28 مايو, 2015 - 4:04:48 صباحًا
آخر تحديث : 28 مايو, 2015 - 4:04:48 صباحًا
صحيفة مبتعث - محمد بن عبدالجبار السُلمي
صحيفة مبتعث – محمد بن عبدالجبار السلمي
المتأمل لبرنامج الابتعاث الخارجي يُلاحظ عدداً من المراحل التي مر بها. ففي بداياته كان البرنامج أقل تخطيطاً وأقرب ما يكون إلى تحقيق فلسفة (الابتعاث من أجل الابتعاث فقط). خلال المراحل الأولى؛ لم يكُ هناك تدقيق فيما يتعلق بالمعدل الدراسي، أو التخصص المراد دراسته، أو حتى بلد الدراسة. تم ابتعاث البعض على تخصص ماجستير مغاير تماماً لتخصص البكالوريوس. على سبيل المثال خريج بكالوريوس لغة عربية تم ابتعاثه لدراسة ماجستير في الحاسب آلي!! لم تدم طويلاً هذه المرحلة حتى أتت المرحلة الثانية.
المرحلة الثانية كانت أكثر تنظيماً من سابقتها. خلال هذه المرحلة تم وضع شروط ومعايير فيما يتعلق بالقبول مثل تحديد التخصصات، والمعدل، وبلد الدراسة، ونتائج الاختبارات المعيارية. في هذه المرحلة ظهرت موجة الدارسين على حسابهم الخاص. لم يكُ التعامل مع أعداهم الكبيرة بتقنين. ففي البدايات كان البعض يحضر بضعة أيام في بلد الابتعاث ثم يرجع إلى السعودية حتى يتم إلحاقه بالبعثة ثم يعود مرة أخرى إلى بلد الدراسة. والبعض الآخر كان يُلحق مباشرة بالابتعاث في غضون أيام. وأخيراً استقر الأمر على الحاقهم بعد أربعة أشهر من الدراسة.
في هاتين المرحلتين؛ تُرك الحبل على الغارب للمبتعثين في اختيار الجامعات والمعاهد المراد الدراسة فيها بدون أي تقنين يُذكر. فقائمة الجامعات الموصى بها في وزارة التعليم العالي “وزارة التعليم حالياً” فيها الغث والسمين. تحت وطأة البحث عن قبول أكاديمي؛ لجأ بعض المبتعثين إلى الدراسة في جامعات مستوى بعض مؤسساتنا التعليمية في الداخل أفضل منها بكثير. أدى هذه الأمر إلى تكدس بعض الجامعات بالمبتعثين السعوديين. لدرجة أصبح بعض الأمريكان –مثلاً- أقلية في تخصص ما في جامعة ما. أيضاً في هاتين المرحلتين لم تكُ هناك متابعة تُذكر لمستويات المبتعثين. فالمشرفين في الملحقيات تم اغراقهم بالعمل الإداري الروتيني بالإضافة إلى كثرة الأعداد عند كل مشرف. نشأة بطالة المبتعثين بين بعض مخرجات هاتين المرحلتين بسبب بعض العوامل من أهمها ضعف التخطيط والتنسيق بين سوق العمل وإدارة البرنامج. أيضاً لم يكُ برنامج الابتعاث في هذه المرحلة خاصة بالمميزين علمياً أو سلوكياً. فُتح الباب على مصراعيه للجميع!!
انتهت المرحلتين السابقتين وبدأت المرحلة الثالثة. بدأت الإدارة الحالية هذه المرحلة بتطبيق خطوتين وهي إيقاف ترقية البعثة، وتطبيق شروط الإلحاق بالعثة. لعل إدارة البرنامج استفادوا من أخطاء المرحلتين السابقتين وأرادوا وضع رؤية جديدة للبرنامج. من وجهة نظري من أهم معالم هذه المرحلة بشكل عام: الدراسة في جامعات ذات تصنيف عالٍ، تطبيق شروط الإلحاق بالعبثة وتقنينه، دراسة احتياجات سوق العمل، توقيع اتفاقيات مع القطاعين الخاص والحكومي لتوظيف المبتعثين بعد عودتهم، تقنين التخصصات والمراحل الدراسية، تقنين دول الابتعاث، مراجعة شروط ومعايير الابتعاث، وغيرها.
ختاماً: خطوات هذه المرحلة مبشرة بمستقبل واعدٍ لمخرجاتها. وكم هو جميل الاستفادة من أخطاء المراحل السابقة ومحاولة التصحيح. فقط كنتُ أتمنى من القائمين على هذه المرحلة قبل انطلاقها الإعلان عن خطواتها وسياستها حتى لا يلحق الضرر بعض المبتعثين من هذه القرارات وخاصة الدارسين على حسابهم الخاص. فوضعهم الآن لا يحسدوا عليه.
