اللي فاهم الطبخه يشرح لي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مما اذكر إن هذا المقطع سبق أن شاهدته في بداية قدومي إلى كندا و كان موقفي منه مغاير تماماَ للموقف الحالي. في رأي أن المقطع يظهر مواهب مدفونة في بلدنا تحتاج الفرصة لإبرازها بالشكل الذي يعكس صورتنا كمجتمع لا يبحث فقط عن تنكيد وتعكير صفو الحياة ومباهجها بوضع العقبات أمامه
نقطة مهمة يجب أن نلتفت لها وهي أن لا نحاسب الناس بناءً على معايرنا، جزماً واحد راح يقول أنا لا اضعهم تحت ميزاني الشخصي لكن تحت القيم والتعليمات الشريعة أو التقليدية أو الاثنين معاً
بالنسبة للشريعة: في هذه الحالة نقول لمثل ذاك الشخص هل أنت تخضع نفسك لنفس الميزان في تصرفاتك الحياتية. توقعي أكثر الاجابات راح تكون من نوعية لا (على استحياء أو ممكن بـ بجاحة) و في يده السيجارة أو يتفرج على فيلم مليء بما يراه هو محظور، ثم يستمر قائلاً: لكن ذا ما يمنعني أن احكم و اقيّم حياة و سلوكيات الاخرين و أقول ما أظنه هو الصواب.
طيب جوابنا كالاتي: قبل أن تحاول أن تنشر ما تراه هو فقط الصواب من الناحية الشريعة و لا يحتمل الخطأ يجب أن تعلم يقيناً أن هناك أشياء في الدين ثابتة و اخرى متغيرة مثلاً أركان الاسلام والقران وصحة الصحيحين في المجمل ثابتة يقيناً بحيث أنها لا تقبل المساس، و على الطرف الآخر هناك أشياء متحركة و متغيرة لوجود عدد من الأدلة المتشابهة بتفسيرات مختلفة. على سبيل المثال: أدلة الحجاب تقود لتفسيرات متعددة أشهرها جواز كشف الوجه واليدين وهو رأي جمهور أهل العلم و التشديد على تغطية الوجه. في هذا المثال إذا كنت ترى أن بالتغطية فليس من حقك أن تجرم الكشف لوجود الدليل المضاد.
من هذا الإيراد نستنبط: أن الناس تختلف في مفهومها وتفسيرها للدين كما أن العلماء ليسوا سواء فيه فما تراه جرم في حق الدين قد لايراه غيرك كذلك.

النقطة الثانية: ليس كل الناس سواسية في التوجهات حتى أبناء البلد الواحد أو العائلة الواحدة فالبعض له توجهات دينية بينما الأخر قد تكون توجهاته فنية أو رياضية أو حتى إلى أحد التيارات الفكرية الأخرى وهذا ملاحظ وبقوة إما على المستوى العائلي أو بين الأقارب. تجد المتبحر في الدين والآخر متبحر في الطب أو الفلك أو الفنون.
من ذلك نستخلص ما يلي: ربما كانت توجهاتك دينية لكن توجهات اصحاب المقطع فنية أو غيرها إذن ليس لك الخيار على إجبارهم أن يتبعوا نفس ما تميل له هم لهم تفسيرهم وميولهم الخاصة بهم.

أما بالنسبة لميزان العادات والتقاليد: فهذا المقياس لايمكن الاعتداد الكلي به لأن العادات والتقاليد تتغير بسرعة الصاروخ فما كان في الماضي جريمة كبرى وانتهاك لقانون القبيلة اضحى ضرورة حياتية لا يمكن الاستغناء عنها. خذ على سبيل المثال، الدش!!، السائق، الدراسة في الخارج وغيرها الكثير.
مما أذكره من الوالدة أطال الله في عمرها، أن الناس في جنوب السعودية لم يعتادوا على لبس غطاء الوجه و كانوا يخرجون للوادي و المزارع هم وغيرهم من أبناء وبنات القرية للرعي و الزراعة و يختلطون بأبناء عمومتهم بكل أدب واحترام حتى بعد حادثة جهيمان 1400 تغيرت تلك العادة لثقافة الفصل و العزل بين الجنسين و النظرة الآثمة لأي مشهد من مشاهد الاختلاط
في خلاصة القول هذه العادة لم تكن إلا وليدة ثلاثين سنة ماضية فهل تعتبر في حكم العادة؟؟؟ ام ان ماكانوا عليه في السابق هو العادة الأصلية. إذن العادات و التقاليد تتغير وفقاً للزمان والمكان و توجهات الناس فلا يمكن الاعتداد الكلي بها.

خاتمة القول هي قد ترى أن الفيديو مشين ويعكس صورة سلبية عنا و لك وجة نظرك، بينما صاحب الموضوع و غيره قد يرى فيه طاقات ومواهب في حاجة للتوظيف الجيد وله أيضاً الأحقية في إبداء وجهة نظره
لا أدري إن كنت قد حطيت الرحال في كندا أو لا لكن تأكد أن الكثير من أفكارك سوف تتغير فما تراه عادي في الماضي قد لا تراه كذلك والعكس أيضاً صحيح
وأعلم أن أول الأشياء التي سوف تتعلمها و تمارسها هي حرية إبداء الرأي والتعامل في تلك المساحة لانك غالباً ستسكن مع عائلة كندية و تدرس في معهد مختلط و من ثم جامعة مختلطة ويجب عليك التفاعل مع تلك البيئة المختلطة حولك إذن على رسلك ولا تستعجل الحكم قبل أن تعيشه واقعاً,,,,,,,,,,سنتين في كندا علمتني وألهمتني الكثير.

اللهم أستر عوراتنا وعورات سائر المسلمين يا كريم .

لأننا أمة تعيش في مؤخرة الأمم، كان لزاماً علينا عمل إنتفاضة تكون قائمة

على هز المؤخرة لننتقل إلى المقدمة بناءاً على فكرنا القاصر لقانون نيوتن للهز عفواً للحركة

( لكل فعل ردة فعل مساوٍ له في المقدار ومعاكس له في الاتجاه )

لكن هناك تساؤل يدور في ذهني ..
.
.
.
هل من الموهبة ... هز المؤخرة ؟!
\
/
\
/

رحماك يا رب !