الأعضاء الإشتراك و التسجيل

الملتقيات
ADs

قصة المبتعث مصعب الجزء الأول .......

قصة المبتعث مصعب الجزء الأول .......


NOTICE

تنبيه: هذا الموضوع قديم. تم طرحه قبل 5753 يوم مضى, قد يكون هناك ردود جديدة هي من سببت رفع الموضوع!

قائمة الأعضاء الموسومين في هذا الموضوع

  1. المشاركة الأصلية كتبت بواسطة Kodonbaul_990
    ووووووووووووووووووووووووويييييييييييييييييييي
    عليكم الله ييسر أموركم كلكم
    وأشكركم على المرور وبالنسبة لاصحاب النقد على عيني وراسي من فوق
    وأبشر راح أتفادى الأخطاء في البارتات الجاية
    وأما البارتا راح تنزل بشكل يومي إذا سلمت من الموت
    ومالكم إلا العجب
    أبشرو
    تسلم أناملكم الي علقت عالموضوع
    وتسلم عيونكم الي قراته
    وتسلم أرواحكم على المرور

    محبكم Kodonbaul_990
    يا شييييييييييييييييييييييييييينك
    يا زينك قدامي عشان اتوطى في بطنك
    هههههههههههههههههههههههههههههه
    امزح
    بس ما ادري يعني مستانس وحنا قاعدين نطلبك
    ياخي حطها لنا دفعة وحدة الحين وخلصنا
    7 "
  2. أبغاكم تتلذذون بقراتها لاني كنت أتلذذ أنا بقراة قصص قبل
    ولا تستعجل
    أبوية الله يذكره بالخير ويرزقني بره
    ويرزق كل إخواني برهم بأبائهم وأمهاتهم

    يقول وأنا بوك "من كبر لقمته غص "
    فأنت خلها شوي شوي
    ووالله إنك محشوم ياشنب
    من كثر الطلبات وأنت غالي وعزيز
    وطلبك على راسي وعيني من فوق
    ولكن بارت..... بارت أوكي الله يسعد قلبك
    وأخيرا أكرر شكري على المرور الله يسعدك دوووم
    7 "
  3. لقد عدنا ياشباب بالفصل الثالث من قصة مصعب ......وين الردود
    حمسوني أكثر


    نظرت إليها مستفهما ، انتظر أن تخبرني كيف استدلت على مكاني .. قالت :
    ـ أنتشخص جاد ، لديك اهتمامات خاصة . ربما بتأثير من الثقافة التي تنتمي إليها ، علاقاتكالنسائية محدودة ، ولا يبدو أنك تسعى إلى شئ من ذلك . ضع هذه المعطيات في جانب . الأماكن الأخرى في المكتبة تكثر فيها الحركة ، ويكثر فيها تحرك الطالبات . نحنالبنات نحب الاستعراض ، حتى في الأجواء الأكاديمية . النتيجة ، بناء على ما سبق ،ستكون في مكان مثل هذا .

    طبيعي أني لم آت إلى هنا مباشرة ، ولكن بعد مسحسريع للأماكن الأخرى ، تأكدت أنك إن كنت في المكتبة فلابد أن تكون في مثل هذاالمكان .. توقعاتي صحيحة ، أليس كذلك .. ما رأيك ألست خبيرة (سايكولوجية) جيدة .. ؟هززت رأسي بالإيجاب ، وأنا اسحب من أعماقي آهة دوت في أذنيها .. قالت :
    ـ أنت متعب ؟ـ نوعا ما..
    ـ هل أستطيع أن أفعل لك شيئا ..؟ـ لا .. شكرا ، أشعر فقط بشيء من الإجهاد . .

    (لماذا جئت يا؟؟؟؟؟.. أنا هاربمنك) .. قلت لنفسي . يا ربي ساعدني ، فأنا اغرق أكثر فأكثر في لجتها . لم يعدلصوتها ، ووقع كلامها ، نفس الأثر كما كان لقاؤنا لأول مرة . الآن أريدها أن تبقى ،أريدها أن تتكلم .. ساعدني يا إلهي . انقطعت خواطري على صوتها تخاطبني :
    ـ أريدأن اعتذر ، لأني لم احضر أوراقك ...

    ـ ما دامت الحالة هكذا ، لم يكن هناكحاجة لكي تأتي ، وتشقي على نفسك ، فأنا أستطيع أنتظر يوما أو يومين ..

    ـ لا .. فأنا قد وعدتك أن أحضرها لك ، ولم أرغب أن أخل بوعدي .. إضافة إلى أني أود أناستكمل معك الحديث عن الاسلام ، إن لم يكن في ذلك ازعاج لك ..؟قلت وأناأحاول أن أصرفها ، خاصة وأن الشعور بالذنب قد بدأ يشدد الخناق علي :
    ـ هل هناكشيء محدد .. ؟ـ هناك موضوعان ، وأعذرني فيما لو جرحت شعورك ، بعبارة لمأحسن استخدامها ، فأنا أحدثك بناء على الصورة النمطية للإسلام في ذهني ، والتيتراكمت ، ليس نتيجة تجربة شخصية ، ولكن من خلال التعرض لوسائل الإعلام .

    سكتت ، فنظرت إليها منتظرا أن ، تخبرني ماذا تريد أن تقول ..
    قالت ،وعيناها على عيني :
    ـ هل هناك مكان للتسامح والحب في الإسلام .. ؟طأطأت رأسي ، وتذكرت أني لابد أن أديم النظر إليها وأنا أحدثها ، مجيبا علىسؤالها . هكذا هو العرف في ثقافتها ، و إلا كنت قليل أدب ، ومحتقر للطرف الآخر ،الذي أتحدث معه . يا إلهي ماذا أصنع ؟ لقد أصبح النظر إليها يعذبني مرتين . يعذبقلبي ، الذي تاه في فضاءات وجهها ، الذي أبدعت قدره الخالق في تصويره ، ويعذب نفسيالتي تعلم أنها ترتع في حرام .