@maasulami
صحيفة مبتعث - محمد بن عبدالجبار السُلمي
صحيفة مبتعث – محمد بن عبدالجبار السلمي
المتأمل لبرنامج الابتعاث الخارجي يُلاحظ عدداً من المراحل التي مر بها. ففي بداياته كان البرنامج أقل تخطيطاً وأقرب ما يكون إلى تحقيق فلسفة (الابتعاث من أجل الابتعاث فقط). خلال المراحل الأولى؛ لم يكُ هناك تدقيق فيما يتعلق بالمعدل الدراسي، أو التخصص المراد دراسته، أو حتى بلد الدراسة. تم ابتعاث البعض على تخصص ماجستير مغاير تماماً لتخصص البكالوريوس. على سبيل المثال خريج بكالوريوس لغة عربية تم ابتعاثه لدراسة ماجستير في الحاسب آلي!! لم تدم طويلاً هذه المرحلة حتى أتت المرحلة الثانية.
المرحلة الثانية كانت أكثر تنظيماً من سابقتها. خلال هذه المرحلة تم وضع شروط ومعايير فيما يتعلق بالقبول مثل تحديد التخصصات، والمعدل، وبلد الدراسة، ونتائج الاختبارات المعيارية. في هذه المرحلة ظهرت موجة الدارسين على حسابهم الخاص. لم يكُ التعامل مع أعداهم الكبيرة بتقنين. ففي البدايات كان البعض يحضر بضعة أيام في بلد الابتعاث ثم يرجع إلى السعودية حتى يتم إلحاقه بالبعثة ثم يعود مرة أخرى إلى بلد الدراسة. والبعض الآخر كان يُلحق مباشرة بالابتعاث في غضون أيام. وأخيراً استقر الأمر على الحاقهم بعد أربعة أشهر من الدراسة.
في هاتين المرحلتين؛ تُرك الحبل على الغارب للمبتعثين في اختيار الجامعات والمعاهد المراد الدراسة فيها بدون أي تقنين يُذكر. فقائمة الجامعات الموصى بها في وزارة التعليم العالي “وزارة التعليم حالياً” فيها الغث والسمين. تحت وطأة البحث عن قبول أكاديمي؛ لجأ بعض المبتعثين إلى الدراسة في جامعات مستوى بعض مؤسساتنا التعليمية في الداخل أفضل منها بكثير. أدى هذه الأمر إلى تكدس بعض الجامعات بالمبتعثين السعوديين. لدرجة أصبح بعض الأمريكان –مثلاً- أقلية في تخصص ما في جامعة ما. أيضاً في هاتين المرحلتين لم تكُ هناك متابعة تُذكر لمستويات المبتعثين. فالمشرفين في الملحقيات تم اغراقهم بالعمل الإداري الروتيني بالإضافة إلى كثرة الأعداد عند كل مشرف. نشأة بطالة المبتعثين بين بعض مخرجات هاتين المرحلتين بسبب بعض العوامل من أهمها ضعف التخطيط والتنسيق بين سوق العمل وإدارة البرنامج. أيضاً لم يكُ برنامج الابتعاث في هذه المرحلة خاصة بالمميزين علمياً أو سلوكياً. فُتح الباب على مصراعيه للجميع!!
انتهت المرحلتين السابقتين وبدأت المرحلة الثالثة. بدأت الإدارة الحالية هذه المرحلة بتطبيق خطوتين وهي إيقاف ترقية البعثة، وتطبيق شروط الإلحاق بالعثة. لعل إدارة البرنامج استفادوا من أخطاء المرحلتين السابقتين وأرادوا وضع رؤية جديدة للبرنامج. من وجهة نظري من أهم معالم هذه المرحلة بشكل عام: الدراسة في جامعات ذات تصنيف عالٍ، تطبيق شروط الإلحاق بالعبثة وتقنينه، دراسة احتياجات سوق العمل، توقيع اتفاقيات مع القطاعين الخاص والحكومي لتوظيف المبتعثين بعد عودتهم، تقنين التخصصات والمراحل الدراسية، تقنين دول الابتعاث، مراجعة شروط ومعايير الابتعاث، وغيرها.
ختاماً: خطوات هذه المرحلة مبشرة بمستقبل واعدٍ لمخرجاتها. وكم هو جميل الاستفادة من أخطاء المراحل السابقة ومحاولة التصحيح. فقط كنتُ أتمنى من القائمين على هذه المرحلة قبل انطلاقها الإعلان عن خطواتها وسياستها حتى لا يلحق الضرر بعض المبتعثين من هذه القرارات وخاصة الدارسين على حسابهم الخاص. فوضعهم الآن لا يحسدوا عليه.
@maasulami