September 8th, 2013, 08:10 PM
1- إن مطلق العبودية لله تعالى.. لهي مطلق الحرية للعبد.
2- لولا "الإسلام".. لتأخرنا، وتأخرت لغتنا أكثر من ذلك.
3- الزم السماحة والوسطية والإيغال في الدين برفق.
4- العلم سؤال.
5- الجامعة أستاذ، والأستاذ الحق جامعة؛ وما تذكر جامعة على مر التاريخ إلا ويقال إن فيها فلانا وفلانا من الأساتذة، ولا يذكر أستاذ إلا ويقترن به اسم جامعته... أساتذ شق لنفسه في العلم مجرى تدفقت فيه ومنه مياه كثيرة...
6- من أعجب العجب في حياتنا العربية المعاصرة أن "مشكلة ما" قد تنشأ، وتظل تنمو وتتضخم، ثم لا يكون منا إلا نعايشها المعايشة الودودة؛ لأننا أهل "أُلفة" وأصحاب "عِشْرة"، وتسودنا في نهاية الأمر حالة مستتبة من "الطمأنينة، ومن "السكينة" يحسدنا عليهما غيرُنا من خلق الله...
7- ومن عجب أننا كثيرا ما نتجاهل الحقائق الماثلة بين ظهرانينا من كثرة إلفنا لها.
8- الأستاذ لا يستحق صفة "الأستاذية" إلا بما يخلف من تلاميذ...
9- مهما يبلغ الإنسان من العلم.. فيجب عليه ألا يفقد القدرة على "التلمذة".
10- سألت الدكتور عبد الراجحي يومًا: كيف يكون برِّي بك بعد موتك؟ قال: بالمذاكرة، والاجتهاد في العلم والعمل.
11- يجب أن ندرك أنه ليس أحد فريدا في بابه؛ بل هو حلقة في سلسلة طويلة مضيئة منذ اجتهادات الخليفة الأول رضي الله عنه إلى يومنا هذا.
12- أن تكون أستاذا.. يعني: أن تكون طالبا دائما للعلم؛ وإذ ذاك، يتحول لديك مقياس الزمن إلى مقياس واحد.. هو مقياس "الإنجاز" في طلب العلم.
13- لا طريق إلا طريق "العلم".. ولا علم إلا بإخلاص.
14- إننا الآن نعيش عصراً تتفجر فيه المعرفة، ويتلاصق الإنجاز العلمي في إيقاع سريع، وليس من حقنا أن ننجرف مع السيل، وليس من حقنا أيضاً أن نتخلف عن الركب؛ فالمعرفة العصرية لا تعرف السدود وإنما هي تقتحم علينا حياتنا من كل سبيل، مقصودة مرصودة، تتكالب عليها تيارات من كل مكان، تتغير وسائلها وأدواتها وتتوحد غاياتها. وهي تيارات تتوجه إلى شبابنا على وجه الخصوص، وما ينبغي لنا أن نواجهها بالخطبة البليغة، أو بالعبارة الرنانة، وإنما الأمر أمر علم، فهو أخطر طريق، وهو أصح طريق. وأول هذا الأمر أن نعرف ما نملك، وأن نقدمه للناس على ما ينبغي أن يكون التقديم...
15- ثمة حقيقة راسخة لا يجادل فيها أحد؛ هي أن العربية لغة طبيعية كغيرها من اللغات الطبيعية في العالم، لكنها في الوقت نفسه تكاد تمثل حالة «فريدة» لا يشركها فيها غيرها من اللغات؛ فهي اللغة المعاصرة الوحيدة التي اتصل تاريخها اتصالا كاملا دون انقطاع منذ وصلت إلينا نصوصها الأولى قبل ستة عشر قرنا من الزمان.
16- أود أن أؤكد أن ثمة مبدأين يجب أن يكونا أصلين في كل ما نصدره الآن وفيما يقبل من الزمان:
الأول: أنه لا تنمية، ولا تقدم، ولا تحقيق للذات دون تعليم صحيح.
الثاني: أنه لا تعليم صحيح في بلادنا دون تعليم حقيقي للغة العربية.
وهذان المبدآن «كليان» Universal ينطبقان على البشر جميعا، لا يرتكنان إلى شيء من العاطفة أو الانتماء القومي والثقافي، بل يستندان إلى نتائج ودراسات علمية تؤكد أن «المعرفة» لا تكون إلا إذا«سكنت» لغة أصحابها.
