مبتعث مجتهد Senior Member
اليابان
vh51 , ذكر. مبتعث مجتهد Senior Member. من السعودية
, مبتعث فى اليابان
, تخصصى <><>
, بجامعة <><>
- <><>, الريــاض
- السعودية
- Oct 2006
المزيدl January 11th, 2007, 10:40 AM
January 11th, 2007, 10:40 AM
كنت يوماً في حديث مع أحد الشباب عن قضايا التقنية والثورة المعلوماتية والصناعية، ففاجأني قائلاً: هل هذه العلوم الطبيعية والتقنية والصناعية (الدنيوية) واجبة، وهل تقرب من الله؟
وكأنه بهذه الأسئلة قد أعد إجابة مسبقة بأن هذه العلوم دنيوية، وتبعد عن الله والدار الآخرة.
إن هذه الطريقة في التعامل مع قضايا التقنية هي أكثر الأشياء علاقة بتخلفنا التقني، وهي أبرزها مسئوليةً تجاه ذلك، فثقافة حصر العلم والفقه في التخصصات الشرعية بفروعها ومسائلها الدقيقة هي أكثر شيء بعداً عن روح الإسلام الذي نزل أول ما نزل بكلمته الخالدة العظيمة (اقرأ)، اقرأ أيها الإنسان الغارق بالوحل الروحي والمادي إلى الأذقان لتصل إلى المستوى الذي يليق بخليفة الله الذي سيكل إليه –سبحانه وتعالى- عمارة هذه الأرض والقيام عليها وزرع جنباتها بالعطاء والقوة والصناعة والوعي والحب والإيمان. إن كلمة (اقرأ) تصدح بقوة لتعيد للعقل الإنساني اهتمامه بالعلم، فيا عجباً لهذا القرآن الذي نزلت أول كلمة فيه تقول: (اقرأ)، ويا عجباً للمسلمين الذين هم أبعد الناس اليوم عن القراءة العميقة، فكل الإحصائيات والدراسات والاستبيانات تؤكد بأن أكثر نسبة للأمية هي عند المسلمين، وأقل نسبة قراءة واطلاع هي عند هم أيضاً.
إن ثقافة التقليل من أهمية علوم الحياة، وعلوم المادة واعتبارها أجنبية عن روح الدين ومقاصده عملت دافعاً رهيباً لبعد المسلمين اليوم عن ركب الصناعة والتقنية والحضارة.
يقول الله عز وجل في كتابه العظيم: " ألم ترن أن الله أنزل من السماء ماءً فأخرجنا به ثمراتٍ مختلفاً ألوانها، ومن الجبال جدد بيض، وحمر مختلف ألوانها، وغرابيب سود. ومن الناس والدواب والأنعام مختلف ألوانه، كذلك إنما يخشى الله من عباده العلماء إن الله عزيز غفور". إن هذه الآيات العظيمة تكشف بكل وضوح وشفافية أن العلماء بالماء الذي أنزله الله من السماء، وبالثمرات وألوانها، وبالجبال وألوانها، وبالناس والدواب والأنعام واختلاف ألوان كل هؤلاء، إن العلماء بهذه يجدون فيها دافعاً للإيمان بالله وخشيته ومعرفة عزته وعظمته سبحانه وتعالى، فأين الذين لا يجدون في هذه العلوم مجالاً للتقرب إلى الله ومعرفة آياته؟ إن المتأمل في الآيات السابقة يجد فيها إشارة عميقة قوية إلى أغلب العلوم القديمة والحديثة ومباحثها من علوم الفلك والسماء، والجبال والأرض، والإنسان والناس، والأنعام والحيوان والثمرات والنبات، وكل ذلك أشبه ما يكون بـ(المادة الخام) لأكثر الصناعات التقنية، والأصل الأول لكل ذلك.
