مبتعث مميز Characteristical Member
السعودية
LOTUS , أنثى. مبتعث مميز Characteristical Member. من السعودية
, مبتعث فى السعودية
, تخصصى Computer Science
, بجامعة kau
- kau
- Computer Science
- أنثى
- ---------------, --------------
- السعودية
- Feb 2007
المزيدl May 1st, 2009, 05:11 AM
مقالة أعجبتني ..
تحليل معقول..
مستقبل الخليج ..بين المشروع الغربي والمشروع الإيراني السياسي يقال إنه في السياسة ليس هناك صداقة دائمة أو عداوة دائمة، ولكن هناك مصالح متوازنة بين الأمم، لذلك سيكون خطأً جسيماً وقاتلاً لو اعتقد أهل منطقة الخليج العربي - مسؤولين ومثقفين ومواطنين - أن منطقة الخليج العربي لا ينتظرها خطر محدق، وأيامٌ لا يمكن لأحد أن يتنبأ بمدى خطورتها؛ لأن كل المعطيات والإرهاصات تؤكد أنها ستكون أكثر المناطق سخونة وربما اشتعالا في العالم خلال العشر السنوات القادمة.. المنطقة تشهد عدة مشاريع سياسية رئيسية تتصادم فيما بينها، بنسب مختلفة، فهناك أربعة مشاريع سياسية رئيسية تتفاوت قوتها وفاعليتها: المشروع الأول، هو المشروع الأقوى، والأكثر تأثيراً، بل ربما يكون هو المتسبب في الصراع والصدام في المنطقة، وهو المشروع السياسي الإيراني، الذي لم تعد خافية على أحد خططه في التمدد والهيمنة، وهو مشروع سياسي إيديولوجي مذهبي استراتيجي، بعيد المدى.. يملك القدرة على استخدام القوى والوقت والأزمات على أعلى مستويات الأداء والتنفيذ، بل ويوظف الصراعات كما يجب أن يستفيد منها، ويحسن تحريك واستخدام الأدوات والقوى، سواء الموالية أو المحايدة.. أو الخصوم، حتى المتناقضين معه إيديولوجيا ومذهبيا، وفق منظومة دبلوماسية واستخباراتية ومالية ضخمة، على شكل دوائر تختلف في أهميتها، وفي توقيت استخدامها... وما يحدث في أفغانستان وباكستان والعراق وسوريا ولبنان واليمن، ودول مجلس التعاون وفلسطين ومصر وعدد من دول آسيا وأفريقيا... كل هذا يدل على التخطيط الاستراتيجي الأوسع والمنظم، لهذا المشروع الطموح! هذا المشروع هو الأخطر، على منطقة الخليج على وجه الخصوص وعلى المنطقة العربية بشكل عام.. ليس لأن إيران أكثر عداء للخليج والعرب من الغرب أو إسرائيل. كلا.. ولكن لأن إيران تغلف مشروعها السياسي بالإيديولوجيا والنزعة المذهبية.. مما يقلل فرص الحوار والتفاهم، ويقلل فرص التراجع والتنازل، تحت دعوى المبادئ والارتباط بما هو أبعد من المصالح وأسس العلاقات الدولية والمصالح المشتركة بين شعوب المنطقة والشعب الإيراني المسلم الشقيق. وإيران بهذا المشروع المؤدلج تملك كل مقومات القوة والنفوذ والهيمنة، وهو حق مشروع لها.. أن تطمح، بل وتطمع في التمدد وإنجاح مشروعها.. خصوصا وهي تشهد ما يشبه الفراغ في المواجهة، عدا الولايات المتحدة والغرب وإسرائيل، وهؤلاء الأعداء في الحقيقة، هم رغبة إيران في العداء، فذلك مشرف لها أن يكون من يواجه مشروعها هم هؤلاء الذين تدرك شرائح المجتمع في كافة دول المنطقة خطورة هذا المشروع الغربي.. وهو