    يا إلهي ساعدني فإن قدمي تزل : هل أطيع نفسيوشيطاني ، الذي يتمسح بالعرف في ثقافتها .. وبالدعوة . أم أطيع نداء ضميري ، الذييقول لي ، بل يصرخ بي :

    " إنك في دروب الغواية سائر " ؟ هل حقا يعنيك أن تحدثها عن الإسلام ..؟ أم يعنيك أن تتلذذ برؤية مواقع الجمال فيوجهها العاجي الصغير . تطل على وجنتيها المتوردتين ، ثم تتأمل هاتين الشفتينالقرمزيتين ، ثم تبحر في عينيها الزرقاوين ". ظنت أني حينما طأطأت رأسي ، وأطلتالسكوت ، أنها قد أساءت لي بسؤالها ، فقالت :

    ـ أنا جد آسفة ، لمأتعمد أن أسئ إليك ، ولم أقصد أن انتقد الإسلام ، أو اتهمه بشيء .. ربما كان يجب أنأقول : كيف ينظر الإسلام للحب والتسامح ، مقارنة بثقافات أخرى .. ؟ أو ربما كانسؤالي سخيفا تماما ، ولا معنى له ...

    رفعت رأسي فالتقت عينانا . كان الشعوربالحرج ، والاحساس بالذنب ، قد صبغ وجهها بحمره ، فاستحال إلى شئ آخر مذهلا . عيناها انكسرتا بتذلل ، فأضافتا إلى ذلك كله مشهدا استولى علي ، فقلت بألم ظاهر :

    ـ ؟؟؟؟؟؟ يكفي ..

    فاستعبرت .. وقالت بصوت يتهدج : ـ سامحني ..

    ـ أنت لم تفعلي أي خطأ .. أنا فقط كنت أفكر بالطريقة التي أجيب بها علىتساؤلاتك .

    كان مستحيلا أن تستمر عيناي معلقتان بوجهها . أي تبرير سيكونخداعا وغشا ، لا علاقة له بدعوة ، أو بتأليف قلب .. قلت لها :

    ـ ؟؟؟؟؟؟ هلتسمحين لي أن لا أطيل النظر إلى وجهك .. ؟ هناك مبررات لها علاقة بثقافتي .. وهيقطعا لا تنطوي على أي مضامين سلبية .. قد تأتي مناسبة أخرى ، وأوضح لك لماذا . وافقت .. وبدأت الحديث ..

    حدثتها عن التسامح كقيمة من قيم الإسلام الكبرى ،كما دلت على ذلك النصوص من القرآن والسنة . وعرضت لمواقف الرسول صلى الله عليه وسلم، كتطبيق عملي لتلك النصوص . موقفه صلى الله عليه وسلم من قريش يوم فتح مكة ، حينماقال لهم : "اذهبوا فأنتم الطلقاء" . وأخذتها في سياحة في تاريخ أمتنا العريق .

    كنت بين وقت وآخر ، اختلس نظرة لوجهها ، لأرى وقع كلامي عليها . كان التأثرباديا عليها ، لكن لم أكن أعلم يقينا ، هل ذلك بسبب ما أقول ، أم تفاعلا مع صوتي ،الذي بدا مجهدا ، حزينا ، وأحيانا متوسلا .. أن تقول : آمنت بدينك واتبعت الرسول (صلى الله عليه وسلم) ..

    أم تراها أشفقت علي .. و هي ترى وجهي قد شحب ، حتىخلت أن الدم غاض منه ، وفاض في محياها ، الذي يزداد جمالا كلما ، ازدادت ألما ..
    سكت .. ثم نظرت إليها ، وقلت :

    ـ هذا ما لدي ..

    ـ عظيم .. رائع، ماذا عن الحب .. ؟ـ آه الحب .. لم لا نؤجل ذلك إلى وقت آخر يا ؟؟؟؟؟؟؟ .. ؟كنت أريد أن ارتاح ، أن أضع حدا لهذا الأمر ، الذي لا أراه يقودني إلا إلىمتاهة .. كلما سرت فيها .. أغرتني في التوغل أكثر . "ما أنا ولهذه المرأة " " أقوللنفسي . إن كانت تريد الإسلام ، فقد حصلت على ما يضع قدمها على الطريق إليه " .

    لماذا وقت آخر ..؟ لم لا أقول لها لا وقت لدي ، فكري بما تحدثنا به ،واتصلي بالمركز الإسلامي لمزيد من المعلومات . هل أعترف بعجزي ، بل خوفي من أن أقوللها ذلك ..؟لا .. لا أظن إلا أنني سأتوقف عند هذا الحد ، قبل أن أصللمرحلة أكون فيها عاجزا عن فعل أي شئ تماما ..
    قطعت حبل أفكاري و قلت :

    ـ ؟؟؟؟؟؟؟ .. أنا بحاجة إلى أوراقي في أقرب فرصة ، ليس لدي وقت كاف لتغطيةالمقرر ، والامتحان كما تعلمين بعد ثلاثة أيام ، ولدي امتحانات أخرى ..

    ـعفوا ،يبدو أني أضعت وقتك ، و أزعجتك جدا بتصرفاتي الحمقاء ، لم أدرك كم أنت مشغولومتعب ...

    قالت معتذرة .. ثم أضافت:

    ـ ما رأيك لو نذاكر مقررالدكتور اندرسون .. (مناهج البحث) معا 0 أستطيع أن أنفعك كثيرا في الإحصاء ، بحكمدراستي لعلم النفس .. و أنت ستفيدني في النظريات ، وهو ما لاحظته ، من خلالتعليقاتك المهمة على محاضرات دكتور فريدمان .

