،
فتاة عمياء
للرسام الإنجليزي جون ايفرت ميليه
رسمت عام 1856
::::::::::::
أنا عميـــاء ولكــــــنني أبــــــصر
أنا صمــــاء ولكـــــــنني أسمع
هل تعرف من قائل هذه العبارة ؟
إنها السيدة هيلين كيلر التي استطاعت أن تبرهن أن الإنسان يستطيع تحقيق المعجزات في كل زمان ومكان طالما لديه الإرادة القوية.
ولدت في عام 1880 وبدأت تتكلم قبل أن تكمل سنتين ولكنها أصيبت بحمى قرمزية و يا للمفأجأة القاسية ، لقد فقدت البصر والسمع والنطق مرة واحدة ،
أرسل والدها إلي مدير معهد العميان بأمريكا يطلب مشـــورته ، فأرسل له المربية العجيبة ( آن ) التي نشأت هي الأخرى كفيفة وتعلمت العلم واللغة والأخلاق وعندما بلغت الرابعة عشر من عمرها وبعد العملية التاسعة استطاعت أن تبصر ،
لم يجد مدير المعهد أفضل منها ليرسلها إلي هيلين ، فقد قال لها : لقد مضى الوقت الذي كنت فيه تلميذة ، اذهبي إلي العالم الواسع لتخدمي الآخرين.
كانت ( آن ) ذات إرادة حديدية ، لم يرضها معاملة الأم لإبنتها وحنانها الزائد لأنها كانت تؤمن أن الإنسان مهما كان لديه من عاهات يستطيع أن يتعلم ويصبح إنسانا عاديا.
حاولت ( آن ) تعليم هيلين اللغة ولكنها تمردت عليها وأصابتها يوما وكسرت أسنان معلمتها ولكن ( آن ) كانت صارمة ولم تيأس وكانت المعجزة
أن هيلين بدأت تنطق بعض الكلمات وتعلمت القراءة والكتابة بطريقة برايل وأكملت تعليمها وتفوقت وأكملت دراستها في القانون وحصلت على الدكتوراة من اسكتلندا في الأدب الإنساني وتزوجت وألفت كتب وألقت محاضرات وسافرت إلي كل أرجاء العالم تدافع عن قضية المكفوفين.
وفي كتابها( قصة حياتي ) تقول ليس صحيحا أن حياتي برغم ما فيها كانت تعسة ، إن لكل شئ جماله حتى الظلام والصمت ،
فقد تعلمت أن أكون راضية وسعيدة في أي ظرف يمر بي ،
أن قلبي مازال عامرا بالعواطف الحارة لكل إنسان ولساني لن ينطق بكلمات مريرة أبدا ، أن هناك سعادة في نسيان الذات ، لذلك تشاهدونني أحاول أن أجعل الإبتسامة في عيون الآخرين هوايتي.
( أن العمى ليس بشئ والصمم ليس بشئ ، فكلنا عمي وصم عن معجزات الإله العظيم )
هل تصدق أنها مارست ركوب الخيل والسباحة والتجديف......
و زارت أكثر من خمسة وعشرين دولة لتحسين حال المكفوفين حتى أنها وصلت للهند
وقطعت أربعين ألف ميل ، وهي سنها خمسة وسبعين سنة لتحمل الأمل والخير لكل المكفوفين
و زارت مصر عام 1952 وقابلت الدكتور طه حسين وقال لها الصحفي الكبير كمال الملاخ
: ماذا تتمني أن تشاهدي لو قدر لك أن تبصري ثلاثة أيام ؟
فأجابته: أني أتمنى أن أرى هؤلاء الناس الذين عطفوا علي بحنانهم وجعلوا لحياتي قيمة وأشكرهم من أعماقي.
وعندما اشتعلت نيران الحرب العالمية ، قامت بزيارة الجرحى والمصابين و عندما تعجب الناس ، قالت لهم أني أستطيع أن أتنقل وأنا عمياء وصماء وأنا سعيدة لأني أستطيع أن أقرأ أعمال الله التي كتبها بحروف بارزة لي فدائما عجائبه ومحبته تشملني.
