6 فبراير, 2016 - 3:36:51 صباحًا
آخر تحديث : 6 فبراير, 2016 - 4:32:17 صباحًا
صحيفة مبتعث - د. صادق الشولي
في إشارة إلى رحلة بحث الإنسان عن معنى لحياته قد يدفع عمره ثمناً له. كنت أتابع حلقات جزيره الكنز ومن منا لا يذكرها مع أني كنت أتابعها وأنا صغير في أواخر الثمانينيات لكن بعقلية طفل في العاشرة للاستمتاع ولم أكن أعي في الحقيقة ما كانت القصة تحتويه من دروس وعبر لا أنكر أني كنت معجب بشخصية جيم والقاضي لكن شخصية سيلفر كانت الأكثر انجذاباً، ولسبب ما قررت مشاهدتها مرة أخرى، لكن هذه المرة بعقلية أخرى ناضجة تستقي الدروس والعبر هذه بتحليل عميق للشخصيات، ولا أخفي أن إعجابي السابق بجيم والقاضي وسيلفر لم يتغير، فجيم فتى شجاع وصادق ومخلص، أما القاضي فهو بحق رجل حكيم المواقف الصعبة، أما سيلفر -الذي أحببناه- القرصان ذو الساق الواحدة فهو وإن كان ذو شخصيتين في رجل واحد إلا أني وجدت فيه شخصية القائد بحق، فلديه قدرة عجيبة على جعل الآخرين يتبعونه بطواعيه أو لتحقيق مصلحة، فهو رجل حاد الذكاء والدهاء، شخصية عنيدة وقوية لا تقبل الهزيمة مهما كانت النتيجة، كذلك محاور قوي ويستطيع قلب الأمور من ضعف إلى موضع قوة وأكثر من هذا كله فهو مخلص للفتى الذي أحبه ،ورجل حكيم لا أنكر أنه في بعض الأحيان ينقلب الى رجل شرير، لكن كما قلت :هو رجل يستطيع أن يجعل المعطيات والظروف المحيطة تنقلب لصالحه، وما لفت انتباهي هذه المرة حين يظهر في حوار مع جيم الذي يحبه سيلفر كثيراً رغم أنه محسوب على معسكر “الأخيار”.
يبدأ هذا الحوار الأخاذ بين جيم وسيلفر، عندما يقدم جيم له كوب قهوة ساخنا وهو محبوس في قبو السفينة بعد العثور على الكنز، وحرمان سيلفر منه بسبب محاولته الغدر بطاقم السفينة، كالتالي:
جيم: قل لي يا سيلفر ما هو أهم شيء عندك في هذه الحياة؟
سيلفر (بعد صمت): في الوقت الحاضر هذا الكوب من القهوة.
جيم (بعصبية): لا تسخر مني يا سيلفر.
سيلفر: أنا جاد فيما أقوله، بالنسبة لي في هذه اللحظة, هذا الكوب من القهوة يا جيم .. ولكن.. ولكن.. هذا لا يعني أن يتغير كل شيء غداً، بمعنى آخر أهم شيء عندي، هو شيء أنا لا أعرفه بعد. لذلك تجدني أبحث عنه كل يوم دون أن أتعب. هل تظن أني أمضيت عشر سنين أبحث عن الكنز للذة البحث؟ لا يا صديقي جيم. كنت أعتقد أني بمجرد أن أجد هذا الكنز ستتغير حياتي، وأجد أنه ما كنت أعتقد أنه أهم شيء فيها. لكني فشلت وخسرت كل شيء، حتى هذا الكنز الذي وجدته سيظل كنزاً وليس شيئاً آخر، لن يكون شيئاً صنعته يداي.. ألا تعتقد أني على صواب يا جيم؟ ربما يأتي يوم أجد ما ضيعت كل عمري في البحث عنه، وإذا لم أجده.. ستصبح حياتي تعيسة، تعيسة جداً يا جيم. انتهى.
بالفعل ما ذكره سيلفر كلام حقيقي و واقعي يعبر فيه سيلفر عن رحلة البحث عن الكنز المدفون في دواخلنا.