    يا إلهى هل أنا بحاجة لعرضمثل هذا ..؟قلت لها :
    ـ لا .. لا أظن أني سأفيدك .. فأنا طريقتي فيالدراسة متعبة ، لمن لم يعتد عليها ..
    ـ كما تشاء .. أين ستكون الليلة لأحضر لكأوراقك ..؟فاجأني سؤالها ، فقلت :
    ـ آه ... الليلة سأذهب لشراء بعضالأغراض الشخصية من مركز (رينبو كلر مول) 0 ردت بسرعة :
    ـ جيدا جدا ، المكانقريب من حيث أسكن ، متى ستكون هناك ..؟ـ بين السادسة والسابعة ..

    تعمدت أن لا أعطيها وقتا محددا ، حتى أجعلها تغير رأيها في شأن مقابلتي ،رغم حاجتي الماسة لأوراقي .. قالت :
    ـ ما رأيك لو نتقابل الساعة السابعة وعشردقائق في مقهى (الكيف دوماسيه) في الطابق الأول ، على يمنيك وأنت خارج من المصعد ؟اتفقنا على المكان والوقت .. وانصرفت ، لتتركني مع همومي وأوجاعي ، التيصارت تتضاعف بعد كل لقاء أراها ، وأحدثها فيه ..

    ألقيت بيدي على جانبيالكرسي ، وأسدلت رأسي على كتفي ، وتنفست نفسا عميقا . لم ْأنتبه إلا على صوت (مارك) ، شريكي في المكان ، الذي انتشلني من حالة تفكير عميق ، استرسلت فيه .. قال :
    ـلابد أنه كان موضوعا ساخنا ..؟ألتفت إليه ، وتذكرت أني نسيت كل شئ ، حينحضرت ديمي ، بما في ذلك مارك الذي يزعجه أي شئ . قلت مجيبا على سؤاله ، الذي لايخلو من خبث :
    ـ لا بد أنك تحملت كثيرا يا مارك ، فمعذرة ..

    حاولتالعودة إلى دروسي مرة ثانية ، لكن أنّى لي ذلك . قلبت الكتاب مرة ، ومرتين ، وثلاث، دون فائدة . أصبح رأسي مملوءا بها . بوجهها .. وبصوتها .. واليوم أضيف إلى ذلكبكاؤها ، وعبرتها .. إذ تخنق صوتها المتهدج .. فتحيله إلى شيء خرافي ...

    الساعة تقترب من الواحدة .. لم يبق على صلاة الظهر كثيرا . فكرت أن أذهبإلى المركز الإسلامي ، أقرأ شيئا من القرآن ، وأصلي الظهر جماعة ، مع من يكونموجودا من الإخوة . لا شك أني سأرتاح مع كلام ربي ، وفي بيت من بيوته ، ومع اخوة لي، تذكرني بالله رؤيتهم ..

    هكذا قلت لنفسي ، وأنا أجمع كتبي وأوراقي ،وساعتي الممددة على الطاولة . عندما حملت أوراقي ، وشرعت بالمسير رمقت مارك بنظرة ،فبادرني قائلا :
    ـ الإنسان يحتاج إلى الراحة والهدوء ، بعد كل مرة يلتقي بواحدةمنهن ..

    ـ ماذا تقصد ..؟ـ النساء طبعا .. لذلك تراني قد تخلصت من هذاالصداع . أنت شاب .. أنا أفهم ذلك ، لكن حاول أن تتلافى مثل هذه الأشياء .. في فترةالامتحانات على الأخص ..
    ـ شكرا مارك ..
    قلت ، وأنا استدير منصرفا ، ثمتمتمت في نفسي :
    الأمر أكبر مما تتصوره ..

    وصلت المسجد .. قرأت ما تيسر، وصليت . لكن .. لم يكن هناك مجال للحديث مع أحد . الكل مشغول بالامتحانات . صحيحأنني أكثر راحة من ذي قبل ، لكني أشعر بالم في داخلي . خرجت من المسجد ، و توجهتإلى منزلي . حين دخلت ، رميت بكل شيء على طاولة الطعام ..عند المدخل ، و وجدت صعوبةفي خلع حذائي . سحبت نفسي و تهالكت على الأريكة في الصالة .

    حينما تغشانيالنعاس .. و بدأ جسمي يفتر .. دق الهاتف ، رفعت السماعة ، فجاءني الصوت ناعما .. يقول :
    ـ هذا أنتقلت بإحباط :
    ـ ماذا ..؟ـ أوه .. آسفةلابد أنه رقم خطأ .. !
    للحظة داخلني ألم شديد ، ظننت أنها هي ، وسيطر علي همواحد ، كيف عرفترقمي ..! سحبت سلك الهاتف ، ورميت بنفسي على فراشي . أريد شيئاواحدا .. أريد أن انساها .. لعل الله أن يلهمني شيئا في منامي ، يخلصني من هذاالبلاء .
    نمت نوما عميقا لساعتين أو اكثر . هذه أول مرة أنام فيها .. منذ تعرضتلي هذه
    ( الساحرة ) ، دون أن تكدر أحلامي الكوابيس . استيقظت وصليت العصر ،ووقفت طويلا بين يدي خالقي .

    غدا الجمعة يوم مبارك ، وفيه ساعة استجابة . سألح على ربي بالدعاء ، ففي قلبي من تلك المرأة شئ كثير ، رغم أني أدعي خلاف ذلك . لن أذهب إلى المكتبة ، أو إلى أي مكان آخر . لقد صار يخيل لي أنها ستطلع لي في كلمكان .

    تناولت كتاب الإحصاء ، وبعد قليل وجدت أن لا فائدة من معالجة هذاالإحصاء اللعين . كيف يقول عبد العزيز ، عن هذه المادة الكريهة ، أنها رياضة العقل ..؟! رياضة ..؟! هذا تمحك بالكلام لا معنى له . أليس عجيبا أن تتمكن ؟؟؟؟؟ من هذهالمادة الثقيلة المعقدة ، وهي الفتاة اللعوب ، التي أقرب ما تكون للدمية البسيطة ،المعدة لكل أنواع الترفيه واللعب ، منها إلى ( كائن ) مهيأ للتعامل مع مسائل عقليةجامدة ..؟كيف يجتمع وداعة ورقة ؟؟؟؟؟ .. وتعقيد الإحصاء وثقل ظله ..؟ هلهذه من نبوءات الشاعر العربي القديم ، الذي قال :

    ضدان لما اجتمعا حسنا .... والضد يظهر حسنة الضد .

