مبتعث مستجد Freshman Member
المملكة المتحدة
تركي الشهري , ذكر. مبتعث مستجد Freshman Member. من السعودية
, مبتعث فى المملكة المتحدة
, تخصصى الإنتاج الإعلامي
, بجامعة جامعة بريستول
- جامعة بريستول
- الإنتاج الإعلامي
- ذكر
- بريستول, South West England
- السعودية
- Nov 2008
المزيدl September 22nd, 2011, 03:36 PM
September 22nd, 2011, 03:36 PM
دراستي للماجستير فتحت لي آفاق جديدة لمعرفة معاني اتخاذ القرارات الحاسمة، ومعرفة الخسائر والمكتسبات، والتغيير نحو الأفضل ـ خاصة مع ربيع التغيير العربي! في مدونة سابقة شرحت فيها ظروف الصعوبات الأكاديمية التي واجهتها في دراستي للماجستير في كندا، وكان منطق العقل يملي عليّ ـ بكل إلحاح ـ بضرورة انقاذ ما يمكن انقاذه. والحمد لله بعد الاستشارة والاستخارة، وجدتُ برنامجاً آخراً في بريطانيا يقدم ماجستير في الأفلام الوثائقية، وهو تحديداً يتقاطع مع اهتمامتي الفنية والأكاديمية، ويسّر الله تعالى اجراءات التحويل، وها أنا ذا أكتب يوميتي هذه من (بريستول) المدينة الممطرة في الجزء الغربي من بلاد الملكة إيلزابيث. الحياة مدرسة، في غضون السنتين والنصف الماضيتين مرت بي أيام رخاء وبلاء، ويسر وعسر، وفرج يعقبه شدة، ثم محن في طياتها منح، وتعلمتُ أشياء كثيرة.. و(لِلَّهِ الْأَمْرُ مِن قَبْلُ وَمِن بَعْدُ). تنقلتُ وأسرتي في مناخات جوية عدة، فمن حر صحراء الرياض ذي 50 درجة مأوية، إلى رطوبة جدة الندية (قبل السيل)، ثم إلى نسيم فانكوفر الساحر (وقد كتبت عنها الكثير)، ثم إلى زمهرير الشتاء في ريجاينا 50 درجة مأوية تحت الصفر! ثم إلى بريستول والتي يبدو أنها وسط بين هذا وذاك. عرفتُ معنى اختلاف الليل والنهار بين هذه البلدان، ففي الصيف يبلغ النهار 18 ساعة، وعكسه في الشتاء، حيث الليل يمتد ل18 ساعة، وعرفتُ معنى مرابطة النفس على الصوم وصلاة العشاء وصلاة الفجر، فمع اختلاف المواسم يتقدم الوقت ويتأخر، والنفس تحتاج معه إلى ضبط ساعتها البيولوجية زيادة ونقصاناً، فاللصيف توقيته وللشتاء توقيته، وللصلاة توقيتها (إِنَّ الصَّلاَةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَّوْقُوتًا). درستُ حتى كرهت الدراسة، وقرأت حتى عشقت الكتابة، وسمعتُ حتى أدمنتُ الثرثرة، فأدركتُ بأن العبرة ليست في الكم إنما في النوع، وأن للذهن ساعات يصفو فيها، وساعات يتعكر صفوه، وأن الدراسة مهارة، فبقدر ما تكتسب من مهارات.. بقدر ما يسهل عليك اقتناص المعلومات، ومعرفة مهمها وأهمها، وغثها وسمينها، فتحفظ عليك وقتك، وجهدك، وتصل إلى مرادك بأقصر الطرق.. (وَعَلامَاتٍ وَبِالنَّجْمِ هُمْ يَهْتَدُونَ). تعرفتُ على أصدقاء كثر، سعوديين وعرب وعجم، مسلمين وغير مسلمين، ومشكلتي أنني اكتسب الأصدقاء بسرعة وأفقدهم بسرعة! حاولتُ أن أحفظ على تواصلي مع أكثر الأصدقاء فعجزت، وإن اقتصرت على خاصة أصدقائي مللت، فكان لي (الفيس بوك) خير معين على تتبع أخبارهم، وحفظ الجميل بيننا، وجعل حبل الوصال ممدوداً رغم تباعد الأمصار واختلاف الليل والنهار. أحببت شراء الكتب من (الأمازون)، وجدتُ عشرات الكتب في تخصصي فأقضي جزءاً في قراءتها، وتلخيصها، والشخمطة عليها، فلا يكاد يصلني الكتاب أنيقاً برّاقاً إلا وأُعملُ فيه أقلامي بالترجمة والفسفرة (القلم الفسفوري) والخطخطة (خط تحت السطر). وقد كلفتني هذه الكتب الكثير، في شرائها ثم شحنها معي في الطائرة، وكم دخلتُ في شجار مع زوجتي أي الكتب نضحي بها حتى نتجنب