2 نوفمبر, 2015 - 5:20:03 مساءً
آخر تحديث : 2 نوفمبر, 2015 - 5:20:03 مساءً
صحيفة مبتعث - علي الغامدي
لماذا يتعلم الأطفال اللغات الأجنبية أسرع من البالغين؟ صحيفة مبتعث_علي الغامدي سأستدل في هذا الموضوع بآخر دراسات علماء اللغويات وعلماء الأعصاب للإجابة على هذا السؤال. يقول “تشومسكي ” عالم اللغويات المعروف أن قابلية الأطفال لاكتساب وتعلم اللغات الأجنبية أسرع وأكثر كفاءة من البالغين. بدأت هذه النظرية على يد العالم مؤسس علم بيولوجيا اللغات حيث يقول أن تطور اللغة يمر بمرحلة ذروة تسمى ( critical period) مثل أي نوع آخر من النمو والتطور في جسم الإنسان. وهذه الفترة هي مرحلة النضج لاكتساب اللغة بمساعدة مؤثرات خارجية أخرى تجعل الفرصة مهيئة تماما لالتقاط اللغة الأجنبية بأعلى جودة. أما قبل هذه الفترة أو بعدها فيكون اكتساب اللغة أصعب وهو أشبه بتعلم العلوم الأخرى حيث أنه يحاج لفترة أطول. ويرى علماء اللغويات أن أفضل فترة لتعلم اللغة تبدأ منذ الولادة إلى سن البلوغ. حيث يمكن للطفل في هذه المرحلة اكتساب 5 لغات مختلفة دون أن يشعر بذلك. أما بعد البلوغ فيكون تعلم اللغات ممكناً ، لكنه أصعب وبطريقة مختلفة حيث يربط المُتعلّم اللغة الأجنبية باللغة الأصلية ويتأثر بها كثيرا. كما أن مقدار اكتساب و تعلم اللغة لدى البالغين والأطفال غير معروف وتجري الأبحاث حالياً لدراسة ذلك وتحديده بدقة. هذه المسألة تعتبر محل جدل بين علماء اللغة ويعتقد بعض علماء اللغة أن السبب في سرعة تعلم الأطفال للغات هو البيئة المناسبة لهم. حيث أنهم يندمجون بسرعة مع الأطفال من لغات أخرى بينما يفضل البالغون الإنعزال وممارسة ثقافتهم الأم حتى وإن أرادوا تعلم اللغة. ولكن رأي علماء الأعصاب يتفق تماما مع رأي ” تشومسكي ” بأن الأطفال أسرع اكتسابا للغة من البالغين وسأذكر تفسير ذلك علميا. عدد الخلايا العصبية في دماغ الطفل مقاربة تماما لعددها عند البالغين وتستمر زيادة هذا العدد لفترة محدودة فقط في بعض الأجزاء مثل Olfactory bulb, Prefrontal cortex , Cerebellum و Hyppocampus وعند سن الثانية من عمر الطفل يتوقف عدد الخلايا عن الإزدياد في هذه المناطق وتبقى الزيادة مستمرة في منطقة الhyppocampus فقط. والذي يلعب دورا كبيرا في كفاءة الذاكرة والتعليم وهو مسؤول جزئياً عن تعلم اللغات. لكن الأهم ليس عدد الخلايا بل ” الروابط العصبية ” التي تربط الخلايا العصبية مع بعضها. حيث أنه عندما يولد الطفل يمتلك دماغه موصلات (synapses) قليلة بين الخلايا العصبية. وعند سن 3-2 سنوات يتضاعف عدد هذه الروابط بشكل سريع جدا أكثر من تلك الموجودة لدى البالغين. وهذا يسمى في علم الأعصاب ب Exuberant synaptogenesis فدماغ الأطفال يتميز بوجود روابط قوية بين أجزاءه ” القريبة ” وهذا يجعل الدماغ كالإسفنجة يلتقط الكلمات الجديدة بسرعة مذهلة. فبمجرد سماع الكلام يقوم ببناء روابط عصبية بين الخلايا وكلما زاد استماعه كلما زاد بناء تلك الروابط لتمرير الكلمات الجديدة. وهذا مايجعل حصيلة الطفل من الكلمات تزيد بسرعة هائلة بين سن 1 – 6 سنوات بالإضافة إلا أنهم لا يملكون القدرة على التفرقة بين اللغتين وهذا مايجعلهم يمزجونها في أحيان كثيرة. عند البلوغ يبدأ عدد الروابط بين الخلايا القريبة بالتقلص وفي المقابل تزيد الروابط العصبية بين الأجزاء ” البعيدة “من الدماغ وهذا يجعل الدماغ يمتلك مميزات أخرى ، كالقدرة على التعامل مع المسائل الفيزيائية والحسابية المعقدة وزيادة القدرة على التحليل والمنطق وهذا مالا يدركه عقل الطفل. وأخيراً : احرصوا على تعليم أبناءكم اللغات في هذه المرحلة فهي أكثر المراحل المناسبة لهم.