والمدهش بعد هذا الاهتمام الجلي من الإسلام بأشكال العلوم أن أكثر المجتمعات المعاصرة بعداً عن أجواء المنافسة الحضارية والتقنية والصناعية هي المجتمعات الإسلامية، ومما يبعث على خيبة الأمل أن هذه الأمة التي تملك تراثاً إسلامياً هائلاً يحتوي كل أدوات التحضر والقوة والمعرفة هي أبعد الأمم اليوم عن مستوى اللحوق بركب القطار المعاصر وثورته وثروته التي لا تنتظر أحداً، ولا ترحم أحداً. إن الدين الإسلامي جاء منحازاً لجانب المعرفة والعلم بكل أنواعه وأصنافه، ففي القرآن الكريم إشارات جليّة إلى الحث على طلب العلم والمعرفة والتأمل والتفكير والنظر والقراءة المدعومة باسم الله لتضمن هذه المعرفة والقراءة البعد عن الانحراف الأخلاقي والعلمي المادي الذي قد ينجرف إليه الإنسان بفعل أهوائه وأدوائه. ويبرز التساؤل الملح: لماذا كان المسلمون المعاصرون بهذا القدر من البعد عن قضايا التقنية والعلم ؟
ولماذا لم يلتقطوا هذا الخيط الباعث على الإبداع والعمل الصناعي والحضاري في كتاب ربهم وسنة نبيهم صلى الله عليه وسلم، مع قراءتهم للقرآن والحديث في كل المجالات العلمية والعملية من زراعة، وصناعة، وطب وعلوم الإنسان، وعلوم الحياة وغيرها؟ لا شك بأن ثمة خللاً كبيراً وشرخاً واسعاً في الابتعاد عن الهدي الرباني والعلم الإسلامي. لقد خلق الله الإنسان وجعل له كل ما في الأرض، " الذي جعل لكم ما في الأرض جميعاً "، واستعمره فيها، "هو أنشأكم من الأرض واستعمركم فيها"، وجعل هذا الإنسان بعقله وعلمه مسلطاً على هذا الشأن الأرضي بصناعتها وزراعتها ورعايتها وبعثها، وحثّ الإنسان على النظر إلى ملكوت الله وإلى أرضه ليكتشف فيها القوانين الإلهية في قيام الحضارات وانهيارها كأسباب رقيها وتمدنها، وجعل ذلك كله باعثاً له للعمل على سقي الحياة وبعثها ورعايتها بالروح والقوة والمادة، فالله أنزل القرآن والميزان للدين والدنيا، والحياة الأولى والآخرة، وكما أنزل الله آيات التشريع والأحكام أنزل آيات التفكير والنظر والاعتبار، بل وأنزل الحديد فيه بأس شديد ومنافع للناس في إشارة عظيمة إلى عمق انتفاع الناس بهذا الحديد الذي صنع الكثير من الأدوات والآلات والصناعات التقنية المعاصرة. فالعلم الذي يقرب إلى الله هو كل علم صالح نافع يقوم على عمارة الدنيا وسياستها وإقامة الدين بها ، أو كما يقول الإمام الماوردي: ما أدى الفرض وعمر الأرض.
سواء كان هذا العلم فقهاً أو أصولاً، أو طباً أو صناعة أو تجارة أو حرفة أو علماً آلياً أو تقنياً أو معرفياً أو فكرياً أو ثقافياً عاماً .. فكلها علوم تفيد الإنسان وتساهم في نمائه وقوة معرفته وتسانده في عمارة الأرض وخلافتها على الوجه الذي أراده الله وأمر به.
وإننا إزاء هذه المفاهيم الإسلامية التي تدفع إلى العمل التقني والصناعي والآلي المعاصر نطالب بإنشاء الوعي الإسلامي أولاً بضرورة التقنية وبضرورة دعم الإبداع التقني والمعرفي روحياً بالثناء والإطراء، ومادياً بالجوائز والمحفزات، وعملياً بالتطوير والرعاية وإحضار المستلزمات، وبكل أشكال الدعم والاهتمام، ونطالب بإنشاء عمل مؤسسي وإداري جاد لحمل هذه الجذوات الإبداعية والثمرات الجديدة اليانعة من أشتات العالم الإسلامي على المواصلة والعطاء وتحفيز كل القدرات والطاقات لمزيد من الإبداع والاختراع.
ونطالب بتقديم دور ومراكز للإبداع التقني ومراكز للبحث والمعرفة وأخرى للدراسات العلمية والثقافية والإستراتيجية والسياسية والحضارية وغيرها؛ لأجل أن نكون يداً فعلية في محاربة التخلف التقني والعلمي والصناعي والمعرفي الذي يهدد مجتمعات العالم الإسلامي بكل أشكاله وألوانه.
ونطالب بتنظيم الأحكام الصارمة في حماية الإبداع الفكري والعلمي وحفظ حقوق الملكية، وتسهيل الحصول على براءات الاختراع للمبدعين والتنافس في تقديم العون والخدمات لهم.