17- نحن في حاجة إلى «تغيير» جوهري في التعليم وليس إلى «إصلاحه» على ما يتنادى به الناس.
18- من معضلات الحياة العربية المعاصرة أننا حين نتصدى لقضية ما لا ندرسها درسا يشمل عناصرها في آن واحد، بل يغلب علينا بحث كل عنصر في صورة «منعزلة».
19- قد يكون من نافلة القول أن نؤكد أن مناهج التعليم إنما هي تطبيق لمواقف «نظرية»، بعضها يناقض بعضها الآخر مناقضة كاملة في أسسها الفلسفية، وأن النظريات تبقى «تجريدات» ما لم تتحول إلى واقع فعلي يمارسه الناس ممارسة حقيقية. وأن أفضل المناهج هي التي يستخلصها كل مجتمع بما يناسب خصائصه الثقافية والتاريخية.
20- الأديب الحق هو الذي ينبغي أن يؤسس أدبه على فكر عربي وعلى ذات عربية وهؤلاء الذين ننتظر منهم الدور.. ويجب أن يكون النضال ليس بالإشعار وإنما أن نعرف ذاتنا حق المعرفة.. وأنا أشك في وضوح الذات العربية في الأجيال العربية المعاصرة وأتصور دور الأديب العربي الحقيقي هو أن يصل إلى عمق الذات العربية وأن يشعر بها كل فرد في العالم العربي..
21- الذي نراه أن خصائص المنهج العربي لا ينبغي أن نفتش عنها عند أرسطو أو عند الهنود وإنما نتحراها فى البيئة الإسلامية وبخاصة عند الفقهاء والمتكلمين.
22- الذي لا شك فيه أن علوم اللغة عند العرب نشأت فى ظلال القرآن، وأنها وغيرها من العلوم كانت تهدف إلى خدمة النص الكريم.
23- يعيش العالم الآن عصر «العلم» ولكن العرب لم يدخلوا هذا العصر إلى الآن والتخلف الذي نعيشه يرجع في أساسه إلى «غياب المنهج» وأود أن أؤكد أنه لا يقتصر على موضوعات «العلم» وإنما هو «أداة» تعالج بها كل جوانب الحياة في«السياسة» و«الاقتصاد» و«الأدب» و«الطب» و«اللغة» و«الكرة» و«السباحة» و«الطهو» و«طريقة تناول الطعام» و«تنظيم الوقت» و«توزيع العمل»...إلخ.
24- سنة الله تعالى في الكون قد اقتضت ألا تكون هذه الحياة على هيئة واحدة، وإنما «تتعدد» و«تتنوع» و«تختلف» باختلاف المكان والزمان. من هنا لم يكن تنظيم الإسلام لقواعد الحركة في الحياة تنظيما واحدا جامدا لا يتغير؛ بل وجدنا فيه على امتداد تاريخه «تنوعا» و«تعددا» و«اختلافا» يصدر في أصله عن هذه السنة الإلهية فى الكون.
25- إذا كان الخطباء يرفعون أصواتهم بأن رسول الله صلى الله عليه وسلم ترك هذه الأمة على«المحجة البيضاء ليلها كنهارها» فينبغي أن نفهم من ذلك أنه لا مكان لغموض أو تغافل أو تجاهل، بل نلقي الضوء على كل ما يجد أمامنا في الحياة ولا نترك فيه نقطة واحدة يلفها الظلام.
26- حين أراني في المجمع العريق أعلم علم اليقين أن ذلك حصاد أجيال متوالية من المربين والمعلمين، أسهم كل واحد منهم فى صناعة إنسان.
27- لنذكّر قومنا -دائمًا- أن التنمية لا تتحقق بالتخطيط الاقتصادي والسياسي فحسب، بل يستحيل وجودها ما لم تقم على قاعدة لغوية مكينة.
28- من أسف أن أشير إلى أن المواطن الفرنسي الذي يعلّم الفرنسية خارج وطنه يعفى من الجندية، فهم يجعلون تعليم اللغة الوطنية مناظرًا لحماية تراب الوطن، وهذا حق، فكيان الأمة ولغتها لا ينفصلان.