    إذا كان حسن ؟؟؟؟؟؟ أمر مفروغ منه .. أين الحسنفي الإحصاء ..؟ آه ... يبدو أن هذا الإحصاء سيحولني فيلسوفا .

    رياضة ..؟سامحك الله يا عبد العزيز ..

    هل قلت رياضة ...؟! وجدتها .. سأتصل به ، يارب ليته يكون موجودا .

    ـ ألو .. السلام عليكم ، كيف الحال يا رياض ، هلأزعجتك ..؟ جزاك الله خيرا .. وأنا كذلك آنس بسماع صوتك .. لدى مشكلة بسيطة ... لا .. مجرد أزمة مع مادة الإحصاء .. وحيث أن سلطتك عليها نافذة ، فإني آمل أن تنصفنيمنها ...! شرط .. ما هو شرطك ..؟ الله أكبر... أنت أروع من أحتكم إليه .. تمكنني منعدوي الإحصاء ، وتعشيني كبابا ، سآتيك خلال دقائق .. هل أحضر معي شيئا .. غيرالإحصاء طبعا .. ثلج وكولا ..؟ حسنا مع السلامة ..

    شكرا يا عبد العزيز لولاكلمتك (رياضة) ، لما تذكرت رياض ...

    ربي .. هل هذه بوادر النصر على الشيطان ... على الهوى .. على فتنه ؟؟؟؟؟ ، التي تكاد تسحب قدمي ..؟ ربي إن موعد لقاءهايقترب ، وأنا أقاوم .. ما دمت بعيدا عنها ، لكني حالما أراها تغلبني نفسي .. ، مايعذبني يا ربي ، أن كل هذا يحدث باسم دعوتها إلى الإسلام . ربي كانت نفسي تحدثني أنألجأ إلى ؟؟؟؟؟؟ لتساعدني في الإحصاء ، فلجأت إليك ولم تخيب رجائي ، ربي الوقت يمضيبسرعة .. فكن معي يا ربي .

    قضيت وقتا ممتعا مع رياض . شاب من خيره الاخوةأدبا ، وخلقا ، وعلما . متزوج وأب لطفل .. شعرت بحرج ، إذ لم أكن أعلم بأن زوجته قدعادت من بلدها ، بعد أن اضطرت لملازمة والدتها المريضة لفترة من الوقت ، بقى رياضخلالها لوحده .

    قلت لرياض معتذرا :
    ـ لقد سطوت على وقت غيري .. فلم أكنأعلم أن الأهل قـد عادوا .
    قال بروح الدعابة ، التي لا تفارقه :
    ـ لقد رأتأم الحارث ، يعني زوجته ، أن نتعشى معاً يوما دون يوم ، حتى توطن نفسها على طبيعةالحياة ، بوجود زوجة ثانية .

    قلت له مازحـا :
    ـ اعتقد أنها ضحكت عليك ،ما دامت المسألة مجرد فكرة .
    ـ لا ... فأنا اتبع معها سياسة الخطوة خطوة . لقدكسرت الحاجز النفسي ، تجاه وجود امرأة ثانية معنا ، أي (حقها في الوجود) ، نحن الآنفي مرحلة التطبيع ، أي إمكانية التعايش في مكان واحد ، أي تحت سقف مظلة (إقليمية)..، أقصد بيت واحد ... !

    ضحكنا ، ثم أضاف :
    ـ يحسن بنا أننغير الحديث ، فالحلا و الشاي لم يصلا بعد من عند أم الحارث ، ولا نريد أن نقعضحايا مقاطعة من أي نوع .

    شرح لي رياض الإحصاء كأحسن ما يكون ، وأحسست أنمغاليق المادة فد انفتحت لي ، وانزاح عن صدري عبء كبير ...

    صلينا المغرب ،وأكرمني رياض وأم الحارث بكأس من الزنجبيل . كنت ساكنا جدا ، وأنا أحمل الحارثلأقبله ، استعدادا للخروج . طعم الزنجبيل الدافئ اللذيذ ، وابتسامة الحارث العذبة ،وعبارات الود والمجاملة ، التي أغدقها علي رياض ، هي آخر ما كنت أظن أني سأحمله معيمن هذه الأمسية الجميلة .

    كنت أنظر إلى ساعة الحائط ، التي تشير إلىالسادسة والنصف ، حينما وضعت الحارث بعد أن طبعت قبلة على جبينه ، و كنت .على وشكأن أهم بالخروج ، عندما قال لي رياض ، بدون مقدمات :
    ـ مصعب .. ألم تفكر فيالزواج ..؟امتقع لوني وارتبكت .. قلت في نفسي : (هل تراه لاحظ علي شيئا .. هل رآني معها .. ؟) أجبت ، وأنا أحاول أن أبدو طبيعيا :
    ـ تكلمت مع الوالدةبهذا الشأن ..
    قال ضاحكا ، وهو يضغط على يدي :
    ـ إذن الإشاعة التي تقول أنكستتزوج أمريكية ليست صحيحة ..؟!!
    جف حلقي ، ونظرت إليه بشك ، وقلت بصوت متقطع :

    ـ إشاعة .. أية إشاعة ..؟ضحك وقال :
    ـ رأيتك أنا و عبد الرحمن، تتحدث مع العميدة كارولين ديفز ، عميدة شئون الطلبة الأجانب .. فقال عبد الرحمن ،لو يضحي مصعب ، ويتزوج هذه العجوز ، لقدم خدمة عظيمة لجمعية الطلبة المسلمين .