لقد استطاعت هيلين كيلر إقناع الأمم المتحدة بتأليف لجنة لوضع حروف دولية بطريقة برايل يقرأها المكفوفون جميعا وترجمت كتبها إلي 50 لغة.
أن هذه السيدة العظيمة تبكت كل إنسان يتذمر على الحياة و عنده كثير من نعم الله العديدة ، كما إنها تدعو كل إنسان يائس يشعر أن الحياة قست عليه ،
تدعوه ألا ييأس بل يسعد بحياته ويحاول اسعاد الآخرين
، حَياة May 27th, 2012, 06:10 PM
7 "
،
أمـا مـللتَ مـن الأسفارِ.. ما هدأت ... إلا وألـقـتك فـي وعـثاءِ أسـفار؟
أمـا تَـعِبتَ من الأعداءِ.. مَا برحوا ... يـحـاورونكَ بـالـكبريتِ والـنارِ
والصحبُ؟ أين رفاقُ العمرِ؟ هل بقِيَتْ ... ســوى ثُـمـالةِ أيـامٍ.. وتـذكارِ
بلى! اكتفيتُ وأضناني السرى! وشكا ... قـلبي الـعناءَ!ولكن تلك أقداري
***
أيـا رفـيقةَ دربـي! لو لديّ سوى .... عـمري لقلتُ: فدى عينيكِ أعماري
أحـبـبتني.. وشـبابي فـي فـتوّتهِ ... ومـا تـغيّرتِ والأوجـاعُ سُمّاري
مـنحتني مـن كـنوز الحُبّ. أَنفَسها ... وكـنتُ لـولا نـداكِ الجائعَ العاري
مـاذا أقـولُ؟ وددتُ الـبحرَ قـافيتي ... والـغيم مـحبرتي.. والأفقَ أشعاري
إنْ سـاءلوكِ فـقولي: كـان يعشقني ... بـكلِّ مـا فـيهِ من عُنفٍ.. وإصرار
وكـان يـأوي إلـى قـلبي.. ويسكنه ... وكـان يـحمل فـي أضـلاعهِ داري
وإنْ مـضيتُ.. فـقولي: لم يكن بَطَلاً ... لـكـنه لــم يـقبّل جـبهةَ الـعارِ
***
وأنـتِ!.. يـا بـنت فـجرٍ في تنفّسه ... مـا فـي الأنوثة.. من سحرٍ وأسرارِ
مـاذا تـريدين مـني؟! إنَّـني شَبَحٌ ... يـهيمُ مـا بـين أغـلالٍ. وأسـوارِ
هذي حديقة عمري في الغروب.. كما ... رأيـتِ... مرعى خريفٍ جائعٍ ضارِ
الـطيرُ هَـاجَرَ.. والأغـصانُ شاحبةٌ ... والـوردُ أطـرقَ يـبكي عـهد آذارِ
لا تـتبعيني! دعيني!.. واقرئي كتبي ... فـبـين أوراقِـهـا تـلقاكِ أخـباري
وإنْ مـضيتُ.. فـقولي: لم يكن بطلاً ... وكــان يـمزجُ أطـواراً بـأطوارِ
***
ويـا بـلاداً نـذرت العمر.. زَهرتَه ... لعزّها!... دُمتِ!... إني حان إبحاري
تـركتُ بـين رمـال الـبيد أغنيتي ... وعـند شـاطئكِ المسحورِ.
أسماري
إن سـاءلوكِ فـقولي: لـم أبعْ قلمي ... ولـم أدنّـس بـسوق الزيف أفكاري
وإن مـضيتُ.. فـقولي: لم يكن بَطَلاً ... وكـان طـفليومحبوبيوقيثاري
***
يـا عـالم الـغيبِ! ذنبي أنتَ تعرفُه ... وأنـت تـعلمُ إعـلاني.. وإسـراري
وأنــتَ أدرى بـإيمانٍ مـننتَ بـه ... عـلي مـا خـدشته كـل أوزاري
أحـببتُ لقياكَ حسن الظن يشفع لي ... أيـرتُـجَى الـعفو إلاّ عـند غـفَّارِ؟
،