و هذا خطاب الأخت ساره :
أنا إحدى الطلاب المرشحين لبرنامج خادم الحرمين الشريفين للإبتعاث الخارجي و قد عدلت عن البعثة بعد معاناة طويلة
و رغم ألمي من اتخاذ القرار إلا أنني اعلم انه سيريحني مثلما يريح الموت مريض السرطان و قد ينفعني هذا القرار أكثر من تسليم أموري لجهة جعلتني اركض خلف مواعيد أوهى من السراب لثلاثة أشهر و
( اللي هذا أوله ينعاف تاليه)
عندما تم الإعلان عن برنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث أشار على الكثير بالالتحاق بالبرنامج لما عرف عني من تعلقي بالعلم و لمعدلي الجيد و الحقيقة أنني لم أفكر في ذلك إذ كانت غاية آمالي أن أقبل في جامعة الملك عبد العزيز و عندما لم يقبلوني لم اقتنع بالأصوات التي كانت تتردد حولي من أن هذه البعثات بالواسطة و غير ذلك و اقتنعت بان لا نصيب لي و ظل الحلم يراودني على أمل أن تعلن الجامعة العربية المفتوحة عن برنامج للدراسات العليا, و عندما تم الإعلان عن المرحلة الثانية لم أفوت الفرصة خاصة بان أخي شجعني بان يرافقني و الحقيقة إن البرنامج كان مشجع للغاية فالتقديم و التواصل مع الوزارة عن طريق موقع الكتروني على طريقة الحكومة الالكترونية و الموقع حقيقة بدا غاية في روعة التصميم و الجودة و قد كان الأروع شروط البرنامج التي تنم عن منهجية تخطيط استراتيجي ذو مستوى عالي بدءا من اختيار التخصصات المطلوبة في سوق العمل و اختيار خيرة الطلاب الحاصلين على أعلى النسب و تخصيص البرنامج لغير الموظفين و احتكاره على حديثي التخرج و رغم اعتراض الكثير من شرائح المجتمع على فتح الباب على مصراعيه كما يدعون و خاصة لطلاب البكالوريوس بسبب السمعة السيئة التي لحقته بابتعاث صغار الشباب بسبب قلة من الشباب غير الواعي الذين تم إرسالهم في المرحلة الأولى و لم يقدروا حجم المسؤولية و نسمع في المجتمع بأن القرار عشوائي و أنه مأزق للوزارة إلا أن المتابعين للبرنامج عن قرب يدركون حجم الجهد المبذول في أن تتحقق أكبر فائدة و يتم تلاشي الأخطاء إلى حد ما و نقدر جهد السواعد الخفية و العقول المدبرة التي تعمل لما فيه مصلحة السعودي و بلاده لسنوات قادمة
لقد تم تحديد مواعيد دقيقة في موقع الوزارة تبين للطال ما عليه فعله منذ تقديم الطلب حتى استلام قرار الابتعاث و قد كان أول هذه المواعيد هو نتائج الترشيح المبدئي و لا تتخيل حجم الفرحة التي غمرت قلوب المبتعثين عندما وصلتنا رسائل التهنئة على الجوال في الموعد المحدد حوالي الساعة التاسعة لقد شعرت بفخر كبير و أردت أن اخبر كل من يدعوننا العالم الثالث باني أعيش في دولة متحضرة تلتزم مؤسساتها بمواعيدها بدقة عالية و لم ادع أحدا اعرفه إلا و أخبرته بذلك و كانت الخطوة التالية انتظار موعد المقابلات الشخصية و تدقيق الوثائق و هنا بدأت مواعيد عرقوب إذ كانت الفترة بين إعلان المكان و الزمان و موعد الحضور غير كافية لحجز تذاكر السفر ناهيك عن الحصول على تخفيض التذاكر حيث كان الموعد في الرياض, بالإضافة لأنه لم يذكر شيئا بخصوص الفتيات و هل يلزم سفرهن أم لا و لم يفيدنا إلا موظفو الفندق الذي حددته الوزارة,اضطر أخي للمرابطة في المطار على قائمة الانتظار فاتته رحلتين و أدرك الثالثة و مثله كثير كل ذلك في سبيل الالتزام بمواعيد الوزارة التي بدت صارمة و جدية في مواعيدها من الوهلة الأولى.