    شعرت كأنما سكب علي ماء بارد ، ولم أحس بشيء من حولي سوى يد رياض ، التي مازالت ممسكة بيدي ، و صدى ضحكته المجلجلة ، التي أطلقها بعد تعليقه الساخر ، علىحديثي مع عميده الطلاب الأجانب .. ابتسمت ابتسامة مرة ، وأنا اسحب يدي من يده مودعاكنت وأنا أجر خطواتي ثقيلة إلى السيارة ، أحس كأني ناهض الساعة من فراش المرض . لقدأرعبتني يا رياض بمزحتك الثقيلة ، كيف لو كان التي رأيتموني أحدثها تلك ( الساحرة ) ، هل كنتم ستقولون يقدم خدمة جلى للإسلام ..؟! هل ستكون الإشاعة ، (التي ما كانت) .. أنني سأتزوجها .. أم شيئا آخر ..؟على أية حال (جاءت سليمة) ، كما يقولون فيالأمثال . هل هذا إنذار لي من ربي بأنه مازال يستر علي ، رغم إصراري على فضح نفسي . يا ربي ساعدني ، فإني أشعر أني ازداد ضعفا كلما ازداد الوقت اقترابا .

    وصلت (الكيف دوماسيه) متأخرا عشر دقائق ، وكنت أمني نفسي أن لا أجدها ، بعد هذا التأخير . حينما وضعت قدمي على مدخل المحل ، رأيتها جالسة على إحدى الطاولات . كنت عازماعلى أن لا أنجر معها في أي حديث ، أن آخذ أوراقي وأمضي .

    لم يبد أنهامتضايقة من تأخري ، بل إنها بادرتني ، بعد أن وصلت إليها ، بالتحية والاعتذار ،قائلة
    7 "
  4. يسرني إني أنزل البارت الرابع على يديك يابنت الكالجري
    وصراحة تريني ماداومت اليوم قاعد أتابعك البارح أنتي ونونا وعمشوز وكوتون وكاندي تهبلون
    ياربي الي يشوفني البارح يقول أم تراقب عيالها وأنت مهاوش وطلبات ومدري وشو
    الله يسعدكم كلكم

    خخخخخخخخخخ ما ودي أطول عليكم ياحلوين
    إلى البارت الربع
    7 "
  5. البارت الرابع نزل ياعيال ويين الردود علشان الحماس أنتم ملاك الموضوع فديتكم كلكم


    لم يبد أنها متضايقة من تأخري ، بل إنها بادرتني ، بعد أن وصلت إليها ، بالتحيةوالاعتذار ، قائلة :
    ـ أنا آسفة ، لقد تأخرت عليك ، لقد وصلت الآن .. لعلك جئتولم تجدني على الموعد الذي اتفقنا عليه ..؟لم تكن صادقة ، فالقهوة فيكوبها باردة ، ولم يبقى منها إلا أزيد من النصف بقليل ، وكان واضحا أنها وصلت إلىهنا على الموعد ، أو ربما قبله بخمس دقائق ، لكنها أرادت أن تلطف الجو بهذا التبريرالمهذب ..

    قلت :

    ـ لا .. أنا الذي تأخرت ، لارتباطي بموعد سابق .. أنا آسف .
    ظللت واقفا ، بانتظار أن تعطيني أوراقي لأنصرف ، لكنها لم تفعل ، بلقالت :
    ـ ألا تجلس ..؟ـ أنا مستعجل .. ومشغول كما تعلمين .
    نظرت إلىنظرة ملؤها استعطاف ، وقالت :
    ـ لقد طلبت لك كوب قهوة ، وأعدك .. لن يكون هناكأحاديث ، من أي نوع ..
    جلست دون أن أتكلم .. جاءت القهوة ، قالت :
    ـ دعنيأخدمك .. ما مقدار السكر ..؟ـ مكعبين ..
    ـ حليب ..؟ـ نعم ..
    خفقتها بالملعقة ثم قدمتها لي .
    ـ شكرا ..

    خيم علينا الصمت ، أكرهمثل هذه المواقف .. لكن ماذا أصنع ، لا أستطيع أن أتمادى اكثر ، العلاقة تنحو فياتجاه لم أعد أسيطر عليه ، مهما بررت لنفسي نبل الغاية . شعرت هي بالإحراج .. قالت :
    ـ أطلب لك شيئا تأكله .. أنا سأطلب لنفسي (كروسون) ..؟ـ لا .. شكرا ..
    قالت ، محاولة دفعي للكلام :
    ـ كيف الإحصاء ..؟ـ ممتاز ..
    ـحقا .. هذه أخبار سارة ، كنت أنوي أن أعرض المساعدة .
    ـ أحد الأصدقاء ساعدني ..
    ردت بلهجة لا تخلو من الغيرة :
    ـ لابد أنها صديقة خاصة ..
    أجبت بحزم :
    ـ إنه صديق ..
    خجلت .. و قالت :
    ـ من بلدك .. ؟ـ نوعا ما .. إذااعتبرنا الوطن العربي الكبير بلد واحد ..
    علقت .. وهي تفرج عن ابتسامة مترددة :
    ـ هذا الكلام كأنه سياسة ، وأنا لا افهم في السياسة كثيرا ..

    ابتسمتابتسامة باهتة ، دون أن أعقب ، ونظرت إلى ساعتي ، ففهمت ما اقصد .. فقالت :
    ـتريد أن تذهب ، كنت قد نويت أن أدعوك إلى مطعم (هاي رووف) .. إنهم يقدمون عرضا خاصا، ليلة كل جمعةـ .. يؤسفني أن لا أكون قادرا على تلبية دعوتك ، فقد تعشيتعند أحد الأصدقاء قبل أن آتيك .. كما أني مشغول كما أخبرتك من قبل ..

    ثمأضفت ، محاولا تعزيتها لرفضي دعوتها ، وتعاملي معها بهذه الطريقة الرسمية جدا :
    ـ تستطيعين أن تذهبي الليلة وحدك .. وآمل أن تتاح لنا الفرصة معا .. مستقبلا ..
    رأيت الانكسار والخيبة على وجهها ، وهي ترد علي بأسى :
    ـ العرض مفتوحلشخصين فأكثر فقط .. وعلى أي حال ، لن أموت جوعا في هذه المدينة المليئة بالمطاعمالرديئة ، التي تفتح أبوابها باستمرار ، للخائبين أمثالي ...

