المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سماح طلال
في النصف الجنوبي
ليس رائي كمن سمع وليست حقيقة كخيال
الحلقة الاولى: تجربتي مع الحجاب
قد تكون احدى الاسباب التي جعلتني أختار أستراليا كوجهة للابتعاث والدراسة هي أنى كنت اعتقد انها أفضل من مثيلاتها في التعامل مع المسلمين. وهذا لا يزال مجرد اعتقاد ورأيي الشخصي الذي لم يبنى على دراسة علمية ولم ابحث فيه حتى الان.
خلال هذه الفترة القصيرة جدا لي في أستراليا لم أتعرض سوى لموقف واحد صريح من الغضب بسبب حجابي، ولعل ما قد يكون استثار تلك المسنة أننا كنا مجموعة تلفت الأنظار.
عندما أمشي في الطريق أو أركب القطار أو أجلس في مقاعد الدراسة أو أحمل الكاميرا مع السياح أواجه تلك النظرات..
تلك النظرات التي في الأغلب أختلف في تفسيرها عن غيري تبعاً لاختلاف البناء المعرفي الذي يمتلكه كل منا
قد تفسر على انها استهزاء وسخرية أو غضب وكره وقد يُعتقد انها تعجب أوقد تكون اعجاب .. وتطول التفسيرات
التي لابد أن تؤثر على مشاعرنا وتفاعلنا مع تلك النظرات والمواقف.
وجدت الناس ينقسمون قسمين
قسم لا يعرف الاسلام ولا تعاليمه ولم يسمع بالسعودية ولا العالم العربي والإسلامي قط ولا يعرف في خريطة العالم سوى دولته.
قسم اخر يعلم، مع اختلاف مستويات تلك المعرفة .
منهم من يسأل كـبعض الطلاب والطالبات في معهد اللغة، المندهشين! يتساءلون مالذي يجعل هؤلاء النسوة يرتدين مثل هذا الشيء في هذا الفصل الحار!
ومنهم من لا يسأل كحال الكثيرين الذين قد لا يعنيهم الأمر أو من قد يقوده الفضول للقراءة والاطلاع.
أيضاً من يمتلك المعرفة قد تكون معارفه صحيحة وقد تكون مشوهة.
ذلك يقودني للحديث عن الحجاب كعبادة، وكمظهر من مظاهر الإسلام.
أما الحجاب كعبادة: العبادات في العادة تلحقها المشقة، كمشقة الاستيقاظ لأداء الصلاة والصيام في الصيف والوضوء في الشتاء، كذلك الحجاب في دولة غير مسلمة تكتنفه المشقة.
أما الحديث عنه كمظهر من مظاهر الإسلام فأعتقد أن الحجاب في دولة غير مسلمة ولم يسمع الكثير منهم عن الإسلام هو مسؤولية وامانة وتكليف.
إتداء الحجاب يستلزم الظهور بمظهر الإسلام المتحضر. يستلزم اللطف في المعاملة واحترام القواعد والقوانين، يستلزم عدم الغش والكذب والخداع. سيكون أجمل أيضا مع القاء التحيات والكلمات الطيبات والوجه البشوش.
ينبغي على من تردي الحجاب ألا تنظر لمن لا ترتديه أو تنظر لغير المسلمين بتلك النظرة الدونية التي تعتقد فيها أنها أفضل مهم وأنها في الفردوس الأعلى وهم خالدون مخلدون في النار، تلك النظرة التي حتما ستنعكس على السلوكيات لتصبح دونية مع الغير، ورب العزة والجلال قال: (من ذا الذي يتألى على ألا أغفر لفلان)
تلك النظرة التي تختلف مع النهج النبوي في الدعوة (ولو كنت فظاً غليظ القلب لانفضوا من حولك)
التصرف برقي مع اظهار شعائر الإسلام قد يكون وسيلة من وسائل الدعوة الفعالة، وهو وسيلة عملية لتصحيح الكثير من المفاهيم المشوهة التي تروج لها وسائل الاعلام في الشرق والغرب.
ما قبل الأخير.. لا يعني ما سبق ذكره أن من ترتديه أنها لن تخطئ، لأنها بشر تصدر منها من الأخطاء ما قد يصدر من أي شخص في العالم، وليس لأن الحجاب من قادها لتلك الأخطاء.
أخيرا.. وأنا أسير في الطريق لو واجهت شخصاً واحداً بادلني الحديث والتحيات لكان ذلك كافي ليجعلني أشعر بشعور جيد، ولكن في الجامعة، وأمام النهر، وعند انتظار إشارة العبور للمشاة، وفي محطة القطار، والكثير من الباعة من ابتسم وبدأني التحية وتحدث معي عن أحوال الطقس وقدم لي بعض النصائح السياحية أو عرض على المساعدة. تجربة الحديث مع الناس في الطرقات من التجارب الممتعة التي أود أن أتحدث عنها يوماً ما. ولعل ذلك يكون قريباً.
دمتم بخير
أفضل من الابتعاث والتعرض للإحراج والمضايقات هو بقاؤكم في بيوتكم