الوزن الزائد، فكتبي لا مزايدة عليها، إلا أنني ـ مع ذلك ـ لم أسلم من الزيادة. شربتُ القهوة السوداء حتى أحرقت أمعائي، فصرتُ أشرب كأس قهوة ثم أعقبه بكأس حليب بارد ليطفئ هذا حرّ هذا، ومن ذهب إلى كندا فأول الأماكن التي سيدمنها في القهوة هو (تم هورتنز)، ففي كل زاوية تجد له فرعا، وفي كل (زنقة) تجد له نافذة. ولا تحلو القهوة السوداء المرّة إلا ب(الدونات)، فهذا ملازمٌ لهذا، وعلى إثر هذا.. يزيد الوزن، ويضيق الحزام، فعوضاَ عن الكوب كوبين، وعن الدونات ساندوتش، وهكذا دواليك، والله المستعان. استفدتُ كثيراً من تجربة الخطابة بالانجليزي، حيث يصلي في الجامعة من كل الجنسيات، وأكثرهم لا يفهم الخطبة إلا بالانجليزية، مما جعلني أطلع على تفسير القرآن بالانجليزي، والأحاديث الشريفة كذلك، فأثرى لدي الحصيلة اللغوية بمفردات جديدة. ولقد واجهتُ صعوبة بالغة في البداية، ثم شيئا فشيئاً اعتدته وأحببته. أنصح كثيراً بالاستماع لخطب بالانجليزي، وأيضا قراءة مقالات انجليزية تتحدث عن موضوعات اجتماعية ونفسية من وجهة نظر إسلامية، ستجد أنك تفهم المعنى بسرعة لأن النصوص والمعاني الشرعية مفهومة عندك بالعربية، وكل ما عليك هو ملاحظة طريقة ربط الأفكار بعضها ببعض. وقعتُ في عشرات المواقف المضحكة والطريفة والمحرجة، منها ما يرتبط بأخطاء في اللغة: سواء في النطق أو الزمن أو الضمير، ومنها ما يكون بسبب الاختلافات الاجتماعية والثقافية بين شعب وآخر، ولعلي أفرد مدونة فيما بعد بما لازلتُ استحضره من هذه المواقف. هنا بريطانيا.. تجربة جديدة، أتمنى أن تكون مليئة بالكفاح، والفلاح، والنجاح.. لي ولبقية زملائي المبتعثين والمبتعثات. تركي الشهري - برستول، سبتمبر 2011
لقراءة بقية المدونات على الرابط
http://turki242.blogspot.com/
keep going >> i really enjoied reading what you wrote
p.t. September 22nd, 2011, 03:42 PM
7 " أسأل الله لك ولجميع المبتعثين التوفيق والنجاح
ونفع الله بك الاسلام والمسلمين
vevooo September 24th, 2011, 12:27 AM
7 " وفقك الله لما يحب ويرضى ويسر امورك
ام فرح وبسمه September 25th, 2011, 09:51 AM
7 "
September 22nd, 2011, 03:36 PM
دراستي للماجستير فتحت لي آفاق جديدة لمعرفة معاني اتخاذ القرارات الحاسمة، ومعرفة الخسائر والمكتسبات، والتغيير نحو الأفضل ـ خاصة مع ربيع التغيير العربي!في مدونة سابقة شرحت فيها ظروف الصعوبات الأكاديمية التي واجهتها في دراستي للماجستير في كندا، وكان منطق العقل يملي عليّ ـ بكل إلحاح ـ بضرورة انقاذ ما يمكن انقاذه.
والحمد لله بعد الاستشارة والاستخارة، وجدتُ برنامجاً آخراً في بريطانيا يقدم ماجستير في الأفلام الوثائقية، وهو تحديداً يتقاطع مع اهتمامتي الفنية والأكاديمية، ويسّر الله تعالى اجراءات التحويل، وها أنا ذا أكتب يوميتي هذه من (بريستول) المدينة الممطرة في الجزء الغربي من بلاد الملكة إيلزابيث.
الحياة مدرسة، في غضون السنتين والنصف الماضيتين مرت بي أيام رخاء وبلاء، ويسر وعسر، وفرج يعقبه شدة، ثم محن في طياتها منح، وتعلمتُ أشياء كثيرة.. و(لِلَّهِ الْأَمْرُ مِن قَبْلُ وَمِن بَعْدُ).
تنقلتُ وأسرتي في مناخات جوية عدة، فمن حر صحراء الرياض ذي 50 درجة مأوية، إلى رطوبة جدة الندية (قبل السيل)، ثم إلى نسيم فانكوفر الساحر (وقد كتبت عنها الكثير)، ثم إلى زمهرير الشتاء في ريجاينا 50 درجة مأوية تحت الصفر! ثم إلى بريستول والتي يبدو أنها وسط بين هذا وذاك.