    نهضت .. وتوجهت لأدفع ثمن القهوة و الكروسون ، الذي لم تأكله .. رمقتني بنظرة عتاب ، و قالت :
    ـ أنت ضيفي .. رغم اني مضيفة ثقيلة الظل ..
    طأطأت رأسي ولم أرد . دفعتثمن القهوة ، ثم اتجهنا معا إلى مواقف السيارات ، دون أن يحدث أحدنا الآخر . شعرتبتأنيب ضمير على هذا الجفاء ، الذي عاملتها به ، وقبل أن نفترق ، كل إلى سيارته ،التفت إليها ، و قلت :

    ـ ؟؟؟؟ سامحيني ..

    نظرت إلي بعينين تفيضانبالألم .. وقالت :
    ـ لا شيء ألبته ..

    حينما ركبت سيارتي انتبهت إلىالكيس الذي حملني إياه رياض ، والمملوء بما بقى من عشائنا . أسرعت بالسيارة فياتجاهها ، وحينما حاذيتها ناديتها : ـ ديمي ..

    التفتت ، وكأن صوتي هاتف نزلعليها من السماء . كانت تبكي ، فانقبض قلبي ، لكني تحاملت ، وقلت :
    ـ معي طعاملذيذ جدا ، يحتاج إلى تسخين فقط ، اعتبريه اعتذارا غير كامل ، على تصرف فج ..
    إنداحت على صفحة وجهها دوائر من السرور ، فأخذته ، وهي تقول :
    ـ اقبله .. ليس على إنه اعتذار .. إنه شيء أكثر من ذلك .. طابت ليلتك ، وأمل أن يحالفك التوفيقفي امتحاناتك .. إلى اللقاء يوم الاثنين ، في امتحان الدكتور اندرسون .

    فيأعماقي لم أكن مرتاحا للطريقة التي تم بها اللقاء ، نفسي تنازعني إليها ، فكرت أناعتذر لها يوم الاثنين . لكن عن ماذا .. يقول لي عقلي هذه المرة .. ؟ .

    وساوس النفس والشيطان تقول لي : (قد تأثم بتنفيرها من الإسلام) . في قرارةنفسي أعلم أنه الهوى والرغبة فيها لذاتها ، وإن كان مع حظ النفس شيئا للإسلام ، فلابأس . لو كان رجلا ، أو حتى امرأة قليلة الحظ من الجمال ، اكنت تتعب كل هذا التعب ..

    اكنت تلوم نفسك .. كل هذا اللوم .. ؟حين وصلت البيت كان الصراعداخل نفسي قد بلغ مني مبلغة ، بكيت .. بكيت كثيرا ، بكيت حينما تذكرت ، أنني الليلةحدثتني نفسي أن أضع يدي في يدها ، و أقول لها وداعا . داهمني شيطاني بفكرة أنملامسة يدي لكفها ستطفئ هذه النيران المشتعلة في جوفي ، وأن الرغبة المتقدة فيداخلي ستخبو ، بمجرد أن أحس بنبضها ينتفض في كفي ..

    نحن هكذا نتوتر أمام كلتجربة جديدة ، أو مغامرة مجهولة .. كان هذا حديث نفسي ..
    " كف يا شيطاني " . هذه آخر صيحة دوت في داخلي ، حينما تراجعت عن تلك الفكرة السيئة .. في تلك اللحظةأيضا .. تذكرت (خالد) ، عندما قرأ سورة النازعات ، يوم صلى بنا العشاء قبل أسبوعين 0 تذكرت خالد ، عندما عجز عن إكمال السورة لأكثر من عشر دقائق .. بعد أن غلبهالبكاء وهو يقرأ :
    " وأما من خاف مقام ربه ونهى النفس عن الهوى"

    ظلخالد يرددها ويغلبه البكاء 0 لم أبك في حياتي مثل تلك الليلة 0 كان صوت خالد الندييكاد يتشقق عندما يصل إلى قوله تعالى : "مقام ربه" .

    يا لهول الموقف .. ثمحينما يصل إلى :

    "ونهى النفس عن الهوى" .. يخيل إلى أن كل ما فيه يبكي . كنت أبصر جسده كله يرتعش ، لحظة ينطق لسانه بكلمة الهوى . يشرق بالدمع ثم ينتحبنحيبا يصدع الجبال الصم . وعندما جذب من أعماقه الآية التي تليها :

    " يسألونك عن الساعة " شهق شهقة حسبت روحه تخرج معها .

    خالد رجل رباني ، بكاء، يستشعر الموقف بين يدي المولى سبحانه . وإذا بكى ، وكثيرا ما يفعل ، يذيب جلاميدالصخر . آه يا خالد ليت لي قلبك .. ليت لي رهافة إحساسك . ليته لي .. حت
    مر علي ساعتان وأنا على هذه الحالة ، بكيت حتى خلت أني اغتسلت كلي بدموعي . أحسست أن الدمع الحار ، الذي سال غزيرا من مآقي ، قد غسل كل العناء في قلبي ،صليت خلالها العشاء ، كما لم أصلى مثل تلك الصلاة في حياتي . شعرت كم تكون الصلاةلذيذة حينما يكون القلب مشرعا لنداء السماء ، وكم تكون الصلاة ذات معنى حينما لاتستشعر حولك إلا الموقف .. والصحف تتطاير .
    يا الله أي عالم علوي كنت تسبح فيهيا خالد ، وأنا أطارد سرابا .. وهما .. شيطانا . أأبلغ ما تبلغه ، وأنا ألهث خلفالمحسوس ، الفاني الذي سيأكله الدود ، قبل أن يخالطه التراب ، وأنت الذي تحلق فياللا محسوس ، في السرمدي .. في تلك الآفاق النورانية .