كان موعد نتائج الترشيح المبدئي هو الموعد الحقيقي الأول و الأخير حيث وصلنا لتاريخ 9-8 التاريخ الذي حددته الوزارة و لا احد سواها للإعلان عن النتائج النهائية ليتم بعد ذلك إصدار الضمان المالي و للتقديم للجامعات للحصول عل قبول ثم استخراج التأشيرة و هذه الأمور تستغرق وقت و يجب إتمامها قبل بدء الفصل الدراسي
ثم أدركنا رمضان و مع قرب الإجازة بدأت الآمال تتقلص إذ كنت أنتظر النتيجة للحصول على خطابات التزكية قبل الإجازة ثم جاء العيد ثم داوم الموظفون و لا حس و لا خبر و قد تم التصريح بان الوزارة ستعقد برامج للطلاب المبتعثين في بداية شوال للتعريف ببلدان الابتعاث فظننا أنها ستكون فرحة العيد و لكن عيدنا هذه السنة مضى كئيبا
ثم قلنا علها تكون في نهاية السنة الميلادية و عندما تم الإعلان عن وجود مكتب تابع للوزارة للمساعدة في إتمام إجراءات القبول استبشر الجميع فرغم قرب موعد بدء الفصل الدراسي في الجامعات الخارجية إلا أننا قلنا مادام الأمر بيد الوزارة بعد الله تعالى فلا داعي للقلق و هاهي السنة انتهت و ستضيع ثلاثة أشهر قادمة غير الثلاثة التي ضاعت و الله اعلم ماذا بعد.
إن هذا البرنامج أولا و أخيرا منحة من الدولة حفظها الله و لكن رغم أننا لم نخسر فيه مالا إلا أننا خسرنا ما هو أعظم
فثلاثة أشهر من أعمارنا كان بالإمكان استغلالها في أخذ دورات أو الالتحاق بوظائف مؤقتة إلا أننا لم نستطع الالتزام مع أطراف أخرى قد نضطر لتركهم لحظة وصول رسالة جوال من الوزارة, لقد ضحيت بالكثير من الفرص الوظيفية و لكن مصيبتي أهون من غيري فلكم أن تتخيلوا حجم الضرر الذي لحق بالكثير إذ ترتب على ذلك تغيرات جذرية في حياة الكثير و خطتهم المستقبلية فتم الارتباط بأمور و إلغاء أمور مصيرية اعتمادا على المواعيد المعلنة
صحيح إني لم اجلس مكتوفة الأيدي و لكن كل جهودي ذهبت سدى لقد أمضيت الكثير من الوقت في دراسة مكثفة عن البلد المبتعثة إليها حتى أصبحت أعلم من تاريخها و جغرافيتها أكثر من أهلها الطقس و الأكل و عدد المساجد ومواعيد الصلاة أسماء المطاعم الحلال و أرقام هواتفها و طباع أهل البلد خلفيتهم عن بلادنا ثقافتهم عاداتهم أسعار السكن و كذلك بالنسبة للجامعات تقييماتها المختلفة و معايير تقييم و التخصصات و تجهيزات المعامل و طريقة الدراسة و المؤهلات المطلوبة و مدة الدراسة لكل برنامج و قوانين البلد و ما يسمح باصطحابه و غير ذلك من التفاصيل و كأنني نعيش في تلك البلاد فعلا بل وقد قد كتب قائمة السفر ابتداء من المصحف الكريم و انتهاء بالتمر و الهيل ورغم حرصي على التخطيط السليم إلا أن ما لم أتوقعه هو ألا تلتزم أعلى هيئة تعليمية في البلاد بمواعيدها بل و لم تتكرم على هؤلاء الطلاب المتفوقين بإعلان أو حتى اعتذار,لقد كنت مغفلة بالثقة في الوزارة لكن أخي كان أذكى منى فقد استثمر وقته أفضل منى حيث التحق بجامعة الملك عبد العزيز و قد قطع شوطا في الدراسة مما جعله يلغي فكرة الابتعاث و اضطررت أنا أيضا أن الغي هذا الحلم بصعوبة بالغة حيث أنني قدمت على تخصص هندسة الحاسب في استراليا و هو تخصص نادر للفتيات إذ لم كان عدد المتقدمين لهذا التخصص في أسراليا من الفتيات ستة فقط و هو غير موجود في جامعاتنا و لكن قدر الله و ما شاء فعل و عسى أن تكرهوا شيئا و هو خير لكم
و لكن من المسئول عن مأساتي ؟ الوزارة طبعا, فرغم إنني كنت دوما التمس الأعذار للآخرين و ألقي باللوم على نفسي و رغم مبالغتي في نقد نفسي إلا أنني أمام هذه التجربة لا استطيع أن أبرى الوزارة أبدا فالشمس ما تتخبى بغربال ففي التصاريح النادرة التي أدلى بها مسئولو الوزارة كانوا يتعللون بتدقيق الوثائق و لكن هل يعلق أن الوزارة المسئولة عن التعليم لم تتعلم بعد كيف تخطط جيدا و تضع جميع الاحتمالات و تحسب الجهد و الوقت و عدد و قدرات الموظفين اللازمة لإتمام عملية التدقيق هذه ,إن كان هذا هو السبب فعلا فهذه مصيبة و إن لم يكن فالمصيبة أعظم.