29- لقد أمرنا أن نحاسب أنفسنا قبل أن نحاسب، وأمرنا بإتقان العمل؛ فكيف تكون محاسبة النفس إن لم تكن مراجعة ما تعمل؛ ننظر فيه، ونختبره، ونعدّله، أو نعدِل عنه. وهذه مسألة جوهرية ما ينبغي لنا أن نغض الطرف عنها، أو أن نرجئها إلى حين الانتهاء من كيت وكيت، وإنما المراجعة الدائمة مطلوبة، وليس ثمة عمل بشري كامل على الإطلاق. وإني لأشهد الله أن كثيراً مما نعلِّمه في حاجة إلى مراجعة، وعلى أخص الخصوص تعليمنا للعربية.
30- ليس من العدل أن نتغافل عن الحقائق الصارخة، بل الواجب الفرض أن نتعلم كيف نعلِّم، وألا يتوقف لنا سعي في سبيل الإتقان. ولنعلم أن العلم لا يمكن أن يكون فردياً، وإنما العلم جماعة، وكيف نفهم الشورى إن لم تكن احتكاك عقل بعقل، يتولد عنه الضوء الذي ينير الطريق.
31- إن وجود «عامية» و«فصيحة» شيء طبيعي في اللغات، والقضية قضية «تعليم».. والذي أود أن أؤكده أنه لا توجد«ازدواجية» لغوية في العالم العربي، لأن «العاميات» ليست من لغة أخرى.. والعربي الأمي يفهم الفصحى ويستجيب لها، وإن كان لا ينتجها، وعلينا أن نبحث عن مكمن الخطر في مجال آخر، وآراه في «تعليم» العربية.
32- يجب أن نعترف بأننا تخلفنا عن الركب.. ففي عصور الازدهار كانت العربية نموذجا لكل اللغات، وكان العلماء يقلدون النحاة العرب كما حدث في الأندلس.. أما الآن فنحن لم نصنع شيئا، ولم نتقدم خطوة، لا من حيث الإفادة من الدرس الحديث فحسب؛ بل من حيث إدراكنا الحقيقي للتراث.
33- ليس هناك عائق أمام ازدهار العربية في العالم المعاصر إلا شيء واحد، هو أن ندرك أنه لا طريق إلا طريق «العلم».. ولا علم إلا بإخلاص.
34- لا توجد الآن مدارس نحوية في العالم العربي، ولا توجد تيارات فكرية حقيقية، وإنما يوجد على أحسن تقدير لغويون «مستهلكون» يتبعون اتجاها لغويا هنا أوهناك، وهذا الاتباع يفتقد «التمثيل» في الأغلب، فضلا عن أنه يفتقد«المشاركة» الفاعلة.
35- علينا أن نعترف بأن نشاطنا اللغوي في العربية مريض، والعافية موجودة ظاهرة، لكننا نتنكب الطريق.
36- اللغة حركة الإنسان، وسكونه، وفعله، بل هي هو تلازما وجوديا.
37- ما من «سلوك مرفوض» إلا وراءه «شهوة» تصم الفرد، والمجتمع بالتأخر، وتكشف عن نقص حقيقي في فهم الإسلام.
38- (استووا واعتدلوا، استقيموا يرحمكم الله)؛ ماذا يفهم المسلمون الآن من هذا النداء العظيم؟
إن «استواء الصف» في الصلاة ليس سوى «رمز» لاستواء مجتمع المسلمين، وما الاستواء والاعتدال والاستقامة إلا «الانضباط»، واحترام «القواعد» التي يستقر عليها «أهل الرأي» لصلاح المجتمع وتقدمه.
39- ليس من بيننا أحد يشك في أن أهم قضية تواجه العالم العربي قضية التعليم، فإما أن يكون لدينا تعليم حقيقي ملائم وإما ما تعلمون جميعا، وليس من بيننا أحد يشك في أن تعليم "اللغة الأولى" قلب أي تعليم، وحين يصيب هذا القلب خلل ما ينهار هذا التعليم من أساسه.
40- إن أهم خصائص «المواطنة» أن يشترك الناس جميعا في أمور وطنهم، ولا يتحقق ذلك إلا بوجود «أساس» ثقافي ومعرفي مشترك يطلق عليه المختصون «الجذع» الثقافي للوطن، وهذا الجذع يتأكل كل يوم بفعل الواقع البائس للتعليم العام.
