حقيقة “الجاثوم ” بنظرة علماء الأعصاب

صحيفة مبتعث - علي الغامدي

عندما نبدأ بالحديث عن هذا الموضوع تكثر الحكايات والقصص بعضها صحيح وكثير منها أقرب إلى الخيال. ولكن هل سألت نفسك يوما ماهي حقيقة هذه الظاهرة ولماذا تحدث ؟ أقدم لكم في الأسطر القادمة تفسير علماء الأعصاب لما يحدث للدماغ أثناء مايسمى بـ “الجاثوم ” في الثواني الأولى بعد الدخول في النوم هناك مرحلة يسميها علماء الأعصاب REM) Rapid eye movement)  حيث يعطي الدماغ أوامره لكل العضلات الإرادية في الجسم بالتوقف عن الحركة فيصبح الجسم في وضع يشبه الشلل. ويحدث ذلك كنوع من التكيف اللقائي لحماية الجسم من التفاعل مع الحلم والذي قد ينتج عنه حركة جسدية قد تضر جسد النائم. حالة الشلل هذه تُسمى REM atonia ، وهناك أشخاص لديهم خلل في تنظيم الدماغ لهذه الحالة حيث يتحركون أثناء النوم وقد يسيرون ويؤذون أنفسهم. الذي يحدث في حالة الجاثوم أن النائم يستيقظ فجأة خلال مرحلة الشلل المؤقت هذه وبسبب خلل ما يتأخر الدماغ في الإستجابة لذلك بإبلاغ العضلات بأن تعود لوضعها الطبيعي. فيستيقظ الإنسان ويجد نفسه في حالة شلل لا يستطيع خلالها الحركة.  ويتسبب هذا الإضطراب بزيادة معدل الشحنات الكهربائية دماغ فيدخل الشخص في حالة هلوسة حيث يقوم بتخيل مخلوقات في الغرفة وقد يسمع أصوات غريبة تختلف تفسيراتها حسب ثقافة ومعتقدات المصاب. حيث أن سكان الدول العربية يقومون بوصف أشياء رؤها تختلف عن تلك التي قام بوصفها سكان الهند أو الدول الأوروبية. 65% من سكان العالم مروا بهذه التجربة مرة واحدة على الأقل وهناك أشخاص تتكرر معهم هذه الظاهرة لعدة مرات. الدراسات أثبتت أن الأشخاص الذين تعرضوا لحوادث أليمة في حياتهم أو يعانون من القلق والتوتر هم أكثر عرضة لهذه الإضطرابات. في دراسة بريطانية وجدوا أن الجينات هي المسبب لهذه الحالة في 53% من الحالات المسجلة.  حيث قاموا بدراسة الجينات التي تنظم عملية الساعة البيولوجية للنوم أو مايسمى ب (Circadian rhythms genes)rnووجدوا أن المشكلة بالتحديد في جين يسمى PER2 gene وفي الوقت الحالي لازالت الدراسات قائمة للبحث عن طرق لتفادي هذه الظاهرة أو التقليل منها. دمتم بود ولي عودة في تفسير ظاهرة أخرى باذن الله