إن ما يعتب على الوزارة هو عدم المصداقية بإعلان مواعيد دقيقة و عدم التقيد بها فلو حدث جديد في خطتهم كان من المفروض تأجيله للمرحلة القادمة و الالتزام مع العدد الغير قليل من طلاب المرحلة الحالية,و إن كنت ألتمس للوزارة العذر في التأخير لأن الأمر خارج عن سيطرتها إلا أن ما لا يمكن تجاوزه هو انعدام الصراحة و الشفافية ظل انعدام الأخبار و الاعلانات و التصاريح من المصادر المسئولة علت أصوات المصادر الأخرى ووجدت من يسمعها فقد أصبحت القشة التي يتعلق بها الغريق
إن من واجه هذه المأساة هم خيرة شباب و فتيات الوطن.شباب بذلوا الجهد و سهروا الليالي للحصول على أعلى الدرجات في الوقت الذي يتمتع غيرهم باللهو و المرح,لماذا؟
ليس للحصول على وظيفة مرموقة براتب عالي يضمن مستوى معيشي مرفه و عالي لا و الله فهذا لا يحتاج إلى شهادات في ظل الطفرة المستقبلية التي ستقابلها المملكة بإذن المعز سبحانه و تعالى في ظل والد الكل عبداللة بن عبد العزيز الذي يعتبر كل سعودي مستحق للعيش الكريم بغض النظر عن مستواه العلمي و الاجتماعي و الثقافي.
بل لأن بلادنا التي أعزها الله بالإسلام و أكرمها بالنفط و أطعم أهلها من جوع و آمنهم من خوف ولد و تربى فيها شباب كلهم طموح بتسخير العلم و المال و التقنية لرفعة البلاد بأيديهم لا بأيدي غيرهم و كلهم أمل بأن تكون الطفرة القادمة علمية و تقنية.
وإن كان الوالد عبدالله بن عبدالعزيز نادى أن الإصلاح يبدأ من داخل البيت فقد وصلتنا الرسالة وكل منا يقدر حجم المسؤولية على عاتقه ووجوب المبادرة و بذل الجهد الشخصي لإصلاح و تطوير هذا الكيان الضخم الذي بناه أجدادنا.
و لكن هذا الطموح العالي اصطدم بعدم التقدير و اللامبالاة فكانت الخسارة أكبر من خسارة الاقتصاديين في سوق الأسهم و كما يقولون المال يجي و يروح و لكن الطموح إذا انطفأ فالخسارة كبيرة.
إن الكثير من الطلاب عدل عن رأيه في الابتعاث .قد يقول قائل بأن طالب يترك دراسته بسبب تأخير ثلاثة أشهر لا يستحق أن يبتعث فنقول ليست المسألة مسألة تأخير,المسألة مسألة مصداقية و ثقة تبخرت مع لهيب اللامبالاة و سوء التصرف.
