الأعضاء الإشتراك و التسجيل

الملتقيات
ADs

التهديد الرئيسي للعرب.. إيران أم إسرائيل؟

التهديد الرئيسي للعرب.. إيران أم إسرائيل؟


NOTICE

تنبيه: هذا الموضوع قديم. تم طرحه قبل 5772 يوم مضى, قد يكون هناك ردود جديدة هي من سببت رفع الموضوع!

قائمة الأعضاء الموسومين في هذا الموضوع

  1. مقالة قديمة شوية لكنها موثقة بالبراهين لمن يريد ان يعرف المزيد عن فضيحة مانبار و ريجيف و علاقة التسليح بين ايران و اسرائيل
    ما ينلام اوباما يوم وصف مؤتمر العنصرية اللي بالنفاق .. ادق وصف للسياسة الايرانية


    العلاقة التسليحية بين إيران و إسرائيل

    ما لا يعرفه البعض من العرب، وخصوصاً العراقيون، بل الشيعة منهم بالذات هو علاقة إيران بإسرائيل في مجال التسليح والتجارة. لقد عودنا ملالي طهران منذ قيام الجمهورية الإسلامية في عام 1979 ولحد الآن على إطلاق شعارات مثل "الشيطان الأكبر" و "الإستكبار العالمي" وغيرها من العبارات التي حين يسمعها المرء يظن أن إيران الجمهورية الإسلامية، وخصوصاً المتحدثين من مسؤوليها بين معممين وغير معممين، هي فعلاً من يتصدى لأمريكا وإسرائيل في المنطقة. في حين أن إيران، وعندما يتعلق الأمر بتسليح جيشها، كانت ولا زالت مستعدة للتعاون مع الشيطان من أجل تحقيق أهدافها تلك، وهذا ما حدث في العقدين الأخيرين من القرن الماضي. وما سيطلع عليه القارئ في هذا المقال ليس إلا أدلة وثائقية لا يمكن لأحد إنكارها أو التشكيك بصحتها.

    يعلم الجميع قضية إيران كونترا التي عقدت بموجبها إدارة الرئيس الأمريكي ريغان إتفاقاً مع إيران لتزويدها بالإسلحة بسبب حاجة إيران الماسة لأنواع متطورة منها أثناء حربها مع العراق وذلك لقاء إطلاق سراح بعض الأمريكان الذين كانوا محتجزين في لبنان، حيث كان الإتفاق يقضي ببيع إيران وعن طريق إسرائيل ما مجموعه 4000 صاروخ من نوع "تاو" المضادة للدروع مقابل إخلاء سبيل خمسة من الأمريكان المحتجزين في لبنان. وقد عقد جورج بوش الأب، عندما كان نائباً للرئيس ريغان في ذلك الوقت، هذا الإتفاق عند إجتماعه برئيس الوزراء الإيراني أبو الحسن بني صدر في باريس، اللقاء الذي حضره أيضاً مندوب عن المخابرات الإسرائيلي الخارجية "الموساد" المدعو "آري بن ميناشيا"، الذي كان له دور رئيسي في نقل تلك الأسلحة من إسرائيل إلى إيران. وفي آب/أغسطس من عام 1985، تم إرسال 96 صاروخاً من نوع "تاو" من إسرائيل إلى إيران على متن طائرة DC-8 إنطلقت من إسرائيل، إضافة لدفع مبلغ مقداره 1,217,410دولار أمريكي إلى الإيرانيين لحساب في مصرف سويسري يعود إلى تاجر سلاح إيراني يدعى "غوربانيفار". وفي تشرين الثاني/نوفمبر من عام 1985، تم إرسال 18 صاروخاً تم شحنها من البرتغال وإسرائيل، تبعها 62 صاروخاً أخرى أرسلت من إسرائيل.

    هذا وقد إجتمع جورج بوش في 29 تموز/يوليو 1986، مع "أميرام نير" المستشار الإسرائيلي لشؤون الإرهاب في فندق الملك داود في القدس، وكان الغرض منه مناقشة مسألة إطلاق سراح الرهائن الأمريكان في لبنان لقاء إرسال أسلحة من إسرائيل إلى إيران. وقد عقب "أميرام نير" فيما إذا كان يريد الأمريكان أن تكون تلك الشحنات من الأسلحة بشكل منفصل كلما أطلق سراح أحد الرهائن، وذلك حسب ما صرح به "كريغ فوللر"، أحد مساعدي بوش في ذلك الوقت.

    من المفيد أيضاً أن نذكر هنا أن "أوليفر نورث"، الذي كان أحد أكثر المسؤولين الأمريكان تورطاً في فضيحة إيران كونترا، قد قال بأن الملك فهد، ملك السعودية، قد شارك شخصياً بتبرعه بمبلغ 32 مليون دولار من أجل العمل على إطلاق سراح الرهينة "بكلي" مدير محطة بيروت للمخابرات المركزية الأمريكية.

    وحسب تقرير لصحيفة "هاآرتس" الصهيونية في 20 تموز/يوليو 1988 تحت عنوان "تقرير لوزارة الدفاع يؤكد عقود أسلحة مع إيران"، قالت فيه أن تقريراً داخلياً لوزارة الدفاع الإسرائيلية ذكر أن إسرائيل قد حافظت على علاقات صناعية عسكرية مع إيران. وقد ذكر ذلك التقرير أن هذه العلاقات كانت على الشكل التالي: (1) تجهيز إيران بـ 58,000قناع مضاد للغازات السامة من قبل شركة "شالون للصناعات الكيمياوية" بعد إنتهاء الحرب العراقية الإيرانية؛ (2) تجهيز إيران بكاشفات للغازات من قبل شركة "إيلبت" تستعمل لغرض الكشف عن عوامل الأسلحة الكيمياوية؛ و (3) نصب أنظمة السيطرة على الحرائق في دبابات شرقية بيعت إلى إيران.
    وكذلك نشرت الصحيفة الصهيونية أعلاه في عددها الصادر بتأريخ 20 كانون الثاني/يناير 1999 مقالاً تحت عنوان "إسرائيل تعترف ببيعها تكنولوجيا الأسلحة الكيمياوية لإيران"، قالت فيه، "إن "ناحوم مانبار"، تاجر الأسلحة الإسرائيلي، لم يكن الإسرائيلي الوحيد المتورط ببرنامج إيران للأسلحة الكيمياوية. ففي الوقت الذي كان فيه "مانبار" يبيع مواد ومعدات وتكنولوجيا لبرنامج إيران للأسلحة الكيمياوية، كان هناك إسرائيلي آخر متورط بهذه القضية من خلال إتصاله بعملاء إيرانيين. حدث ذلك بين الأعوام 1992 و 1994، حين باعت الشركة العائدة للصهيوني "موشي ريجيف" لإيران معدات ومواد ومعلومات وتكنولوجيا صناعة الغازات السامة وخصوصاً غاز السارين وغاز الخردل. علماً بأن "مانبار" و "ريجيف" لم يكونا يعملان سوية، ولكنهما كانا يعملان مع نفس العملاء الإيرانيين، وأن كلاهما كانت له علاقة وثيقة مع المخابرات والمؤسسة العسكرية الإسرائيلية. وبعد إفتضاح أمرهما، لم تقم المخابرات الإسرائيلية، كعادتها، بأي عمل من شأنه جمع المعلومات عن علاقات هؤلاء الأشخاص ببرنامج التسليح الكيمياوي الإيراني.

    ونشرت صحيفة "هاآرتس" أيضاً مقالاً لكاتبها فيكتور أوستروفسكي في شهر أيلول/سبتمبر 1998 بعنوان "ماذا أوضحت محاكمة دانبار السرية جداً من معلومات عن التعاون التسليحي بين إيران وإسرائيل" تضمن ما يلي:
    "مع علمنا بأن "ناحوم مانبار" مرتبط بشكل مباشر بالمخابرات الإسرائيلية الموساد، فإنه كان أيضاً ولعدة سنوات متورطاً بعقود أسلحة ومعدات عسكرية مع الإيرانيين، كما وشارك من خلال أعماله تلك العديد من الشركات الإسرائيلية الأخرى. إضافة إلى أنه يحتفظ بعلاقات تجارية جيدة مع مسؤولين إيرانيين. وفي الأعوام 1990 إلى 1994، كان قد باع لإيران 150 طناً من مادة كلوريد التايونيل، التي تدخل في صناعة غاز الخردل، أحد الأسلحة الكيمياوية. كما أن "مانبار" قد وقع عقداً مع الإيرانيين لبناء مصنع قادر على إنتاج العديد من الأسلحة الكيمياوية، إضافة لمصنع ينتج أغلفة القنابل التي تستعمل لتلك الأسلحة."

    وأورد المقال، "إثناء عمله مع الإيرانيين، كان ضابط الإرتباط بين "مانبار" وبين المخابرات الإسرائيلية هو العميد المتقاعد "آموس كوتسيف"، وكذلك كان على إتصال مستمر مع شخص يحمل الإسم السري "دان"، حيث كان هذا الشخص مكلفاً بالتعاون بين "مانبار" ووزارة الدفاع الإسرائيلية كحلقة وصل مع الإيرانيين. وهنا يجب الأخذ بنظر الإعتبار أن "مانبار" كان أيضاً حلقة الوصل بين إيران وما يقارب من 100 شركة إسرائيلية. إضافة لذلكن فإن المدير التجاري لمانبار، الذي يقطن في ضاحية خارج العاصكة البريطانية لندن، كان قد زود إيران بثلاثين صاروخ من نوع أرض – جو، وكان ذلك بمباركة المؤسسة العسكرية الإسرائيلية. كما باع "مانبار" إلى الإيرانيين 22 عربة مزودة بمعدات خاصة بالحرب الكيمياوية حيث كان مصدر تلك العربات هو القوات الجوية الإسرائيلية، وكانت قيمتها آنذاك حوالي 200,000 دولار. وبدعم من المؤسسة العسكرية الإسرائيلية والموساد، عقد "مانبار" إتفاقاً لحساب الإيرانيين مع شركة إسرائيلية تدعى "شالون" من منطقة "بير غات" لبناء مصنع لإنتاج الأقنعة الواقية من الغازات في إيران. كما أعد "مانبار" لقاءً بين ممثلي الشركة الإسرائيلية "إلبيت"، هما كل من غاي بريل و غاد بارسيللا، وبين مسئول في برنامج الصواريخ الإيرانية هو الدكتور أبو سفير، مدير القسم 105 في وزارة الدفاع الإيرانية. وقد كان هذا اللقاء بمعرفة مدير شركة "إلبيت" إيمانويل جيل وكذلك بموافقة رئيس قسم الدفاع الإسرائيلي ديفيد إفري."