41- إن الحياة الإنسانية لابد أن تعتمد على ما عندها أولاً، وعليها أيضا ألا تغمض عينها على كل ما يحدث في العالم، وأن تتصل به وتعرفه وأن تتمثله، وأن يصدر عنها بعد ذلك أي تطور صدورا داخليا ممتزجا بمكوناتها الذاتية.
42- اللغة العربية لغة طبيعية مثل اللغات الطبيعية الأخرى، لكنها تختلف عنها اختلافا أساسيا، فهي لغة ممتدة التاريخ، حياتها موصولة غير منقطعة، ومن ثم فإن ماحدث من تغيير جوهري في الإنجليزية والفرنسية والألمانية لم يحدث في العربية وهذا الاتصال في الحياة جعل الفصحى المعاصرة قريبة جدا من فصحى التراث.
43- مسألة العامية والدعوة إلى استعمالها أمرها معروف، وأظن أنه من الخير ألا نلقي إليها بالاً، لأنها دعوة تقتل نفسها بنفسها، ونحن نعرف المحاولات التي بدأت منذ القرن الماضي، انتهت جميعا إلى الفشل، وليس غريبا أن نرى الذين يدعون إلى العامية يستعملون «الفصحى» في دعوتهم، لأنها هي التي ترتبط بعقول الناس ووجدانهم فضلا عن أنك لا تستطيع أن تخاطب العرب في جميع أقطارهم إلا باللغة التي يفهمونها جميعا وهي الفصحى، وأصحاب الدعوة إلى العامية يسعدون حين يجدون من يتصدى لدعوتهم بالنقد لأن هذا وحده يعطي دعوتهم شيئا من الحياة.
44- أؤكد أن الحرب على العربية ليس مقصورا على الدعوة إلى استخدام العامية أوإلى كتابة العربية بحروف لاتينية أو فينيقية أو غيرها. فهاتان دعوتان تحملان الموت الذاتي منذ البداية، لكن الحرب الحقيقية الآن فيمن يستعمل العربية في أنماط غير عربية، بحيث نجد كلاما عربيا من حيث الأصوات لكنه موضوع في قوالب تعبيرية لا تمت إلى «الثقافة» العربية ولا إلى «المعرفة» العربية.
45- النحو العربي نشأ لمواجهة «اللحن» الذي بدأ يتفشى في المجتمع الإسلامي بعد اتساع الفتوح، وأعتقد اعتقادا قويا أن هذا يجافي الحقيقة، لأن النحو نشأ مع العلوم الإسلامية الأخرى لهدف محدد هو محاولة «فهم» النص القرآني ومسألة «الفهم» مسألة لا نهاية لها، إذ لا يقال إن نصا ما قد فُهِم الفهم الأكمل الذي لا محاولة بعده، ومن هنا كان لابد من الأخذ بالأدوات التي تعين على فهم نص القرآن الكريم.
46- لاشك أننا مقصرون جدا في تقديم التراث؛ لأننا مقصرون في درسه وفي فهمه.
47- لا ننكر إفادتنا من جهود الاستشراق؛ لكن علينا أن ننبه إلى اختلاف الغايات واختلاف المناهج.
48- يكاد الإجماع ينعقد على أن تعلم أي شيء لا يحدث في «فراغ»، أي إن التعلم لا يمكن أن يتحقق إلا إذا كان مرتبطا بشيء معروف لدى المتعلم، ومن ثم فلابد أن يجري التعلم في سياق مألوف. وهذا القانون الأساسي من قوانين التعليم هو الذي ينتج القاعدة المعروفة عن ضرورة الانطلاق من المألوف إلى غير المألوف.
49- الذي لاشك فيه أن الخطاب هو الأساس في النشاط اللغوي.
50- يستحيل التقدم في عمل علمي حقيقي دون وجود إطار نظري يحكمه ويحدد مساره.
51- إن اللغة هي التي تميز الإنسان من الحيوان؛ ولا يمكن أن يكون ذلك راجعا إلى اختلافات بيولوجية بينهما، وإنما يرجع إلى الفرق الجوهري بينهما، وهو امتلاك الإنسان «للعقل».
52- اللغة تعلم الأخلاق، وتبني الفكر، وتقوي الشخصية.
53- إذا كتبت شيئا.. فانظر فيه مرة أخرى.
54- متى ضاعت اللغة.. ضاع مستقبلنا.
55- كن شمعة تحترق لتضيء للآخرين.