7 " أنا إحدى الطلاب المرشحين لبرنامج خادم الحرمين الشريفين للإبتعاث الخارجي و قد عدلت عن البعثة بعد معاناة طويلة
و رغم ألمي من اتخاذ القرار إلا أنني اعلم انه سيريحني مثلما يريح الموت مريض السرطان و قد ينفعني هذا القرار أكثر من تسليم أموري لجهة جعلتني اركض خلف مواعيد أوهى من السراب لثلاثة أشهر و
( اللي هذا أوله ينعاف تاليه)
عندما تم الإعلان عن برنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث أشار على الكثير بالالتحاق بالبرنامج لما عرف عني من تعلقي بالعلم و لمعدلي الجيد و الحقيقة أنني لم أفكر في ذلك إذ كانت غاية آمالي أن أقبل في جامعة الملك عبد العزيز و عندما لم يقبلوني لم اقتنع بالأصوات التي كانت تتردد حولي من أن هذه البعثات بالواسطة و غير ذلك و اقتنعت بان لا نصيب لي و ظل الحلم يراودني على أمل أن تعلن الجامعة العربية المفتوحة عن برنامج للدراسات العليا, و عندما تم الإعلان عن المرحلة الثانية لم أفوت الفرصة خاصة بان أخي شجعني بان يرافقني و الحقيقة إن البرنامج كان مشجع للغاية فالتقديم و التواصل مع الوزارة عن طريق موقع الكتروني على طريقة الحكومة الالكترونية و الموقع حقيقة بدا غاية في روعة التصميم و الجودة و قد كان الأروع شروط البرنامج التي تنم عن منهجية تخطيط استراتيجي ذو مستوى عالي بدءا من اختيار التخصصات المطلوبة في سوق العمل و اختيار خيرة الطلاب الحاصلين على أعلى النسب و تخصيص البرنامج لغير الموظفين و احتكاره على حديثي التخرج و رغم اعتراض الكثير من شرائح المجتمع على فتح الباب على مصراعيه كما يدعون و خاصة لطلاب البكالوريوس بسبب السمعة السيئة التي لحقته بابتعاث صغار الشباب بسبب قلة من الشباب غير الواعي الذين تم إرسالهم في المرحلة الأولى و لم يقدروا حجم المسؤولية و نسمع في المجتمع بأن القرار عشوائي و أنه مأزق للوزارة إلا أن المتابعين للبرنامج عن قرب يدركون حجم الجهد المبذول في أن تتحقق أكبر فائدة و يتم تلاشي الأخطاء إلى حد ما و نقدر جهد السواعد الخفية و العقول المدبرة التي تعمل لما فيه مصلحة السعودي و بلاده لسنوات قادمة
لقد تم تحديد مواعيد دقيقة في موقع الوزارة تبين للطال ما عليه فعله منذ تقديم الطلب حتى استلام قرار الابتعاث و قد كان أول هذه المواعيد هو نتائج الترشيح المبدئي و لا تتخيل حجم الفرحة التي غمرت قلوب المبتعثين عندما وصلتنا رسائل التهنئة على الجوال في الموعد المحدد حوالي الساعة التاسعة لقد شعرت بفخر كبير و أردت أن اخبر كل من يدعوننا العالم الثالث باني أعيش في دولة متحضرة تلتزم مؤسساتها بمواعيدها بدقة عالية و لم ادع أحدا اعرفه إلا و أخبرته بذلك و كانت الخطوة التالية انتظار موعد المقابلات الشخصية و تدقيق الوثائق و هنا بدأت مواعيد عرقوب إذ كانت الفترة بين إعلان المكان و الزمان و موعد الحضور غير كافية لحجز تذاكر السفر ناهيك عن الحصول على تخفيض التذاكر حيث كان الموعد في الرياض, بالإضافة لأنه لم يذكر شيئا بخصوص الفتيات و هل يلزم سفرهن أم لا و لم يفيدنا إلا موظفو الفندق الذي حددته الوزارة,اضطر أخي للمرابطة في المطار على قائمة الانتظار فاتته رحلتين و أدرك الثالثة و مثله كثير كل ذلك في سبيل الالتزام بمواعيد الوزارة التي بدت صارمة و جدية في مواعيدها من الوهلة الأولى.
كان موعد نتائج الترشيح المبدئي هو الموعد الحقيقي الأول و الأخير حيث وصلنا لتاريخ 9-8 التاريخ الذي حددته الوزارة و لا احد سواها للإعلان عن النتائج النهائية ليتم بعد ذلك إصدار الضمان المالي و للتقديم للجامعات للحصول عل قبول ثم استخراج التأشيرة و هذه الأمور تستغرق وقت و يجب إتمامها قبل بدء الفصل الدراسي
ثم أدركنا رمضان و مع قرب الإجازة بدأت الآمال تتقلص إذ كنت أنتظر النتيجة للحصول على خطابات التزكية قبل الإجازة ثم جاء العيد ثم داوم الموظفون و لا حس و لا خبر و قد تم التصريح بان الوزارة ستعقد برامج للطلاب المبتعثين في بداية شوال للتعريف ببلدان الابتعاث فظننا أنها ستكون فرحة العيد و لكن عيدنا هذه السنة مضى كئيبا
ثم قلنا علها تكون في نهاية السنة الميلادية و عندما تم الإعلان عن وجود مكتب تابع للوزارة للمساعدة في إتمام إجراءات القبول استبشر الجميع فرغم قرب موعد بدء الفصل الدراسي في الجامعات الخارجية إلا أننا قلنا مادام الأمر بيد الوزارة بعد الله تعالى فلا داعي للقلق و هاهي السنة انتهت و ستضيع ثلاثة أشهر قادمة غير الثلاثة التي ضاعت و الله اعلم ماذا بعد.