ما يعزز التمدد الإيراني، ويمدها بالشرعية الوهمية. لكن هذا الحق في الطموح، يكتسب فاعليته، وربما شرعيته في ظل السلبية والغفلة ومؤشرات التراخي من قبل دول المنطقة في الخليج.. التي تبدو وكأنها لا تملك الحلول والخطط للمواجهة. المشروع السياسي الثاني هو المشروع الأمريكي والغربي، المعزز بالوجود الإسرائيلي، والقوة الإسرائيلية.. وهو مشروع له أبعاده وأهدافه البعيدة المدى. وهو مرتبط بالطاقة في المنطقة بالنسبة للغرب، وبالاحتلال واغتصاب الأرض بالنسبة لإسرائيل. ولكن لا يمكن أن يكون بأي حال من الأحوال في صالح شعوب المنطقة في نهاية المطاف. وهو مشروع مكشوف عداؤه، خصوصا إسرائيل، التي يتفق الجميع على عدائها وعلى عدوانيتها. وخطورة هذا المشروع ليس في قوته الضخمة، عسكريا واقتصاديا وسياسيا واستخباراتيا. وإنما بافتقاده للأخلاقية السياسية والبراجماتية الذاتية، وأيضا في فرضية إنه ربما يغذي العداء بين دول المنطقة بما فيها إيران.. لتظل المنطقة تحت رعب المجهول، واختلاط الأوراق. فلو افترضنا أن أمريكا مضت في صراعها ضد إيران إلى الهجوم العسكري، فإن الرد الإيراني المنطقي لن يكون في أراضي الولايات المتحدة، عدا بعض التفجيرات أو الأعمال الإرهابية.. لكن الرد العسكري التدميري سيكون موجها إلى دول الخليج.. إضافة إلى آلاف الخلايا النائمة من القاعدة وسواها التابعة لإيران في المنطقة.. عندها الويل للشعب إذا تصارعت الفيلة، لا قدر الله. المشروع الثالث هو مشروع القاعدة، أو الإيديولوجيا الإسلامية، المحسوب، بكل أسف، على عباءة السنة والحركات التي تسمي نفسها سلفية... يدخل في هذا المشروع كافة حركات الإسلام السياسي، سواء منها من يؤمن بالعنف، أو من لا يؤمن به.. بل حتى المشرّعون له من عدد قليل من العلماء والمفكرين والدعاة، الذين يبدون معتدلين وهم في حقيقة الأمر يحرثون الأرض لتهيئتها لزراعة الأفكار المتطرفة، وليتربى عليها الشباب المهيؤون للانخراط في الحركات السياسية المنظمة والمتطرفة.. ضد شعوب المنطقة. المشروع الأخير.. هو مشروع الدولة في الخليج، أو دول مجلس التعاون وكذلك الدول الأخرى مثل تركيا ومصر والعراق والأردن واليمن، وهو مشروع التنمية والسلم الأهلي وبناء المؤسسات, أي الدولة المدنية، وهو مشروع يبني علاقة متوازنة مع الغرب، كما يمتلك التأييد والدعم من الشريحة الصامتة في هذه المجتمعات الخليجية.. وهم النسبة الساحقة من شعوب المنطقة، سنة وشيعة، سواء على ضفة الخليج الشرقية أم الغربية. وما يعيب هذا المشروع هو ضعف بنيته أمنيا وعسكريا أمام المشاريع الأخرى، وضعف قدرته على المواجهة، إن لم يكن عدم وجود الخطط في الأصل لأي مواجهة، إما بسبب عدم إدراك لخطورة المرحلة، أو الاعتماد على مساعدة الغرب في الجانب الأمني والعسكري، وهذا أمر محفوف بالكثير من المنزلقات والمتغيرات، ويخضع لمصالح أخرى، وأهداف مختلفة ومتبدلة، إن هي تقاطعت في ظروف معينة.. قد لا يحدث ذلك في ظروف أخرى.. بل قد تتصادم في المستقبل. لاشك