الأعضاء الإشتراك و التسجيل

    التسجيل و الدخول عبر

نسيت كلمه المرور
الأقسام
ADs

تابعنا :



لكي تبدع ..فكر بطريقة مختلفة

3 فبراير, 2015 - 10:57:49 مساءً آخر تحديث : 3 فبراير, 2015 - 10:57:49 مساءً

صحيفة مبتعث - علي الغامدي

صحيفة مبتعث _ علي الغامدي

كان العرب قديما عبارة عن مجتمعات قبلية تعيش حياة بسيطة لا وجود لاختلافات كبيرة بينها . فيمر القرن تلو القرن دون أي تغيير يذكر في حياتهم أو أفكارهم.  وكانوا يصفون من يأتي بأفكار لا تدركها عقولهم بالمجنون أو الساحر وأحيانا قليلة يصفونه بالعبقري. واستخدمت هذه الكلمة نسبة إلى عبقر وهو مكان بالبادية كان يعتقد أنه مسكن للجن حيث نسبوا له كل شيء عجيب وخارق للعادة ولا تدركه العقول. رغم بساطتهم الا أنها من أجمل الكلمات التي يمكن أن يوصف بها خارق الذكاء فأفكاره بالنسبة للناس لايمكن إدراكها. وكثير منا اليوم يحب أن يوصف بهذه الكلمة وربما ارتبطت بشخصيات مشهورة مثل إينشتاين ونيوتن.

تجولت كثيرا بين الكتب والمراجع باحثا في سير حياة أولئك الذين وصفوا بالعبقرية. لا أقصد المشاهير الذين كان للحظ دورا في تميزهم كمن ورث من أبيه مالا أو منصبا بل أقصد العباقرة الذين غيروا مجرى الحضارة بأفكارهم واختراعاتهم.  وجدت أنهم يعيشون حياة بسيطة لا رفاهية فيها ولم يبحثوا عن الشهرة بل هربوا عنها حتى لحقتهم بعد مماتهم.  بحثت بحثا دقيقا حول طريقة تفكيرهم فوجدت أنهم يشتركون في خاصية واحدة وهي أنهم يفكرون بطريقة مختلفة جعلت الناس يصفونهم بالجنون. فمن كان يعتقد أن الحديد سيحلق في الهواء رغم ثقل وزنه فهو مجنون في ذلك الزمن.

لتفسير ذلك النمط من التفكير يرى علماء النفس في العصر الحديث أن هناك نوعان من التفكير هما التفكير التحليلي التقاربي والآخر هو التفكير التباعدي. أما الأول فهو ما يستخدمه الغالبية من البشر وهو التفكير بالطريقة التقليدية وتحليل الأشياء بناءً على تجارب ومعتقدات سابقة ورثوها من الأجداد وتناقلتها الأجيال دون أن يجرؤ أحد على المساس بها. أما النوع الآخر من التفكير وهو التفكير التباعدي فهو ما يستخدمه نسبة ضئيلة جدا في العالم وهو التفكير السائد لدى العباقرة فهم يخرجون عن المألوف في تفكيرهم ويتجردون من قيود الأفكار القديمة ويوسعون دائرة الاحتمالات لتفسير أي حدث فيحلقون بعيدا ويأتون بأفكار لاتدركها عقول البشر.  قد توصف هذه الأفكار بالمتطرفة في نظر من قيدوا أنفسهم بالتفكير التقليدي ولا يستوعبونها إلا بعد حين . من يفكر تفكيرا تقليديا يرفض كل الافكار التي تتعارض مع معتقداته حتى لو كانت البراهين قوية ويخشاها ويتجنبها لذلك هو يدور في قوقعة لايخرج منها ليأتي بجديد. سأضرب أمثلة لما يحدث عندما يخرج الإنسان في تفكيره عن المألوف.

كانت نظرية إينشتاين النسبية قبل مائة عام ضرب من الجنون , وصعق كل علماء الفيزياء والفلك عندما أثبتها. حيث أحدثت ضجة في العالم غيرت ملامح العلم الحديث وأبطلت كثير من النظريات السابقة. كما اكتشف نظرية تحول الطاقة الى مادة والعكس وهذه النظرية زلزلت معتقدات الملاحدة الذين كانوا يعتقدون أن أصل الكون صدفة.  بعيدا عن هذه التعقيدات يقول إينشتاين ( الخيال أهم من المعرفة) فعندما تحوز على المعرفة تكون ملزما بما عرفه الناس من قبلك ولن تعلم أكثر مما علموا أما الخيال فهو مالا يعلمه الناس بعد , ولولا الخيال لكان البشر اليوم يسكنون الخيام ويصطادون بالرماح. ولو نظرنا للعباقرة لوجدنا أنهم يتقبلون كل أنواع الأفكار , المخالفة منها والغريبة والسخيفة ويضعونها ضمن نطاق الاحتمالات وهي قدرة لا تحتملها عقول البشر العادية.

للأسف هناك مجتمعات ترفض الأفكار الجديدة وتحاربها وتهزأ بصاحبها. فإما أن يستسلم لهم أو أن يكمل المسير في عالمه حتى يدركون الحقيقة في وقت متأخر. وهذا ما تعرض له الكثير من العلماء لاسيما علماء المسلمين كالخوارزمي الذي أسس نظريات في علم الجبر يجد طلاب الجامعات اليوم صعوبة في فهمها , وابن حيان في الكيمياء الذي اتهم بالشعوذة . لكن التاريخ رغم ذلك خلد أسماءهم ونسي من استهزأ بهم.  إن اتبعنا النمط التقليدي من التفكير فإن حياتنا لن تتغير , بل سنعيش كما عاشت الأجيال السابقة من قبلنا فإن كانت مجتمعاتهم متخلفة عن الحضارة والتطور فسنواصل هذا التخلف.  ختاما لا تكترث لمن يعارض أفكارك ويرفضك ويستهزئ بك  وحطم القيود من حولك وانطلق وابحث عن أفكار جديدة لتغير الواقع للأفضل.

alighamdi2@

  • تعليق واحد

علي الغامدي

كاتب

باحث دكتوراه , متخصص بعلم الأعصاب. جامعة يورك مهتم بالبحث عن أخر الدراسات وتفسير الظواهر المحيطة بنا بشكل علمي.

ان اتبعنا النمط التقليدي حياتنا لن تتغير … البشر هُم ذاتهم لايريدون الاختلاف يسعون للحفاظ على العقلية التقليدية ليت هذا فقط بل يحاربون من كان مختلفا عنهم

التعليق

عفواً, للتعليق يجب عليك تسجيل الدخول أولاً. إذا كنت لا تملك عضوية, يمكن الإشترك بالنقر هنا إنشاء عضوية

تسجيل عبر
ADs