إن هذا البرنامج أولا و أخيرا منحة من الدولة حفظها الله و لكن رغم أننا لم نخسر فيه مالا إلا أننا خسرنا ما هو أعظم
فثلاثة أشهر من أعمارنا كان بالإمكان استغلالها في أخذ دورات أو الالتحاق بوظائف مؤقتة إلا أننا لم نستطع الالتزام مع أطراف أخرى قد نضطر لتركهم لحظة وصول رسالة جوال من الوزارة, لقد ضحيت بالكثير من الفرص الوظيفية و لكن مصيبتي أهون من غيري فلكم أن تتخيلوا حجم الضرر الذي لحق بالكثير إذ ترتب على ذلك تغيرات جذرية في حياة الكثير و خطتهم المستقبلية فتم الارتباط بأمور و إلغاء أمور مصيرية اعتمادا على المواعيد المعلنة
صحيح إني لم اجلس مكتوفة الأيدي و لكن كل جهودي ذهبت سدى لقد أمضيت الكثير من الوقت في دراسة مكثفة عن البلد المبتعثة إليها حتى أصبحت أعلم من تاريخها و جغرافيتها أكثر من أهلها الطقس و الأكل و عدد المساجد ومواعيد الصلاة أسماء المطاعم الحلال و أرقام هواتفها و طباع أهل البلد خلفيتهم عن بلادنا ثقافتهم عاداتهم أسعار السكن و كذلك بالنسبة للجامعات تقييماتها المختلفة و معايير تقييم و التخصصات و تجهيزات المعامل و طريقة الدراسة و المؤهلات المطلوبة و مدة الدراسة لكل برنامج و قوانين البلد و ما يسمح باصطحابه و غير ذلك من التفاصيل و كأنني نعيش في تلك البلاد فعلا بل وقد قد كتب قائمة السفر ابتداء من المصحف الكريم و انتهاء بالتمر و الهيل ورغم حرصي على التخطيط السليم إلا أن ما لم أتوقعه هو ألا تلتزم أعلى هيئة تعليمية في البلاد بمواعيدها بل و لم تتكرم على هؤلاء الطلاب المتفوقين بإعلان أو حتى اعتذار,لقد كنت مغفلة بالثقة في الوزارة لكن أخي كان أذكى منى فقد استثمر وقته أفضل منى حيث التحق بجامعة الملك عبد العزيز و قد قطع شوطا في الدراسة مما جعله يلغي فكرة الابتعاث و اضطررت أنا أيضا أن الغي هذا الحلم بصعوبة بالغة حيث أنني قدمت على تخصص هندسة الحاسب في استراليا و هو تخصص نادر للفتيات إذ لم كان عدد المتقدمين لهذا التخصص في أسراليا من الفتيات ستة فقط و هو غير موجود في جامعاتنا و لكن قدر الله و ما شاء فعل و عسى أن تكرهوا شيئا و هو خير لكم
و لكن من المسئول عن مأساتي ؟ الوزارة طبعا, فرغم إنني كنت دوما التمس الأعذار للآخرين و ألقي باللوم على نفسي و رغم مبالغتي في نقد نفسي إلا أنني أمام هذه التجربة لا استطيع أن أبرى الوزارة أبدا فالشمس ما تتخبى بغربال ففي التصاريح النادرة التي أدلى بها مسئولو الوزارة كانوا يتعللون بتدقيق الوثائق و لكن هل يعلق أن الوزارة المسئولة عن التعليم لم تتعلم بعد كيف تخطط جيدا و تضع جميع الاحتمالات و تحسب الجهد و الوقت و عدد و قدرات الموظفين اللازمة لإتمام عملية التدقيق هذه ,إن كان هذا هو السبب فعلا فهذه مصيبة و إن لم يكن فالمصيبة أعظم.
إن ما يعتب على الوزارة هو عدم المصداقية بإعلان مواعيد دقيقة و عدم التقيد بها فلو حدث جديد في خطتهم كان من المفروض تأجيله للمرحلة القادمة و الالتزام مع العدد الغير قليل من طلاب المرحلة الحالية,و إن كنت ألتمس للوزارة العذر في التأخير لأن الأمر خارج عن سيطرتها إلا أن ما لا يمكن تجاوزه هو انعدام الصراحة و الشفافية ظل انعدام الأخبار و الاعلانات و التصاريح من المصادر المسئولة علت أصوات المصادر الأخرى ووجدت من يسمعها فقد أصبحت القشة التي يتعلق بها الغريق
إن من واجه هذه المأساة هم خيرة شباب و فتيات الوطن.شباب بذلوا الجهد و سهروا الليالي للحصول على أعلى الدرجات في الوقت الذي يتمتع غيرهم باللهو و المرح,لماذا؟
ليس للحصول على وظيفة مرموقة براتب عالي يضمن مستوى معيشي مرفه و عالي لا و الله فهذا لا يحتاج إلى شهادات في ظل الطفرة المستقبلية التي ستقابلها المملكة بإذن المعز سبحانه و تعالى في ظل والد الكل عبداللة بن عبد العزيز الذي يعتبر كل سعودي مستحق للعيش الكريم بغض النظر عن مستواه العلمي و الاجتماعي و الثقافي.