    كذلك نشرت صحيفة "جيروسليم بوست" الصهيونية في مقال نشرته في 17/7/1998 لكاتبها ستيف رودان، قال فيه أن شركة "إلبيت" الإسرائيلية قد باعت إلى إيران بين الأعوام 1980 و 1990، وبموافقة وزارة الدفاع الإسرائيلية، معدات بلغت قيمتها أكثر من 50 مليون دولار، وأن شركة "رابين تيكس" الإسرائيلية قد باعت كذلك لإيران معدات للوقاية من الحرائق وبموافقة وزارة الدفاع الإسرائيلية.

    مما تقدم، يتضح أن العلاقة بين إيران وإسرائيل في مجال التسليح كانت وربما لازالت قائمة، لذا فحري بنا أن نسأل، من أجل من هذا التعاون التسليحي بين إيران وإسرائيل؟ هل هو فعلاً من أجل الدفاع عن الأراضي الإيرانية أو من أجل تحرير الأرض الفلسطينية المحتلة، كما يدعون، أم أن كل هذا التعاون المفضوح مع العدو الصهيوني كان من أجل ضرب العراق والسيطرة على منطقة الخليج العربي؟

    إن ما نشاهده اليوم في العراق من تدخل سافر لشبكات المخابرات الإيرانية والأعمال الإرهابية التي تقوم بها بالتعاون مع عملاءها من أمثال حزب الحكيم وحزب الدعوة ما هو إلا تتمة لبرنامجها في الإستحواذ على العراق والمنطقة لاحقاً. أما الشعارات البراقة المعادية "للشيطان الأكبر والإستكبار العالمي" التي صمت آذان مستمعيها فما هي إلا غشاء لا يمكن أن يخفي الحقيقة، حقيقة التعاون بين ملالي طهران والعدو الصهيوني.

    الكاتب / أ. د. محمد العبيدي

    نائب الأمين العام والناطق الرسمي لحركة الكفاح الشعبي
    7 "
  2. هل يعقل ان دولة تخاف من دولة تبيعها تكنولوجيا السلاح و تتهاون في مسألة عقد صفقات بناء مصانع اسلحة فيها
    اذا كان البعض يتهموا مصر بالعمالة لتعاونها العسكري او التجاري مع اسرائيل على الاقل تعتبر مواقفها واضحة لكن ايران تحط يدها في يد اسرائيل في الليل و تشتمها في النهار

    ايران كسرت العراق الدرع القوي للمسلمين و ازالت الشوكة و الخطر الحقيقي الذي يهدد اسرائيل
    و العرب للاسف ايضا كان لهم دور في سقوط العراق للاسف لكن ليس بحجم الدور الايراني على الاقل كانوا من منطلق دفاع و ما لهم مطامع اما ايران فكان هدفها انها تتقاسم الكيكة العراقية مع من تدعي انهم اعداء

    هل يعقل ان اسرائيل التي ضربت مفاعل تموز العراقي و قتلت الشيخ ياسين رحمه الله و قتلت صدام و امريكا التي دمرت اللعراق بحجة اسلحة الدمار ما تقدر تضرب مفاعلات ايران او تغتال رؤساء الاحزاب التي تعتبرها ارهابية و تهدد امنها
    و المضحك اننا نسمع التبريرات لعدم قدرتهم على ضرب مواقع المفاعل الايراني هو انها بين الاحياء السكنية
    معقولة اسرائيل حريصة على دم المسلمين
    مو هذه اللي امس عملت مجازرها في غزة و قصفت المدنيين بحجة ان حماس تخبيء الاسلحة وسط المدنيين
    و الله الواحد لو يشغل عقله و يترك الاوهام تتضح له امور كثير ما تحتاج ادلة صريحة

    العدو الحقيقي اللي خوف اسرائيل هو صدام رحمه الله الرئيس الوحيد اللي هدد بضرب اسرائيل و كان قول و فعل
    لن ينسى التاريخ ان العراق ضرب اسرائيل 43 صاروخ على تل ابيب و حيفا و مفاعل ديمونة النووي و ضربت مواقع استراتيجية مثل مقــرات القيادة والمنشات الصناعية والعسكرية والنوويــة والمصانع الحربية
    اتمنى من احباب ايران اللي يتساءلوا ايش عملوا العرب لاسرائيل ان لا ينسوا ان العراق ضرب اسرائيل عام 1991
    اتكل العراقيون على الله و رددوا الله اكبر ثلاث مرات و ضغطوا زر الانطلاق لتنطلق ثمانية صواريخ و تضرب المواقع الاستراتيجية الاسرائيلية
    صحيح ان الصواريخ لم تكن معباة بالكيماوي لكن لا احد ينكر انها اصابت اسرائيل في مقتل و الدليل ما حصل للعراق بعدها

    مشهد اتمنى من كل من يعتبر نفسه يكره اسرائيل يشاهده.. عندما ضربت الصواريخ العراقية سماء تل ابيب


    7 "
  3. مشكورة ياأستاذتنـــا ,,

    ماأظن إن في شخص عاقل ينكر الحقد الدفين اللي قلب إيران تجاه الدول العربية

    لكن تعطشنـا عن من يروي ويعيد كرامتنا الممزقة

    ويقف في وجه أمريكا والعالم بدون خوف

    خلق لها عددا من المؤيدين

    أظن أن شعوبنا سئمت منظر الحمل الوديع تجاه القوى العظمى أمريكا وتحتاج أي قشة تتعلق بها حتى لو كانت إيران !!
    7 "
  4. المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أمواج
    مشكورة ياأستاذتنـــا ,,

    ماأظن إن في شخص عاقل ينكر الحقد الدفين اللي قلب إيران تجاه الدول العربية

    !
    أنت تتحدثين عن العقلاء عزيزتي..
    لكن هناك من باعوا عقولهم للملالي..
    أنا عمي كثير التردد على ايران بحكم إنها بلد جدتي..
    و له علاقات بالكثير من الإيرانيين و حكى لي كيف يضحكوا عليهم الملالي..
    7 "
  5. بروتوكولات ملالى ايران