    ما الجسد يا خالدإلا امتداد للدوني ، للحضيض ، للأرضي ، لذلك حري به أن يجعل من يتطلع إليه ، ويلبيرغباته أن يلتصق بالأرض ، لماذا .. ؟ لأنه انسلخ من العلوي ، واتبع هواه .. اتبعهواه يا خالد .. فكان ماذا ..؟ كان من الغاوين .. ولم يكن من الدعاة الهداة .. رحماك يا رب .

    مرت أيام نهاية الأسبوع سريعة وعادية 0 ذاكرت جيدا ، حيث لمأغادر البيت إلا قليلا ... أوقات الصلوات فقط . مطعم أبو أيمن السوري قدم لي حلامثاليا ، من خلال وجبة المقبلات والمشويات اللذيذة ، التي تكفل بإيصالها ، دونمبالغ إضافية ، إلى المنزل . وهي معاملة خاصة للملتزمين ، كما يقول أبو أيمن ، الذييشعر بعظيم الامتنان لهم ، لحفظهم أبناءه وأبناء المسلمين ، من خلال المدرسة التيتشرف عليها جمعية الطلبة المسلمين ، والمعسكرات التربوية التي تقيمها .

    غداالاثنين امتحان الدكتور اندرسون لمناهج البحث ، أشعر أني مستعد له جيدا ، فقط احتاجأن أنام مبكرا ، لاستيقظ نشيطا .. سأصلي وتري أول الليل وأنام .

    الاثنينيوم مبارك ، قررت أن أصومه ، فالجو بارد ، وعملا بالسنة ، وتحسبا لمفاجآت لا أعلمها . والصوم كما قال صلى الله عليه وسلم (وجاء) ، وأنا لا احتاج الوجاء و (الحماية ) ،كما أحتاجها في هذه الأيام ، وفي امتحان الدكتور اندرسون بالذات .

    بقى علىالامتحان نصف ساعة ، حينما عزمت على التوجه للجامعة . لم أتوقع أن يكون الثلج بهذهالكثافة ، لحظة ألقيت نظرة من النافذة ، و الثلج يتساقط ، و ارتأيت أن أصلى الفجرفي شقتي . بدأت أزيح الثلج عن طريق السيارة ، وحينما انتهيت ، و ظننت أن الطريقسالكه ، اكتشفت أن إحدى العجلات معطوبة . ليس اتساخ الأيدي ، و الملابس ، وبرودةالجو ، هو المزعج فقط ، في مثل هذه المواقف .. لكن أن يكون بانتظارك ، بعد كل هذاامتحان . ما أن بدلت الإطار المعطوب بآخر صالح ، وحاولت تشغيل السيارة ، حتى باءتمحاولاتي بالفشل ، ثم أكتشف في الأخير ، و يا للسخرية .. أن السيارة فارغة منالوقود .

    وصلت قاعة الامتحان متأخرا عشرين دقيقة ، استقبلني الدكتورأندرسون بابتسامة عريضة ، وهو يشير لي بأن آخذ مقعدا . اندفعت إلى داخل القاعة ابحثلي عن مكان ، ولم انتبه إلى أحد الطلبة ، الذي قد مد رجليه أمامه ، فعثرت ووقعت علىوجهي وتناثرت أشيائي . حينما استقريت في مكاني أخيرا ، رأيت الدكتور اندرسون ما زالمبتسما . قلت معتذرا :

    ـ هذا اليوم ليس لي يا دكتور اندرسون .
    رد مازحا :
    ـ لابد أنك كنت تجرف الثلج ، أو أن إطار سيارتك قد تنسم هواؤه ...
    وهذههي الأعذار التي يسوقها الطلاب عادة ، حينما يتأخرون .
    قلت :
    ـ إنك لنتصدقني يا دكتور اندرسون ..
    ـ ماذا .. ؟ـ بالإضافة إلى ما ذكرت ، فقداكتشفت أن سيارتي قد نفد وقودها ..
    أطلق ضحكة مدوية ، وقال :
    ـ لن يغلبكأحد يا مصعب .. ويأتي بمثل ما جئت به 0شرعت بالإجابة على الامتحان ، لكنالقلم لا يكتب . يخط حرفا أو اثنين ، ثم يمتنع . عالجته بشتى الطرق دون فائدة . استنتجت أني حينما تعثرت برجلي الطالب ، و وقعت ، والقلم في يدي ، ضربت ريشته الأرضفانثلمت .

    لاحظ الدكتور اندرسون حيرتي فجاء مستفهما . فأخبرته بمشكلة القلم، وسألته أن يعيرني قلمه ، فذكر لي أنه اعارة لطالب آخر .. نسي قلمه .

    قلتللدكتور اندرسون :
    ـ ألم أقل لك أن هذا اليوم ليس لي ..

    ابتسم ، وقال :
    ـ لا عليك سنحل المشكلة ..

    سأل الطلاب إن كان هناك أحد معه قلم آخر ،يمكن أن يعيره لشخص ، يبدو أنه نثر الملح من فوق طاولة الطعام . وهو اعتقاد شعبيبين الأمريكيين ، تقوم فكرته على أن من يكب الملح ، يلازمه النحس طيلة يومه .

    لم يرد أحد من الطلبة ، رغم تكرار السؤال ، إذ قليل من الطلاب من يحمل معهأكثر من قلم . كان الدكتور اندرسون على وشك أن يطلب مني أن أغادر القاعة ، لأبحث ليعن قلم ، حين ارتفعت يد أحد الطلاب في أول القاعة . قالت الطالبة :
    ـ عندي حلبدائي ، لكنه ينفع في مثل الظروف ..