September 8th, 2013, 08:10 PM
1- إن مطلق العبودية لله تعالى.. لهي مطلق الحرية للعبد.2- لولا "الإسلام".. لتأخرنا، وتأخرت لغتنا أكثر من ذلك.
3- الزم السماحة والوسطية والإيغال في الدين برفق.
4- العلم سؤال.
5- الجامعة أستاذ، والأستاذ الحق جامعة؛ وما تذكر جامعة على مر التاريخ إلا ويقال إن فيها فلانا وفلانا من الأساتذة، ولا يذكر أستاذ إلا ويقترن به اسم جامعته... أساتذ شق لنفسه في العلم مجرى تدفقت فيه ومنه مياه كثيرة...
6- من أعجب العجب في حياتنا العربية المعاصرة أن "مشكلة ما" قد تنشأ، وتظل تنمو وتتضخم، ثم لا يكون منا إلا نعايشها المعايشة الودودة؛ لأننا أهل "أُلفة" وأصحاب "عِشْرة"، وتسودنا في نهاية الأمر حالة مستتبة من "الطمأنينة، ومن "السكينة" يحسدنا عليهما غيرُنا من خلق الله...
7- ومن عجب أننا كثيرا ما نتجاهل الحقائق الماثلة بين ظهرانينا من كثرة إلفنا لها.
8- الأستاذ لا يستحق صفة "الأستاذية" إلا بما يخلف من تلاميذ...
9- مهما يبلغ الإنسان من العلم.. فيجب عليه ألا يفقد القدرة على "التلمذة".
10- سألت الدكتور عبد الراجحي يومًا: كيف يكون برِّي بك بعد موتك؟ قال: بالمذاكرة، والاجتهاد في العلم والعمل.
11- يجب أن ندرك أنه ليس أحد فريدا في بابه؛ بل هو حلقة في سلسلة طويلة مضيئة منذ اجتهادات الخليفة الأول رضي الله عنه إلى يومنا هذا.
12- أن تكون أستاذا.. يعني: أن تكون طالبا دائما للعلم؛ وإذ ذاك، يتحول لديك مقياس الزمن إلى مقياس واحد.. هو مقياس "الإنجاز" في طلب العلم.
13- لا طريق إلا طريق "العلم".. ولا علم إلا بإخلاص.
14- إننا الآن نعيش عصراً تتفجر فيه المعرفة، ويتلاصق الإنجاز العلمي في إيقاع سريع، وليس من حقنا أن ننجرف مع السيل، وليس من حقنا أيضاً أن نتخلف عن الركب؛ فالمعرفة العصرية لا تعرف السدود وإنما هي تقتحم علينا حياتنا من كل سبيل، مقصودة مرصودة، تتكالب عليها تيارات من كل مكان، تتغير وسائلها وأدواتها وتتوحد غاياتها. وهي تيارات تتوجه إلى شبابنا على وجه الخصوص، وما ينبغي لنا أن نواجهها بالخطبة البليغة، أو بالعبارة الرنانة، وإنما الأمر أمر علم، فهو أخطر طريق، وهو أصح طريق. وأول هذا الأمر أن نعرف ما نملك، وأن نقدمه للناس على ما ينبغي أن يكون التقديم...
15- ثمة حقيقة راسخة لا يجادل فيها أحد؛ هي أن العربية لغة طبيعية كغيرها من اللغات الطبيعية في العالم، لكنها في الوقت نفسه تكاد تمثل حالة «فريدة» لا يشركها فيها غيرها من اللغات؛ فهي اللغة المعاصرة الوحيدة التي اتصل تاريخها اتصالا كاملا دون انقطاع منذ وصلت إلينا نصوصها الأولى قبل ستة عشر قرنا من الزمان.
16- أود أن أؤكد أن ثمة مبدأين يجب أن يكونا أصلين في كل ما نصدره الآن وفيما يقبل من الزمان:
الأول: أنه لا تنمية، ولا تقدم، ولا تحقيق للذات دون تعليم صحيح.
الثاني: أنه لا تعليم صحيح في بلادنا دون تعليم حقيقي للغة العربية.
وهذان المبدآن «كليان» Universal ينطبقان على البشر جميعا، لا يرتكنان إلى شيء من العاطفة أو الانتماء القومي والثقافي، بل يستندان إلى نتائج ودراسات علمية تؤكد أن «المعرفة» لا تكون إلا إذا«سكنت» لغة أصحابها.
