وصف ما رأيت!! ظننتُ أني بجمال ما قد رأيت سأجد هذا الجمال حين أذهب إلى معهدي في الصباح الباكر.. فيا لله كيف انقلب هذا البياضُ البريء إلى وحش كاسر لا يألوا جهداً أن يغطيك بأثقاله ولسعاته!! بينما أسير في طريق المشاة بجانب الشارع العام، لأذهب إلى مكان توقف الحافلة.. لفحني هذا الثلج من أعلى رأسي إلى أخمص قدماي، مع هواء بارد لا أعلم كيف يجد طريقاً إلى مسامات رأسي وقد تدثرتُ بالمعاطف والملابس!! وأذكر حينها أن لون معطفي كان أسوداً، وفي غضون دقائق أصبح السواد بياضاً.. وكان شغلي الشاغل هو أين أضع قدمي، فَمَثَل الثلج كمثل ( الملعب الصابوني الذي نراه في الاحتفالات) فقط أقول : اللهم سلّم سلّم .. ومما يزيدني غيضاً أني بمقدار حرصي وهدوئي في المشي مخافة الانزلاق يمر بجانبي بقية الناس كأنهم في سباق!! المهم أني قد وصلتُ نقطة وقوف الحافلة.. فمتى يا ترى تأتي الحافلة؟ المشكلة مع هذا الثلج والبرد.. يتجمد أنفي، ويزرورق ـ أي يصبح أزرقاً ـ ثم يحمر، ثم يُخرجُ بخاراً يعميني في نظاراتي، فلا أراكم الله ما رأيت.. أخيراً.. جاءت الحافلة بقضها وقضيضها، وما أن تدخل الحافلة.. حتى يذوب كل ما في عظامك من برد مع الدفء الذي تشعر به في الداخل، جلستُ على كرسيي، وتذكرتُ حينها قصة أحد الزملاء في النادي السعودي حكاها لي يوم أن زرتهم في مقرهم، فقال لي محذراً ومنبهاً : " انتبه يا تركي من الثلج الأسود!! " قاطعتُه حينها متعجباً: " الثلج الأسود!!" قال : " نعم وهاك قصتي..، في يوم نزل فيه الثلج بكثافة، ذهبتُ في اليوم التالي إلى النادي السعودي، وبينما أنا أسير في الطريق وجدتُ كومة ثلج أمامي، وتأكدتُ بأن قدمي ثابتة وليس تحتها ثلج أبيض حتى أركل هذه الكومة، فلم أعلم عن نفسي إلا وقدماي في السماء ورأسي عند كومة الثلج!! ذلك هو الثلج الأسود.. يعقب الثلج الأبيض..إنه طبقة رقيقة ملتصقة بالأرض لونها لون الأرض ولكن تفعل الأعاجيب .. فاحذره يا أخي".. العجيب في الأمر.. مع كل هذه الأجواء الباردة، إلا أنها منعشة تمنحك الحيوية وهدوء المزاج، وينقلب هذا على أدائك في عملك وتعاملك مع الآخرين، من هنا أيقنتُ بأن للتأثيرات المناخية أثر على عطاء الإنسان الإبداعي والفكري، وتصبغ في كثير من الأحيان تصرفاته واْنفعالاته بالبيئة التي يعيشها، وأظن أن هذا الكون الفسيح يُتيح لنا أن نكتشف فيه أشياء جديدة بقدر خروجنا عن حياة المألوف، لتتجلى لنا مزيداً من أسرار الكون، وبديع الصنع، وفريد الإتقان.. وصدق الخلاق البديع : " سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ " . هههههههههههههههههههههههههههههه
معاناه من جد مع الثلج
الله يكفينا شره
مشكور على الجزء الطريف
تحيتي لك
عمـ Red-Death ـشز March 10th, 2009, 04:33 PM
7 " الله الله ماشاء الله
كتبت فأبدعت يا تركي
بإنتضار جديدك ^_^
zaacy March 11th, 2009, 05:12 AM
7 " متابع ..
مقال أكثر من رائع تتجلى فيه الروح الأدبية التي تمتلكها . << ربما هذا من تأثير المناخ .. لاأدري ؟!
alharbi-sa July 9th, 2009, 04:11 PM
7 "
March 10th, 2009, 08:10 AM
من قال أن (فانكوفر) لا ينزل بها ثلج!! كان لدي انطباع أولي أن الثلج يصب جام غضبه على وسط وشمال كندا، أما ما رأيتُه هذا الصباح، فكان درساً قاسياً مع البرد، الذي كأني بكم تجدون لسعاته وأنتم تقرأون هذه السطور..
