مبتعث مميز Characteristical Member
أستراليا
أسير الدنيا , ذكر. مبتعث مميز Characteristical Member. من أستراليا
, مبتعث فى أستراليا
, تخصصى قانون
, بجامعة MELBOURNE
- MELBOURNE, VIC
- أستراليا
- Sep 2008
المزيدl June 28th, 2009, 07:54 AM
June 28th, 2009, 07:54 AM
لجينيات | تحية لهؤلاء الأفذاذ
د. عبدالله بن صالح الخليوي
(تم حذف الإيميل لأن عرضه مخالف لشروط المنتدى)
تحية لاأبتغي بها إلا وجه الله والدار الآخرة، تحية مفعمة بالدعاء والمحبة والتقدير والتبجيل، تحية تقطر شهدا وتحمل ودا وترسل دعوة في ظهر الغيب، تحية بل تحيات وتحايا أزجيها من أعماق قلبي ومن قرارة نفسي ومن فيض احساسي ومن قناعة ضميري لهم أجل لهم. تحية بل تحايا أسطرها نيابة عن أكثر من عشرين مليون انسان يعيشون على هذا التراب الطاهر تراب الوطن. تحية أسطرها بدموعي وأمليها بأناملي وألفها بامتناني وأخبؤها بين جوانحي وأقذفها على بركة الله عبر فضاء تعكر هواؤه وتكدر نقاؤه وخبا وهجه، أرسلها شاهدة على ماأحدث الناس من ملل ونحل وزلل وخلل وعلل، وعلى ماشاب صفونا من مكدرات الخطايا ومحقرات الذنوب والتي فاحت فأغرقت فضاءنا بذرات الغبار التي مافتئت تلازمنا منذ سنين وأغرقت قلوبنا بلواعج الأحداث التي تتطاير كل يوم في الصحف فتذرف لها الدموع وتضج لها النفوس وتحار فيها العقول وتصرخ من هولها البراءة.
تحية أنحت حروفها حرفا حرفا بأناملي وأضخ مشاعري في ثناياها وأسكب دموعي في تجاويفها، تحية أملاها القلب والضمير والوجدان والعقل والمنطق والفضيلة، تحية عبرت حدود الزمان والمكان وحلقت في جو السماء تستلهم الماضي المجيد والتراث الفريد والجيل العميد. تحية بلسم لأولئك الأفذاذ من الرجال الذين تجاوزوا الصعاب وخاضوا الشعاب وداسوا الرغاب فاشرأبت أعناقهم وتألقت أخبارهم وتكلمت أفعالهم وتوارت أسماؤهم، لايريدون من أحد جزاء ولاشكورا ولا ثناء ولا أجورا بل يريدون ماعند الله، تجردوا من كل مصلحة ونبذوا كل منفعة واحتسبوا كل كلمة وتحملوا كل ملحمة فكانوا بحق أصحاب الميمنة. خاطروا بأرواحهم وحملوا أكفهم فوق أياديهم واستقاموا على الطريقة فأسقاهم الله شراب اليقين وحاربوا الرذيلة ، تفطرت قلوبهم من المآسي، وذرفت عيونهم فكانوا هم الآسي، قلوبهم مثقلة بالحسبة وألسنتهم تلهج بالثناء، توارت في زوايا قلوبهم آلام وآمال واختزنت ذاكرتهم قصصا مؤثرة ومواقف مبكية ومشاهد مفجعة فكلّت لكنها ماملّت، فالتعب والنصب والوصب يغسله ماأعد الله لعباده، وماألذه من تعب وماأحلاه.