أن علاقة الصداقة والمصالح مع الغرب، وخصوصا الولايات المتحدة الأمريكية، هو أمر مهم للمنطقة، ليس فقط في الحرب على الإرهاب أو في مواجهة المشروع الإيراني، أو ربما يسهم ذلك في الضغط على إسرائيل، للتسليم بحقوق الفلسطينيين والعرب.. بل هو مهم بالنسبة للطاقة والتوازن العالمي، ومستقبل المنطقة مع العولمة، وقد أثبتت العلاقة مثلا بين المملكة العربية السعودية وأمريكا، عبر أكثر من ثلاثة أرباع القرن، أن ذلك لم يؤثر سلبا على مواقف المملكة، ولم يكن على حساب مصالحها ومبادئها وقناعاتها الدينية والسياسية، بل إن الواقع يؤكد أن الولايات المتحدة كانت حريصة على هذه العلاقات المتوازنة إلى حد بعيد.. التي بنيت على وضوح في المبادئ والمصالح.. لكن مهما يكن.. فإن تجارب التاريخ القريب أيضا توجب على دول الخليج أن تكون حذرة من الاعتماد كليا على أي قوى أخرى في أمنها الاستراتيجي.. لأنها علاقات ليست قائمة على مبادئ بقدر ما هي قائمة على مصالح.. فالولايات المتحدة تخلت عن الصين الوطنية وعن فيتنام الجنوبية وعن إيران الشاه وعن دول في أفريقيا وأمريكا الجنوبية، وعن باكستان في صراعها مع الهند.. ولن يكون مستغربا أن نصحو على تصالح مع إيران، وقد حدث بالفعل الكثير من التفاهم بين إيران وأمريكا، في الحرب على طالبان، وفي الحرب على عراق صدام حسين، والتقرير الذي صدر عن مقياس المخابرات القومي في وكالة الاستخبارات الأمريكية، عن توقف البرنامج النووي الإيراني، عن العمل منذ عام 2003م، يشير إلى إمكانية التقاء المصالح بين أمريكا وإيران.. وهو التقرير الذي أعدته كامبيل براون Campbell Brown تحت عنوان (إيران: الحقيقة والخيال).. فكل شيء قابل للتغير في مجال العلاقات السياسية بين الدول. وفي تقرير لجيمس دوبينز James Dobbins، المبعوث الخاص لإدارة الرئيس الأمريكي بوش، يقول إن الحرب على طالبان شهدت مستوى عالياً من التعاون والتنسيق بين أمريكا وإيران. ليس ذلك خلال العمليات العسكرية في أفغانستان فحسب، بل وفي الجهود المشتركة في إعادة بناء قوات الجيش والأمن في أفغانستان، وكذلك في إعادة الحياة السياسية والإعمار. وأخيرا فإن الكاتب الأمريكي المعروف توماس فريدمان يقول: إن التحالف الأمريكي الإيراني سيكون هو الحدث الأهم في القرن الواحد والعشرين. حسن بن عبدالله آل خليل المصدر اللهم احمي بلادنا وامننا وامصاره وهجرة وقراة ومدنه بمواطنيه ومقيمه الذين شهدوا لك بالوحدانيه وبرسولك محمد صلى الله عليه وسلم بالنبوة واتبعوا سنته من الشرور والفتن ومن الشقاق والنفاق والفساد والكساد والعجز والجبن وغلبه الرجال
مقال جميل جزاك الله خير اختي في الله
أم جودي May 1st, 2009, 05:57 AM
7 " مشكورة اختي على نقل المقال وفعلاً منطقة الخليج العربي سؤف تشهد العديد من الصراعات بسبب العراق و أسرائيل والاخطبوط القادم
أيران وأتوقع وطبعاً هذه تدخل في تحليلاتي الخاصة أن دولتنا سؤف تدخل في حرب وأتوقع سؤف تكون حرب الخليج الرابعة
