صحيفة مبتعث - عادل المالكي
في هذه المساحة تعود صحيفة مبتعث بذاكرة المبتعثين السابقين الى الوراء لتضيء الطريق لأجيال بعدهم تتطلع نحو المعرفة والعلم والإبداع و خوض غمار تجربة الإبتعاث ، و من هنا سلطت “مبتعث” الضوء على شعلة عظيمة من شعل الوطن لتنقل لكم تجربة تبرهن على أنّ المصاعب وإن ضيّقت الخناق على سفراء الوطن فإن مكامن العزيمة فيهم تجلب الفوز والفرح عند خط النهاية ، من خلال ( ذكريات مبتعث سابق) ، نستضيف في هذا الحوار الأستاذة غالية خياط ، أهلا بها وبالقرّاء .
- من هي غالية خياط ، البطاقة الشخصية وظيفتها ، دراستها ؟
بالله أبدأ وأستعين..
أنا غالية خياط إبنة مكة المكرمة، خريجة جامعة وسط ولاية تينسي من أمريكا، أحمل درجة الماجستير في التعليم تخصص المناهج وطرق التدريس، زوجة و أم لأجمل طفلة اسمها (يم) عملت بالإعلام المسموع والمقروء وحالياً في العلاقات للعامة و الإعلام لإحدى الشركات.
- غالية خياط كيف تنظر لمرحلة الابتعاث بعد سنوات من العمل الشاق ؟
كان الإبتعاث بالنسبة لي مرحلة جادة للتعرف على مواطن القوة والضعف في شخصيتي .
فبلاشك، نحن نعيش العصر الذهبي لثورة العلم في المملكة العربية السعودية، وذلك بفضل منح البعثات لكافة المقبولين من الشعب السعودي، حيث لم يعد الابتعاث خاص بطبقة معينة من الشعب بفضل الله ثم هذه النظرة المستقبلية السليمة من ملك الإنسانية خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبد العزيز آل سعود رحمه الله و طيب ثراه. أنني أُشبه الإبتعاث الحالي بعصر الخلافة العباسية تحديدا في عهد المأمون 831 الذي ارسل بعثات للدول وحضارات مختلفة لجمع العلوم و قياس الأرض؛ حيث أزدهر في عصره الثقافة والعلوم و كذلك الانفتاح على الآخر. وهذا ماهو واقع الآن حيث تجد أسماء المخترعين السعوديين في مختلف أنحاء العالم.
حقيقة ربطت بين دراستي التاريخ الإسلامي وبين عملية المجتمع الأمريكي وجدت حب الطلاب السعوديين لقيمهم و تعاليم دينهم وتطبُّعهم بجدية الأمريكان في العمل الشاق المتواصل الدؤوب.
وجدت أن هذا موجود في تاريخ الأمة الإسلامية و أنا متفائلة جدا من جيل المبتعثين.
- ما العامل الذي تشعرين بأنه أحدث الفارق في حياتك كمبتعثة؟
الفوارق كثيرة جداً ولكن أمر مهم جدا جدا يجهله البعض من اتخذ الإسلام بالوراثة، وجدتني قريبة إلى ربي أكثر في مكان لا أسمع فيه صوت الآذان وهذا ما جعلني اتسأل ماهو الأهم الدين الحقيقي أم مظهر الدين!!
و الحمدلله كنت أتناقش مع الجمهور المتصلين عبر إذاعة صوت العرب من شيكاقو هذه الإذاعة التي تعمل على نشر الدين الإسلامي، وكنت أجد ترحيباً كبير منهم كوني إبنة مكة المكرمة مكان مولد الحبيب صَل الله عليه وسلم.
الإجابة في سطر واحد هو العمل الإذاعي في دولة منفتحة وكان العمل مع مختلف العقول والمشارب الثقافية جعلني أكثر إتزاناً وأقل غلواً وإنفعالاً.
- كيف تتظرين لدعم القطاعات الأهلية والخاصة في المملكة لمشاريع المبتعثين وإبداعاتهم ؟
أنا إلى هذه اللحظة لم أجد شكوى من القطاعات الأهلية، ولكن أجد طموح الشباب أعمق بكثير حيث رجع بعض الطلاب و افتتح مشروعه الخاص و بدأ بالعمل في مجال مختلف تماماً.