    (1) العلاقات الايرانية ـ اليهودية

    علاء الدين حمدى


    ـ فى أوائل ديسمبر عام 2000 استضاف الاعلامى المحترم الأستاذ سامى كليب فى برنامجه " زيارة خاصة " الذى تبثه قناة الجزيرة ، السيد أبو الحسن بنى صدر ، أول رئيس لإيران بعد الثورة الخمينية ، فى حوار مفتوح كشف فيه الرئيس عن حقيقة المشروع الحلم الذى كان يراود آية الله الخمينى قائد الثورة قائلا : ( كان يريد إقامة حزام شيعي للسيطرة على ضفتي العالم الإسلامي يتألف من إيران والعراق وسوريا ولبنان ، وعندما يصبح سيداً لهذا الحزام يستخدم النفط وموقع الخليج " الفارسي " للسيطرة على بقية العالم الإسلامي ) على حد قوله فى الحوار الذى سنعود الى بقيته لاحقا .
    ـ هذا المشروع الاستراتيجى السياسى الذى كشفه " بنى صدر " لم ينته بوفاة الخمينى ، ولكنه أصبح الهدف المؤسسى الأول الذى يتبناه بالفعل كل من ينتمى الى مؤسسة الساسة والملالى الايرانية دون استثناء سواء كانوا اصلاحيين أو متشددين ، وهو مشروع لابد له من " بروتوكولات " محددة وصارمة أتصور أنها تستند الى محورين أساسيين ، أولهما قبول اسرائيل لوجود هذا الحزام وهو ما يحتم بداهة وجود تعاون وثيق بين الطرفين ، وثانيهما اضعاف مصر ، بصفتها قلعة السُنَّة فى المحيط الاسلامى والقوة الكبرى فى العالم العربى ، ومنعها من مواجهة هذا المشروع الضخم الذى يمس أمنها القومى مباشرة ، وذلك عن طريق الهائها فى " موضوع " محاربة نشر المذهب الشيعى بين أبنائها ، بينما الهدف الحقيقى هو تفجير نطاق أمنها القومى !
    ـ فالايرانيون ليسوا من الغباء ليركزوا جهدهم على تحقيق ما فشلت فيه الدولة الفاطمية بكل سطوتها طوال حكمها لمصر قرابة القرنين من الزمان استخدمت فيهما كل وسائل الترغيب والترهيب لنشر مذهبها الشيعى فى مصر ورغم ذلك فشلت نتيجة لما تصح تسميته بفطرة " الوسطية " عند المصريين التى جعلت اسلامهم السُنّى خليطا رائعا ومتفردا من الالتزام بنهج السُنّة والجماعة والحب اللا محدود لآل بيت النبى صلى الله عليه وسلم ، لذلك فالبروتوكول الناجح لاضعافها هو حصار نطاق أمنها القومى وتلغيمه بالمشاكل الدموية شرقا ، صراع فتح وحماس وفتنة لبنان ، لصرف الانتباه عن تغلغلهم حول مقتلها أو شريان حياتها فى الجنوب وعبثهم فى السودان ودعمهم المادى والمعنوى لحركات التمرد الانفصالية الاثنية على أراضيه كما اتضح فى محاولة " حركة العدل والمساوة " لاحتلال " أم درمان " والخرطوم " مؤخرا بدعم من ايران واسرائيل ، وهو ما يؤكد أن المشروع الأمريكى الاسرائيلى المعروف للجميع ضد المنطقة يعتبر ، دون تعارض ، وجه العملة الآخر للمشروع الايرانى غير المعروف للكثيرين ، وهو ربما ما دفع بالمشروعين لتحالف شيطانى قامت أمريكا على أساسه بغزو العراق وتقديمه بأغلبيته الشيعية على طبق من ذهب الى الهيمنة الايرانية ، فى حضور اسرائيل كوصيف ، مقابل شىء ما غير معلن رسميا حتى الآن ! وان كان يقودنا الى البحث عن اجابة السؤال حول حقيقة العلاقة بين ايران من جهة وكل من أمريكا واسرائيل منفردتين أو مجتمعتين من جهة أخرى .
    ـ البداية كشف عنها كتاب ( نقطة اللاعودة - الاستخبارات الإسرائيلية في مقابل إيران وحزب الله ) للكاتب رونين برغمان محلل الشؤون الاستخبارية في صحيفة " يديعوت أحرونوت " واستعرض فيه سعى اسرائيل إلى استقدام 40 ألفاً من يهود إيران بعد الثورة الإيرانية وعلى مدى ثلاث سنوات بين 1979 و1981، عن طريق حملة منظمة نفذتها الموساد بواسطة عملاء من يهود إيران ، ورغم ما ذكره مؤلف الكتاب الا أن إيران اليوم ما زالت تضم أكبر عدد من اليهود في المنطقة ، خارج إسرائيل ، يصل عددهم الى 25 ألف يهودى ايرانى يرون فى ايران أرض مخلصهم " كورش " فاتح بابل ، والأرض التى تضم رفاث " النبي دانيال " و" النبي حبقوق " و" بنيامين " شقيق النبي " يوسف " عليه السلام ، وهو مادفع بالرئيس الايرانى " أحمدى نجاد " لاستقبال وفد كبير من يهود " أصفهان " على رأسهم زعيم الطائفة اليهودية الإيرانية " هارون ياشاني " واستهل " نجاد " كلمته بصفعة مؤلمة على وجوه العرب حين أعاد ترديد مقولة لأبى القاسم الفردوسى الفارسى شاعر أصفهان القديم فى ملحمته الشعرية " الشهنامة " يقول فيها ( الكلب يلعق الثلج في أصفهان والعربي يأكل الجراد في الصحراء (! يقصد أن رفاهية كلاب أصفهان تجعلها تستمتع بالثلج ، أو بشرب الماء البارد ، فما بالكم بالبشر فيها ، بينما العربى البائس لم يجد فى صحرائه القاحلة الا الجراد ليأكله ! ، ثم عدد " نجاد " أسماء القادة العسكريين والسياسيين الإسرائيليين وقتها من يهود أصفهان الايرانية مثل الرئيس الإسرائيلي " موشية كاتساف " ووزير الدفاع " شاؤول موفاز "مشيرا الى أن يهود إيران تشكل نسبتهم داخل إسرائيل 3,5% من عدد سكانها .
    ـ هذا الحديث الودى الغزلى ، وتعمد " نجاد " انتقاء مقولة الشاعر " الفردوسى " عن ترف كلاب اصفهان ، معقل اليهود الايرانيين ، مقابل حقارة حياة العرب ، العدو المشترك للطرفين ، ليلقيها فى هذا الحفل أمام هذا الحشد اليهودى الكبير ، جاء متعمدا ليثبت أن العلاقات الصهيونية الإيرانية راسخة ولم تتغير بتغير " الشاه " ومجيء الملالى الى الحكم ، وأنها علاقة مصالح بعيدة عن وحدة الدين تحرص ايران على اخراجها من دائرة الصراع العربى الاسرائيلى ، على غرار تركيا مع الفارق أن ايران تسعى للتحالف مع الغرب الموالى لاسرائيل لتسهيل فرض نفوذها وهيمنتها السياسية على دول وشعوب المنطقة وهو ما يجعلها تتعامل بوجهين وتتبنى خطابين متناقضين نلمسهما فى تصريحات الرئيس " نجاد " النافية للمحرقة اليهودية ورعايته لعقد إيران مؤتمرا فى ديسيمبر 2006 للباحثين عن حقيقة المحرقة حثهم فيه بنفسه على العمل تحت تشجيع ايران ورعايتها داعيا لازالة اسرائيل من الخريطة ! ألا أن هناك سيل من التصريحات والمواقف الايرانية تختلف 180 درجة عن تصريحات " نجاد " وتظهر مثلا فى الحديث النادر الذى نشرته صحيفــــة " يدعوت أحرنوت " الإسرائيلية لرئيس جمهورية إيران السابق محمد خاتمي على هامش مؤتمر دافوس يناير 2007 قال فيها ( أندد بشدة بعقد هذا المؤتمر حول المحرقة ، يقصد مؤتمر " ايران نجاد " ، مكملا تصريحه : لأن المحرقة ضد الشعب اليهودي مثلت أشد الجرائم التي ارتكبت ضد الإنسانية في عصرنا , ولا يوجد أدنى شك في أنها حدثت وأدعوا الجميع إلى فصل المحرقة عن المباحثات الفلسطينية والعربية ) ، أيضا تصريحه الخطير أثناء زيارته للولايات المتحدة الأمريكية فى سبتمبر 2006 الذى قال فيه ( أن الهلوكست حقيقة حتى إذا تم استغلالها وتم فرض ضغوط هائلة على الشعب الفلسطيني !! وينبغي ألا نسكت حتى إذا قتل يهودي واحد ولا ينبغي أن ننسى أن من جرائم هتلر والنازية والاشتراكية القومية الألمانية المذبحة التي طالت الأبرياء وبينهم الكثير من اليهود ( ، وفي تصريح آخر لمجلة " التايم " خلال رحلته قال خاتمي ( المحرقة حقيقة تاريخية ومطلقة )، وفي لقاء مع مسلمي أمريكا في فرجينيا قال ( أن منفذيها لن يدخلوا الجنة ) ونفس هذا الاتجاه سار فيه وزير خارجية ايران ، بل ان " علي أكبر ولايتي " أحد كبار المؤسسة الدينية والمستشار الدبلوماسي للمرشد الأعلى علي خامئني أكد في حديثه لصحيفــة " لاريبوبليكا " الإيطالية فبراير 2007 ( أن محرقة اليهود خلال الحرب العالمية الثانية حدثت وأنها حقيقة تاريخية )
    ـ اذا يمكننا اعتبار تصريحات الرئيس " نجاد " الحماسية ليست الا جزءا من بروتوكولات المشروع الايرانى ، فقد صيغت التصريحات عن عمد وبعناية فائقة لتلقى قبولا وترحيبا عند الرأى العام العربى تحديدا ، الباحث عن زعامة تستطيع دغدغة عواطفه المشحونة ضد اسرائيل ولو بمجرد اهانتها علنا ، وهى أحد الوسائل الخبيثة التى تقرها بروتوكولات ملالى ايران والتى تأتى بنتائج جيدة جدا فى الدول التى يصعب احتوائها عن طريق نشر المذهب الشيعى فيها كمصر ، فتستخدم الوسيلة كطعُم شهى يؤدى الى صيد البسطاء واستقطابهم وحصد تأييدهم للمشروع الايرانى الذى يروج له ، كذبا ، على أنه مشروع اسلامى وحدوى ، فى الوقت الذى يوجد فيه خطاب رسمى آخر فى كواليس السياسة الدولية يختلف تماما عن ديماجوجية خطاب الرئيس " نجاد " ، بمعنى استخدام بروتوكول آخر لتقديم رأس العربى الغافل مذبوحا على صينية من صفيح لصالح اسرائيل مقابل صتمها عن المشروع الايرانى ودعمه ، وهو ما يقودنا الى البحث فى حقيقة علاقات محور " أمريكا واسرائيل وايران " ليكون موضوع حديثنا القادم ان أراد الله تعالى , ثم أذنت لنا الجريدة المضيفة ، وكان فى العمر بقية .

    ضمير مستتر ، يقول تعالى :

    { وَمِنَ النَّاسِ مَن يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيُشْهِدُ اللّهَ عَلَى مَا فِي قَلْبِهِ وَهُوَ أَلَدُّ الْخِصَامِ } البقرة204
    7 "
  6. بروتوكولات ملالى ايران

    (2) العلاقات الايرانية ـ الاسرائيلية


    استعرضت مع حضراتكم فى المقال السابق ، تحت عنوان بروتوكولات ملالى ايران (1) ، حقيقة المشروع الحلم الذى كان يراود " آية الله الخمينى " قائد الثورة الايرانية وسعيه لاقامة حزام " شيعي " يتألف من إيران والعراق وسوريا ولبنان يُمكِّنه من السيطرة على ضفتي العالم الإسلامي ثم استخدام النفط وموقع الخليج العربى لاستكمال هذه السيطرة حسب ما ذكره " أبو الحسن بنى صدر " ، أول رئيس لإيران بعد الثورة الخمينية ، فى حواره فى أوائل ديسمبر عام 2000 مع قناة الجزيرة ، وقلت أن هذا المشروع السياسى وضِعَت له ، على حد تصورى ، بروتوكولات محددة لضمان تنفيذه ، ولو على المدى الطويل ، تستند على محورين رئيسيين ، أولهما


    حصار نطاق أمن مصر القومى لتحجيم دورها كقلعة للمسلمين السُنّة وكأكبر قوة عربية , وثانيهما اكتساب التأييد الأمريكى والاسرائيلى ، كحليفيين على عدو مشترك هو العرب عموما سُنّة أو شيعة ! وقلت كذلك أن الساسة الايرانيين ، وحسب تصورى أيضا ، يستخدمون بروتوكول " فوبيا " نشر المذهب الشيعى بين العرب " السُنّة " كستار يشغلهم عن الهدف السياسى الذى وضعه " الخمينى " فى مشروعه .