17- نحن في حاجة إلى «تغيير» جوهري في التعليم وليس إلى «إصلاحه» على ما يتنادى به الناس.
18- من معضلات الحياة العربية المعاصرة أننا حين نتصدى لقضية ما لا ندرسها درسا يشمل عناصرها في آن واحد، بل يغلب علينا بحث كل عنصر في صورة «منعزلة».
19- قد يكون من نافلة القول أن نؤكد أن مناهج التعليم إنما هي تطبيق لمواقف «نظرية»، بعضها يناقض بعضها الآخر مناقضة كاملة في أسسها الفلسفية، وأن النظريات تبقى «تجريدات» ما لم تتحول إلى واقع فعلي يمارسه الناس ممارسة حقيقية. وأن أفضل المناهج هي التي يستخلصها كل مجتمع بما يناسب خصائصه الثقافية والتاريخية.
20- الأديب الحق هو الذي ينبغي أن يؤسس أدبه على فكر عربي وعلى ذات عربية وهؤلاء الذين ننتظر منهم الدور.. ويجب أن يكون النضال ليس بالإشعار وإنما أن نعرف ذاتنا حق المعرفة.. وأنا أشك في وضوح الذات العربية في الأجيال العربية المعاصرة وأتصور دور الأديب العربي الحقيقي هو أن يصل إلى عمق الذات العربية وأن يشعر بها كل فرد في العالم العربي..
21- الذي نراه أن خصائص المنهج العربي لا ينبغي أن نفتش عنها عند أرسطو أو عند الهنود وإنما نتحراها فى البيئة الإسلامية وبخاصة عند الفقهاء والمتكلمين.
22- الذي لا شك فيه أن علوم اللغة عند العرب نشأت فى ظلال القرآن، وأنها وغيرها من العلوم كانت تهدف إلى خدمة النص الكريم.
23- يعيش العالم الآن عصر «العلم» ولكن العرب لم يدخلوا هذا العصر إلى الآن والتخلف الذي نعيشه يرجع في أساسه إلى «غياب المنهج» وأود أن أؤكد أنه لا يقتصر على موضوعات «العلم» وإنما هو «أداة» تعالج بها كل جوانب الحياة في«السياسة» و«الاقتصاد» و«الأدب» و«الطب» و«اللغة» و«الكرة» و«السباحة» و«الطهو» و«طريقة تناول الطعام» و«تنظيم الوقت» و«توزيع العمل»...إلخ.
24- سنة الله تعالى في الكون قد اقتضت ألا تكون هذه الحياة على هيئة واحدة، وإنما «تتعدد» و«تتنوع» و«تختلف» باختلاف المكان والزمان. من هنا لم يكن تنظيم الإسلام لقواعد الحركة في الحياة تنظيما واحدا جامدا لا يتغير؛ بل وجدنا فيه على امتداد تاريخه «تنوعا» و«تعددا» و«اختلافا» يصدر في أصله عن هذه السنة الإلهية فى الكون.
25- إذا كان الخطباء يرفعون أصواتهم بأن رسول الله صلى الله عليه وسلم ترك هذه الأمة على«المحجة البيضاء ليلها كنهارها» فينبغي أن نفهم من ذلك أنه لا مكان لغموض أو تغافل أو تجاهل، بل نلقي الضوء على كل ما يجد أمامنا في الحياة ولا نترك فيه نقطة واحدة يلفها الظلام.
26- حين أراني في المجمع العريق أعلم علم اليقين أن ذلك حصاد أجيال متوالية من المربين والمعلمين، أسهم كل واحد منهم فى صناعة إنسان.
27- لنذكّر قومنا -دائمًا- أن التنمية لا تتحقق بالتخطيط الاقتصادي والسياسي فحسب، بل يستحيل وجودها ما لم تقم على قاعدة لغوية مكينة.
28- من أسف أن أشير إلى أن المواطن الفرنسي الذي يعلّم الفرنسية خارج وطنه يعفى من الجندية، فهم يجعلون تعليم اللغة الوطنية مناظرًا لحماية تراب الوطن، وهذا حق، فكيان الأمة ولغتها لا ينفصلان.