تحية تعبق بالإعجاب وتفيض بالترحاب وتعبر الأبواب لتستقر على هامات أولئك الرجال الذين عطرذكرهم المجالس وحمى الله بهم العرين ورمقتهم الأبصار وهتفت لهم الحناجر تلهج بالدعاء للخالق الأجل بأن يحفظهم ويسدد طريقهم. تحية ألطخ أحرفها بماء الحياء ونبع الإباء وحبر السناء وأغلفها بدمع الرجاء وأبعثها حارة موسومة بضجيج خافت من أم مكلومة أوأب مجروح أو فتاة غرر بها فكانت حمى مستباحا ولغ فيه الكلب فوجب غسله سبع مرات. تحية أبعثها لرجال الحسبة رجال صدقوا ماعاهدوا الله عليه، هم بلا شك حراس الفضيلة وصمام الأمان ومبعث الفخر، يجولون بلا كلل ولا ملل يحاربون الرذيلة ويحتملون الشتيمة ولايرضون أبدا بالهزيمة. عاهدوا الرحمن فأوفوا بالعهود، وقالوا فصدقوا ، هالهم مارأوا من تبدل الحال وانتشار الضلال وجرأة المحتال فنال الناس فيه مانال فهبوا بعزيمة كبرى ودمع ذارف هطال ليحققوا الآمال المعقودة عليهم في زحمة الأهوال. صبروا واحتسبوا فكانوا درع الأمة الواقي من سهام الأشرار، أبحروا في خضم الأمواج ورغم هيجان البحر وعنف الأمواج وهجوم القراصنة وقلة الزاد إلا أنهم وصلوا إلى بر الأمان واستووا على الجودي آمنين مكرمين أما قراصنة البحر واللصوص المتسترون فقد لفهم الموج وابتلعهم البحر في أحشائه إلا من رفع راية الاستسلام وأعلنها توبة خالصة من الشوائب والأكدار. إن هؤلاء المميزين المتميزين اشتروا ماعند الله من الأجر والثواب العظيم ذابت على نار عزمهم كل المصاعب والمتاعب فضاؤهم واسع فسيح وجناحهم صدق وإخلاص واتباع، غرق في أجسادهم الألم وطفا الأمل.
ليس غريبا أن نرى من يكيل التهم ويقلب ظهر المجن ويبتدع الروايات والقصص ليرسم صورة شوهاء عن هؤلاء الرجال الأفذاذ ، وهوبذلك قد جنى على نفسه ومجتمعه، فالأمربالمعروف والنهي عن المنكرفريضة ويعتبرعند بعض العلماء الركن السادس من أركان الإسلام لأهميته وحساسيته، فهو ليس كما يسميه البعض شرطة دينية ، فالشرطة يقتصر دورها على الضبط والإحضار، أما هؤلاء فهم محتسبون دعاة إلى الله عز وجل يمارسون عملهم دينا يدينون به الله عز وجل لاوظيفة يتسابقون لنيلها. إن ماتطالعنا به الصحف صباح مساء والقنوات الأخرى المسموعة والمرئية ليؤشر على عظيم الدور الذي يقوم به هؤلاء العمالقة وسط مجتمع أبى إلا الفضيلة مسلكا وإلا طريق الإسلام منهجا لكن النقص طبيعة البشر والكمال عزيز، فالآفات تفتك إن لم تكافح، ولا أشد من آفات الأخلاق فهي حاصدة للفضل ماحقة للطهر مذكية للعهر تتقلب وتتلون وتتشكل تعيث في أرض الطيبين الأطهار فتلتقط فرائسها بمعسول الكلام وذرابة اللسان وجمال المنطق والوعود المخملية ولاتتركها إلا خرابا بلقعا. إن هذا الجدار الواقي والدرع الحامي ليعتبر من أهم خطوط الدفاع عن الضرورات الخمس النفس والمال والعقل والنفس والعرض.
إن الحسبة لاتقتصر على هؤلاء الأبرار بل كل واحد منا رجل أمن ورجل حسبة وفق منهج الله القويم يدعو بالحكمة والموعظة الحسنة ولين الكلام وبشاشة الوجه. إن من يقترف الإثم هو واحد منا ليس غريبا عنا ولا ينبغي أن نقسو عليه ونحن نراه يتعثر في معارج الرغبة بل علينا أن نأخذ بيده إلى بر الأمان، ولو أشغل الشباب ذكورا وإناثا أوقاتهم بما ينفع ويفيد لاختفت كثير من الرغبات الجامحة القلقة المقلقة، فالفراغ والشباب سلاحان خطيران يقودان إلى دهاليز مظلمة ونهايات مؤلمة، وكم في غابة المجتمع من شجيرات تخون ، وكم سمعنا من قصص يدمى لها القلب ويهتز لسماعها الضمير الحي وتسبل العين ماءها يجري سحا مدرارا وهي تستعرض مغامراتهم وسقطاتهم وهفواتهم وهم في عمر الزهور أزهارا أينعت لكنها تفتحت على مشاهد العهر أو سقطت في مهاوي الردى. المجتمع عبارة عن أفراد يشكلون في مجموعهم مجتمعا، والأفراد يتفاوتون في طرائق تفكيرهم وأفهامهم ونظرتهم للأمور فمنهم العاقل اللبيب ومنهم العاطفي ومنهم المفكرالنحرير ومنهم المحبط ومنهم قوي الإرادة أو ضعيفها فلا نفترض أننا نمارس النصيحة مع نمط واحد لايتغير ولايتبدل بل هي أنماط وصور متعددة تتطلب رقة في الخطاب ولينا وانفتاحا في أسارير الوجه وترحيبا ونظرة مشفقة تحوي من سقط ومن تعثر.