عرفتُ معنى اختلاف الليل والنهار بين هذه البلدان، ففي الصيف يبلغ النهار 18 ساعة، وعكسه في الشتاء، حيث الليل يمتد ل18 ساعة، وعرفتُ معنى مرابطة النفس على الصوم وصلاة العشاء وصلاة الفجر، فمع اختلاف المواسم يتقدم الوقت ويتأخر، والنفس تحتاج معه إلى ضبط ساعتها البيولوجية زيادة ونقصاناً، فاللصيف توقيته وللشتاء توقيته، وللصلاة توقيتها (إِنَّ الصَّلاَةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَّوْقُوتًا).
درستُ حتى كرهت الدراسة، وقرأت حتى عشقت الكتابة، وسمعتُ حتى أدمنتُ الثرثرة، فأدركتُ بأن العبرة ليست في الكم إنما في النوع، وأن للذهن ساعات يصفو فيها، وساعات يتعكر صفوه، وأن الدراسة مهارة، فبقدر ما تكتسب من مهارات.. بقدر ما يسهل عليك اقتناص المعلومات، ومعرفة مهمها وأهمها، وغثها وسمينها، فتحفظ عليك وقتك، وجهدك، وتصل إلى مرادك بأقصر الطرق.. (وَعَلامَاتٍ وَبِالنَّجْمِ هُمْ يَهْتَدُونَ).
تعرفتُ على أصدقاء كثر، سعوديين وعرب وعجم، مسلمين وغير مسلمين، ومشكلتي أنني اكتسب الأصدقاء بسرعة وأفقدهم بسرعة! حاولتُ أن أحفظ على تواصلي مع أكثر الأصدقاء فعجزت، وإن اقتصرت على خاصة أصدقائي مللت، فكان لي (الفيس بوك) خير معين على تتبع أخبارهم، وحفظ الجميل بيننا، وجعل حبل الوصال ممدوداً رغم تباعد الأمصار واختلاف الليل والنهار.
أحببت شراء الكتب من (الأمازون)، وجدتُ عشرات الكتب في تخصصي فأقضي جزءاً في قراءتها، وتلخيصها، والشخمطة عليها، فلا يكاد يصلني الكتاب أنيقاً برّاقاً إلا وأُعملُ فيه أقلامي بالترجمة والفسفرة (القلم الفسفوري) والخطخطة (خط تحت السطر). وقد كلفتني هذه الكتب الكثير، في شرائها ثم شحنها معي في الطائرة، وكم دخلتُ في شجار مع زوجتي أي الكتب نضحي بها حتى نتجنب الوزن الزائد، فكتبي لا مزايدة عليها، إلا أنني ـ مع ذلك ـ لم أسلم من الزيادة.
شربتُ القهوة السوداء حتى أحرقت أمعائي، فصرتُ أشرب كأس قهوة ثم أعقبه بكأس حليب بارد ليطفئ هذا حرّ هذا، ومن ذهب إلى كندا فأول الأماكن التي سيدمنها في القهوة هو (تم هورتنز)، ففي كل زاوية تجد له فرعا، وفي كل (زنقة) تجد له نافذة. ولا تحلو القهوة السوداء المرّة إلا ب(الدونات)، فهذا ملازمٌ لهذا، وعلى إثر هذا.. يزيد الوزن، ويضيق الحزام، فعوضاَ عن الكوب كوبين، وعن الدونات ساندوتش، وهكذا دواليك، والله المستعان.
استفدتُ كثيراً من تجربة الخطابة بالانجليزي، حيث يصلي في الجامعة من كل الجنسيات، وأكثرهم لا يفهم الخطبة إلا بالانجليزية، مما جعلني أطلع على تفسير القرآن بالانجليزي، والأحاديث الشريفة كذلك، فأثرى لدي الحصيلة اللغوية بمفردات جديدة. ولقد واجهتُ صعوبة بالغة في البداية، ثم شيئا فشيئاً اعتدته وأحببته. أنصح كثيراً بالاستماع لخطب بالانجليزي، وأيضا قراءة مقالات انجليزية تتحدث عن موضوعات اجتماعية ونفسية من وجهة نظر إسلامية، ستجد أنك تفهم المعنى بسرعة لأن النصوص والمعاني الشرعية مفهومة عندك بالعربية، وكل ما عليك هو ملاحظة طريقة ربط الأفكار بعضها ببعض.
وقعتُ في عشرات المواقف المضحكة والطريفة والمحرجة، منها ما يرتبط بأخطاء في اللغة: سواء في النطق أو الزمن أو الضمير، ومنها ما يكون بسبب الاختلافات الاجتماعية والثقافية بين شعب وآخر، ولعلي أفرد مدونة فيما بعد بما لازلتُ استحضره من هذه المواقف.
هنا بريطانيا.. تجربة جديدة، أتمنى أن تكون مليئة بالكفاح، والفلاح، والنجاح.. لي ولبقية زملائي المبتعثين والمبتعثات.
تركي الشهري - برستول، سبتمبر 2011
لقراءة بقية المدونات على الرابط
http://turki242.blogspot.com/