أخيراً لا أخفيكم أني قررت شراء القصة وقراءتها.
صحيفة مبتعث - د. صادق الشولي
في إشارة إلى رحلة بحث الإنسان عن معنى لحياته قد يدفع عمره ثمناً له. كنت أتابع حلقات جزيره الكنز ومن منا لا يذكرها مع أني كنت أتابعها وأنا صغير في أواخر الثمانينيات لكن بعقلية طفل في العاشرة للاستمتاع ولم أكن أعي في الحقيقة ما كانت القصة تحتويه من دروس وعبر لا أنكر أني كنت معجب بشخصية جيم والقاضي لكن شخصية سيلفر كانت الأكثر انجذاباً، ولسبب ما قررت مشاهدتها مرة أخرى، لكن هذه المرة بعقلية أخرى ناضجة تستقي الدروس والعبر هذه بتحليل عميق للشخصيات، ولا أخفي أن إعجابي السابق بجيم والقاضي وسيلفر لم يتغير، فجيم فتى شجاع وصادق ومخلص، أما القاضي فهو بحق رجل حكيم المواقف الصعبة، أما سيلفر -الذي أحببناه- القرصان ذو الساق الواحدة فهو وإن كان ذو شخصيتين في رجل واحد إلا أني وجدت فيه شخصية القائد بحق، فلديه قدرة عجيبة على جعل الآخرين يتبعونه بطواعيه أو لتحقيق مصلحة، فهو رجل حاد الذكاء والدهاء، شخصية عنيدة وقوية لا تقبل الهزيمة مهما كانت النتيجة، كذلك محاور قوي ويستطيع قلب الأمور من ضعف إلى موضع قوة وأكثر من هذا كله فهو مخلص للفتى الذي أحبه ،ورجل حكيم لا أنكر أنه في بعض الأحيان ينقلب الى رجل شرير، لكن كما قلت :هو رجل يستطيع أن يجعل المعطيات والظروف المحيطة تنقلب لصالحه، وما لفت انتباهي هذه المرة حين يظهر في حوار مع جيم الذي يحبه سيلفر كثيراً رغم أنه محسوب على معسكر “الأخيار”.
يبدأ هذا الحوار الأخاذ بين جيم وسيلفر، عندما يقدم جيم له كوب قهوة ساخنا وهو محبوس في قبو السفينة بعد العثور على الكنز، وحرمان سيلفر منه بسبب محاولته الغدر بطاقم السفينة، كالتالي:
جيم: قل لي يا سيلفر ما هو أهم شيء عندك في هذه الحياة؟
سيلفر (بعد صمت): في الوقت الحاضر هذا الكوب من القهوة.
جيم (بعصبية): لا تسخر مني يا سيلفر.
سيلفر: أنا جاد فيما أقوله، بالنسبة لي في هذه اللحظة, هذا الكوب من القهوة يا جيم .. ولكن.. ولكن.. هذا لا يعني أن يتغير كل شيء غداً، بمعنى آخر أهم شيء عندي، هو شيء أنا لا أعرفه بعد. لذلك تجدني أبحث عنه كل يوم دون أن أتعب. هل تظن أني أمضيت عشر سنين أبحث عن الكنز للذة البحث؟ لا يا صديقي جيم. كنت أعتقد أني بمجرد أن أجد هذا الكنز ستتغير حياتي، وأجد أنه ما كنت أعتقد أنه أهم شيء فيها. لكني فشلت وخسرت كل شيء، حتى هذا الكنز الذي وجدته سيظل كنزاً وليس شيئاً آخر، لن يكون شيئاً صنعته يداي.. ألا تعتقد أني على صواب يا جيم؟ ربما يأتي يوم أجد ما ضيعت كل عمري في البحث عنه، وإذا لم أجده.. ستصبح حياتي تعيسة، تعيسة جداً يا جيم. انتهى.
بالفعل ما ذكره سيلفر كلام حقيقي و واقعي يعبر فيه سيلفر عن رحلة البحث عن الكنز المدفون في دواخلنا.
أخيراً لا أخفيكم أني قررت شراء القصة وقراءتها.