الفصل 4
لما تقدم سميث من السيارة وأصبح خلفها مباشرة.
رأى الرجل الأسود وهو يسحب شيءً من داخل بابٍ صغير يتبع الباب الضخم مباشرة ثم فتح الباب لدخل منه بعد ذلك, لحقه سميث ووجد الباب مغلقاً بحث عن شيءٍ هنا, وبعد جهد وجده إنه أشبه بحبل صغير مدلى إلى الخارج منبعث من الداخل, سحبه ببطء ليفتح الباب الصغير أمامه دخل سميث خلف الأسود, وبحذرٍ شديد يخشى أن يحدث أدنى صوت فينتبه الأسود لوجوده, بدا الباب صغيراً يتبعه طريقٌ مؤدي إلى الأسفل عبر درجاتٍ صغيرة ونفق ضيق بالكاد كان يستطيع سميث الوقوف فيه.
تقدم سميث رغم أنه لم يعد يرى ذلك الأسود, شعر برهبة المكان وكلما تقدم ازداد الظلام, وطأت قدما جون شيءً ما كان مرتفعاً عن مستوى الدرج الذي كان ينزل منه تنبه سميث بسرعة لما يمكن أن يكون, رجع بضع خطوات واستعد للمواجهة وأنصت بعمق عله أن يسمع شيءً, ولكن كان كل شيءٍ ساكناً حوله, تقدم ليرى ما ذلك الشيء, نزل إلى الأرض وتلمس المرتفع وبدا له قطعة من الإسمنت متجمدة متصلة بالدرج, ليس غير ذلك, اطمأن سميث لذلك, ثم تقدم قليلاً حتى وصل إلى الأسفل وإذا بالمكان مظلم تماماً في الداخل لم يعد يرى سميث شيءً, تقدم قليلاً, ثم سمع صوتاً قوياً من خلفه, تحرك سميث مسرعاً من مكانه لتفادي ما يمكن أن يكون إلى الجهة الأخرى وإذا به يشعر بوجود شخصٍ خلفه يريد ضربه على ما يبدوا ارتعد سميث حاول أن يلتقط أنفاسه, اقترب منه الأسود بسرعة لم يتوقعها سميث لأنه لا يعرف مكانه بالتحديد, جاءت ضربة عنيفة سقطت على رأسه لتسقط سميث على الفور وهو يحس بدوار شديد وألم فضيع, جاهد سميث الألم بقوة وتدارك الموقف وأخذ يتدحرج على الأرض بسرعة تجاه ذلك النور الذي أتى منه ولكنه سرعان ما اصطدم بحاجز: تباً ما هذا؟
رفع الأسود ما بيده لضرب سميث تحت قدميه الضربة الأخيرة, سمع سميث صوت الأسود وعلم أنه اصطدم به, فجمع كلتا يديه ثم ضرب الأسود في إحدى ساقيه بقوة, ثم تحامل على نفسه وقام سميث مسرعا ويده مرتفعة إلى الأعلى, وجاءت ضربه من يد سميث اليسرى على فك الأسود, ويبدو أن سميث قد ضرب شخصاً مقنعاً لأنه كان يخفي وجهه داخل قناع قماشي كثيف.
مد الأسود يديه إلى سميث فوراً فتحسس ما أمسك ثم أمسك وبسرعة رقبة سميث, وسميث يحاول الدفاع ولكن الأسود أحكم القبضة, أخرج الأسود سلاحه, ووضعه على رأس سميث, ثم أطلق النار, وبعدها مباشرة أطلق مرة أخرى, شعر سميث بالدوار مجدداً, وبموجاتِ ألم تعتصر رأسه انتبه لتوه إنها لم تكن على جسده بل في مكان آخر, سقط هذا الرجل المعتوه وهو يصرخ عند قدمي سميث صرخ سميث: "من هنا؟"
"سيدي أنا نصير"
"أهلاً بك الحمد لله أنك هنا, جئت في وقتك"
"تبعتك سيدي حتى هنا, ثم دخلت من بعدك كما أمرتني أن أتابعك"
"ممتاز جداً"
قال نصير سائق سميث: "ماذا نعمل بهذا؟ أم تريد الخروج من هنا؟"
"لا, أريد أن أعرف ما الذي يدور هنا؟"
"حسناً وهذا الرجل؟"
"جرده من أمتعته ثم اسحبه معنا إلى ذلك النور"
أجاب السائق: "حسناًُ"
تقدم سميث ونصير ومعهما الرجل المقيد إلى بقعة النور تلك وقد أصيب الأسود في فخذه وكتفه, فلما وصلوا ألتفت سميث إلى ذلك الأسود المأسور ليعرف حقيقة أمره, وفي يد سميث بندقية أخذها من يد الأسود في الظلام.