29- لقد أمرنا أن نحاسب أنفسنا قبل أن نحاسب، وأمرنا بإتقان العمل؛ فكيف تكون محاسبة النفس إن لم تكن مراجعة ما تعمل؛ ننظر فيه، ونختبره، ونعدّله، أو نعدِل عنه. وهذه مسألة جوهرية ما ينبغي لنا أن نغض الطرف عنها، أو أن نرجئها إلى حين الانتهاء من كيت وكيت، وإنما المراجعة الدائمة مطلوبة، وليس ثمة عمل بشري كامل على الإطلاق. وإني لأشهد الله أن كثيراً مما نعلِّمه في حاجة إلى مراجعة، وعلى أخص الخصوص تعليمنا للعربية.
30- ليس من العدل أن نتغافل عن الحقائق الصارخة، بل الواجب الفرض أن نتعلم كيف نعلِّم، وألا يتوقف لنا سعي في سبيل الإتقان. ولنعلم أن العلم لا يمكن أن يكون فردياً، وإنما العلم جماعة، وكيف نفهم الشورى إن لم تكن احتكاك عقل بعقل، يتولد عنه الضوء الذي ينير الطريق.
31- إن وجود «عامية» و«فصيحة» شيء طبيعي في اللغات، والقضية قضية «تعليم».. والذي أود أن أؤكده أنه لا توجد«ازدواجية» لغوية في العالم العربي، لأن «العاميات» ليست من لغة أخرى.. والعربي الأمي يفهم الفصحى ويستجيب لها، وإن كان لا ينتجها، وعلينا أن نبحث عن مكمن الخطر في مجال آخر، وآراه في «تعليم» العربية.
32- يجب أن نعترف بأننا تخلفنا عن الركب.. ففي عصور الازدهار كانت العربية نموذجا لكل اللغات، وكان العلماء يقلدون النحاة العرب كما حدث في الأندلس.. أما الآن فنحن لم نصنع شيئا، ولم نتقدم خطوة، لا من حيث الإفادة من الدرس الحديث فحسب؛ بل من حيث إدراكنا الحقيقي للتراث.
33- ليس هناك عائق أمام ازدهار العربية في العالم المعاصر إلا شيء واحد، هو أن ندرك أنه لا طريق إلا طريق «العلم».. ولا علم إلا بإخلاص.
34- لا توجد الآن مدارس نحوية في العالم العربي، ولا توجد تيارات فكرية حقيقية، وإنما يوجد على أحسن تقدير لغويون «مستهلكون» يتبعون اتجاها لغويا هنا أوهناك، وهذا الاتباع يفتقد «التمثيل» في الأغلب، فضلا عن أنه يفتقد«المشاركة» الفاعلة.
35- علينا أن نعترف بأن نشاطنا اللغوي في العربية مريض، والعافية موجودة ظاهرة، لكننا نتنكب الطريق.
36- اللغة حركة الإنسان، وسكونه، وفعله، بل هي هو تلازما وجوديا.
37- ما من «سلوك مرفوض» إلا وراءه «شهوة» تصم الفرد، والمجتمع بالتأخر، وتكشف عن نقص حقيقي في فهم الإسلام.
38- (استووا واعتدلوا، استقيموا يرحمكم الله)؛ ماذا يفهم المسلمون الآن من هذا النداء العظيم؟
إن «استواء الصف» في الصلاة ليس سوى «رمز» لاستواء مجتمع المسلمين، وما الاستواء والاعتدال والاستقامة إلا «الانضباط»، واحترام «القواعد» التي يستقر عليها «أهل الرأي» لصلاح المجتمع وتقدمه.
39- ليس من بيننا أحد يشك في أن أهم قضية تواجه العالم العربي قضية التعليم، فإما أن يكون لدينا تعليم حقيقي ملائم وإما ما تعلمون جميعا، وليس من بيننا أحد يشك في أن تعليم "اللغة الأولى" قلب أي تعليم، وحين يصيب هذا القلب خلل ما ينهار هذا التعليم من أساسه.
40- إن أهم خصائص «المواطنة» أن يشترك الناس جميعا في أمور وطنهم، ولا يتحقق ذلك إلا بوجود «أساس» ثقافي ومعرفي مشترك يطلق عليه المختصون «الجذع» الثقافي للوطن، وهذا الجذع يتأكل كل يوم بفعل الواقع البائس للتعليم العام.