ولكن أدعوا من الله أن اكون مخطى فالحروب دائماً لا تجلب الا المصائب والخسائر للطرفين سوا المنتصر أو المنهزم
شكراً سيدتي على المقال الرائع
الهجلة May 1st, 2009, 06:36 AM
7 " الله يكفينا شرهم
مشكورة لوتس
عمـ Red-Death ـشز May 1st, 2009, 09:17 PM
7 " مشروع ايران الصفوي لن يمر باذن الله مادام هناك وعي للخطر
شكرا لمروركم
LOTUS May 31st, 2009, 04:21 PM
7 " والله كلام مخيف وخطير ،،
طيب ،، لماذا لا نقيم ندوة مصغره ،، نتناقش عن كيفية حماية شعبنا ووطننا من هذه الافات ،، خصوصا الموضوع الايراني - الامريكي ،،
وكيفية التعامل معها ،، وتنبيه الناس وتنويرهم بما يحصل ،،
لأنه في نظري من أضخم وأخبث المشروعات التي تنتظرنا والله المستعان ،،
فمن سيعلق الجرس ؟؟
Canady June 3rd, 2009, 05:01 PM
7 "
May 1st, 2009, 05:11 AM
تحليل معقول..
مستقبل الخليج ..بين المشروع الغربي والمشروع الإيراني السياسي
يقال إنه في السياسة ليس هناك صداقة دائمة أو عداوة دائمة، ولكن هناك مصالح متوازنة بين الأمم، لذلك سيكون خطأً جسيماً وقاتلاً لو اعتقد أهل منطقة الخليج العربي - مسؤولين ومثقفين ومواطنين - أن منطقة الخليج العربي لا ينتظرها خطر محدق، وأيامٌ لا يمكن لأحد أن يتنبأ بمدى خطورتها؛ لأن كل المعطيات والإرهاصات تؤكد أنها ستكون أكثر المناطق سخونة وربما اشتعالا في العالم خلال العشر السنوات القادمة..
المنطقة تشهد عدة مشاريع سياسية رئيسية تتصادم فيما بينها، بنسب مختلفة، فهناك أربعة مشاريع سياسية رئيسية تتفاوت قوتها وفاعليتها:
المشروع الأول، هو المشروع الأقوى، والأكثر تأثيراً، بل ربما يكون هو المتسبب في الصراع والصدام في المنطقة، وهو المشروع السياسي الإيراني، الذي لم تعد خافية على أحد خططه في التمدد والهيمنة، وهو مشروع سياسي إيديولوجي مذهبي استراتيجي، بعيد المدى.. يملك القدرة على استخدام القوى والوقت والأزمات على أعلى مستويات الأداء والتنفيذ، بل ويوظف الصراعات كما يجب أن يستفيد منها، ويحسن تحريك واستخدام الأدوات والقوى، سواء الموالية أو المحايدة.. أو الخصوم، حتى المتناقضين معه إيديولوجيا ومذهبيا، وفق منظومة دبلوماسية واستخباراتية ومالية ضخمة، على شكل دوائر تختلف في أهميتها، وفي توقيت استخدامها... وما يحدث في أفغانستان وباكستان والعراق وسوريا ولبنان واليمن، ودول مجلس التعاون وفلسطين ومصر وعدد من دول آسيا وأفريقيا... كل هذا يدل على التخطيط الاستراتيجي الأوسع والمنظم، لهذا المشروع الطموح!
هذا المشروع هو الأخطر، على منطقة الخليج على وجه الخصوص وعلى المنطقة العربية بشكل عام.. ليس لأن إيران أكثر عداء للخليج والعرب من الغرب أو إسرائيل. كلا.. ولكن لأن إيران تغلف مشروعها السياسي بالإيديولوجيا والنزعة المذهبية.. مما يقلل فرص الحوار والتفاهم، ويقلل فرص التراجع والتنازل، تحت دعوى المبادئ والارتباط بما هو أبعد من المصالح وأسس العلاقات الدولية والمصالح المشتركة بين شعوب المنطقة والشعب الإيراني المسلم الشقيق.