- كيف من الممكن أن يتجاوز المبتعث أخطاء البداية ويذهب بعيدًا نحو العمل وصناعة النجاح ؟
لكل بداية محرقة نهاية مشرقة، أنا شخصياً وقعت في خطأ البداية لم أختر التخصص الصحيح ولم أخطط جيدا للجامعات ولكن وفقني الله سبحانه لإيجاد الطريق الصحيح.
النجاح يأتي من الأخطاء المتراكمة ومن هنا يستطيع المبتعث وغيره تجاوز أخطاء البدايات.
- ما اللحظة التي ماتزال غالية خياط تتذكرها بنوع من الفخر حينما كانت مبتعثة ؟
الحمدلله اللحظة التي أجدني فيها ابتسم كلما تذكرتها هي نجاحي في الصبر والمثابرة تلك الحظة كنت أود الرجوع للمملكة حيث فقدت ابني رحمه الله مازال جنيناً. جاءني اتصال من جامعة نيوهامشير بقبولي، لحظتها حمدت ربي أنه عوضني بشيء كنت أتمناه، سنوات مرت وجاء تكرمي مرتين في الجامعة كطالبة مثابرة و مجتهدة و وقع الاختيار على اسمي بنشر بحثي العلمي.
وأيضا كرمتني دكتورتي في حائط المتفوقات لمادة نشاط ذكرت أنني تفوقت على أهل اللغة و هي مادة الإلقاء رغم أنني لا أملك اللهجة الأمريكية.
و أخيرا. هو رجوعي بدرجة الماجستير في وقت قياسي.
و أشكر مشرفي الدراسي الذي كان يتابع حالتي و ينصحني بعدم الرجوع حتى أكمل دراستي.
ملاحظة بسيطة لم أذهب لتلك الجامعة حيث غيرت قراري.
- تجربة الابتعاث تصنع بالتأكيد اختلافا واضحًا في التركيبة الشخصية لأي مبتعث نظرًا للتجارب الكبيرة التي تنتظره ، ماذا اختلف في غالية قبل وبعد الابتعاث ؟
يقول ابن خلدون الإنسان إبن بيئته يؤثر ويتأثر.
كنت لا أحتمل البر و أصبحت أمشي بين الثلوج!!
كنت لا أتناول وجبة الإفطار ولا أمارس الرياضة و لا أحمل الأمتعة الثقيلة وكثير من أمور الحياة. و أصبحت أفعلها.
الغربة جعلتني إنسانة أقوى نفسياً وجسدياً وكذلك في علاقاتي حيث مكثت الثلاث الأولى من مرحلة الماجستير بلا أصدقاء و كان صديقي الكتاب من أجل اكتساب اللغة و تحدي بيني وبين نفسي أن أخذ الدرجات الكاملة.
وهذا كنت أتساهل به سابقاً.
- العمل التطوعي في المملكة له اليوم العديد من الأندية التي تساهم به ، كيف رأيت تجربة العمل التطوعي في أمريكا مع المبتعثين أو داخل الجامعة ؟
كما يظهر للعالم أن الإنفتاح الحضاري في أمريكا كونها دولة علمانية وهذا ساعد الكثير من الطلاب ممارسة دينهم بشكل الذي يردونه، تجربتي الشخصية كنت أتطوع و العمل مع منظمات طلابية مثل بصمات مبتعث الذي يشجع الطلاب على نشر إنجازهم، كذلك تطوعت في اذاعة صوت العرب من شيكاقو، و كنت ضمن فريق عمل صوت المبتعث اليوتيوبي. في أمريكا انفتحت أبواب العمل التطوعي بشكل ملحوظ في المبتعثين و كلا يحب أن يساعد ولو بكلمة جميلة و صناعة لقمة للجائع البعض منهم ساهم بذلك عبر السوشال ميديا بين جدة وأمريكا كنت أستضيفهم في حلقات برنامجي “سوالف سعودية ” عبر اذاعة ياهلا فويس الشبابية و أحد حبورا منهم بالعمل الجماعي و التطوعي.
- على المستوى العملي ماهي طموحاتك وأفكارك التي تحلمين بإنجازها في هذه المرحلة ؟
أتمنى من الله سبحانه و تعالى أن يجعل عملي خاص لوجهه الكريم لا من أجل سمعة ولا شهرة، و كذلك أتمنى فعلاً إكمال مرحلة الدكتوراه التي أملك قبولها في جامعة عريقة و بسبب تغير أنظمة الابتعاث لم أتمكن من الذهاب.