41- إن الحياة الإنسانية لابد أن تعتمد على ما عندها أولاً، وعليها أيضا ألا تغمض عينها على كل ما يحدث في العالم، وأن تتصل به وتعرفه وأن تتمثله، وأن يصدر عنها بعد ذلك أي تطور صدورا داخليا ممتزجا بمكوناتها الذاتية.
42- اللغة العربية لغة طبيعية مثل اللغات الطبيعية الأخرى، لكنها تختلف عنها اختلافا أساسيا، فهي لغة ممتدة التاريخ، حياتها موصولة غير منقطعة، ومن ثم فإن ماحدث من تغيير جوهري في الإنجليزية والفرنسية والألمانية لم يحدث في العربية وهذا الاتصال في الحياة جعل الفصحى المعاصرة قريبة جدا من فصحى التراث.
43- مسألة العامية والدعوة إلى استعمالها أمرها معروف، وأظن أنه من الخير ألا نلقي إليها بالاً، لأنها دعوة تقتل نفسها بنفسها، ونحن نعرف المحاولات التي بدأت منذ القرن الماضي، انتهت جميعا إلى الفشل، وليس غريبا أن نرى الذين يدعون إلى العامية يستعملون «الفصحى» في دعوتهم، لأنها هي التي ترتبط بعقول الناس ووجدانهم فضلا عن أنك لا تستطيع أن تخاطب العرب في جميع أقطارهم إلا باللغة التي يفهمونها جميعا وهي الفصحى، وأصحاب الدعوة إلى العامية يسعدون حين يجدون من يتصدى لدعوتهم بالنقد لأن هذا وحده يعطي دعوتهم شيئا من الحياة.
44- أؤكد أن الحرب على العربية ليس مقصورا على الدعوة إلى استخدام العامية أوإلى كتابة العربية بحروف لاتينية أو فينيقية أو غيرها. فهاتان دعوتان تحملان الموت الذاتي منذ البداية، لكن الحرب الحقيقية الآن فيمن يستعمل العربية في أنماط غير عربية، بحيث نجد كلاما عربيا من حيث الأصوات لكنه موضوع في قوالب تعبيرية لا تمت إلى «الثقافة» العربية ولا إلى «المعرفة» العربية.
45- النحو العربي نشأ لمواجهة «اللحن» الذي بدأ يتفشى في المجتمع الإسلامي بعد اتساع الفتوح، وأعتقد اعتقادا قويا أن هذا يجافي الحقيقة، لأن النحو نشأ مع العلوم الإسلامية الأخرى لهدف محدد هو محاولة «فهم» النص القرآني ومسألة «الفهم» مسألة لا نهاية لها، إذ لا يقال إن نصا ما قد فُهِم الفهم الأكمل الذي لا محاولة بعده، ومن هنا كان لابد من الأخذ بالأدوات التي تعين على فهم نص القرآن الكريم.
46- لاشك أننا مقصرون جدا في تقديم التراث؛ لأننا مقصرون في درسه وفي فهمه.
47- لا ننكر إفادتنا من جهود الاستشراق؛ لكن علينا أن ننبه إلى اختلاف الغايات واختلاف المناهج.
48- يكاد الإجماع ينعقد على أن تعلم أي شيء لا يحدث في «فراغ»، أي إن التعلم لا يمكن أن يتحقق إلا إذا كان مرتبطا بشيء معروف لدى المتعلم، ومن ثم فلابد أن يجري التعلم في سياق مألوف. وهذا القانون الأساسي من قوانين التعليم هو الذي ينتج القاعدة المعروفة عن ضرورة الانطلاق من المألوف إلى غير المألوف.
49- الذي لاشك فيه أن الخطاب هو الأساس في النشاط اللغوي.
50- يستحيل التقدم في عمل علمي حقيقي دون وجود إطار نظري يحكمه ويحدد مساره.
51- إن اللغة هي التي تميز الإنسان من الحيوان؛ ولا يمكن أن يكون ذلك راجعا إلى اختلافات بيولوجية بينهما، وإنما يرجع إلى الفرق الجوهري بينهما، وهو امتلاك الإنسان «للعقل».
52- اللغة تعلم الأخلاق، وتبني الفكر، وتقوي الشخصية.
53- إذا كتبت شيئا.. فانظر فيه مرة أخرى.
54- متى ضاعت اللغة.. ضاع مستقبلنا.
55- كن شمعة تحترق لتضيء للآخرين.