وإيران بهذا المشروع المؤدلج تملك كل مقومات القوة والنفوذ والهيمنة، وهو حق مشروع لها.. أن تطمح، بل وتطمع في التمدد وإنجاح مشروعها.. خصوصا وهي تشهد ما يشبه الفراغ في المواجهة، عدا الولايات المتحدة والغرب وإسرائيل، وهؤلاء الأعداء في الحقيقة، هم رغبة إيران في العداء، فذلك مشرف لها أن يكون من يواجه مشروعها هم هؤلاء الذين تدرك شرائح المجتمع في كافة دول المنطقة خطورة هذا المشروع الغربي.. وهو ما يعزز التمدد الإيراني، ويمدها بالشرعية الوهمية. لكن هذا الحق في الطموح، يكتسب فاعليته، وربما شرعيته في ظل السلبية والغفلة ومؤشرات التراخي من قبل دول المنطقة في الخليج.. التي تبدو وكأنها لا تملك الحلول والخطط للمواجهة.
المشروع السياسي الثاني هو المشروع الأمريكي والغربي، المعزز بالوجود الإسرائيلي، والقوة الإسرائيلية.. وهو مشروع له أبعاده وأهدافه البعيدة المدى. وهو مرتبط بالطاقة في المنطقة بالنسبة للغرب، وبالاحتلال واغتصاب الأرض بالنسبة لإسرائيل. ولكن لا يمكن أن يكون بأي حال من الأحوال في صالح شعوب المنطقة في نهاية المطاف. وهو مشروع مكشوف عداؤه، خصوصا إسرائيل، التي يتفق الجميع على عدائها وعلى عدوانيتها. وخطورة هذا المشروع ليس في قوته الضخمة، عسكريا واقتصاديا وسياسيا واستخباراتيا. وإنما بافتقاده للأخلاقية السياسية والبراجماتية الذاتية، وأيضا في فرضية إنه ربما يغذي العداء بين دول المنطقة بما فيها إيران.. لتظل المنطقة تحت رعب المجهول، واختلاط الأوراق.
فلو افترضنا أن أمريكا مضت في صراعها ضد إيران إلى الهجوم العسكري، فإن الرد الإيراني المنطقي لن يكون في أراضي الولايات المتحدة، عدا بعض التفجيرات أو الأعمال الإرهابية.. لكن الرد العسكري التدميري سيكون موجها إلى دول الخليج.. إضافة إلى آلاف الخلايا النائمة من القاعدة وسواها التابعة لإيران في المنطقة.. عندها الويل للشعب إذا تصارعت الفيلة، لا قدر الله.
المشروع الثالث هو مشروع القاعدة، أو الإيديولوجيا الإسلامية، المحسوب، بكل أسف، على عباءة السنة والحركات التي تسمي نفسها سلفية... يدخل في هذا المشروع كافة حركات الإسلام السياسي، سواء منها من يؤمن بالعنف، أو من لا يؤمن به.. بل حتى المشرّعون له من عدد قليل من العلماء والمفكرين والدعاة، الذين يبدون معتدلين وهم في حقيقة الأمر يحرثون الأرض لتهيئتها لزراعة الأفكار المتطرفة، وليتربى عليها الشباب المهيؤون للانخراط في الحركات السياسية المنظمة والمتطرفة.. ضد شعوب المنطقة.