وإن تهيئة الجو الثقافي والمعرفي والسياسي وإتاحة مزيد من الحرية والشفافية يعمل على اقترابٍ حقيقي من الفكر التقني والتعامل مع أجوائه والمساعدة على تحويل المجتمع الإسلامي من الاستهلاك والشراء إلى الإنتاج والبيع والتصدير، وعسى الله أن يأتي بالفتح المعرفي والتقني والحضاري الذي يجعل المسلمين أكثر تواصلاً مع مفاهيم الإسلام، وأكثر تواصلاً مع آليات التقنية المعاصرة وأشكال الصناعات الحديثة. salman@islamtoday.net منقــــــــــــــــــــــــــول
مشكووووووووووووور على الموضوع الجدير بالاهتمام و المناقشة
نحن أمه أكرمها الله تعالى بالكثير من الموارد و الثروات فلماذا نكون في ذيل الأمم؟
و شعب امتن الله عليه بالوفرة الاقتصادية
"فليعبدوا رب هذا البيت. الذي أطعمهم من جوع و آمنهم من خوف"
و أعظم العبادة الشكر لمن أطعمنا من جوع و لم يحوجنا ماديا للخلق
و أعظم شكر للنعم المادية استغلالها بما يفيد الأمة و يجعلها على رأس الأمم لتكون جديرة بنشر تعاليم دين الفطرة الصافية النقية .
و لننظر إلى الصين و الهند و تفوقها التقني فمعظم موظفي وكالة الفضاء الأمريكية و شركات الكمبيوتر الكبرى هم من الهنود, بماذا يتفوق علينا هؤلاء البوذيين ؟ (مع احترامي لكل انسان )
لديهم عقول مبدعة؟؟ و لدينا كذلك
لديهم عقيدة؟؟ و لدينا عقيدة أقوى و أنقى
لديهم مادة؟؟ و نحن لا تنقصنا المادة
يجب أن نعلم بأننا نعاني من أزمات دينية و علمية و ثقافية وفكرية ترسبت منذ قرون
بعدتلك الأيام التي كنا فيها مقدمة الأمم و كانت أوروبا في مجاهل الجهل و الضياع
فليعي كل مسلم أن التمسك بالعقيدة لا يتعارض مع السعي لتحقيق أعلى المراتب علميا و فكريا لنكون جديرين بنشر ديننا و اقناع الآخرين بروعة هذا الدين.
و الفهم الخاطيء للعقيدة لا يقف عند قتل الأرواح بل يتجاوزه لقتل الطموح و الابداع و هذه أكبر الإساءات للدين.
ESPRIT January 11th, 2007, 11:23 AM
7 " موضوع جميل ... ويضرب على الوتر ..
يسلموووو مازن على النقل المتميز ...
Ghost Rider January 11th, 2007, 12:37 PM
7 " موضوع حساس جداً... وللاسف اننا شعوب اتكالية ,, لا تنتج بل فقط تستورد..!!
... لدينا العقول النيرة .. ولدينا الشباب الطموح الذي ينتظر من يوجهه في الاتجاه الصحيح فقط لا يكتفي بتحبيطه..!!
وننتظر اتاحة البيئة والوسائل المعينة على الابداع...
.
.
.
,,, اتمنى من الله ان يفتح على امتنا ويرينا نصراً عاجلاً على اعداءها في جميع المجالات...
...اشكرك اخي على الموضوع الرائع من اعماق قلبي .. ودمت حريصاً على رفعت امتنا...
mobsahi January 12th, 2007, 12:06 AM
7 " جزاك الله خير على هذه المقالة الثرية بروافد الإسلام الغنية بالعلم و المعرفة و التقدم
MR.X January 17th, 2007, 11:23 PM
7 " والشكر (ولو متأخراً) خير من ألا يأتي لأهله ,, فالجميع أهل للتقدير والعرفان ,, لتعليقاتهم الرائعة ,,
vh51 January 29th, 2007, 12:17 PM
7 " أنا آسف أخوي يا مازن إذا حصل عندي تشابه في (الإبداع) بينك و بين أخوي أسامه ...
يعطيك العافية و مشكور من جديد ...
superflash February 3rd, 2007, 11:42 PM
7 "
January 11th, 2007, 10:40 AM
كنت يوماً في حديث مع أحد الشباب عن قضايا التقنية والثورة المعلوماتية والصناعية، ففاجأني قائلاً: هل هذه العلوم الطبيعية والتقنية والصناعية (الدنيوية) واجبة، وهل تقرب من الله؟وكأنه بهذه الأسئلة قد أعد إجابة مسبقة بأن هذه العلوم دنيوية، وتبعد عن الله والدار الآخرة.