غَارَ علينا الثلجُ ـ خلسةً ـ في ليلة حالكة، ونحن نغط في نوم عميق، ولما سمعتُ المؤذن ( علي مُلا) في ساعة الفجر بجانب رأسي، استيقظتُ امسح عن عيني الكرى لأني لم أصدق ما رأيت.. إذ أرى بياضاً ناصعاً قد كسا الأرض والأشجار حتى الإشارات الضوئية أحاط بها البياض، فبالكاد أن ترى ألوانها التحذيرية، ومع بزوغ أشعة الشمس انعكست أشعتُها على صفحات الثلج، فأحدثت تلألأ تكتحل العين برؤيته، وشيئاً فشيئاً بدت معالم البساط السندسي، فتوشحت الجبال بعباءة الثلج، وامتدت بطولها لتغطي تفاصيل السهول إلى أن لامست أطراف الشاطئ.. منظرٌ بهيجٌ يحار الأديب الأريب أن يبحث في قاموس مفرداته ليدبجها في وصف روعة المكان، وما أسهل أن تنظر إلى المنظر الجميل.. لكن الصعوبة تكمن في وصف ما رأيت!!
ظننتُ أني بجمال ما قد رأيت سأجد هذا الجمال حين أذهب إلى معهدي في الصباح الباكر.. فيا لله كيف انقلب هذا البياضُ البريء إلى وحش كاسر لا يألوا جهداً أن يغطيك بأثقاله ولسعاته!! بينما أسير في طريق المشاة بجانب الشارع العام، لأذهب إلى مكان توقف الحافلة.. لفحني هذا الثلج من أعلى رأسي إلى أخمص قدماي، مع هواء بارد لا أعلم كيف يجد طريقاً إلى مسامات رأسي وقد تدثرتُ بالمعاطف والملابس!! وأذكر حينها أن لون معطفي كان أسوداً، وفي غضون دقائق أصبح السواد بياضاً.. وكان شغلي الشاغل هو أين أضع قدمي، فَمَثَل الثلج كمثل ( الملعب الصابوني الذي نراه في الاحتفالات) فقط أقول : اللهم سلّم سلّم .. ومما يزيدني غيضاً أني بمقدار حرصي وهدوئي في المشي مخافة الانزلاق يمر بجانبي بقية الناس كأنهم في سباق!! المهم أني قد وصلتُ نقطة وقوف الحافلة.. فمتى يا ترى تأتي الحافلة؟
المشكلة مع هذا الثلج والبرد.. يتجمد أنفي، ويزرورق ـ أي يصبح أزرقاً ـ ثم يحمر، ثم يُخرجُ بخاراً يعميني في نظاراتي، فلا أراكم الله ما رأيت.. أخيراً.. جاءت الحافلة بقضها وقضيضها، وما أن تدخل الحافلة.. حتى يذوب كل ما في عظامك من برد مع الدفء الذي تشعر به في الداخل، جلستُ على كرسيي، وتذكرتُ حينها قصة أحد الزملاء في النادي السعودي حكاها لي يوم أن زرتهم في مقرهم، فقال لي محذراً ومنبهاً : " انتبه يا تركي من الثلج الأسود!! " قاطعتُه حينها متعجباً: " الثلج الأسود!!" قال : " نعم وهاك قصتي..، في يوم نزل فيه الثلج بكثافة، ذهبتُ في اليوم التالي إلى النادي السعودي، وبينما أنا أسير في الطريق وجدتُ كومة ثلج أمامي، وتأكدتُ بأن قدمي ثابتة وليس تحتها ثلج أبيض حتى أركل هذه الكومة، فلم أعلم عن نفسي إلا وقدماي في السماء ورأسي عند كومة الثلج!! ذلك هو الثلج الأسود.. يعقب الثلج الأبيض..إنه طبقة رقيقة ملتصقة بالأرض لونها لون الأرض ولكن تفعل الأعاجيب .. فاحذره يا أخي"..
العجيب في الأمر.. مع كل هذه الأجواء الباردة، إلا أنها منعشة تمنحك الحيوية وهدوء المزاج، وينقلب هذا على أدائك في عملك وتعاملك مع الآخرين، من هنا أيقنتُ بأن للتأثيرات المناخية أثر على عطاء الإنسان الإبداعي والفكري، وتصبغ في كثير من الأحيان تصرفاته واْنفعالاته بالبيئة التي يعيشها، وأظن أن هذا الكون الفسيح يُتيح لنا أن نكتشف فيه أشياء جديدة بقدر خروجنا عن حياة المألوف، لتتجلى لنا مزيداً من أسرار الكون، وبديع الصنع، وفريد الإتقان.. وصدق الخلاق البديع : " سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ " .