وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
في تصوري أن الشخص الذي يريد أن يخرج بفكرة جديدة ويمكن نشرها في مجلات محكمة من المستوى الأول فإنه بحاجة إلى قراءة الموجود في مجال التخصص قراءة شاملة وناقدة... بمعنى: لا يمكن لشخص أن يخرج فجأة بفكرة جديدة قبل أن يكون لديه إلمام واسع بما أنتجته المؤلفات السابقة ومعرفة نقاط الضعف فيه ونقاط القوة ثم الخروج بفكرة مختلفة تماما تبني شيئا جديدا أو تهدم شيئا خاطئا في الموروث العلمي السابق.
لذلك، للأسف النظام البريطاني والنظام الأسترالي في الدكتوراه يفترض من طالب راس ماله ماجستير درس فيها فصلين فقط أن يكتب رسالة دكتوراه، وهنا يكون طالب الدكتوراه غالبا بين حالتين:
1) إما يكون مع مشرف يريد فعلا بحث دكتوراه وفكرة جديدة وعمل متقن، ويكون الطالب ضايع مع مشرفه لا يستطيع أن يصل لما ينتظره الدكتور ولا الدكتور رضي أن يخفض معاييره.
2) أو أن يتقبل الدكتور فكرة عادية ويمشيها للطالب ويجري عليها بحث دكتوراه ويحصل بها على الدرجة العلمية. وللأسف الشديد هذا ما يحصل في أغلب الأحوال لذلك لو رجعت لبحوث كثير من الطلاب السعوديين تلاقيها إما Replication أو Application وأعني بهذا: أن كثير من البحوث إما أن تكون إجراء بحث مشابه لبحث سابق أجري في دولة مختلفة ثم يقوم الطالب بكتابة مماثلة له في السعودية، أو أن يقوم الطالب بتطبيق نظرية معينة أو مجموعة نظريات واختبارها على شيء في السعودية سواء مؤسسات أو أفراد ولذلك عندما تتصفح بحوث الطلاب السعوديين تجد أن أكثرها ينتهي بهذه العبارة in Saudi Arabia ... فالطالب في أغلب الأحيان لم يبحث في النظرية ذاتها بل بحث في نتائجها عندما نطبقها في السعودية.
وهناك القليل من الطلاب من يستطيع فعلا أن يكون طالب دكتوراه بمعنى الكلمة، وهذا جهد شخصي ومهارات شخصية من فضل الله، ولكن ينبغي أن ينتذكر أننا ما جئنا للحصول على الشهادة بل لطلب العلم، وينبغي أن يفهم المشرف والمؤسسة التعليمية أني هنا لأتعلم وليس لأحصل على شهادة، وأني هنا لكي تعلمني أنت وتعلمني المؤسسة التعليمية ولو أردت أن يكون تعلمي ذاتيا لتعلمت في السعودية لكن للأسف البعض يفهم أنك تسعى لشهادة وهذي مسؤوليتك.
ومن هنا دائما يأتي تفضيلي للنظام الأمريكي في التعليم حيث لا تصبح باحث في الدكتوراه إلا بعد أن تدرس كل ما له صلة بتخصصك تستمر في دراسة كورسات وتقديم بحوث مصغرة لمدة 3 سنوات ثم تكتب بعد ذلك ما يسمى بالبحوث التآهيلية وهي بحوث قابلة للنشر تقوم بمناقشتك فيها لجنة متخصصة ثم تنتقل بعد ذلك إلى إجراء خطة الدكتوراه ومن بعدها تنتقل لكتابة رسالة الدكتوراه التي تشرف عليك فيها لجنة كونة من 3 إلى 5 دكاترة وليس الأمر متروكا لمشرف واحد، طبعا وفي بعض الجامعات أيضا لا بد أن تختبر الاختبار الشامل أيضا. كل هذا يدفعك إلى التشبع بما كتب في تخصصك ثم بعد أن تصبح لديك قاعدة قوية في التخصص وبعد ما تكون أجريت أكثر من 20 بحث مصغر 20 إلى 30 صفحة، وبعدما كتبت بحث تأهيلي 50 إلى 100 صفحة، تكتب بعدها رسالة الدكتوره بثقة تامة. لاحظ هذا التدرج كيف يمكن أن يأخذ بيدك باتجاه صحيح.