بل لأن بلادنا التي أعزها الله بالإسلام و أكرمها بالنفط و أطعم أهلها من جوع و آمنهم من خوف ولد و تربى فيها شباب كلهم طموح بتسخير العلم و المال و التقنية لرفعة البلاد بأيديهم لا بأيدي غيرهم و كلهم أمل بأن تكون الطفرة القادمة علمية و تقنية.
وإن كان الوالد عبدالله بن عبدالعزيز نادى أن الإصلاح يبدأ من داخل البيت فقد وصلتنا الرسالة وكل منا يقدر حجم المسؤولية على عاتقه ووجوب المبادرة و بذل الجهد الشخصي لإصلاح و تطوير هذا الكيان الضخم الذي بناه أجدادنا.
و لكن هذا الطموح العالي اصطدم بعدم التقدير و اللامبالاة فكانت الخسارة أكبر من خسارة الاقتصاديين في سوق الأسهم و كما يقولون المال يجي و يروح و لكن الطموح إذا انطفأ فالخسارة كبيرة.
إن الكثير من الطلاب عدل عن رأيه في الابتعاث .قد يقول قائل بأن طالب يترك دراسته بسبب تأخير ثلاثة أشهر لا يستحق أن يبتعث فنقول ليست المسألة مسألة تأخير,المسألة مسألة مصداقية و ثقة تبخرت مع لهيب اللامبالاة و سوء التصرف.
January 14th, 2007, 07:01 PM
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
أعزائي نعيش جميعا واقعا مريرا بين أمجاد الماضي و ظلمات المستقبل ... نعيش في الحاضر و أي حاضر ياترى ؟ حاضرا ضاعت فيه الأمانات و وصلت إلى حد التلاعب و الاستهتار و بيع الوطن بأبخص الأثمان ... و نتجرع نحن أصحاب الحق كؤوسا من المرارة كلما أخذنا عقدا على عهود الوزارة المزعومة ... لذا يجب علينا التحرك و بأسرع وقت نحو الرأي العام لنشعل نيران القضية بين كافة شرائح المجتمع ليعلم الجميع بما يحصل من مهزلة و استهتار يؤدي بالضرر على كل مواطن سعودي و على كل قطاعات الوطن خلال السنوات القادمة ... بل إنه قد يحرم الأمة الإسلامية عقلا كان من الممكن أن يكون بالأفضل مما كان لولا أن الواسطات و الاستخفاف بعقول المتقدمين أودى به و بعقله إلى الحاوية ... و أعدكم بأن هذا العمل لن يضيع هباءا منثورا و أنه فور نشره سنقوم بتسليمه المسؤولين شخصيا ... لذا نرجو منكم التعاون ...
الموضوع عبارة عن خطابات موجهه للكتاب و سأقوم بإرسالها عنكم إلى أشهر الكتاب المؤثرين بالمجتمع ....