    ـ واليوم نعود الى استكمال استعراض ما يعنينا فى حوار " بنى صدر " لقناة الجزيرة خاصة قوله ( كان الخميني مقتنعاً بأن الأمريكيين سيسمحون له بتنفيذ حلمه ، فقلت له إن الأمريكيين يخدعونك ، ورغم نصائحي له ونصائح الرئيس عرفات الذي جاء يحذره من نوايا الأمريكيين فإنه لم يكن يريد الاقتناع ) هذا ما قاله " بنى صدر " حرفيا ، ويُفهم منه أن ، المرحوم ، الرئيس " عرفات " كان على علم كامل بخطة " الخمينى " وأن تحذيره له كان خوفا على مشروعه من عدم سماح الأمريكيين ، لا خوفا من خطورة المشروع نفسه على الأشقاء الذين لا نَدرِ ما اذا كان الرئيس "عرفات " قد حذرهم وقتها أم أنه فضل الصمت ! أيضا نلاحظ أن عبارة بنى صدر للخمينى ( إن الأمريكيين يخدعونك ) يُفهم منها أن المشروع الايرانى كان معلوما للأمريكيين وتم اقراره بالفعل من حيث المبدأ ، وأن المفاوضات تجرى حول ضمانات تنفيذه وتتم بعلم " بنى صدر " تحت رعاية " الخمينى " وباطلاع شخصيات عربية ، على نوايا الأمريكيين ، كالرئيس " عرفات " !
    ـ اذا فالمشروع الحلم لن يتحقق الا بتقديم ضمانات تكفل الحصول على موافقة الادارة الأمريكية بصورة كاملة أهمها طمأنتها باستمرار التعاون مع اسرائيل كما كان عليه فى عهد " الشاه " قبل " الثورة " ، هذا على فرض أن أمريكا كانت بالفعل مرتابة أوقلقة جدا وتحتاج الى طمأنة ! فعلى حد تصورى ، فان فرصة تحقيق نتائج ايجابية لصالح المشروع " الأمريكى ـ الاسرائيلى " فى المنطقة مضمونة مع " ايران الملالى " على عكس " ايران الشاه " التى كان لها نفس الأطماع السياسية الا أنها لم تسع لتحقيقها عن طريق الزعم بمسئوليتها أمام الله تعالى عن نشر مذهب عقائدى أو أنها نموذج يُحتذى لما يجب أن تكون عليه الدولة الاسلامية الراشدة ، لذلك لم يكن لها نفوذ اقليمى يُذكر على المستوى الجماهيرى ، وبالتالى فلم يكن لها دور محورى فعّال فى المنطقة يمكن استغلاله كآلية جيدة لصالح المشروع " الأمريكى ـ الاسرائيلى " ويضطر الأمريكيين الى استمرار دعمها ، لذلك توقف دورها عند مرحلة الحليف القوى لأمريكا فى مواجهة دوائر الحكم الاقليمية دون أن يكون لها أى تأثير ملموس على رجل الشارع العربى ، على عكس " ايران الملالى " وبروتوكولها شديد الذكاء الذى ادعت من خلاله أنها " ثورة اسلامية " لدغدغة عواطف " الطيبين " فى دولنا العربية تحديدا وبالتالى الحصول على تعاطفهم وتأييدهم الجماهيرى الضاغط كمرحلة أولى ، يليها دعم الحركات ، غير الشرعية ، داخل هذه الدول لضمان ولائها " للملالى " ومن ثم تكرار تجربة الثورة الايرانية فى بلادهم أو على الأقل اثارة القلاقل فيها ، تحت رعاية " الأب الروحى الايرانى " ، حتى لو كان هؤلاء المتعاطفون المدعومون من المسلمين السُنّة ! وبالتالى ينجح البرتوكول الشيطانى فى جعل المشروع " الأمريكى ـ الاسرائيلى " هو الأشد حاجة والأكثر الحاحا وحرصا على التحالف مع مشروع " ايران الملالى " ، وهذا ، ان لم يشطح بى تصورى ، ربما يكون أحد المبررات الرئيسية ، غير المعلنة ، التى دفعت بالأمريكيين للتخلى عن رَجُلِهم " الشاه " بسهولة واستبداله " بالخمينى " وثورته التى رُوج لها كثورة اسلامية ، رغم ما يفترض من أن نجاح " الخمينى " ، لو تم رغم ارادتهم ، فانما يعنى تصدير ثورته وكذلك مصطلحه " ان أمريكا هى الشيطان الأكبر " الى دول الجوار " المعتدلة " حتى ولو بدون دعم ، فالثورات ، فى رأيى ، دائما ما تكون مادة جيدة التوصيل بين الشعوب التى لها نفس الواقع والظروف ، خاصة لو كانت ثورات دينية حقيقية ، وربما عدم انطباق وصف "حقيقية " هذا بمفهومه الدينى هو السبب فى منع تكرار التجربة الايرانية على المستوى الشعبى فى دول عربية أخرى حتى الآن رغم مرور ما يقرب من ثلاثة عقود على ثورة " الخمينى " !
    ـ وفى نفس الحوار ، كشف " بنى صدر " أيضا كيف وضع " الخمينى " بنفسه أسس البروتوكول التعاونى مع اسرائيل قائلا ( في اجتماع للمجلس العسكري أخبرنا وزير الدفاع أننا بصدد شراء أسلحة من إسرائيل ، عجبناً كيف يعقل ذلك ؟! سألته: من سمح لك بذلك ؟ فأجابني: الإمام الخميني ، قلت: هذا مستحيل !! قال: إنني لا أجرؤ على عمل ذلك وحدي ، سارعت للقاء الخميني ، وسألته: هل سمحت بذلك ؟ أجابني : نعم فالإسلام يسمح بذلك ، وأضاف قائلاً: إن الحرب هي الحرب ، صعقت لذلك صحيح أن الحرب هي الحرب ولكن أعتقد أن حربنا نظيفة ، الجهاد هو أن تقنع الآخرين بوقف الحرب ، والتوق إلى السلام ، نعم ، هذا الذي يجب عمله وليس الذهاب إلى إسرائيل وشراء سلاح منها لمحاربة العرب ، لا ، لن أرضي بذلك أبدا ً، حينها قال لي : إنك ضد الحرب وكان عليك أن تقودها لأنك في موقع الرئاسة ) ، وأتصور أن الجزء الخطابى الأخير من كلام " بنى صدر " الذى تولى رئاسة ايران لمدة 17 شهرا منذ اندلاع الثورة وحتى اقالته فى آواخر مايو 1981 ، ربما أراد منه غسل يديه من بروتوكول " الخمينى ـ اسرائيل " لمجرد تحسين صورته أمام " بعض " الدوائر الرسمية العربية الغنية ، بعد خروجه من السلطة وتحوله الى معارض لنظام " الملالى " ، اذ ليس من المنطقى أنه لم يكن على دراية ، مثلا ، أن ايران اشترت فى عهده من الاسرائيليين اطارات لطائراتها من طرازF5 ، F4 فى بداية حربها مع العراق (1980 – 1988) !
    ـ الشاهد أن بروتوكول التعاون الايرانى الاسرائيلى استمر ، وحتى الآن ، وظهر فى أكثر من موقف منها قضية " ايران ـ كونترا " الشهيرة ، وهى الخطة التى باعت بمقتضاها إدارة الرئيس الأمريكى " رونالد ريجان " بواسطة نائبه " جورج بوش الأب " صواريخ مضادة للدروع الى ايران عن طريق إسرائيل تحت زعم اطلاق سراح خمسة من الأمريكيين المحتجزين في لبنان " !! " ثم استعمال عائد الصفقة فى تمويل حركات "الكونترا" المناوئة للنظام الشيوعي في " نيكاراجوا " بعيدا عن رقابة الكونجرس ، الذى صنف " ايران الملالى " أمام الرأى العام الأمريكى كدولة عدوة لا يجب التعامل معها ، كذلك شراء ايران لصواريخ أخرى من الاسرائيليين عام 1986 ، وغير ذلك الكثير الذى دفع " ببنيامين نتنياهو " رئيس الوزراء الاسرائيلى بعد ذلك (1996 – 1999) الى اصدار أمره بعدم الاعلان عن أي تعاون سابق أو لاحق بين اسرائيل وايران ، وذلك حتى يمنع " ناحوم منبار " ، المتهم بتصدير كيماويات خاصة إلى ايران فى تلك الفترة ، من الحصول على معلومات خطيرة عن صفقات الصواريخ والأسلحة ، وذلك بعد أن حاول محاميه السعى لاثبات أن " منبار " هذا ليس هو الاسرائيلى الوحيد الذى يبيع السلاح لايران ، وأن هناك شبكة علاقات واسعة لإسرائيل " الرسمية " معها ، وربما ، وعلى حد رأيى أيضا ، أراد " نيتنياهو " بقراره هذا حماية سرية بنود التعاون مع ايران ، لأن كشفها سينسف كل البروتوكولات المتفق عليها مسبقا ، وسيفضح محاولات " ايران الرسمية " المستمرة لارتداء مسوح " الأب الروحى " الداعم للثورات الاسلامية أمام الشعوب العربية ، وسيهدم تبنيها لشعار " ازالة اسرائيل من على الخريطة " الذى لا يعدو عن كونه بروتوكولا شيطانيا آخر لخداع البسطاء العرب ، تحت زعم معاداة اسرائيل ، لتستطيع من خلاله تحقيق مشروعها الحلم !
    ـ نفس هذا التوجه يظهر بجلاء فى بعض الدراسات والتصريحات الاسرائيلية المعنية ، منها ما قاله " افرايم كام " ، الباحث في مركز " جافي " للدراسات الاستراتيجية في جامعة تل أبيب ( ان ايران لا تعتبر اسرائيل العدو الاول لها ولا حتى الاكثر أهمية من بين أعدائها ) ونفس المعنى قاله " زيو مائور " الباحث بمعهد " أوميدا " الإسرائيلي في بحثه تحت عنوان " إيران بحاجة الى إسرائيل " جاء فيه ( ان إيران لا تشكل أي خطر على إسرائيل ولا تريد تدميرها , بل هي في حاجة اليها وتعتبرها مكسبًا استراتيجيًا مهما حتى تظل قوة عظمى في المنطقة ) , وتصريح آخر " لديفيد ليفى " وزير خارجية اسرائيل الأسبق لجريدة " هاآرتس " الاسرائيلية عدد 1/6/1997 قال فيه ( إن اسرائيل لم تقل فى يوم من الأيام أن ايران هى العدو ) ، وفى صحيفة " معاريف " الاسرائيلية عدد 23 /9/1997 يقول الصحفي " اوري شمحوني " ( ان ايران دولة اقليميه ولنا الكثير من المصالح الاستراتيجية معها ، فايران تؤثر على مجريات الاحداث وبالتاكيد على ما سيجري في المستقبل ، ان التهديد الجاثم على ايران لا ياتيها من ناحيتنا بل من الدول العربية المجاورة فاسرائيل لم ولن تكن ابداً عدواً لايران ) وعن جريدة " لوس انجلس تايمز " نقلت جريدة الانباء العدد 7931 مقالا للصحفي الإسرائيلي " يوسي مليمان " قال فيه ( في كل الاحوال فانه من غير المحتمل ان تقوم اسرائيل بهجوم على المفاعلات الايرانية فقد اكد عدد كبير من الخبراء تشكيكهم بان ايران - بالرغم من حملاتها الكلامية - تعتبر اسرائيل عدواً لها . وان الشيء الاكثر احتمالا هو أن الرؤوس النووية الايرانية موجهة للعرب ) ثم نختتم بما جاء فى مذكرات " أرييل شارون " ، التى سنعود اليها لاحقا ان شاء الله ، صفحتى 583-584 الطبعة الأولى 1992 ، ترجمة أنطوانعبيد / مكتبة بيـسان ـ بيروت، يقول ( لم أرَ يوماً في الشيعة أعداء لاسرائيل على المدى البعيد) ، هذا بصرف النظر عن جدية رأيه أو كونه يدق " اسفينا " لصب الزيت على نيران الفتنة المذهبية الاسلامية التى " تصقل وتضىء " مستقبل اسرائيل القوية بضعف الآخرين ، طبقا لبروتوكولات " حكماء صهيون هذه المرة " !
    ـ وعلى الجانب الآخر من " مزاد " الغزل غير العفيف ، وفى تصريح " لاسفنديار مشائي " نائب الرئيس الايراني " نجاد " نقلته صحيفة " اعتماد " ووكالة أنباء " فارس " الايرانيتين فى 20-7-2008 يقول ( إن إيران اليوم هي صديقة الشعب الأمريكي والشعب الإسرائيلي ) وهو التصريح الذى انتقدته الدوائر المقربة من " المحافظين " الايرانيين بشدة ، ليس لأن اسرائيل تحديدا هى من نعلم ، ولكن لأنهم يرون أن شعبية الرئيس " نجاد " في العالمين العربي والاسلامي مبنية على مهاجمة إسرائيل والتشكيك بالمحرقة وليس على صداقتها !
    ـ والى هنا نصل الى نهاية هذا الاستعراض ، المتواضع ، لبروتوكولات العلاقات " الايرانية الاسرائيلية " ، ليبقى لدينا الحديث عن البروتوكولات بين " أمريكا وايران " و" حدوتة حزب الله " ، وطابور " الملالى العرب " من غير " الشيعة " ، ان جاز عليهم هذا التعبير ، ورغم أنه قد يضعنى داخل عش للدبابير ، الا أننى أرجو أن يكون هو موضوع حديثنا القادم ان أراد الله تعالى , ثم أذن مضيفونا ، وكان فى العمر بقية .
    ـ ضمير مستتر ، يقول تعالى :
    { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ بِطَانَةً مِّن دُونِكُمْ لاَ يَأْلُونَكُمْ خَبَالاً وَدُّواْ مَا عَنِتُّمْ قَدْ بَدَتِ الْبَغْضَاء مِنْ أَفْوَاهِهِمْ وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الآيَاتِ إِن كُنتُمْ تَعْقِلُونَ }آل عمران118


