سياحة مبتعثي الجهات الحكومية

صحيفة مبتعث - محمد بن عبدالجبار السُلمي

صحيفة مبتعث – محمد السلمي

المبتعثُ من جهة عملٍ (خاصة وزارة التعليم العالي) له سياحة من نوعٍ خاصٍ.
يتحمل المبتعث كافة تكاليف الرحلة ، وليس لجهة عمله دور يُذكر.
فقبل مرحلة الابتعاث ؛ يُطلب من المبتعث الحصول على قبول لغةٍ أو مشروطٍ. بالرغم من أن أكثر المبتعثين مستواهم في اللغة الإنجليزية ضعيف أو قريب منه. فيلجأ المبتعث إلى بعض المكاتب التجارية لمساعدته في الحصول على قبولٍ. وقد يقع ضحية عملية نصبٍ من قبل بعض هذه المكاتب (والشواهد كثيرة). وبعض الجامعات تُضيف قيداً آخر وهو أن يكون القبول من الجامعات ذات التصنيف المتقدم!! فيتحملُ المبتعثُ العبء لوحده. وموقف الجامعة هو موقف المتفرج. فلا اتفاقيات مبرمة مع الجامعات الخارجية ، ولا مكتب استشارات ومساعدة في القبول في داخل الجامعة. وحال المبتعث يصدُقُ عليه قول الأول:
ألقاه في اليم مكتوفاً وقال له إياك إياك أن تبتل بالماء
المبتعث في مرحلة الابتعاث يخوضُ سياحةً أخرى. فالمحلقيات مشلولة اليد في إتخاذ أي قرار يتعلق بالمبتعث إلا فيما يتعلق بإيقاف الصرف. فاليدين والرجلين تعمل ببراعة تامة منقطعة النظير. فدور الملحقيات مع المبتعث من جهة عملٍ ؛ هو دور المراسل (الوسيط). فبعد سلسلة من التدقيق في المعاملة ؛ يتم إرسالها لجهة عمل المبتعث. فتدخل المعاملة في سياحة مطولة في جهة العمل. خلال هذه الرحلة السياحية ؛ قد يعجب المعاملة مرتفعات إدارة شؤون الابتعاث ، أو شواطئ عميد الكلية ، أو غابات وأودية رئيس القسم. فيطيب لها الُمقام ، وتمتد لبضعة أشهر من أجل إصدار قرار تمديد أو تغيير جامعة أو نحوها!! وقد تناسوا أنهم في يومٍ ما كانوا مبتعثين ، ويعرفوا كم هو مهم إنجاز المعاملة في أسرع وقتٍ.
المبتعث بعد التخرج يدخل في سياحة أخرى ، وإن كانت أهون من سابقتيها. فيرجع إلى جهة عمله ، وليس هناك سكنٌ من الجامعة يستقبله أو حتى بدل سكن. ينتظر عدداً من الأشهر حتى يتم ترقيته. وقد يطوف خلال هذه الفترة بين أبواب البنوك باحثاً عن قرضٍ يشتري به أثاثاً أو سيارة ليكمل رحلته.
ومضة: سيكونُ أحدنا في يومٍ ما في منصبٍ قيادي  فلا يجعل المبتعث يخوض سياحته لوحده ، وليكن خير معين له في رحلته!
طبتم وطابت أوقاتكم وسياحة ممتعة أرجوها لكم