و أبدأ على بركة الله بخطابي :
الأستاذ الكاتب / .................................................. ..........حفظه الله
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
تضيع الأموال .... تضيع الثروات الخامة .... تضيع المادة .... لا يهم لأن كل ذلك يمكن تعويضه لكن .... ماذا عندما تضيع العقول ؟؟هل لك أن تتصور أستاذي الكريم بلدا يعيش بلا عقول نابغة ... بلا دماء وطنية شابة مسلحة بالعلم ...بلا أفكار ... بلا حلول للمشاكل التي يعيشها مواطنوا تلك البلاد ... هل تصورت و لو فكرة بسيطة استاذي الكريم عن هذا الحال ؟
يؤسفني أن أقول لك بأن هذا ما يحدث فعلا في وطننا ؟ ... فكما تعلم وفرت قيادة الدولة الحكيمة فرص للابتعاث الخارجي لأرقى دول العالم لتعود عقول الوطن النابغة مسلحة بالعلم على أتم القدرة و الكفاءة لقيادة النهضة الحضارية للوطن ... و قد سلمت الدولة مسؤولية هذا البرنامج إلى وزارة التعليم العالي ... و لكن هل تم تنفيذه بالشكل الصحيح؟ ... باختصار سأسرد لك أحداث المرحلة الأولى من البرنامج حيث لم تكن معايير القبول عادلة حيث تم قبول طلاب أصحاب معدلات منخفضة و عن طريق الواسطة مما أدى إلى فشلهم بعد فترة وجيزة من الابتعاث و أدى ذلك إلى خسارة الأموال و خسارة عقل نابغ كان أجدر بهذا المقعد منه ... كما أنه و بسبب سوء التخطيط للبرنامج تعثر العديد من المتقدمون مما أدى إلى دخولهم لدوامة عميقة من المراجعات و الاجراءات و لكن أغلبهم لم يسطع اكمال المسيرة و ضاعت تلك العقول ... أما عن الذين وفقهم الله و اجتازوا التعثر استغرقوا أكثر من عام و نصف العام حتى يتم ابتعاثهم مما تسبب لهم بأضرار وخيمة ... و ما زالت مشاكل تلك الفترة قائمة حتى الآن فما زال عددا من المتعثرين لم يبتعثوا بعد على الرغم من بداية الفترة الثانية و قرب دخول الفترة الثالثة .... المهم ما يجري الآن و هو المرحلة الثانية من البرنامج ... هذه المرحلة بدأت بأروع ما يكون فالتقديم عن طريق الانترنت و سرعة الاجراءات و صدور قائمة المرشحون مبدئيا في ميعادها ... و كل شئ كما يرام و لكن ما الذي حدث بعد ذلك ؟ حدث الخلل الأول و هو عدم قبول من هم تخطوا الشروط و المعدلات المطلوبة مما أدى إلى عمل إجراءات أخرى لاحتوائهم بالقائمة و بهذا يرتفع العدد من 7500 إلى أكثر من 8000 اسم ... و الوزارة كانت قد أسلفت بأن قائمة الأسماء النهائية ستصدر يوم 9/8/1427 هـ و لكن لم يكن ذلك ... اعتقدنا في البداية بأن ذلك بسبب المعترضين و استكمال احتوائهم بالقائمة يتخذ فترة وجيزة .... و طالت الفترة و لم نسمع من الوزارة عن أسباب التأخير سوى أسباب مفروغ منها تماما ... تدقيق وثائق ... أخطاء في الترشيح ... شهادات غير رسمية ... تزوير وثائق ... و طالت الفترة و انتهينا من ذلك كله ... تعالت الأصوات مطالبة بالسبب ... فكان الرد جلب القبول و التأشيرة للطالب من قبل الوزارة !! كيف يتم ذلك و هم لا يمتلكون أوراقنا الرسمية المترجمة الله أعلم !!و لكن بعد ذلك أدركت الجميع بأن هنالك خدعة مسرحية تلعب خلف الستار فقد وصلنا الآن إلى 5 شهور من الانتظار !!! و عقولنا عاطلة عن العمل ... و لا أخفي عليك بأن كافة المتقدمين بكافة المراحل ( بكالوريوس - ماجيستير - دكتوراه- زمالة ) قد تضرروا كثيرا سواء من النواحي الاجتماعية أو المادية أو حتى الصحية ... و لم يستطيعوا الاستفادة من أوقاتهم بالالتحاق بالوظائف لأن الوزارة تشترط ذلك كما أن كثيرا منا لم يستطع الالتحاق بالجامعات المحلية خوفا من اجراءات سحب الملفات ... و ن التحق بالجامعات المحلية يعاني الأمرين لأنه قد أعقد عزمه و جل تفكيره بالبعثة و لم يتوقع أن تطول المدة مما أدى لتدهور الوضع الدراسي للطالب خصوصا أننا في فترة الامتحانات النهائية و نخشى أن تطول المدة و نصل إلى الترم الثاني و مانزال مجهولي الوجهة و بذلك تهدر فرصة الابتعاث و فرصة الدراسة المحلية و يضيع