حوار مرحبا .. الموجعة

March 25th, 2016, 07:26 PM

بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله

يقول الدكتور العطيه في موقع وزارة التعليم العالي " المرافق لمحرمه في بلد الابتعاث لطلب العلم مرحبا به"

أبو نمر .. رجل و أب لطفل وطفلة من مدينة جازان بالمملكة العربية السعودية ويعمل كمعلم في إدارة التربية والتعليم بجازان لمدة خمس سنوات.
قُبلت زوجته أم نمر للدراسة في امريكا لمرحلة الماجستير في أحد المدن بولاية واشنطن وعمت الفرحة هذه العائلة المتواضعة لرغبتهم باكمال دراستهم وتحقيق حلمهم.
و من خلال بحث أبو نمر عن ماهو وضع المرافق في بلد الابتعاث، قرأ كلمة الدكتور العطية وزادته فرحه فرحاً وسروراً .. وهمَّ بدعوة أم نمر لوليمة عشاء خاصه لم يسبق لها أن دُعيت لمثلها.
و بعد وليمة العشاء قام أبو نمر بما أنه هو رب البيت باكمال إجراءات الابتعاث من إكمال الاوراق وغيره.
حضروا الملتقى وحجزوا التذاكر وودعوا الاهل والأقارب للبداية بمسيرة العلم يال فرحتنا يال سعادتنا .. اخيراً والحمد لله.
حال وصولهم إلى أمريكا بدءوا بدراسة المعهد هو وزوجته وعند المقاربة من إنهاء مستويات المعهد أراد أن يكمل دراسته ويبدا بالدراسة الأكاديمية الماجستير.. ولكن هنا بدأت المشاكل.
رفض المشرف الدراسي أن يصدر له الضمان المالي لأن الملحقية لاتغطي برنامج البريماستر وهو برنامج تطلبه غالبية جامعات أمريكا لدراسة ماقبل الماجستير لبعض الأقسام.
حاول مرارا وتكرار وبعد معاناه من المحاولات "وحب الخشوم" تم قبول طلبه ولله الحمد .. ولكن .. ظهرت له مشكلة اخرى .. إجازتك هي إجازة استثنائية ونحن نريد إجازة دراسية لكي تبدأ بالدراسة الاكاديمية.
راسل المشرف مرة أخرى وحاول أكثر من مرة ولكن هذه المرة حتى " حب الخشوم " لم يفد. وأحس بانهم يتصنعون الاعذار ويضعون العقبات أمام طريقه. إنه يتذكر كلمة الدكتور العطية إلى الآن وأنني مرحب بي لطلب العلم. فهل مرحبا لها حدود!! بِئساً لمرحبا كهذه.
إخوتي.. إنني إبن بلدكم .. والإجازة لاتغير شي في مجرى طلب العلم في كلا الحالتين أنا منقطع عن العمل ولدي الاستطاعة لطلب العلم. مع العلم ان هذا النظام لم يكن موجود سابقاً بل أستحدث مؤخراً.
مازال مصراً اذ حاول الحصول على إجازة دراسية من إدارة التربية والتعليم في جازان ولكنه لم يستطيع.
أخبر أم نمر أنه لاجدوى وأكملي دراستك انتي.. انا قد انخدعت بمرحبا. رفضت أم نمر.. إما أن نكمل سوية أو نعود إلى بلدنا سوية .. حاول إقناعها أبو نمر ولكنها رفضت ..

إنفرد أبو نمر بنفسه .. هل خسرت الحلم !! لم يصدق ماحصل ..ومع هذا خسر الواقع أيضاً .. أثاثه في جازان قد باعه .. سيارته باعها أيضاً .. بيته المتواضع أستأجره مستأجر اخر.. زملائه بالعمل أعلى منه مرتبة الآن .. بعد بضع ساعات أستوعب ما حصل ورضي بالأمر الواقع.
عاد لبلده .. عاد لوظيفته .. وجد منزلاً .. واشترى أثاثاً وسيارةً ولله الحمد .. ولكن .. بقيت هناك معاناة لايزال يعاني منها وهي عند مقابلته للأهل والأقارب وفي كل مقابله يحس وكأن قلبه ينقبض ولايكاد يعبر.. ليس من فرحته بهم .. ولكن لانهم يقولون له "مرحبا" .
قصة واقعية .
كتبه: يوسف سويلم الرشيدي @yousef_4

• نشر عبر تويتر
• نشر عبر فيسبوك
• نشر عبر جوجل