    علاء الدين حمدى

    7 "
  7. بروتوكولات ملالى ايران
    (3) العلاقات الايرانية ـ الأمريكية


    ـ استعرض الكاتب الأردنى الأستاذ " على باكير " كتابا صدر مؤخرا للدكتور " تريتا بارسي" أستاذ العلاقات الدولية في جامعـة " جون هوبكينز " الأمريكيـة ، ورئيس المجلس القومي الإيرانى - الأمريكي ! عنوانه " التحالف الغادر: التعاملات السرية بين إسرائيل وإيران وأمريكا "
    Treacherous Alliance: THE SECRET DEALING OF ISRAEL, IRAN AND THE U.S.
    كشف فيه المؤلف عن الكثير من الوثائق والمعلومات التى تؤكد وجود تحالف شيطانى بين المشروعين الأمريكى والايرانى ، كما سبق وطرحت من تصورات فى المقالين السابقين ، اتضحت أبعاده فى عملية غزو العراق بحيث يستفيد المشروع الأمريكى من البترول ويقترب المشروع الايرانى من تحقيق المرحلة الأولى من حلمه للسيطرة على منطقته الاقليمية ، ويكشف المؤلف كذلك ، كما بين الأستاذ " باكير " ، أن الايرانيين وجدوا فرصة ذهبية أخرى لكسب الدعم الأمريكى ، خلاف تعاونهم مع اسرائيل ، وذلك عن طريق تقديم مساعدة أكبر وأهم للامريكيين في غزوهم للعراق عام 2003 , فقدموا وقتها عرضا احتوى على مجموعة مثيرة من التنازلات السياسية فى عدد من المواضيع الحساسة منها برنامجهم النووي , محاربة القاعدة ، والتفاوض على أسلحة الدمار الشامل والإرهاب و الأمن الإقليمي والتعاون الاقتصادي كما ورد فى " الجزء " الذى اكتفى الأستاذ " باكير " بتناوله من هذا الكتاب .
    ـ وليسمح لى القارىء أن أستكمل استعراض الكتاب من حيث توقف " باكير " وأضيف هنا ما طلبته ايران مقابل هذه التنازلات ، حسب ما ذكره مؤلف الكتاب ولخصه فى عدة نقاط أهمها الغاء تصنيف ايران كدولة داعمة للارهاب ورفع العقوبات الاقتصادية والتجارية عنها والافراج عن أموالها المجمدة فى البنوك الغربية وعدم دعم حركة مجاهدي خلق المعادية لنظام الملالى واحترام مصالحها الدينية في العراق والسماح بوصولها الى الطاقة النووية السلمية والحصول على التكنولوجيا البيولوجية والكيماوية ، ولكن الأخطر من كل ما سبق كان مطلب ايران الحصول على إقرار واعتراف أميركي بها كقوة إقليمية فى المنطقة ، وهو ما يعنى أن تصبح ايران صاحبة اليد العليا في الخليج وهو ما رفضه الأميريكيون الذين رأوا ان ايران ساوت نفسها بالولايات المتحدة الأمر الذي ما كان يتم قبوله للاتحاد السوفياتي " الراحل " فكيف بايران ! وهو ما حال دون اتمام الصفقة ، حسب رأى المؤلف الذى يمكننا تلخيصه فى أن هناك حالة من " العداء " مع أمريكا دفعت الايرانيين الى تقديم هذا العرض ! هذا ما أورده الكتاب الذى تناوله آخرون غير الأستاذ " باكير " منهم " مارشا كوهين " الباحثة بمركز دراسات الشرق الأوسط بجامعة فلوريدا الأمريكية ، الى جانب كتب أخرى لا تقل أهمية تحدثت عن العلاقات الايرانية الامريكية ولكن من منظور آخر منها كتاب " الصداقة المُرّة فى أحضان الأعداء " للصحفية الأمريكية " باربارا سليفن "
    Bitter Friends, Bosom Enemies: Iran, the U.S. and the Twisted Path to Confrontation
    وهو كتاب لا يقل أهمية عن غيره ، وربما أعود لاستعراضه على حضراتكم اذا سنحت الظروف فى مناسبة أخرى .
    ـ وبعيدا عن رأى " بارسى " وفى رأيى الشخصى ، فان الأمريكيين رفضوا اتمام هذه الصفقة ، اذا صحت ، لأسباب أخرى غير التى أشار اليها الكتاب ، أولها ، وأنا اتحدث بتحليلى الشخصى ، الحرص على سرية العلاقة مع الحليف الايرانى حتى يستمر تأثيره " الديماجوجى " الفعال من خلال تبنيه لعملية " التغييب " والنُصّرَة الدينية المزيفة التى يمارسها على العقل العربى بدعوى الثورة الاسلامية والعداء لاسرائيل وتحدى أمريكا .. الخ ، وبالتالى يصبح هذا الحليف فى وضع مميز يسمح بتمرير أى توجهات أو أيدولوجيات أمريكية الى عقل العربى " الغافل " من خلاله فى الوقت الذى يدور وراء الكواليس أمور أخرى تختلف كليا عن ذلك ، هذه واحدة ، والثانية ، وهى الأهم وان صُنِّفت تحت باب مناورات الذئاب ، هى عدم السماح لايران بالسيطرة على بترول الخليج بسهولة ويسر ، وأقول بسهولة لأن أمريكا تعلم يقينا أن هذه السيطرة ستأتى مع الأيام رغما عنها لا ريب فى ذلك وأنها مسألة وقت لا أكثر ، لأن حكمة الله تعالى وضعت خزانات البترول الخليجية العربية فى المناطق ذات الكثافة السكانية "الشيعية " الكبيرة والمتزايدة والتى من البديهى أن ولائها بالدرجة الأولى سيكون للأب الروحى فى " ُقم " الايرانية قبل مواطنها الأصلية دون أدنى شك .
    ـ وهذا التصور ، ان صح ، فهو يوضح عمق الاستراتيجيات الأمريكية وحُسن قراءتها لمستقبل المنطقة وقواها الاقليمية وكيفية توظيفها الجيد لخدمة هذه الاستراتيجيات مهما كانت التضحيات ، على عكس الصورة السطحية الاستخفافية التى يخدعنا بها البعض عن غباء الأمريكيين وانجرارهم الى مستنقعات الاحتلال الموحلة بسبب افتقارهم للتخطيط ! وخطأهم فى تقدير قوة المحتَلين أو بنى جلدتهم المجاورين !
    ـ لذلك وُضِعت الخطط والاتفاقات منذ عهد " الخمينى " وربما قبل أن يقوم بثورته ، لاحتواء عنفوان هذا الحليف الايرانى الفَتِى المتنامى القوة صاحب السيطرة على البترول فى المستقبل القريب ، وذلك بطرق تضمن مصالح الغرب حاليا ومستقبلا ، وتضمن كذلك تحويل هذا الحليف الصاعد الى حارس من نوع خاص جدا يحمى مصالح السيد الأمريكى فى الخليج ، حارس له دور محدد ومرسوم بدقة متناهية لا تستطع أن تقوم به اسرائيل ، ولا يُوثَق أبدا فى اسناده الى أى دولة عربية مهما كانت قوتها أو حتى ، عفوا ، درجة " انبطاحها " ، وذلك ببساطة لأن أمريكا ، بعيدة النظر الباحثة عن مصالحها فى المقام الأول ، لن تراهن يوما على دول غير مؤسسية تفتقد للثوابت السياسية وتتنقل نُظمها الحاكمة بين القومية والليبرالية والاشتراكية والديمقراطية والرأسمالية و" المهلبية " أيضا !
