12 مارس, 2016 - 8:11:14 مساءً
آخر تحديث : 12 مارس, 2016 - 8:11:14 مساءً
صحيفة مبتعث - علي الغامدي
من وسط المعمعة وضجيج أجهزة التجارب من حولي إخترت أن أمسك بقلمي وأبحث عن زاوية هادئة أبوح فيها عن صراعي في مرحلة الدكتوراه. لعل أحداً يسلك نفس الطريق ويجد كلماتي هذه عبارة عن لوحات توجيهية أو (تحذيرية) ليس لأني أعلم ممن سيأتون بعدي بل لأني أحد الذين سبقوهم بسلوك هذا الطريق. وقد تكون كلماتي مجردد فضفضة لاتقدم ولا تؤخر وفي كلا الحالتين أتمنى أن يحوزالمقال على ماتبقى من رضاكم عني.
في هذا المقال سأكتب مقتطفات منوعة من تجربتي “الشخصية” في مرحلة الدكتوراة ولعل زملائي يشاركوني تجاربهم أيضاً إن كان لديهم مايؤثرون قوله. هي نقاط بسيطة نبعت من قلبي بعيداً عن فرد عضلاتي اللغوية التي قد اتبجح بها في مقالات أخرى.في البداية أعتبر هذه المرحلة هي أكبر التحديات التي قد تمر بها على المستوى العقلي والنفسي فإما أن تصعد بك إلى القمة أو تقضي على ماتبقى لديك من طموح.كم هي رنانة تلك الكلمة وكم كنت أتمنى ان يطلق علي يوماً طالب “دكتوراه” لما لها من وقع نفسي وبرستيج خاص سرعان ماتبخرت فكرتي عنها بمجرد بداية المرحلة.لم أكن أعلم أنه سيزج بي في حلبة أقاتل فيها أكثر الخصوم براعة وأطولهم نفساً على مستوى جميع أصعدة الحياة. حيث كنت في صراع مستمر مع رسالتي وتجاربي والمشرف الدراسي والعائلة والغربة والوقت.
أصبحت أرى أن ال24 ساعة في اليوم غير كافية لإنجاز مهماتي الدراسية والعائلية وللتغلب على هذا لا تحتاج إلى ساعات إضافية بل إلى مهارة إدارة الوقت. مررت بتقلبات وصراعات مزاجية وفكرية حادة ولا أدعي أني كنت صامداً بل كانت تغلبني الظروف كثيراً كما تتلاعب المحيطات الهائجة بسفينة شراعية صغيرة. الضحية الأولى كانت زوجتي وبناتي فهم أقرب الناس الذين يتعرضون مباشرة لنتائج هذه التقلبات وكم كنت أزداد تقديراً لهم كلما تجاوزت أحد المحن ورأيتهم لا زالوا يقفون إلى جانبي. غالباً يهتم طالب الدكتوراة ببداية الدراسة في أسرع وقت ولا يهتم بتفاصيل التخصص والمرحلة وهذا أكبر خطأ أتمنى من الطلاب تلافيه والتأني مطلوب لأن المرحلة طويلة ومحفوفة بالمخاطر.خطة البحث التي تعدها في البداية يكون مصيرها سلة المهملات وسرعان ماتتغير نظرتك لها عند اللقاء الأول مع المشرف الدراسي فهو يضع خططاً قد لاتدرك قيمتها الا متأخراً.
السنة الأولى هي مرحلة الضياع فلا تعلم أين تتجه بالضبط وكيف ولماذا ؟ ويجب أن تقضيها في القراءة المكثفة وتعلم المهارات البحثية والتحليلية المهمة. شعور التقصير سيلازمك منذ البداية ولعله يكون دافعاً لك واحذر من الإفراط منه فهو شعور قاتل فالوقت الآن ليس مناسبا للتحسر وتضييع المزيد من الوقت.سيزداد الخناق مع مرور الأيام فتكثر المهمات ويضيق الوقت ولكن الخبر السعيد هو أنك ستصبح أكثر ثقة وبراعة وإدارة للمهمات الموكلة لك.
الدكتوراة هي كيف تبحث وليس كم تحفظ على الرغم من ذلك فإن الإطلاع الواسع في تخصصك لا غنى لك عنه فهو يسهل عليك فهم كثيراً من الأمور التي تقوم بها. هذه المرحلة مليئة بالتضحيات ولا مكان فيها للتهاون فحدد أولوياتك وركز عليها وضع التوافه جانباً فكل لحظة تقصير ستتجرع ألمها في النهاية. المشرف قد يكون متعاون إلى حد كبير لكنه هو بنفسه لا يعلم ما تؤول إليه النتائج فهو فقط يشاركك الإفتراضات وعليك التنفيذ والبحث عن النتائج.قد تغرق في التفكير في تجاربك وبحثك حتى تنسى نفسك ويقل تواصلك مع من تحب لكن لعلهم يعذرونك فأنت تمر بتحدي صعب يجب أن تجتازه. هذا ما أمكنني كتابته في زاويتي في هذه اللحظات وسأعود لأكمل تجاربي لعلي أتطرق لنقاط أخرى كالكتابة والتعامل مع المشرف في مواضيع قادمة باذن الله.