المشروع الأخير.. هو مشروع الدولة في الخليج، أو دول مجلس التعاون وكذلك الدول الأخرى مثل تركيا ومصر والعراق والأردن واليمن، وهو مشروع التنمية والسلم الأهلي وبناء المؤسسات, أي الدولة المدنية، وهو مشروع يبني علاقة متوازنة مع الغرب، كما يمتلك التأييد والدعم من الشريحة الصامتة في هذه المجتمعات الخليجية.. وهم النسبة الساحقة من شعوب المنطقة، سنة وشيعة، سواء على ضفة الخليج الشرقية أم الغربية. وما يعيب هذا المشروع هو ضعف بنيته أمنيا وعسكريا أمام المشاريع الأخرى، وضعف قدرته على المواجهة، إن لم يكن عدم وجود الخطط في الأصل لأي مواجهة، إما بسبب عدم إدراك لخطورة المرحلة، أو الاعتماد على مساعدة الغرب في الجانب الأمني والعسكري، وهذا أمر محفوف بالكثير من المنزلقات والمتغيرات، ويخضع لمصالح أخرى، وأهداف مختلفة ومتبدلة، إن هي تقاطعت في ظروف معينة.. قد لا يحدث ذلك في ظروف أخرى.. بل قد تتصادم في المستقبل.
لاشك أن علاقة الصداقة والمصالح مع الغرب، وخصوصا الولايات المتحدة الأمريكية، هو أمر مهم للمنطقة، ليس فقط في الحرب على الإرهاب أو في مواجهة المشروع الإيراني، أو ربما يسهم ذلك في الضغط على إسرائيل، للتسليم بحقوق الفلسطينيين والعرب.. بل هو مهم بالنسبة للطاقة والتوازن العالمي، ومستقبل المنطقة مع العولمة، وقد أثبتت العلاقة مثلا بين المملكة العربية السعودية وأمريكا، عبر أكثر من ثلاثة أرباع القرن، أن ذلك لم يؤثر سلبا على مواقف المملكة، ولم يكن على حساب مصالحها ومبادئها وقناعاتها الدينية والسياسية، بل إن الواقع يؤكد أن الولايات المتحدة كانت حريصة على هذه العلاقات المتوازنة إلى حد بعيد.. التي بنيت على وضوح في المبادئ والمصالح..
لكن مهما يكن.. فإن تجارب التاريخ القريب أيضا توجب على دول الخليج أن تكون حذرة من الاعتماد كليا على أي قوى أخرى في أمنها الاستراتيجي.. لأنها علاقات ليست قائمة على مبادئ بقدر ما هي قائمة على مصالح.. فالولايات المتحدة تخلت عن الصين الوطنية وعن فيتنام الجنوبية وعن إيران الشاه وعن دول في أفريقيا وأمريكا الجنوبية، وعن باكستان في صراعها مع الهند.. ولن يكون مستغربا أن نصحو على تصالح مع إيران، وقد حدث بالفعل الكثير من التفاهم بين إيران وأمريكا، في الحرب على طالبان، وفي الحرب على عراق صدام حسين، والتقرير الذي صدر عن مقياس المخابرات القومي في وكالة الاستخبارات الأمريكية، عن توقف البرنامج النووي الإيراني، عن العمل منذ عام 2003م، يشير إلى إمكانية التقاء المصالح بين أمريكا وإيران.. وهو التقرير الذي أعدته كامبيل براون Campbell Brown تحت عنوان (إيران: الحقيقة والخيال)..
فكل شيء قابل للتغير في مجال العلاقات السياسية بين الدول. وفي تقرير لجيمس دوبينز James Dobbins، المبعوث الخاص لإدارة الرئيس الأمريكي بوش، يقول إن الحرب على طالبان شهدت مستوى عالياً من التعاون والتنسيق بين أمريكا وإيران. ليس ذلك خلال العمليات العسكرية في أفغانستان فحسب، بل وفي الجهود المشتركة في إعادة بناء قوات الجيش والأمن في أفغانستان، وكذلك في إعادة الحياة السياسية والإعمار.
وأخيرا فإن الكاتب الأمريكي المعروف توماس فريدمان يقول: إن التحالف الأمريكي الإيراني سيكون هو الحدث الأهم في القرن الواحد والعشرين.
حسن بن عبدالله آل خليل
المصدر