أطالب وزير التعليم الحالي أن يفتح أقسام جديدة في التخصصات التي درسناها، في الجامعات السعودية الناشئة و فتح أبواب جديدة للعمل.
طموحي هو أن أخدم وطني في مكاني الصحيح كما درست و أنفقت الدولة الكريمة الأموال الطائلة، أحب أن أرد هذا الجميل و أن أقوم بخدمة هذا الوطن في مجالي الأكاديمي.
وشاكرة لكم حسن هذا الحوار و حسن التواصل
- شكراً لكِ أستاذة غالية خياط على هذا الحوار ، و نتمنى لك مزيداً من التقدم و النجاح و التميز.
صحيفة مبتعث - عادل المالكي
في هذه المساحة تعود صحيفة مبتعث بذاكرة المبتعثين السابقين الى الوراء لتضيء الطريق لأجيال بعدهم تتطلع نحو المعرفة والعلم والإبداع و خوض غمار تجربة الإبتعاث ، و من هنا سلطت “مبتعث” الضوء على شعلة عظيمة من شعل الوطن لتنقل لكم تجربة تبرهن على أنّ المصاعب وإن ضيّقت الخناق على سفراء الوطن فإن مكامن العزيمة فيهم تجلب الفوز والفرح عند خط النهاية ، من خلال ( ذكريات مبتعث سابق) ، نستضيف في هذا الحوار الأستاذة غالية خياط ، أهلا بها وبالقرّاء .
بالله أبدأ وأستعين..
أنا غالية خياط إبنة مكة المكرمة، خريجة جامعة وسط ولاية تينسي من أمريكا، أحمل درجة الماجستير في التعليم تخصص المناهج وطرق التدريس، زوجة و أم لأجمل طفلة اسمها (يم) عملت بالإعلام المسموع والمقروء وحالياً في العلاقات للعامة و الإعلام لإحدى الشركات.
كان الإبتعاث بالنسبة لي مرحلة جادة للتعرف على مواطن القوة والضعف في شخصيتي .
فبلاشك، نحن نعيش العصر الذهبي لثورة العلم في المملكة العربية السعودية، وذلك بفضل منح البعثات لكافة المقبولين من الشعب السعودي، حيث لم يعد الابتعاث خاص بطبقة معينة من الشعب بفضل الله ثم هذه النظرة المستقبلية السليمة من ملك الإنسانية خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبد العزيز آل سعود رحمه الله و طيب ثراه. أنني أُشبه الإبتعاث الحالي بعصر الخلافة العباسية تحديدا في عهد المأمون 831 الذي ارسل بعثات للدول وحضارات مختلفة لجمع العلوم و قياس الأرض؛ حيث أزدهر في عصره الثقافة والعلوم و كذلك الانفتاح على الآخر. وهذا ماهو واقع الآن حيث تجد أسماء المخترعين السعوديين في مختلف أنحاء العالم.
حقيقة ربطت بين دراستي التاريخ الإسلامي وبين عملية المجتمع الأمريكي وجدت حب الطلاب السعوديين لقيمهم و تعاليم دينهم وتطبُّعهم بجدية الأمريكان في العمل الشاق المتواصل الدؤوب.
وجدت أن هذا موجود في تاريخ الأمة الإسلامية و أنا متفائلة جدا من جيل المبتعثين.
الفوارق كثيرة جداً ولكن أمر مهم جدا جدا يجهله البعض من اتخذ الإسلام بالوراثة، وجدتني قريبة إلى ربي أكثر في مكان لا أسمع فيه صوت الآذان وهذا ما جعلني اتسأل ماهو الأهم الدين الحقيقي أم مظهر الدين!!
و الحمدلله كنت أتناقش مع الجمهور المتصلين عبر إذاعة صوت العرب من شيكاقو هذه الإذاعة التي تعمل على نشر الدين الإسلامي، وكنت أجد ترحيباً كبير منهم كوني إبنة مكة المكرمة مكان مولد الحبيب صَل الله عليه وسلم.
الإجابة في سطر واحد هو العمل الإذاعي في دولة منفتحة وكان العمل مع مختلف العقول والمشارب الثقافية جعلني أكثر إتزاناً وأقل غلواً وإنفعالاً.