الآن نعود لسؤالك:
أرى أنك تكون صادق مع نفسك أولا، فتنظر هل المشكلة فقط من مشرفك أو أنك أنت ضايع في تخصصك ومعرفتك فيه أقل من أن تكتب رسالة دكتوراه، فإذا كان هذا هو وضعك فأنت هنا تحتاج إلى دراسة وتعلم قبل أن تكتب رسالة دكتوراه وتحتاج إلى قراءة واسعة ونقاش في تخصصك، وقد يكون الحل (الصعب والصحيح) أنك تحول تماما إلى أمريكا أو كندا حيث تدرس كورسات كثيرة وتكتب بحوثا قبل بداية رسالة الدكتوراه تصنع لديك قاعدة قوية قبل التورط في كتابة رسالة.
أما لو كنت فعلا ما عندك مشكلة وترى أن المشكة هي في مشرفك بالذات، فالحل أن توضح ما هو تخصصك، وتبحث عن طالب سبق وأن درس في جامعة أسترالية أو بريطانية في تخصصك وكان مشرفه متعاون معه، وبذلك تنتقل لها.
قد يكون كلامي جارحا لك لكن لا بد أن نكون صادقين مع أنفسنا للبحث عن حل أما أن نطلب حل لمشكلة لا نصرح بها ونعطي أسبابا أخرى للمشكلة فقد لا نجد الحل المناسب.
بالتوفيق لك وللجميع....
7 " في تصوري أن الشخص الذي يريد أن يخرج بفكرة جديدة ويمكن نشرها في مجلات محكمة من المستوى الأول فإنه بحاجة إلى قراءة الموجود في مجال التخصص قراءة شاملة وناقدة... بمعنى: لا يمكن لشخص أن يخرج فجأة بفكرة جديدة قبل أن يكون لديه إلمام واسع بما أنتجته المؤلفات السابقة ومعرفة نقاط الضعف فيه ونقاط القوة ثم الخروج بفكرة مختلفة تماما تبني شيئا جديدا أو تهدم شيئا خاطئا في الموروث العلمي السابق.
لذلك، للأسف النظام البريطاني والنظام الأسترالي في الدكتوراه يفترض من طالب راس ماله ماجستير درس فيها فصلين فقط أن يكتب رسالة دكتوراه، وهنا يكون طالب الدكتوراه غالبا بين حالتين:
1) إما يكون مع مشرف يريد فعلا بحث دكتوراه وفكرة جديدة وعمل متقن، ويكون الطالب ضايع مع مشرفه لا يستطيع أن يصل لما ينتظره الدكتور ولا الدكتور رضي أن يخفض معاييره.
2) أو أن يتقبل الدكتور فكرة عادية ويمشيها للطالب ويجري عليها بحث دكتوراه ويحصل بها على الدرجة العلمية. وللأسف الشديد هذا ما يحصل في أغلب الأحوال لذلك لو رجعت لبحوث كثير من الطلاب السعوديين تلاقيها إما Replication أو Application وأعني بهذا: أن كثير من البحوث إما أن تكون إجراء بحث مشابه لبحث سابق أجري في دولة مختلفة ثم يقوم الطالب بكتابة مماثلة له في السعودية، أو أن يقوم الطالب بتطبيق نظرية معينة أو مجموعة نظريات واختبارها على شيء في السعودية سواء مؤسسات أو أفراد ولذلك عندما تتصفح بحوث الطلاب السعوديين تجد أن أكثرها ينتهي بهذه العبارة in Saudi Arabia ... فالطالب في أغلب الأحيان لم يبحث في النظرية ذاتها بل بحث في نتائجها عندما نطبقها في السعودية.