    وهو ما قد يجوز اختصاره فى عبارة " الشرق الأوسط الجديد " أو اعادة تقسيم المُقسم أصلا باتفاقية " سايكس بيكو " من قبل ، مع بقاء محور " اسرائيل ـ ايران " عسكريا واقتصاديا لضبط ايقاع النبض العربى والآسيوى خاصة الاسلامى ، ليظل الجميع يسبح ويقدس صبح مساء بحمد العم " سام " والعياذ بالله ، والا لماذا تغاضت أمريكا عن الاحتلال الايرانى " الاسلامى الثورى " لجُزر " ُطنب " الاماراتية بما لها من أهمية استراتيجية فى تهديد خطوط ملاحة ناقلات البترول الا اذا كان لهذا الاحتلال دور مفيد لأمريكا ؟! ولماذا لم تطلب الامارات تحرير هذه الجزر على غرار تحرير الكويت ؟!
    ـ سبب آخر يمكننا تلخيصه فى مسألة استيعاب الأمريكيين لتجربة الملك فيصل أثناء حرب اكتوبر 1973 وتزعمه لعملية منع البترول العربى ، عدا بترول العراق وليبيا والجزائر ، عن الدول المتعاونة مع اسرائيل ، ومقولته الشهيرة " لهنرى كيسينجر" وزير الخارجية الأمريكى وقتها : " نحن كنا ولا نزال بدوا , وكنا نعيش في الخيام , وغذاؤنا التمر والماء فقط ، ونحن مستعدون للعودة إلى ما كنا عليه ، أما أنتم الغربيون فهل تستطيعون أن تعيشوا بدون النفط ؟ " فى اشارة واضحة الى استعداده لردم آبار البترول العربية لصالح كرامة العرب والعروبة ، وقتها أصبح " الفيصل " قوة اقليمية عظمى مؤثرة يمكنها تهديد المصالح الغربية فى المنطقة وليس فى بلاده فقط ، فكان قرار اغتياله حتميا ! فى عملية مريبة لم تتكشف كافة حقائقها حتى اليوم .
    كذلك استيعاب الأمريكيين لتجربة " الشاه محمد رضا بهلوى " وتجربة " الرئيس صدام حسين " ورغبة كل منهما فى الهيمنة على بترول الخليج وتحويل بلده الى قوة بترولية تستطيع لىِّ ذراع الدول العظمى الصناعية لأسباب مختلفة عند كل من الرجلين ، لذلك تخلص الأمريكيون منهما معا لصالح نظام الملالى فى الحالتين ، بدون مصادفة ! وكخطوة أولى على طريق تحقيق مشروع " الخمينى " بالتعاون الأمريكى لانشاء " الهلال الشيعى " بدلا من " الهلال الخصيب " تمهيدا لضم الجزيرة العربية ومصر وشمال افريقيا للمشروع ، وهو بالمناسبة ما ظهر مؤخرا فى الدعوة غير المفهومة التى أطلقها القائد الليبى القذافى لاحياء الدولة الفاطمية الشيعية من جديد ! وهو ما قد نعود اليه بالتفصيل لاحقا باذن الله .
    ـ بقى أن نقول أن التحالف الايرانى السرى مع أمريكا ظهرت أواصره فى مناسبتين ، الأولى تسهيل الغزو الأمريكى لأفغانستان ، السُنّية ، والذى لم يكن ليتحقق مطلقا بغير الدعم الايرانى ، راجع خريطة المنطقة ، أى بدون فتح المجال الجوى الايرانى أمام المقاتلات الأمريكية والدعم اللوجيستى المحمول جوا والصواريخ التى تطلق من حاملات الطائرات المتمركزة فى الخليج العربى عبر نفس المجال الجوى الايرانى لتدك جبال " تورابورا " وغيرها من المدن الافغانية لما يقرب من ثلاثة شهور متصلـة حتى انتهت افغانستان ومقوماتها وبنيتها التحتية كدولة ، وانتهت ، أو توقفت الى حين ، " حدوتة طالبان " التى كانت تقُضّ مضاجع ايران ، وليس أمريكا ، ليل نهار بتشددها السُنّى .
    ـ المناسبة الثانية كانت فيما قدمه نظام الملالى الى الأمريكيين من دعم وخدمات جليلة مكنتهم من احتلال العراق فى 2003 ، وتسلمه منهم بعدها ، منها الدور المحورى شديد الخطورة الذى قام به " فيلق بدر " العراقى الشيعى المتشدد ، الذى تشكل سنة 1980 كمخلب لايران داخل العراق ثم أصبح جزءا من الحرس الثورى الإيرانى ! حيث كان دوره حماية قوات المارينز الأمريكية القادمة من الكويت لاحتلال العراق وكذلك خطوط دعمها اللوجيستى بعد ذلك من عمليات المقاومة العراقية ، وتأمينه لمنطقة " البصرة " ، ذات الأغلبية الشيعية كما تابعنا وقتها ، وهو ما لخصه تصريح " محمد أبطحي " مدير مكتب الرئيس الايرانى وقتها قائلا " لولا الدعم الإيراني لأمريكا لما استطاعت أن تحتل أفغانستان ثم العراق " !!
    ـ اذا ، وفى الحالتين ، افغانستان والعراق ، يمكننا القول أن ما حدث كان تنسيقا بين قوى حليفة بالفعل ولم يكن أبدا مجرد التقاء مصالح ينتهى بانتهاء تحقيق هدف وقتى محدد ، اذ لم يكن الايرانيون ، بطبيعتهم التفاوضية البارعة ، ليفعلوا ذلك دون الاتفاق على المقابل المرضى السَّخى خاصة وهم المشهورون بصناعة السجادة الفاخرة فى ساعة بينما يمكنهم التفاوض حول سعرها لسنة كاملة دون كلل !! وأيضا لم يكن الأمريكيون ليُقدِموا أو يجرأوا على خطوة غزو افغانستان أو العراق قبل التنسيق الكامل مع " الشريك " الايرانى ، وسرا ، فى الوقت الذى أظهروا فيه أمام العالم العربى أن حليفهم الأول فى احتلال العراق هم الحكام العرب ! كما سبق وأظهروا أمام العالم الاسلامى ان حليفهم لاحتلال أفغانستان هو الرئيس الباكستانى وقتها " برويز مشرف " ، الذى لم يع وقاحة الدروس الأمريكية ، ولم ينتبه الى ما يهدد مستقبله السياسى كراعى لأول قنبلة نووية اسلامية ، ان لم يكن يهدد مستقبل حياته كلها ! وهى قصة أخرى حتى لا نخلط الأوراق والمواضيع .
    ـ هذا ما حاولت ايجازه عن برتوكولات العلاقة بين ملالى ايران وأمريكا " الشيطان الأكبر " رغم ضخامة الموضوع وأسانيده ، وعلى قدر امكانى وجهدى المتواضع ، ليبقى لدينا الحديث عن " حدوتة حزب الله " ، وطابور " الملالى العرب " من غير " الشيعة " ، ان جاز عليهم هذا التعبير ، وذلك ان أراد الله تعالى , ثم أذن مضيفونا ، وكان فى العمر بقية .
    ـ ضمير مستتر :
    يقول تعالى : {مَن كَانَ يُرِيدُ الْعِزَّةَ فَلِلَّهِ الْعِزَّةُ جَمِيعاً إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ وَالَّذِينَ يَمْكُرُونَ السَّيِّئَاتِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَمَكْرُ أُوْلَئِكَ هُوَ يَبُورُ } فاطر10
    علاء الدين حمدى
    7 "
  8. بروتوكولات ملالى ايران




