16 ديسمبر, 2015 - 10:47:04 مساءً
آخر تحديث : 16 ديسمبر, 2015 - 10:47:04 مساءً
صحيفة مبتعث - وائل المورقي
منذ عام 1981 والحكومات الخليجية مجتمعة على روح التعاون فيما بينها، تعمقت هذه الروح بين الشعوب فتقاسمت حب أوطانها، ورسمت الحكومات الخليجية مستقبل أبناءها، وأصبح تهديد أي دولة منها كتهديد دول الخليج مجتمعة. إلى أن حصل ما حصل في عام 1990 حين اعتدى الرئيس العراقي على الكويت – بما سمي “خيانة صدام” – في الوقت الذي كانت فيه شعوب الخليج تبجل كاريزما صدام وقوميته. هذا الاعتداء شلّ عروبيته فقد إغتر بجيشه الذي اعتبر في وقتها الجيش الرابع عالمياً ولم يكن يعلم في حينها أنه سوف يتجحفل من الجيش السعودي والدبلوماسية الخليجية الخارجية وتأثيرها الاقتصادي الذي مكّن واشنطن أن تخوض حربها الأولى في الشرق الأوسط ضد عنجهية الرئيس العراقي. بعد هذه الحرب اتفقت دولة إيران الطائفية مع الولايات المتحدة البراغماتية بأن تكون إيران هي الولي للعراقيين العرب وأن تنشئ ستة قنصليات تابعة لإيران – إضافة إلى سفارتها في بغداد – وأن يحلّ حزب الدعوة الإسلامية الطائفي محل الرئاسة العراقية بقيادة نوري المالكي. هذا الاتفاق يضمن تسيير الأجندة الإيرانية بقيادة نوري المالكي وفق المصالح الامريكية في العراق. وقد تم ذلك أمام أعين العرب المسلوبين.
فالساسة الخليجيون فشلوا في تعاملهم مع تلك المؤامرة المقلوبة ضدهم، فأصبحت الدول تغرد خارج السرب، واحدة تتقارب مع رجال الترك بعقلية أوردغانية لها البعد السياسي بالمنطقة، والأخرى متفائلة برجوع القوة المصرية التي تلاشت حين تبعثرت من الإخوان والأصوليين، والأخيرة تُطبع علاقتها الإيرانية وتحذر من انسحابها من التعاون الخليجي.
أصبحت مخالب ايران الفولاذية بوكالاتها العسكرية في لبنان والعراق وسوريا واليمن مصادر إرهاب وإزعاج للعرب – وبالأحرى للخليجيين – ومازالت تلك الدولة الخمينية بدعشنتها الفكرية التي اتضحت بداياتها في عام 1979م تكرس أموالها لتشعل الدنيا ارهاباً وتعثو في الأرض فساداً جنباً إلي جنب مع الدعشنة البغدادية في الشام، والتي هي وليدة حرب العراق، بل إن تنظيمها الإرهابي أصبح أقوى عصابة إجرامية في العالم وهي تستمد قواها من المغفلين العرب.
بالمختصر، أصبح الشرق الأوسط مكاناً لتصفية الحسابات الدولية والطائفية. ولتفادي ذلك والتصدي له كان يتوجب على حكام الخليج أن يتحدوا ويتبنوا مبادرة خادم الحرمين الملك عبدالله التي أطلقها – رحمه الله – عام 2011م داعياً إلى االتحول من التعاون الخليجي إلى الاتحاد الكونفدرالي، فذلك سيشكل حلاً جذرياً للمحافظة على الأمن الوطني للخليج. فبات من الضروري أن تمثلنا هوية واحده وقيادة مركزية واحدة. كما أن العيش في أمن واستقرار هو من أبسط حقوق الخمسين مليون نسمة الذين يتربعون على أكبر وأهم الاستثمارات الاقتصادية حول العالم.
– المملكة المتحدة ، 16-12-2016
صحيفة مبتعث - وائل المورقي
منذ عام 1981 والحكومات الخليجية مجتمعة على روح التعاون فيما بينها، تعمقت هذه الروح بين الشعوب فتقاسمت حب أوطانها، ورسمت الحكومات الخليجية مستقبل أبناءها، وأصبح تهديد أي دولة منها كتهديد دول الخليج مجتمعة. إلى أن حصل ما حصل في عام 1990 حين اعتدى الرئيس العراقي على الكويت – بما سمي “خيانة صدام” – في الوقت الذي كانت فيه شعوب الخليج تبجل كاريزما صدام وقوميته. هذا الاعتداء شلّ عروبيته فقد إغتر بجيشه الذي اعتبر في وقتها الجيش الرابع عالمياً ولم يكن يعلم في حينها أنه سوف يتجحفل من الجيش السعودي والدبلوماسية الخليجية الخارجية وتأثيرها الاقتصادي الذي مكّن واشنطن أن تخوض حربها الأولى في الشرق الأوسط ضد عنجهية الرئيس العراقي. بعد هذه الحرب اتفقت دولة إيران الطائفية مع الولايات المتحدة البراغماتية بأن تكون إيران هي الولي للعراقيين العرب وأن تنشئ ستة قنصليات تابعة لإيران – إضافة إلى سفارتها في بغداد – وأن يحلّ حزب الدعوة الإسلامية الطائفي محل الرئاسة العراقية بقيادة نوري المالكي. هذا الاتفاق يضمن تسيير الأجندة الإيرانية بقيادة نوري المالكي وفق المصالح الامريكية في العراق. وقد تم ذلك أمام أعين العرب المسلوبين.
فالساسة الخليجيون فشلوا في تعاملهم مع تلك المؤامرة المقلوبة ضدهم، فأصبحت الدول تغرد خارج السرب، واحدة تتقارب مع رجال الترك بعقلية أوردغانية لها البعد السياسي بالمنطقة، والأخرى متفائلة برجوع القوة المصرية التي تلاشت حين تبعثرت من الإخوان والأصوليين، والأخيرة تُطبع علاقتها الإيرانية وتحذر من انسحابها من التعاون الخليجي.
أصبحت مخالب ايران الفولاذية بوكالاتها العسكرية في لبنان والعراق وسوريا واليمن مصادر إرهاب وإزعاج للعرب – وبالأحرى للخليجيين – ومازالت تلك الدولة الخمينية بدعشنتها الفكرية التي اتضحت بداياتها في عام 1979م تكرس أموالها لتشعل الدنيا ارهاباً وتعثو في الأرض فساداً جنباً إلي جنب مع الدعشنة البغدادية في الشام، والتي هي وليدة حرب العراق، بل إن تنظيمها الإرهابي أصبح أقوى عصابة إجرامية في العالم وهي تستمد قواها من المغفلين العرب.
بالمختصر، أصبح الشرق الأوسط مكاناً لتصفية الحسابات الدولية والطائفية. ولتفادي ذلك والتصدي له كان يتوجب على حكام الخليج أن يتحدوا ويتبنوا مبادرة خادم الحرمين الملك عبدالله التي أطلقها – رحمه الله – عام 2011م داعياً إلى االتحول من التعاون الخليجي إلى الاتحاد الكونفدرالي، فذلك سيشكل حلاً جذرياً للمحافظة على الأمن الوطني للخليج. فبات من الضروري أن تمثلنا هوية واحده وقيادة مركزية واحدة. كما أن العيش في أمن واستقرار هو من أبسط حقوق الخمسين مليون نسمة الذين يتربعون على أكبر وأهم الاستثمارات الاقتصادية حول العالم.
– المملكة المتحدة ، 16-12-2016