دمتم ولي عودة
صحيفة مبتعث - علي الغامدي
من وسط المعمعة وضجيج أجهزة التجارب من حولي إخترت أن أمسك بقلمي وأبحث عن زاوية هادئة أبوح فيها عن صراعي في مرحلة الدكتوراه. لعل أحداً يسلك نفس الطريق ويجد كلماتي هذه عبارة عن لوحات توجيهية أو (تحذيرية) ليس لأني أعلم ممن سيأتون بعدي بل لأني أحد الذين سبقوهم بسلوك هذا الطريق. وقد تكون كلماتي مجردد فضفضة لاتقدم ولا تؤخر وفي كلا الحالتين أتمنى أن يحوزالمقال على ماتبقى من رضاكم عني.
في هذا المقال سأكتب مقتطفات منوعة من تجربتي “الشخصية” في مرحلة الدكتوراة ولعل زملائي يشاركوني تجاربهم أيضاً إن كان لديهم مايؤثرون قوله. هي نقاط بسيطة نبعت من قلبي بعيداً عن فرد عضلاتي اللغوية التي قد اتبجح بها في مقالات أخرى.في البداية أعتبر هذه المرحلة هي أكبر التحديات التي قد تمر بها على المستوى العقلي والنفسي فإما أن تصعد بك إلى القمة أو تقضي على ماتبقى لديك من طموح.كم هي رنانة تلك الكلمة وكم كنت أتمنى ان يطلق علي يوماً طالب “دكتوراه” لما لها من وقع نفسي وبرستيج خاص سرعان ماتبخرت فكرتي عنها بمجرد بداية المرحلة.لم أكن أعلم أنه سيزج بي في حلبة أقاتل فيها أكثر الخصوم براعة وأطولهم نفساً على مستوى جميع أصعدة الحياة. حيث كنت في صراع مستمر مع رسالتي وتجاربي والمشرف الدراسي والعائلة والغربة والوقت.
أصبحت أرى أن ال24 ساعة في اليوم غير كافية لإنجاز مهماتي الدراسية والعائلية وللتغلب على هذا لا تحتاج إلى ساعات إضافية بل إلى مهارة إدارة الوقت. مررت بتقلبات وصراعات مزاجية وفكرية حادة ولا أدعي أني كنت صامداً بل كانت تغلبني الظروف كثيراً كما تتلاعب المحيطات الهائجة بسفينة شراعية صغيرة. الضحية الأولى كانت زوجتي وبناتي فهم أقرب الناس الذين يتعرضون مباشرة لنتائج هذه التقلبات وكم كنت أزداد تقديراً لهم كلما تجاوزت أحد المحن ورأيتهم لا زالوا يقفون إلى جانبي. غالباً يهتم طالب الدكتوراة ببداية الدراسة في أسرع وقت ولا يهتم بتفاصيل التخصص والمرحلة وهذا أكبر خطأ أتمنى من الطلاب تلافيه والتأني مطلوب لأن المرحلة طويلة ومحفوفة بالمخاطر.خطة البحث التي تعدها في البداية يكون مصيرها سلة المهملات وسرعان ماتتغير نظرتك لها عند اللقاء الأول مع المشرف الدراسي فهو يضع خططاً قد لاتدرك قيمتها الا متأخراً.
السنة الأولى هي مرحلة الضياع فلا تعلم أين تتجه بالضبط وكيف ولماذا ؟ ويجب أن تقضيها في القراءة المكثفة وتعلم المهارات البحثية والتحليلية المهمة. شعور التقصير سيلازمك منذ البداية ولعله يكون دافعاً لك واحذر من الإفراط منه فهو شعور قاتل فالوقت الآن ليس مناسبا للتحسر وتضييع المزيد من الوقت.سيزداد الخناق مع مرور الأيام فتكثر المهمات ويضيق الوقت ولكن الخبر السعيد هو أنك ستصبح أكثر ثقة وبراعة وإدارة للمهمات الموكلة لك.
الدكتوراة هي كيف تبحث وليس كم تحفظ على الرغم من ذلك فإن الإطلاع الواسع في تخصصك لا غنى لك عنه فهو يسهل عليك فهم كثيراً من الأمور التي تقوم بها. هذه المرحلة مليئة بالتضحيات ولا مكان فيها للتهاون فحدد أولوياتك وركز عليها وضع التوافه جانباً فكل لحظة تقصير ستتجرع ألمها في النهاية. المشرف قد يكون متعاون إلى حد كبير لكنه هو بنفسه لا يعلم ما تؤول إليه النتائج فهو فقط يشاركك الإفتراضات وعليك التنفيذ والبحث عن النتائج.قد تغرق في التفكير في تجاربك وبحثك حتى تنسى نفسك ويقل تواصلك مع من تحب لكن لعلهم يعذرونك فأنت تمر بتحدي صعب يجب أن تجتازه. هذا ما أمكنني كتابته في زاويتي في هذه اللحظات وسأعود لأكمل تجاربي لعلي أتطرق لنقاط أخرى كالكتابة والتعامل مع المشرف في مواضيع قادمة باذن الله.
دمتم ولي عودة