    (4) العلاقات السورية ـ الايرانية




    ـ ليس بوسعنا الحديث عن " حزب الله اللبنانى " دون أن نعرج أولا ، فى عجالة ، على العلاقات " السورية الايرانية " التى تُعتبر التحالف الاستراتيجى العربى الوحيد مع الثورة الايرانية منذ بدايتها ، والذى نشأ كنتيجة طبيعية للعداء المذهبى بين " العراق " ، ذى الأغلبية الشيعية الذى تحكمه الأقلية السُنِّية القوية متمثلة فى الرئيسين " أحمد حسن البكر " ثم " صدام حسين " منذ سبيعينيات القرن الماضى وحتى سقوط بغداد 2003 ، وبين " سوريا " ، ذات الأغلبية السُنِّية ، حوالى 70% من عدد السكان ، التى تحكمها الأقلية الشيعية القوية منذ انقلاب لؤى الأتاسى عام 1963 ، الذى أتى بحزب البعث الى السلطة ، مرورا بانقلاب نور الدين الأتاسى عام 1966 ، ثم سبيعينيات القرن الماضى وحتى الآن متمثلة فى الرئيسين " الأسد " المنتميين الى المذهب " الشيعى العلوى النصيرى " ، نسبة الى " محمد بن نصير البصرى النميري " الذي عاصر " الحسن العسكرى " ، الإمام الحادي عشر للشيعة الاثنى عشرية ، وزعم أنه ورث مرجعيته بعد غياب ابنه " محمد المهدى " الإمام الثاني عشر ( 847 م ) أو امام الشيعة الغائب ، وهو موضوع أخر ليس هنا مجال الخوض فيه .
    ـ الشاهد أن هذا التحالف ظهرت فعالياته فى التأييد السورى المطلق للايرانيين فى حربهم ضد العراق ( 1980ـ 1988 ) واستمر حتى فقد أهميته الاستراتيجية بسقوط النظام العراقى فى 2003 كما يرى " إدوارد لاتووك " الباحث بمركز الدراسات الإستراتيجية والدولية فى مقال له بعنوان " الحليفيين " نشر فى جريدة The wall street journal فى يناير 2007 ، أو كما يقول " عبد الحليم خدام " ، رُكن النظام السورى سابقا والمعارض حاليا ، فى حديثه لجريدة المستقبل اللبنانية 8 فبراير 2007 ( في الماضي كان هناك تحالف إستراتيجي وكان لسوريا مصالح ولإيران مصالح وكانت نقطة الالتقاء الأساسية لهذا التحالف هى وجود صدام حسين لكن الأمور تحولت بعد ذلك نتيجة غياب نقطة الالتقاء الأساسية وضعف سوريا التي لم يعد لديها أي إستراتيجية ) .
    ـ الا أننى أختلف مع الرأيين السابقين ، حيث أتصور أن غياب نقطة الالتقاء الأساسية هذه التى أشار اليها " خدام " والتى وضع غيابها نهاية للعداء المذهبى بين النظامين العراقى والسورى بالفعل ، هو نفسه الذى يدفع بالطرفين السورى والايرانى الى التمسك باطار التحالف بينهما بصورة أكبر ولأسباب أكثر الحاحا تتفق ومقتضيات الوضع الاقليمى الجديد بعد سقوط بغداد ، وان اختلفت التفاصيل أو ، الخبايا ، طبقا لمصالح كل طرف منهما !
    ـ فالسوريون بعد تدهور علاقاتهم مع العرب عموما خاصة مصر والسعودية نتيجة تحالفهم مع النظام الايرانى ، وهو التحالف الذى انعكست أثاره بعد سقوط بغداد على الوضع المتردى فى لبنان وصراعات فتح وحماس ، أى شرق الأمن القومى المصرى ، فانهم ، أى السوريين ، يحرصون بشدة على بقاءه لعدة أسباب أهمها فى رأيى :
    أولا : حماية أمنهم الاقليمى المهدد شرقا من الوجود الأمريكى فى العراق ، كما بين الأستاذ " خالد الحروب " فى بحثه القيم ( تداعيات الغزو الأميركي للعراق على خريطة القوى بالمنطقة ) الذى نشرته مجلة شؤون عربية العدد 113 عام 2003، وجنوبا ، ليس من اسرائيل ولكن بكل أسف من لبنان ، الشقيق ، الذي تخشى سوريا الرسمية أن يستكمل اكتساب التأييد والدعم العربى ، والغربى أيضا ، ليصبح شوكة فى جانبها ، خاصة وقد اضطرت الى سحب جيشها منه في مارس 2005 واتهامها بتدبير اغتيال رفيق الحريري وعدد من الشخصيات اللبنانية الأخرى .
    ثانيا : رغبة مؤسسة النظام السورى " العلوى " فى دعم نفسها داخليا فى مواجهة الأغلبية السُنّية وعلى رأسها جماعات السلفيين والاخوان المسلمين ، الذين تختلف أهدافهم على الأرض عن أهداف زملائهم فى مصر ، لذلك سمح النظام السورى للايرانيين بتأسيس حوزات ، مدارس دينية ، شيعية كنوع من الترسيخ للدور الايرانى وتمكينه من نشر مذهبه على المستوى الشعبى ، وهو ما سيصب لصالح مؤسسة النظام السورى كنظام " شيعى " فى النهاية سواء بقى تحالفهم مع الايرانيين مستقبلا أو نُقِض تحت أى ظروف ، وهو ما دفع بالرئيس الإيرانى " أحمدي نجاد " للتصريح لجريدة السفير اللبنانية يناير 2007 مبررا بقاء هذا التحالف قائلا ( إن أمن سوريا هو أمن إيران ) ، وكأن " فوبيا الأمن " انتقلت عدواها من اسرائيل الى سوريا ، ركن العروبة الحصين ، بعد أن تشابهت ظروف العزلة عن المحيط الاقليمى ، مع فارق التشبيه والدوافع .
    ـ أما الايرانيون ، وعلى حد تحليلى أيضا ، فربما هم الأكثر حرصا على استمرار هذا التحالف ولكن لأسباب أخرى تختلف عن " حدوتة " الأمن الواحد التى يرددها " نجاد " ، وتحديدا للدور الحيوى الذى يقوم به النظام السورى فى احتواء ، أو قمع ، الأغلبية الُسّنية السورية التى تعتبر ، بعد سقوط بغداد ، حائط الصد الوحيد الباقى والقَوىِّ الذى يقف كحجر ، بل جبل ، عثرة يعرقل مشروع الهلال الشيعى الكبير ، هذا من ناحية ، ومن ناحية أخرى فان تخلى الايرانيين عن سوريا الرسمية فى هذا التوقيت سيدفعها فورا لتحسين علاقاتها مع العرب ، وكلهم دون استثناء من السُنَة نُظما أو شعوبا ، وكذلك توقيع معاهدة سلام مع اسرائيل ، وهو ما يعنى فى الحالتين خروج سوريا من دائرة النفوذ الايرانى ومنعها لمصالحه الاستراتيجية التى تمر خلالها بصفتها جزء أساسى من مشروعه " الخمينى " المأمول .
    ـ هذا الحرص الايرانى على استمرار " احتواء " الحليف السورى من المفيد جدا أن نقرأه بعيون الايرانيين أو بمخاوفهم ونواياهم ، من عدة نقاط يأتى على رأسها :
    أولا : نظرة " الاستراتيجية الأمريكية الاسرائيلية " للنظام السورى وامكانية تقبلها له كنظام يمكن الوثوق به ودعمه والتعامل معه مستقبلا .
    ثانيا : أطر الصراع داخل مؤسسة النظام السورى وتداعياتها ، سلبا أو ايجابا ، على مستقبل العلاقات الاقليمية سواء مع ايران ، أو لبنان وبقية العرب ، أو اسرائيل ، وخاصة فى ظل التقارب التركى ـ السورى مؤخرا .
    ثالثا : مستقبل " حزب الله " ، كذراع اقليمى للايرانيين ، اذا خرجت سوريا ، جسر الربط الوحيد مع الحزب ، عن دائرة نفوذهم ، وبالتالى سيخسر الايرانيون ورقة ضغط قوية على اسرائيل والأمريكيين فى " مناورات الذئاب " .
    رابعا: تأييد السوريين لترسيخ دور سياسى " لحزب الله " على الساحة اللبنانية ذات التوازنات السياسية المعقدة ، وما اذا كان هذا التأييد هو الوجه الرئيسى للتحالف مع الايرانيين ، أو كان الهدف منه اضعاف السُنّة فى لبنان وتقليص نفوذهم لصالح " حزب الله " ، الشيعى خاصة بعد اغتيال الحريرى ، وبالتالى اضعاف شوكة الأغلبية السُنّية السورية حتى يستتب الأمر للنظام " العلّوى " السورى حاليا أو مستقبلا ، وهو الأمر المفيد لايران فى الحالتين على أى حال .
    خامسا : موقف " تركيا " الباحثة عن دور اقليمى يتناسب مع نفوذها وامكانياتها ويقنع الاتحاد الأوروبى فى نفس الوقت بقبول انضمامها لعضويته اذا استطاعت اثبات أنها لاعب أساسى فى المنطقة يستطيع بنفوذه اضافة فوائد كثيرة للاتحاد ، وبالتالى كان توسطها لتحقيق تقارب " سورى اسرائيلى " دفع بالرئيس بشار أن يعرض فض تحالفه مع ايران مقابل حل عادل للمشكلة " السورية ـ الاسرائيلية " يضمنه الأمريكيون ! رغم أنه لم يوضح منظوره أو مفهومه لهذا الحل العادل أومستقبل الجولان المحتلة ! وان كان اشترط دورا واسعا لنفوذ النظام السورى فى لبنان كأساس للدخول فى مفاوضات مع بقية الأطراف المعنية ، رغبة منه ، حسب تحليلى ، فى دعم مصيره كنظام شيعى وسط بحيرة اقليمية تموج بالمسلمين السُنّة ، أو ليكون هذا النفوذ ورقة ضغط عكسية على الملالى فى ايران لصالح أطراف أخرى !! وتأكيدا لجدية العرض ، أطلق الرئيس بشار تصريحات " مغازلة " عبر فيها عن عدم اهتمامه من الناحية العسكرية بأي حرب مستقبلية ضد إيران أو حزب الله !
    سادسا : علم الايرانيين أن إسرائيل , رغم تعاونها القوى معهم منذ الثورة ، فانها لن تسمح لنفوذهم بتعدى حدود معينة ضدها أمام العرب السُنّة قبل الشيعة ، وهو أحد الأسباب " السياسية " التى دفعت اسرائيل الى الانسحاب المفاجىء من جنوب لبنان عام 2000 مفضلة أن تبدو فى صورة " المهزوم " مقابل تجريد حزب الله من شرعيته الشعبية كتنظيم مقاومة يحظى باعجاب الشارع العربى الذى لم يهتم بتبعيته للنفوذ الايرانى ، على حد رأى دكتور " تريتا بارسي" فى كتابه " التحالف الغادر: التعاملات السرية بين إسرائيل وإيران وأمريكا " الذى تعرضت له فى الجزء الثالث من السلسلة .
    سابعا : عرقلة أى اتفاق سلام بين سوريا وإسرائيل قبل الاتفاق مع الأمريكيين أولا على الاطار الخاص بدور ايران الاقليمى ونفوذها فى الخليج ، وكذلك عرقلة أى محاولة تقارب بين سوريا والعرب خاصة مصر ، بالتأكيد لعلمهم أن المحور " السورى ـ المصرى " القوى هو الملجأ والحصن فى كل المحن والكوارث التى مرت بهذه الأمة ، وأن العرب بخير ما التقت القاهرة ودمشق ، هكذا أثبت التاريخ قديمه وحديثه بدروسه التى استوعبها الايرانيون جيدا بينما تفرغنا نحن لتكرار كل أخطائنا التاريخية دون أن نتعلم أو نفهم !