وهناك القليل من الطلاب من يستطيع فعلا أن يكون طالب دكتوراه بمعنى الكلمة، وهذا جهد شخصي ومهارات شخصية من فضل الله، ولكن ينبغي أن ينتذكر أننا ما جئنا للحصول على الشهادة بل لطلب العلم، وينبغي أن يفهم المشرف والمؤسسة التعليمية أني هنا لأتعلم وليس لأحصل على شهادة، وأني هنا لكي تعلمني أنت وتعلمني المؤسسة التعليمية ولو أردت أن يكون تعلمي ذاتيا لتعلمت في السعودية لكن للأسف البعض يفهم أنك تسعى لشهادة وهذي مسؤوليتك.
ومن هنا دائما يأتي تفضيلي للنظام الأمريكي في التعليم حيث لا تصبح باحث في الدكتوراه إلا بعد أن تدرس كل ما له صلة بتخصصك تستمر في دراسة كورسات وتقديم بحوث مصغرة لمدة 3 سنوات ثم تكتب بعد ذلك ما يسمى بالبحوث التآهيلية وهي بحوث قابلة للنشر تقوم بمناقشتك فيها لجنة متخصصة ثم تنتقل بعد ذلك إلى إجراء خطة الدكتوراه ومن بعدها تنتقل لكتابة رسالة الدكتوراه التي تشرف عليك فيها لجنة كونة من 3 إلى 5 دكاترة وليس الأمر متروكا لمشرف واحد، طبعا وفي بعض الجامعات أيضا لا بد أن تختبر الاختبار الشامل أيضا. كل هذا يدفعك إلى التشبع بما كتب في تخصصك ثم بعد أن تصبح لديك قاعدة قوية في التخصص وبعد ما تكون أجريت أكثر من 20 بحث مصغر 20 إلى 30 صفحة، وبعدما كتبت بحث تأهيلي 50 إلى 100 صفحة، تكتب بعدها رسالة الدكتوره بثقة تامة. لاحظ هذا التدرج كيف يمكن أن يأخذ بيدك باتجاه صحيح.
الآن نعود لسؤالك:
أرى أنك تكون صادق مع نفسك أولا، فتنظر هل المشكلة فقط من مشرفك أو أنك أنت ضايع في تخصصك ومعرفتك فيه أقل من أن تكتب رسالة دكتوراه، فإذا كان هذا هو وضعك فأنت هنا تحتاج إلى دراسة وتعلم قبل أن تكتب رسالة دكتوراه وتحتاج إلى قراءة واسعة ونقاش في تخصصك، وقد يكون الحل (الصعب والصحيح) أنك تحول تماما إلى أمريكا أو كندا حيث تدرس كورسات كثيرة وتكتب بحوثا قبل بداية رسالة الدكتوراه تصنع لديك قاعدة قوية قبل التورط في كتابة رسالة.
أما لو كنت فعلا ما عندك مشكلة وترى أن المشكة هي في مشرفك بالذات، فالحل أن توضح ما هو تخصصك، وتبحث عن طالب سبق وأن درس في جامعة أسترالية أو بريطانية في تخصصك وكان مشرفه متعاون معه، وبذلك تنتقل لها.
قد يكون كلامي جارحا لك لكن لا بد أن نكون صادقين مع أنفسنا للبحث عن حل أما أن نطلب حل لمشكلة لا نصرح بها ونعطي أسبابا أخرى للمشكلة فقد لا نجد الحل المناسب.
بالتوفيق لك وللجميع....
November 6th, 2014, 08:57 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاتهبدأت في الدكتوراه بدون تحديد موضوع بحثي واضح وخطة بحثية واضحة
والان انا أعاني من هذا الأمر
المشرف يتوقع مني في كل سنة فكرة بحثية جديدة قابلة للنشر في مجلة علمية محكمة (لا يقبل الا بعدد معين فقط من المجلات العلمية) والتي يصعب جداً قبول اي بحث فيها
وفوق هذا كله ، مرة علي الان تقريبا سنتين بدون اي تقدم يذكر
لدي فرصة للتغيير والبحث عن مشرف اخر في جامعة اخرى
لكن والله خايف اطيح في نفس المشكلة
ما رايكم
وهل بالفعل جميع المشرفين في الدكتوراه يتوقع من الطلاب بحوث بجودة عالية مقبولة في مؤتمرات محكمة و مجلات علمية؟