إن رجل الحسبة هو أحق من يتصف بالحلم والصبروالفقه ومن لايجد في نفسه لاحلما ولاصبرا فليتنح عن الطريق لئلا يشرخ نسيجا قارب على الالتئام فالحماقة قد تفسد العمل وتفوت المقصود. إن مهمة الحسبة مهمة عظيمة لايخوض غمارها إلا من اتصف بتلك الصفات ونهل من معين النبوة. لاتعامل المخطئين وأرباب المعاصي على أنهم شذاذ مفسدون بل عاملهم كأب حنون يشفق عليهم ويتمنى لهم النجاة والسعادة، فهم وقعوا في الخطأ وقارفوه وكل إنسان عرضة لأن يقارف الخطأ وكم من مذنب ومسرف على نفسه رجع وآب فكان قدوة في أخلاقه وأفعاله
إن كبوت أخي ودخلت في غيبوبة الأوهام الخادعة فلا تيأس فباب التوبة مفتوح إلى أن تغرغر الروح. إن مقارفة الخطيئة لايغلق باب التوبة والإنابة والرجوع إلى الله. إن من ينتزعك من براثن الوحش ومن مستنقع الإثم ويشدك للنبع الأصيل ويدفعك عن مراتع التخبط ويملأ دورقك بترياق النجاة لجدير بأن يذكر فيشكر لأنه يريد لك الخير في دنياك وفي أخراك. إن الوقوع في الذنب ليس نهاية المطاف، وإذا كان الإسلام يجب ماقبله من الكفر، الذي ماعصي الله بذنب أكبر منه، فكذلك التوبة تجب ماقبلها من الذنوب كبيرها وصغيرها، ولن تجد للسعادة مكانا في قاموسك إن حدت عن المسار وتنكبت الصراط المستقيم. إن الرفيق الصالح ورفيق الخطيئة بينهما مسافة شاسعة تفصل بين الرغبة والإرادة وبين الوهم والحقيقة وبين الخيانة والوفاء. إنك أخي إن جست في فضاء اللذة فسيعقب لذتك أتراحا وأحزانا ولن يهدئ نفسك الثائرة جرعة من مخدر لايلبث أن يزول مفعوله لتطلب المزيد والمزيد حتى يكون هلاكك ورحيلك في آن. إن فلسفة اللذة في الإسلام تقوم على ارضاء الذات وارضاء الخالق فالإسلام لم ينكر هذا المارد الجموح في نفوسنا بل هذبه بأحرف من نور ضخت فينا الرجاء والأمل والسعادة والطمأنينة. إن لذة الحلال لاتعدلها لذائذ الدنيا كلها ولو تعرف إليها المتخبطون في متاهات الرذيلة لتجالدوا عليها بالسيوف ولأنفقوا فيها الغالي والنفيس.
إن رجال الحسبة لايحبهم إلا مؤمن ولايكرههم إلا من نظر إليهم بعين السخط التي تبدي المساوئ دون تحقق ولا تبين ولا تروي. إن من عرف الله حق معرفته واتقاه وخشيه أحب هؤلاء الأطهار ودعا لهم بظهر الغيب وتلمس لهم المعاذير إن أخطأوا لأنه يدرك قبل غيره أنهم يقومون بأعظم مهمة ألا وهي الدعوة إلى الله وتغيير المنكر وفقا للمنهاج الشرعي. إن من تجترئ عينه على النظر المحرم وأذنه على الهمس الناعم ويده على اللمسة المحرمة ولسانه على القول المنمق الذي يصيد به فرائسه ليجفل من حماة الأعراض والبلسم الدفاق ويناصبهم العداء ويكيل لهم التهم ويشحذ سكاكين لذاته لينحر بها يقظتهم وصبرهم وصمودهم وحرصهم على سلامة المجتمع. يالله كم ساروا يطلبون ماعند الله تقلهم الأرض وتحضنهم السماء، كم غزلوا بدموع اشفاقهم وحرصهم وعطفهم وصدقهم أنهارا تجري بماء مكرماتهم فأهرقوها مفاخر ومباخر تزهى لها النفوس فتحيي كفاحهم وسعيهم. هل نحن _لولا هذا الدين العظيم- غير همج رعاع، وشريعة غاب وانتكاسة فطرة وقفر يباب. كل يركض في الدنا ليدرك مبتغاه لكنهم يركضون لإدراك مبتغى الرحمن وروض الجنان فكان ركضا دون ركض وهمة دون همة وعزيمة دون عزيمة. هم يدركون أن الطريق أمامهم شاق ومجهد ويدركون أن العقبة كؤود لكنهم يلتذون وهم يصارعون العقبات لتحصيل ماهو أكبر وأعظم عند الله غير آبهين بنقد جارح أو اتهام مغرض أو فئة متربصة أو أقزام متنمرين.