أنا إلى هذه اللحظة لم أجد شكوى من القطاعات الأهلية، ولكن أجد طموح الشباب أعمق بكثير حيث رجع بعض الطلاب و افتتح مشروعه الخاص و بدأ بالعمل في مجال مختلف تماماً.
لكل بداية محرقة نهاية مشرقة، أنا شخصياً وقعت في خطأ البداية لم أختر التخصص الصحيح ولم أخطط جيدا للجامعات ولكن وفقني الله سبحانه لإيجاد الطريق الصحيح.
النجاح يأتي من الأخطاء المتراكمة ومن هنا يستطيع المبتعث وغيره تجاوز أخطاء البدايات.
الحمدلله اللحظة التي أجدني فيها ابتسم كلما تذكرتها هي نجاحي في الصبر والمثابرة تلك الحظة كنت أود الرجوع للمملكة حيث فقدت ابني رحمه الله مازال جنيناً. جاءني اتصال من جامعة نيوهامشير بقبولي، لحظتها حمدت ربي أنه عوضني بشيء كنت أتمناه، سنوات مرت وجاء تكرمي مرتين في الجامعة كطالبة مثابرة و مجتهدة و وقع الاختيار على اسمي بنشر بحثي العلمي.
وأيضا كرمتني دكتورتي في حائط المتفوقات لمادة نشاط ذكرت أنني تفوقت على أهل اللغة و هي مادة الإلقاء رغم أنني لا أملك اللهجة الأمريكية.
و أخيرا. هو رجوعي بدرجة الماجستير في وقت قياسي.
و أشكر مشرفي الدراسي الذي كان يتابع حالتي و ينصحني بعدم الرجوع حتى أكمل دراستي.
ملاحظة بسيطة لم أذهب لتلك الجامعة حيث غيرت قراري.
يقول ابن خلدون الإنسان إبن بيئته يؤثر ويتأثر.
كنت لا أحتمل البر و أصبحت أمشي بين الثلوج!!
كنت لا أتناول وجبة الإفطار ولا أمارس الرياضة و لا أحمل الأمتعة الثقيلة وكثير من أمور الحياة. و أصبحت أفعلها.
الغربة جعلتني إنسانة أقوى نفسياً وجسدياً وكذلك في علاقاتي حيث مكثت الثلاث الأولى من مرحلة الماجستير بلا أصدقاء و كان صديقي الكتاب من أجل اكتساب اللغة و تحدي بيني وبين نفسي أن أخذ الدرجات الكاملة.
وهذا كنت أتساهل به سابقاً.
كما يظهر للعالم أن الإنفتاح الحضاري في أمريكا كونها دولة علمانية وهذا ساعد الكثير من الطلاب ممارسة دينهم بشكل الذي يردونه، تجربتي الشخصية كنت أتطوع و العمل مع منظمات طلابية مثل بصمات مبتعث الذي يشجع الطلاب على نشر إنجازهم، كذلك تطوعت في اذاعة صوت العرب من شيكاقو، و كنت ضمن فريق عمل صوت المبتعث اليوتيوبي. في أمريكا انفتحت أبواب العمل التطوعي بشكل ملحوظ في المبتعثين و كلا يحب أن يساعد ولو بكلمة جميلة و صناعة لقمة للجائع البعض منهم ساهم بذلك عبر السوشال ميديا بين جدة وأمريكا كنت أستضيفهم في حلقات برنامجي “سوالف سعودية ” عبر اذاعة ياهلا فويس الشبابية و أحد حبورا منهم بالعمل الجماعي و التطوعي.
أتمنى من الله سبحانه و تعالى أن يجعل عملي خاص لوجهه الكريم لا من أجل سمعة ولا شهرة، و كذلك أتمنى فعلاً إكمال مرحلة الدكتوراه التي أملك قبولها في جامعة عريقة و بسبب تغير أنظمة الابتعاث لم أتمكن من الذهاب.
أطالب وزير التعليم الحالي أن يفتح أقسام جديدة في التخصصات التي درسناها، في الجامعات السعودية الناشئة و فتح أبواب جديدة للعمل.
طموحي هو أن أخدم وطني في مكاني الصحيح كما درست و أنفقت الدولة الكريمة الأموال الطائلة، أحب أن أرد هذا الجميل و أن أقوم بخدمة هذا الوطن في مجالي الأكاديمي.
وشاكرة لكم حسن هذا الحوار و حسن التواصل