    ثم قامت بكسر قلمها المرسم إلى نصفين ،وبرت أحدهما ، و أعطته للدكتور اندرسون ، الذي أعطاني إياه بدوره ، وقال مازحا :

    ـ لا أعتقد أن أحدا تشاركه الآنسة ؟؟؟؟؟ بمرسمها ، يمكن أن يقول هذا اليومليس لي ..! إنها ؟؟؟؟؟؟ إذن ، يدفعها القدر من جديد في طريقي ، ماذا يخبئ لي هذااليوم من مفاجآت ..؟ تطاولت ، وبهزة من رأسي ، وابتسامة خفيفة ، شكرت ديمي .

    كان متوقعا أن ينتهي الوقت ، قبل أن انتهى من الإجابة على جميع الأسئلة . لم يبق إلا أنا والدكتور اندرسون ، الذي قال :
    ـ أنا مضطر أن أغادر ، عندماتنتهي أعط ورقة الإجابة لسكرتيره القسم ..
    لاحظ أني محرج ، فقال :
    ـ لاداعي للحرج .. فأنا أثق بك .

    هذا التعامل ينعدم في بلادنا مع الأسف ، حيثالأمانة صارت نادرة ، وقيم الثقة ، أحيانا غير موجودة . دائما أسال نفسي ما الذييبقى هذا الوحش الأمريكي الجبار ، رغم مظاهر الظلم والفساد الكثيرة المنتشرة فيه ...؟ إنه قطعا ، ليس القوة المادية المجردة وحدها . فالله سبحانه قد قص علينا أحوالأقوام اشد قوة ، أهلكهم ، (فهل ترى لهم من باقية) ..؟ . إن مثل هذه القيم ، وأخرىيطول الحديث عنها ، هي التي مازالت تحافظ على الإمبراطورية الأمريكية من الانهيار .. حتى يأتي أمر الله .

    لماذا عدمت مثل هذه السلوكيات الجميلة في مجتمعاتالمسلمين ..؟ ألا يكفيها التخلف المادي الذي يطبق عليها ..؟ لماذا لم يبق مسموعاسوى صوت النفاق .. وصار الإسلام ، الذي هو مصدر هذه الفضائل جميعها ، مطية يركبهاكل أفاك ، ليحقق من خلالها أهدافه ..؟ كل همه أن يملأ جيبه ، ويشبع بطنه و .. وأشياء أخرى . صار الإسلام .. شعارا فقط . يردده السياسي ، ويلوكه شيوخ السوء ،وتشدو به جوقة النفاق .

    ماجت هذه الخواطر في بالي للحظة ، وأنا أرقبالدكتور أندرسون يغادر القاعة ويتركني لوحدي .
    أكملت الإجابة على الامتحان ،ولملمت أوراقي ، وتوجهت خارجا ، لأجدها قبالتي ، عند الباب :
    ـ ؟؟؟؟؟؟ .. ماذاتفعلين هنا ..؟ـ كنت انتظرك لقد ..
    قاطعتها :
    ـ تريدين القلم ..؟ـ هل أنت جاد ... لا تكن سخيفا لقد قلقت عليك ، ماذا صنعت في الامتحان ..؟ـ أظن الأمور على ما يرام ،ـ ماذا ستفعل الآن ..؟ـ سأعطى أوراقالامتحان للسكرتيرة ..
    ـ و بعد ذلك ..؟ـ سأذهب إلى البيت لاستريح ، ثمأذاكر لامتحان أخر لدى بعد غد ..
    ـ هل لديك بعض الدقائق لنتحدث عن أشياء سبقوسألتك عنها ..؟ـ لا .. لا أظن أني أستطيع ألان ..
    تبادلنا النظرات ،ورأيت في عينيها رجاء ..
    ـ آمل أن تتفهمي وضعي ..؟لم ترد علي .. واستمرتتنظر إلى ، وفي يدها إصبع شوكولاته ، فمدته لي ، فقلت :
    ـ شكرا لا أستطيع أنأكله ..
    ـ لانه مني ..؟ـ لا .. ولكنني صائم اليوم ... عفوا لابد أن أذهبالآن ..
    وانصرفت .. و حينما سرت بضع خطوات نادتني قائلة :
    ـ مصعب .. هلأستطيع أن أسألك سؤالا ..؟التفت ، وكانت واقفة في مكانها .. تقلب إصبعالشوكولاته في يدها ، بشيء من القلق ..
    قلت :
    ـ ماذا ..؟ـ هل حقا يهمكأمري .. أقصد هل يهمك أن أعرف الحقيقة عن الإسلام .. أو جزء من الحقيقة ..؟فاجأني السؤال ، وشعرت بقلبي ينقبض من الألم . هل أنا أسأت التقدير في تعامليمعها ، وتوهمت أشياء لم تكن موجودة إلا في خيالي ..؟لم يكن لدي وقت لأناقشها ،تقدمت نحوها ، وقلت :
    ـ اليوم الاثنين ، وبعد غد الأربعاء لدي امتحان في المساء .. يوم الخميس سأكون حرا من أي ارتباط .
    ـ حسنا .. نلتقي الخميس ، في نفس الوقت، ونفس المكان ...
    ـ أي مكان ، وأي وقت تقصدين ..؟ـ الساعة السابعة مساء .. في (الكيف دوماسيه) ..
    ـ لا بأس ..
    ثم سحبت إصبع الشوكولاته من يدها ،وأضفت :
    ـ سآخذ هذا وآكله .. حينما أفطر بعد مغيب الشمس ..
    ما كدت أنهيكلامي ، حتى اكتسحت وجهها موجه من السعادة ، وانشق ثغرها عن ابتسامة رضا ، تدفقت منبين ثناياها ، مثل جدول ماء صغير ينساب من بين حصيات مرمر...
    و لم تعلق بشيء ..

    ـ مع السلامة .. قلت لها .. ثم استدرت منصرفا ..



    أشوف الردود أنزل البارت على طول ياحبني لكم ياشباب
    7 "
2 من 4 صفحة 2 من 4 123 ...
ADs

قم بتسجيل دخولك للمنتدي او

الانضمام لمبتعث

Search Engine Optimization by vBSEO ©2011, Crawlability, Inc.