    ـ هذا من ناحية قراءة الايرانيين لاستمرار احتواء الحليف السورى ، أما الأمريكيون ، وبعد سقوط بغداد ، فقد قرروا اغراء السوريين لفض التحالف اضعافا لموقف ايران ، كما ذكرت آنفا ، ليس تمهيدا لضربها الذى لن يمنعه بقاء هذا التحالف بأى حال ، ولكن حرقا لأوراقها وتقليما لأظافرها قبل عقد صفقة سياسية مرتقبة للتعاون بين المشروعين الايرانى والأمريكى الاسرائيلى ، يرجح أن تتم بعد استقرار الادارة الأمريكية الجديدة اذا استطاع الجميع أن يتوصلوا لحل مرضى حول مطالب ايران المتشددة للهيمنة الاقليمية ومنحها اليد العليا في الخليج مع اعتراف أميركي صريح بها كقوة أساسية فى المنطقة ، الأمر الذى رفضه الأمريكيون من قبل ، ولكننى أتصور أن هذه المفاوضات ستشهد تنازلات كثيرة سيقدمها الامريكيون اذا حصلوا على تعهدات ايرانية قوية تضمن عدم العبث بامدادات بترول الخليج مستقبلا ، وعدم تكرار تجربة " محمد مصدق " الذى أمم البترول الايرانى 1951 وعزل الشاه " محمد رضا بهلوى " وأجبره على مغادرة البلاد للمرة الأولى قبل أن يعود اليها من جديد بتدبير المخابرات الأمريكية والبريطانية ، أو تجربة " الملك فيصل " فى حرب اكتوبر ، أو تجربة الرئيس " صدام حسين " التى عجلت بنهايته بعد قطعه البترول العراقى عن أمريكا لمدة شهر كامل تضامنا مع انتفاضة الأقصى سبتمبر 2000 فى الوقت الذى قام فيه " الأشقاء العرب " بتعويض حصة العراق المقطوعة حتى لا يتضرر " الأشقاء الأمريكان " أو تعانى " كلابهم " من قلة التدفئة فى برد أمريكا القارص !
    ـ هذه التنازلات سيضطر الأمريكيون اليها ، وربما لأكثر منها ، ليمكنهم ابرام الصفقة مع ايران مقابل " بيع " أو التخلى عن كل حلفائهم فى الخليج ، وذلك ببساطة لأنهم يعلمون أن سيطرة ايران الملالى على بترول ضفتى الخليج مسألة وقت ليس الا ، خاصة فى ظل وجود منابعه على الضفتين وسط كثافة سكانية " شيعية " كبيرة ومتزايدة ، وعلمهم كذلك أنه ليس باستطاعتهم ابقاء قواعدهم فى الخليج الى يوم القيامة لذلك كانت رغبة الغرب عموما فى تعيين حارس قوى لمصالحه فى الخليج يناسب مرحلة " الشرق الأوسط الجديد " يكون له دور محدد ومرسوم بدقة متناهية لا يناسب اسرائيل ولا يُوثَق فى اسناده الى أى دولة عربية مهما كانت قوتها كما ذكرت فى الجزء الثالث من السلسلة ، وهنا تجدر الاشارة الى أن أهداف السياسة الأمريكية ، كدولة مؤسسات حقيقية لا شك فى ذلك ، لا تتغير مع وصول الديمقراطيين أو الجمهوريين الى الحكم ، لأن ما يختلف بين الفريقين هو طريقة الوصول الى الهدف الثابت ، أشبه بمن يسلك الطريق الصحراوى للوصول الى مدينة الاسكندرية مثلا بينما يفضل غيره الطريق الزراعى ، ولكن فى النهاية محطة الوصول تبقى واحدة رغم اختلاف الطرق المؤدية اليها ، أو كما يقول المثل الرومانى القديم " كل الطرق تؤدى الى روما " !
    ـ اذا نصل الى أن هذا الحرص السورى الايرانى على بقاء صيغة مشتركة للتحالف بينهما ، بعد سقوط بغداد ، يستطيع كل طرف من خلالها استغلال الآخر كورقة ضغط على المحور " الاسرائيلى ـ الأمريكى " للحصول على مكاسب محددة فى أى مفاوضات محتملة ، دفع بالطرفين الى توقيع اتفاقية للدفاع المشترك فى منتصف يونيو 2006 ، اطلق عليها " اتفاق تعاون عسكرى " ونشرت تفاصيلها فى صحيفة الحياة اللندنية عدد 16 يونيو 2006 ، وايا كان الاسم ، فان حرية كل دولة فى البحث عن مصالحها وحقها فى ابرام التحالفات مع الغير لا يتفق مطلقا ، فى رأيى ، مع التصور المفترض للعلاقات بين دول " الوطن العربى " مهما استبدلوه بمصطلح " الشرق الأوسط الكبير " حيث ستبقى وحدة المصير شئنا أم أبينا ، دون ارتداء مسوح القومية العربية حتى لا نُغضِب معتنقى " العولمة " وأشياعهم ، لذلك فالاتفاقية ، من حيث المبدأ ، تعد اختراقا مباشرا للأمن القومى العربى لصالح الايرانيين ، ومخالفة صريحة من النظام السورى لاتفاقية الدفاع المشترك العربية الموقعة فى ابريل 1950 فى عهد الرئيس السورى " هاشم الأتاسى " حتى ولو لم يكن لها أهمية أو جدوى تذكر على الأرض أو فى الواقع !
    ـ الغريب أن توقيع هذه الاتفاقية لم يسبب ازعاجا للاسرائيليين رغم الحرب المعلنة مع سوريا منذ احتلال هضبة الجولان بعد هزيمة الخامس من يونيو 1967 وحتى الآن ! كذلك لم يظهر الأمريكيون أى درجة من القلق ! رغم أن الاتفاقية تعنى صراحة اعلان سوريا الحرب عليهم اذا تعرضوا لايران بضربة عسكرية ! وذلك لأن الفريقيين ، المعنيين مباشرة بنتائج الاتفاقية ، يعلمان جيدا أنها اتفاقية مسرحية تنحصر نتائجها على مستوى المناورات السياسية فقط ولا يمكن استراتيجيا استخدامها بمفهومها العسكرى مطلقا فى ظل وجود العراق ، خارج الاتفاقية ، وكونه فاصلا جغرافيا يمنع انتقال أى دعم " لوجيستى " برا أو جوا بين طرفيها ، اضافة الى وقوعه حاليا ، ولأجل طويل غير مسمى ، تحت سيطرة الأمريكيين المفترض أن الاتفاقية موقعة للتعاون ضدهم فى المقام الأول ! كذلك فان الفريقين يعلمان أن لكل من سوريا وايران آلياتهما العسكرية القوية التى بوسع أيهما استخدامها منفردة وبكفاءة تامة وموجعة دون احتياج لتوقيع اتفاق تعاون عسكرى مع الطرف الآخر أوتلقى دعمه ، سواء ايران فى ظل تطويرها لصواريخ الردع الباليستية عابرة القارات أو الصاروخ " سجيل " الذى أعلن عنه فى 12 نوفمبر 2008 والذى يصل مداه الى 2000 كيلو متر والذى صاحبه تصريح " حنجورى " للرئيس " نجاد " عن استعداد ايران " لسحق " كل من يعرقل تقدمها العلمى ! ، أو سوريا فى ظل امتلاكها للصواريخ الكورية التى تصل الى أى نقطة داخل اسرائيل ، وصواريخ سكود الروسية مدى 500 و700 كيلومتر ، وصواريخ أرض - أرض ، اسكندر- إي ، أس 300 المضادة للطائرات ، اضافة الى الصناعة العسكرية السورية ، المحمودة ، التى نجحت بالتعاون مع ايران وكوريا الشمالية فى تجميع صواريخ سكود وتصنيع صواريخ أخرى بتصميم سوري هى التى يدعم بها السوريون حزب الله ، هذا باب الصواريخ فقط خلاف المدرعات والمدفعية والطيران !
    ـ اذا فالهدف من الاتفاقية ، بايجاز ، ليس التعاون العسكرى فى حالات الحروب وانما هو ، فى رأيى ، هدف سياسى ذو شقين ، الأول : استغلال الآخر كورقة ضغط تدعم موقفه فى أى مفاوضات مرتقبة كما قلنا ، والثانى : تحسبا لفشل المفاوضات وما سيعقبها من تغير المصالح وتَعرُضّ نظام الملالى لضربة عسكرية أمريكية ، حيث سيقع تنفيذ شق الاتفاق العسكرى من الاتفاقية على كاهل السوريين وحدهم عن طريق الضغط على اسرائيل سواء بتصعيد الموقف على هضبة الجولان أو تحريك ميليشيات " حزب الله " لتكرار تجربته فى " استدراج " اسرائيل لضرب لبنان فى منتصف يوليو 2006 كما سنعرض اليه بالتفصيل لاحقا ! هذا بافتراض اتخاذ قرار بضرب ايران ، وهو ما أظنه لن يحدث .
    ـ أيضا أتصور أن اتفاقية التعاون العسكرى هذه كان من شروطها " الأدبية " عدم توريط ايران أو استدراجها للمشاركة فى أى عمل عسكرى سورى فى الجولان أو ضد مصالح الأمريكيين عموما ، أو حتى دعم سوريا فى حالة تعرضها لاعتداء أمريكى أو اسرائيلى ، وهو ما اتضح فى الموقف السورى ، واحتجاجه " المهذب " ، الذى رأيناه مرتين ، اختباريتين ، الأولى بعد تعرضه لأكثر من غارة طيران اسرائيلية ، والثانية بعد الغارة الأمريكية الأخيرة على عمال البناء المدنيين دون أن يطلب السوريون من " الحليف الايرانى " موقفا أقوى من الاستنكار حتى ولو بمجرد التلويح بتفعيل الاتفاقية ، مكتفين بمجرد التحذير من " العواقب الوخيمة " اذا تكررت الاعتداءات ، التى تتكرر بالفعل !
    ـ اذا فالأمر ليس الا مجرد " ضحك على الذقون " أو " تبويس لحى " كما يقول أهلنا فى الشام ، وتنافس اقليمى " اسرائيلى أمريكى ـ ايرانى " سيعقبه اتفاق تعاونى يحكم " لجام " عدو مشترك هو العرب عموما سُنّة أو شيعة أو مسيحيين ، تحت زعم معاهدات السلام وما سيليها من أمن ورخاء وبهللة واسترخاء ، أو تحت زعم أوهام النصرة الإيرانية لقضايا العروبة والاسلام عن طريق استخدام الخطاب الدينى المؤثر الذى يعتبر الباب الملكى للعبور الى قلوب شعوبنا العربية البسيطة ، وللحديث بقية ان أراد الله تعالى , ثم أذن مضيفونا ، وكان فى العمر بقية .
    ـ ضمير مستتر :
    يقول تعالى : { الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُواْ لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَاناً وَقَالُواْ حَسْبُنَا اللّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ }
    آل عمران173
    علاء الدين حمدى


    7 "
2 من 4 صفحة 2 من 4 123 ...
ADs

قم بتسجيل دخولك للمنتدي او

الانضمام لمبتعث

Search Engine Optimization by vBSEO ©2011, Crawlability, Inc.