فلما التفت سميث تفاجأ أن هذا الرجل لم يكن هو الأسود نفسه, بل كان شخصاً مختلفاً!!.
أصيب بالذعر. ثمة أحد آخر هُنا!!
رفع سميث المسدس نحو الرجل وقال بكل حزم: "أين ذلك الأسود المعتوه, وإن لم تجب أطلقت النار على رأسك وواصلت البحث هنا!!"
أصيب الأسير بالرعب مما سمع للتو: فأجاب مسرعاً: "حسناً سأجيب"
"بسرعة ليس لدي وقت" نظر سميث إلى ساعته إنها التاسعة تماماً لم يبقى سوى ساعة واحدة فقط على الوقت الذي حدده الأسود رغم أن سميث لا يعلم حقيقة ما سيفعله هذا الأسود.
أجاب هذا الأسير وهو يرتجف: "الأسود ليس هنا!!"
صرخ سميث: "كاذب رأيته للتو يدخل من الباب العلوي"
أجاب الأسير: "هذا أنا وليس الأسود"
" كيف ذلك؟ وأين الأسود؟"
"عندما انعطفتما من المنعطف الخامس بعد شارع s كلينتون الذي تحركتما منه, توقف الأسود بسيارته هناك وانطلقت أنا بسيارة مشابهة تماماً فأوهمناك أنها واحدة حتى سقناك إلى هنا"
صُدم سميث لما سمعه للتو, لأنه شاهد السيارة تسرع على غير المعتاد فتفاجأ من ذلك وبدا له هذا التحليل منطقياً, إلا أنه أصيب بخوفٍ شديد لا يعلم أين يتجه ذلك الأسود, التفت إلى الأسير وسأله: "أين يتجه الأسود؟"
"لا أعلم حقيقة توجهه!, الذي أعرفه هو ما قلت لك فقط"
تقدم سميث نحو الأسير ووضع السلاح على رأسه وقال له: "إن لم تجب عن سؤالي الآن قتلتك!"
بدا الأسير غير مكترثٍ تماماً وبدا عليه ترجيح التضحية في سبيل أن يسكت, قال سميث إذاً سنبحث في المكان عن أي شيء يدلنا.
ذعر هذا الأسير مرة أخرى وقال: "لن تجد شيءً هنا ومن تبحث عنه اتجه بذلك الاتجاه وليس من أحد هنا"
تقدم سميث نحو هذا الأسير, ثم مد يده خلف رقبة الأسير وضغط بقوة نحو الأسفل حتى أغمي عليه, فاتفق سميث وسائقه أن يغلقا الباب على هذا الرجل, حتى لا يخرج.
فخرجا وأغلقا الباب خلفهما ثم أسقط مزلاج الغرفة من الخارج, وتوجها نحو المنزل الضخم بعد أن صعدا درجاً قابلهما في الطريق يقود للأعلى.
بدا لهما القصر خالياً تماماً, لم يسمعا أي صوت أو حركة, على رحابة الساحة الملحقة بذلك القصر, توجها نحو الباب الرئيسي ودخلا بسرعة وعندما وصلا تفقدا المكان حولهما, ثم وضع سميث يديه على الباب وفتحه بقوة, استطلع سميث القصر من الداخل قبل أن يدخل ولم يجد شيءً يبعث على القلق, دخل سميث وسائقه إلى داخل القصر والذي كان ضخماً للغاية فتوجه سميث لمجلس الضيافة, ثم لحقه السائق وهما على حذر شديد, التفت سميث نحو المكان ولف نظره عله يرى شيءً, ولكن لا شيء يدعو للاهتمام, تقدم سميث إلى الغرفة التي تليها ثم تقدم أكثر, فلما التفت من حوله لم يجد السائق نصير ارتعد سميث ورجع ليرى أين سائقه, سمع أصواتاً تأتي من الغرفة الرئيسية ولكن يبدوا أنها كانت مكتومة فلما التفت فإذا بمنظر ريب أمام ناظريه إنه شخص مقنع يحكم قبضته على نصير ويحاول أن يحبس أنفاسه على ما يبدو, رفع سميث مسدسه بسرعة ومن دون تفكير أطلق النار على المقنع.
لكنها لم تصبه, فتنبه المقنع من فوره وأخرج سلاحه ووجهه إلى السائق كي يهدد سميث وفي هذا الأثناء أطلق سميث الطلقة الثانية, فأصابت المقنع في رأسه مباشرة, كما أن المقنع أطلق طلقة من مسدسه ولو أن السائق ما انخفض لأصابته ولكن بحمد الله تجاوزته من الأعلى.