إن هذه الطريقة في التعامل مع قضايا التقنية هي أكثر الأشياء علاقة بتخلفنا التقني، وهي أبرزها مسئوليةً تجاه ذلك، فثقافة حصر العلم والفقه في التخصصات الشرعية بفروعها ومسائلها الدقيقة هي أكثر شيء بعداً عن روح الإسلام الذي نزل أول ما نزل بكلمته الخالدة العظيمة (اقرأ)، اقرأ أيها الإنسان الغارق بالوحل الروحي والمادي إلى الأذقان لتصل إلى المستوى الذي يليق بخليفة الله الذي سيكل إليه –سبحانه وتعالى- عمارة هذه الأرض والقيام عليها وزرع جنباتها بالعطاء والقوة والصناعة والوعي والحب والإيمان.
إن كلمة (اقرأ) تصدح بقوة لتعيد للعقل الإنساني اهتمامه بالعلم، فيا عجباً لهذا القرآن الذي نزلت أول كلمة فيه تقول: (اقرأ)، ويا عجباً للمسلمين الذين هم أبعد الناس اليوم عن القراءة العميقة، فكل الإحصائيات والدراسات والاستبيانات تؤكد بأن أكثر نسبة للأمية هي عند المسلمين، وأقل نسبة قراءة واطلاع هي عند هم أيضاً.
إن ثقافة التقليل من أهمية علوم الحياة، وعلوم المادة واعتبارها أجنبية عن روح الدين ومقاصده عملت دافعاً رهيباً لبعد المسلمين اليوم عن ركب الصناعة والتقنية والحضارة.
يقول الله عز وجل في كتابه العظيم: " ألم ترن أن الله أنزل من السماء ماءً فأخرجنا به ثمراتٍ مختلفاً ألوانها، ومن الجبال جدد بيض، وحمر مختلف ألوانها، وغرابيب سود. ومن الناس والدواب والأنعام مختلف ألوانه، كذلك إنما يخشى الله من عباده العلماء إن الله عزيز غفور".
إن هذه الآيات العظيمة تكشف بكل وضوح وشفافية أن العلماء بالماء الذي أنزله الله من السماء، وبالثمرات وألوانها، وبالجبال وألوانها، وبالناس والدواب والأنعام واختلاف ألوان كل هؤلاء، إن العلماء بهذه يجدون فيها دافعاً للإيمان بالله وخشيته ومعرفة عزته وعظمته سبحانه وتعالى، فأين الذين لا يجدون في هذه العلوم مجالاً للتقرب إلى الله ومعرفة آياته؟ إن المتأمل في الآيات السابقة يجد فيها إشارة عميقة قوية إلى أغلب العلوم القديمة والحديثة ومباحثها من علوم الفلك والسماء، والجبال والأرض، والإنسان والناس، والأنعام والحيوان والثمرات والنبات، وكل ذلك أشبه ما يكون بـ(المادة الخام) لأكثر الصناعات التقنية، والأصل الأول لكل ذلك.
والمدهش بعد هذا الاهتمام الجلي من الإسلام بأشكال العلوم أن أكثر المجتمعات المعاصرة بعداً عن أجواء المنافسة الحضارية والتقنية والصناعية هي المجتمعات الإسلامية، ومما يبعث على خيبة الأمل أن هذه الأمة التي تملك تراثاً إسلامياً هائلاً يحتوي كل أدوات التحضر والقوة والمعرفة هي أبعد الأمم اليوم عن مستوى اللحوق بركب القطار المعاصر وثورته وثروته التي لا تنتظر أحداً، ولا ترحم أحداً.
إن الدين الإسلامي جاء منحازاً لجانب المعرفة والعلم بكل أنواعه وأصنافه، ففي القرآن الكريم إشارات جليّة إلى الحث على طلب العلم والمعرفة والتأمل والتفكير والنظر والقراءة المدعومة باسم الله لتضمن هذه المعرفة والقراءة البعد عن الانحراف الأخلاقي والعلمي المادي الذي قد ينجرف إليه الإنسان بفعل أهوائه وأدوائه.