دمتم في حفظ الله
صحيفة مبتعث - علي الغامدي
لماذا يتعلم الأطفال اللغات الأجنبية أسرع من البالغين؟ صحيفة مبتعث_علي الغامدي سأستدل في هذا الموضوع بآخر دراسات علماء اللغويات وعلماء الأعصاب للإجابة على هذا السؤال. يقول “تشومسكي ” عالم اللغويات المعروف أن قابلية الأطفال لاكتساب وتعلم اللغات الأجنبية أسرع وأكثر كفاءة من البالغين. بدأت هذه النظرية على يد العالم مؤسس علم بيولوجيا اللغات حيث يقول أن تطور اللغة يمر بمرحلة ذروة تسمى ( critical period) مثل أي نوع آخر من النمو والتطور في جسم الإنسان. وهذه الفترة هي مرحلة النضج لاكتساب اللغة بمساعدة مؤثرات خارجية أخرى تجعل الفرصة مهيئة تماما لالتقاط اللغة الأجنبية بأعلى جودة. أما قبل هذه الفترة أو بعدها فيكون اكتساب اللغة أصعب وهو أشبه بتعلم العلوم الأخرى حيث أنه يحاج لفترة أطول. ويرى علماء اللغويات أن أفضل فترة لتعلم اللغة تبدأ منذ الولادة إلى سن البلوغ. حيث يمكن للطفل في هذه المرحلة اكتساب 5 لغات مختلفة دون أن يشعر بذلك. أما بعد البلوغ فيكون تعلم اللغات ممكناً ، لكنه أصعب وبطريقة مختلفة حيث يربط المُتعلّم اللغة الأجنبية باللغة الأصلية ويتأثر بها كثيرا. كما أن مقدار اكتساب و تعلم اللغة لدى البالغين والأطفال غير معروف وتجري الأبحاث حالياً لدراسة ذلك وتحديده بدقة. هذه المسألة تعتبر محل جدل بين علماء اللغة ويعتقد بعض علماء اللغة أن السبب في سرعة تعلم الأطفال للغات هو البيئة المناسبة لهم. حيث أنهم يندمجون بسرعة مع الأطفال من لغات أخرى بينما يفضل البالغون الإنعزال وممارسة ثقافتهم الأم حتى وإن أرادوا تعلم اللغة. ولكن رأي علماء الأعصاب يتفق تماما مع رأي ” تشومسكي ” بأن الأطفال أسرع اكتسابا للغة من البالغين وسأذكر تفسير ذلك علميا. عدد الخلايا العصبية في دماغ الطفل مقاربة تماما لعددها عند البالغين وتستمر زيادة هذا العدد لفترة محدودة فقط في بعض الأجزاء مثل Olfactory bulb, Prefrontal cortex , Cerebellum و Hyppocampus وعند سن الثانية من عمر الطفل يتوقف عدد الخلايا عن الإزدياد في هذه المناطق وتبقى الزيادة مستمرة في منطقة الhyppocampus فقط. والذي يلعب دورا كبيرا في كفاءة الذاكرة والتعليم وهو مسؤول جزئياً عن تعلم اللغات. لكن الأهم ليس عدد الخلايا بل ” الروابط العصبية ” التي تربط الخلايا العصبية مع بعضها. حيث أنه عندما يولد الطفل يمتلك دماغه موصلات (synapses) قليلة بين الخلايا العصبية. وعند سن 3-2 سنوات يتضاعف عدد هذه الروابط بشكل سريع جدا أكثر من تلك الموجودة لدى البالغين. وهذا يسمى في علم الأعصاب ب Exuberant synaptogenesis فدماغ الأطفال يتميز بوجود روابط قوية بين أجزاءه ” القريبة ” وهذا يجعل الدماغ كالإسفنجة يلتقط الكلمات الجديدة بسرعة مذهلة. فبمجرد سماع الكلام يقوم ببناء روابط عصبية بين الخلايا وكلما زاد استماعه كلما زاد بناء تلك الروابط لتمرير الكلمات الجديدة. وهذا مايجعل حصيلة الطفل من الكلمات تزيد بسرعة هائلة بين سن 1 – 6 سنوات بالإضافة إلا أنهم لا يملكون القدرة على التفرقة بين اللغتين وهذا مايجعلهم يمزجونها في أحيان كثيرة. عند البلوغ يبدأ عدد الروابط بين الخلايا القريبة بالتقلص وفي المقابل تزيد الروابط العصبية بين الأجزاء ” البعيدة “من الدماغ وهذا يجعل الدماغ يمتلك مميزات أخرى ، كالقدرة على التعامل مع المسائل الفيزيائية والحسابية المعقدة وزيادة القدرة على التحليل والمنطق وهذا مالا يدركه عقل الطفل. وأخيراً : احرصوا على تعليم أبناءكم اللغات في هذه المرحلة فهي أكثر المراحل المناسبة لهم.
دمتم في حفظ الله