ركض سميث نحو نصير وسأله إن كان بخير, رد السائق: "نعم بخير سيدي والحمد لله"
أراد سميث أن يتأكد من هوية هذا المقتول, وإذا به شخصٌ آخر غير ذلك الأسود أيضاً.
التفت السائق إلى سميث وقال: "سيدي رأيت هذا الأرعن يخرج من فتحة صغيرة تحت ذلك القماش, اتجه سميث مع السائق إليها.
إنها فتحه مستطيله في أسفل الجدار مغطاة بقماش حريري جميل ملتف حول المكان بأكمله لإخفاء تلك الفتحة.
رفع سميث القماش, ورأى الفتحة التي قال عنها السائق مد سميث يده ليرى كيف تفتح الفتحة وإذا ببابها الصغير يفتح من الجهتين مربوط من أعلى الفتحة على الجدار من فوق, يبدو أنك لا تستطيع دخولها إلا إذا كنت مستلقياً على بطنك, استلقى سميث وحاول الدخول نحو هذا النفق الصغير, حتى دخل منه نحو الداخل وكان سلاحه في يده, وجد صعوبة حتى وصل نهايته, لما وصل رأس سميث لنهاية الجسر الصغير وقبل أن يصل بأكمله إلى الداخل ارتعد وشم رائحة دماء قوية تعج بالمكان ذهل سميث مما يرى أمامه, إنها ليزا موترا مقيدة ومغمى عليها كما يبدو وهي ملطخة بالدماء, التفت سميث حوله لم يجد في تلك الغرفة مدخل غير هذا الذي دخل منه أكمل مسيره إلى الداخل واتجه نحو ليزا وفك قيودها والسائق لا يزال في الخارج, يبعث رسائل صوتية عبر النفق الصغير إلى سميث حتى يخبره أنه بخير, فك سميث قيود ليزا ودفع بها نحو السائق من النفق الصغير, استقبلها السائق وسحبها بقوة,ثم تبعها سميث ليخرج هو الآخر.
لما خرج سميث قال للسائق: "هيا بنا لنخرج من هنا بسرعة".
خرج سميث ونصير من ذلك القصر الكبير ومعهم ليزا يحملها السائق إلى باب القصر الخارجي, فتحه سميث بقوة, وخرج ولحقه السائق ثم أغلق سميث الباب من خلفه متجهين إلى سيارتهم, ركب سميث السيارة ولحقه السائق, انطلقا مبتعدين عن القصر.
قال سميث: "انطلق للطريق الخامس المتجه شمالاً القريب من هنا"
نظر سميث إلى ليزا وحاول إسعافها بما لديه من إسعافات أوليه في سيارته وضمد جراحها, ثم رشها بالماء بعد أن أسقاها عصيراً بارداً من ثلاجة السيارة.
فتحت ليزا عينيها ببطء شعرت بالخوف فجأة, ثم لاحت أمامها صورة ودودة لطالما رأتها بسعادة, فتحت عينيها لتتأكد نعم إنه السيد جون سميث.
تكلمت بسرعة: "سميث أين المفتاح؟"
"أخذه مني أحدهم"
" سميث زوجي في خطر, لا بد أن نلحق به"
سأل سميث: "وأين زوجكِ الآن؟"
"إنه في مكتبه الخاص في:برج سيرزشيكاغو ورجلٌ أسودٌ معتوه متجه إليه الآن لا شك في ذلك!!"
أخذ يفكر سميث قليلاً ثم سأل: "قصر من هذا؟"
"لا أعلم إنما أتيت هنا رغماً عني, وقد أخبرتهم أن المفتاح معك من شدة ما وجدت من التعذيب"
نظر سميث إلى ساعته: 9:11 م
قالت ليزا: "سميث ناولني الهاتف"
فأعطاها: فاتصلت بزوجها إلا أن هاتفه كان مقفلاً وكررت المحاولة ولكن لا جدوى تواجهها نفس النتيجة.
فاتصلت مباشرة بصديق لها مديراً في السي آي أيه ويحتل مكاناً كبيراً, لتخبره بما حل بها وما سيحل بزوجها.
بيتر سامواه زوج ليزا موترا إنه مدير السي آي أيه في المنطقة كلها وهي أكبر منظمة مخابرات في الولايات المتحدة الأمريكية.
فارس الحرمين April 7th, 2010, 03:19 AM
April 7th, 2010, 03:08 AM
[ شيكاغو ]
[ "والجَرِيمَةُ البَيْضَاءْ" ]
شبكة شواطئ الإسلامية
( شيكاغو والجريمة البيضاء )