ويبرز التساؤل الملح: لماذا كان المسلمون المعاصرون بهذا القدر من البعد عن قضايا التقنية والعلم ؟
ولماذا لم يلتقطوا هذا الخيط الباعث على الإبداع والعمل الصناعي والحضاري في كتاب ربهم وسنة نبيهم صلى الله عليه وسلم، مع قراءتهم للقرآن والحديث في كل المجالات العلمية والعملية من زراعة، وصناعة، وطب وعلوم الإنسان، وعلوم الحياة وغيرها؟
لا شك بأن ثمة خللاً كبيراً وشرخاً واسعاً في الابتعاد عن الهدي الرباني والعلم الإسلامي.
لقد خلق الله الإنسان وجعل له كل ما في الأرض، " الذي جعل لكم ما في الأرض جميعاً "، واستعمره فيها، "هو أنشأكم من الأرض واستعمركم فيها"، وجعل هذا الإنسان بعقله وعلمه مسلطاً على هذا الشأن الأرضي بصناعتها وزراعتها ورعايتها وبعثها، وحثّ الإنسان على النظر إلى ملكوت الله وإلى أرضه ليكتشف فيها القوانين الإلهية في قيام الحضارات وانهيارها كأسباب رقيها وتمدنها، وجعل ذلك كله باعثاً له للعمل على سقي الحياة وبعثها ورعايتها بالروح والقوة والمادة، فالله أنزل القرآن والميزان للدين والدنيا، والحياة الأولى والآخرة، وكما أنزل الله آيات التشريع والأحكام أنزل آيات التفكير والنظر والاعتبار، بل وأنزل الحديد فيه بأس شديد ومنافع للناس في إشارة عظيمة إلى عمق انتفاع الناس بهذا الحديد الذي صنع الكثير من الأدوات والآلات والصناعات التقنية المعاصرة.
فالعلم الذي يقرب إلى الله هو كل علم صالح نافع يقوم على عمارة الدنيا وسياستها وإقامة الدين بها ، أو كما يقول الإمام الماوردي: ما أدى الفرض وعمر الأرض.
سواء كان هذا العلم فقهاً أو أصولاً، أو طباً أو صناعة أو تجارة أو حرفة أو علماً آلياً أو تقنياً أو معرفياً أو فكرياً أو ثقافياً عاماً .. فكلها علوم تفيد الإنسان وتساهم في نمائه وقوة معرفته وتسانده في عمارة الأرض وخلافتها على الوجه الذي أراده الله وأمر به.
وإننا إزاء هذه المفاهيم الإسلامية التي تدفع إلى العمل التقني والصناعي والآلي المعاصر نطالب بإنشاء الوعي الإسلامي أولاً بضرورة التقنية وبضرورة دعم الإبداع التقني والمعرفي روحياً بالثناء والإطراء، ومادياً بالجوائز والمحفزات، وعملياً بالتطوير والرعاية وإحضار المستلزمات، وبكل أشكال الدعم والاهتمام، ونطالب بإنشاء عمل مؤسسي وإداري جاد لحمل هذه الجذوات الإبداعية والثمرات الجديدة اليانعة من أشتات العالم الإسلامي على المواصلة والعطاء وتحفيز كل القدرات والطاقات لمزيد من الإبداع والاختراع.
ونطالب بتقديم دور ومراكز للإبداع التقني ومراكز للبحث والمعرفة وأخرى للدراسات العلمية والثقافية والإستراتيجية والسياسية والحضارية وغيرها؛ لأجل أن نكون يداً فعلية في محاربة التخلف التقني والعلمي والصناعي والمعرفي الذي يهدد مجتمعات العالم الإسلامي بكل أشكاله وألوانه.
ونطالب بتنظيم الأحكام الصارمة في حماية الإبداع الفكري والعلمي وحفظ حقوق الملكية، وتسهيل الحصول على براءات الاختراع للمبدعين والتنافس في تقديم العون والخدمات لهم.
وإن تهيئة الجو الثقافي والمعرفي والسياسي وإتاحة مزيد من الحرية والشفافية يعمل على اقترابٍ حقيقي من الفكر التقني والتعامل مع أجوائه والمساعدة على تحويل المجتمع الإسلامي من الاستهلاك والشراء إلى الإنتاج والبيع والتصدير، وعسى الله أن يأتي بالفتح المعرفي والتقني والحضاري الذي يجعل المسلمين أكثر تواصلاً مع مفاهيم الإسلام، وأكثر تواصلاً مع آليات التقنية المعاصرة وأشكال الصناعات الحديثة.
salman@islamtoday.net