عقلا نابغا كان من الممكن أن يكون بالأفضل مما كان .... ما يزيد الوضع خطورة هو اعلان الوزارة اطلاق المرحلة الثالثة قريبا و هو ما يثير السخرية !! فكيف يتم اطلاق مرحلة ثالثة دون الانتهاء من المرحلة الأولى حتى !! المهم في الأمر أن الوزارة تضع سببا للتعثر إذا لم ينه الطالب اجراءاته خلال فترته فإذا انتهت فترته و تم اطلاق المرحلة الجديدة يعتبر الطالب الذي لم ينهي اجراءاته متعثرا ... و نحن نعلم أن الوزارة سوف تتطلق المرحلى الثالثة قريبا على الرغم أننا نحن طلاب المرحلة الثانية لم ننهي و لو حتى أبسط الاجراءات من قبول جامعة و تأشيرة و .... الخ ... و كما تعلم أستاذي بأن السفارة الأمريكة كمثال تأخذ فترة طويلة لاعتماد التأشيرة الدراسية للطالب ...مما يثر التساؤل هل سنتمكن من إنهاء كل هذه الإجراءات قبل انطلاق المرحلة الجديدة ؟؟ و جميعنا يعرف بأن الإجابة خلاف ذلك ... فهل ستضيع دماء العقول الشابة و النابغة إلى طريق النعثر ؟؟؟ و ما يثير السخرية أيضا تحدث الوزارة بصفة الماضي عنا في تصريحاتها الرسمية و كأننا قد تم ابتعاثنا و الانتهاء منا !!! و لكن الواقع يحكي خلاف ذلك ... و لكن المفاجأة كانت حاضرة !!فقد تم التأكد من طلاب موجودون سابقا بالبلاد المبتعث لها بأن هنالك طلاب تم ابتعاثهم من المرحلة الثانية !! كيف تم ذلك كانت الإجابة هي الواسطة !!! و ما يثير الرعب أيضا أن هنالك بعضا ممن يمتلكون فيتامين (و) قد تم اعتمادهم على القائمة و لكن من تحت الطاولة على الرغم من أنهم غير مرشحين مبدئيا من الأساس !!! فهل سنترك الواسطة تسير كالطاعون في جسد الوطن ؟؟؟ فكم هو مجال الابتعاث حساس و هام لأنه يركز دعائم هامة من دعائم الوطن فكيف يتم التلاعب فيه وسط صمت الجميع ؟؟؟ نحن لا نطالب بشئ مستحيل أو نعترض على حرية المسؤولين في ابتعاث من يريدون لكننا نطالب بحقوقنا التي تعطلت لمدة قاربت الخمس شهور و الأدهى و الأمر أننا عقول الوطن التي يعتمد عليها و بحاجة ماسة لها... فنحن أيا كان عددنا فقد تجاوزنا الآلاف ننتظر ما بين الماضي و المجهول و كم من الحزن و الأسف يتخللنا على هذا الحال ... خصوصا عندما ترى ضعفا إعلاميا كهذا الضعف : فالوزير يعلن عن البرنامج كبرنامج يتضمن ابتعاث 7500 شخص و قد تم ترشيحهم مبدئيا ثم يأتي وكيل الوزرة و المسؤول عن البعثات و يصرح بأن عدد المبتعثين 5000 !!! كيف ؟ و لماذا ؟ و .. ؟ كيف تتضارب تصريحات مسؤولين من نفس الوزارة !!! و ما يثير الحزن عى الحال أن الوزارة تدعي تطبيق نظام الحكومة الاليكترونية !!! أي حكومة تدعون ؟؟ فموقع الوزارة لم تتغير به كلمة واحدة لأكثر من 4 شهور !!! عطفا عن التعطلات المستمرة للموقع ... كما أنك لو أردت أن تستجمع قواك و تذهب لمقر الوزارة للاستفسار فستقابل بأنواع الإهانات و التهميش و ( التصريف ) و كأنك تشحذ منهم لتعرف مصيرك ... ما نريده هو إعلان القائمة النهائية حتى يتسنى لنا معرفة مصيرنا أو معرفة الأسباب التي تؤدي لتأخر إلى هذه الفترة فلا عيب إذا عمل المسؤول و المواطن يدا واحدة في مواجهة الأسباب و الحقائق لأن الوضع أصبح لا يسكت عليه أبدا فبرنامج المتميزين للابتعاث تم اطلاقه بعد برنامج خادم الحرمين الشريفين بشهور لكنه انتهى و تم ابتعاث الطلاب إلى بلدانهم و هم على صدد الخطوات الأخيرة من اكمال البرنامج تماما و ما يزال برنامج خادم الحرمين الشريفين معلقا ... فهل يرضيكم أن يضيع اسم مليكنا و قائدنا بين أغبرة الأدراج و تضيع بين ملفاته عقول نابغة كانت تنتظر لتعمل على بناء حضارة و نهضة شاملة للوطن ؟؟نرجوا منك أستاذي الكريم و بصوت 8000 عقل نابغ أن تسخر قلمك لقضيتنا في أقرب وقت عسى الله أن يبارك في سطورك و تنحل همومنا ... فالوطن يهمس و يستغيث بأن أبناءه الأبرار يضيعون فمن ينقذهم ؟؟؟
مقدمة أخوانك المتقدمون لبرنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث الخارجي - المرحلة الثانية -