تحية مضمخة بعطر الدعاء مقرونة بأكف الرجاء تسبح في ملكوت الله فتلامس أفئدة رجال صدقوا ماعاهدوا الله عليه فيضوع مسكها في أرجاء الكون فتطهر العفن وتعطر المكان والزمان، تحية اعجاب وتقدير واحترام واكبار لمن نذروا أنفسهم في أشرف المهمات وأقدسها وصبروا وصابروا ورابطوا فكانوا أحسن الناس قولا وأعذبهم لفظا وأرفعهم مكانا وألمعهم نجما، تحية من فؤاد مسلم مؤمن تضخ أريجها في قلوبهم المطمئنة ونفوسهم المؤمنة وحناجرهم المتألقة وأجسادهم الكادحة فتستحيل صحراؤنا مروجا وأنهارا وظلا ظليلا وحبا وسلاما، تحية ترمقهم بعين المحب المشفق الذي يدعو لهم صباح مساء ويسمع قرع أقدامهم وهم يقتحمون الأهوال في ثبات مدهش ونفس واثقة وايمان راسخ، تحية لمن آثر ماعند الله على ماعند البشر ولمن كان فيما عند الله اوثق منه فيما عنده فباع فان بباق فربح البيع والله ربح البيع.
إن من يطلق أحكاما عشوائية على أعمال رجال الحسبة من خلال موقف رآه أو سمعه دون تثبت قد يغفل عن أن رجال الحسبة أو رجال الأمن أو رجال القضاء أو رجال التعليم كل في محله وبحسبه لهم مكانة في الإسلام مهمة ، ولكن مكانة رجال الحسبة ترتكز على محورين أساسيين: الستر على المسلمين تطبيقا لقول النبي صلى الله عليه وسلم: (من ستر مسلماً ستره الله يوم القيامة) والمحور الثاني قول الله تعالى: {وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ} فهم من جهة ما فطرنا الله وإياهم من بغض للمنكرات ونفور منها وبعد عنها يمتعضون ويتغيظون ويغضبون لله عز وجل وهذا الشعور عندهم يؤجرون عليه لأنه لله عز وجل، وإذ تمعر وجه الإنسان لله تعالى فإنه على أجر عظيم وخير كبير ولذلك جاء في الحديث الذي روي عن جابر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أوحى الله إلى ملك من الملائكة أن اقلب مدينة كذا وكذا على أهلها قال إن فيها عبدك فلان لم يعصك طرفة عين قال اقلبها عليه فإن وجهه لم يتمعر في ساعة قط)، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكرقد عده ابن القيم وابن تيمية وجمع من المحققين ركنا سادسا من أركان الإسلام وهو لون من ألوان الجهاد في سبيل الله عز وجل ولهذا فإن الذي ينظر لرجال الهيئة وهم يقبضون على مجرم ويتعاملون معه قد يأخذ الصورة الظاهرة فيظن أن هؤلاء قوم يتشفون بالقبض على فلان من الناس وفلان ويسرون لذلك ويحمل هذا التصرف كل ما تحمله الصورة الظاهرة من معنى بينما نجد أن الحقيقة التي لا غبار عليها أن رجال الهيئات قد قبضوا على شخص واحد وهو الذي رآه هذا الإنسان أمام عينيه وتركوا ثلاثة أشخاص مثلا من باب الستر لأنهم رأوا أن الستر على الثلاثة يعيدهم إلى التوبة وقافلة الاستقامة وسفينة النجاة بينما هذا الرجل الذي قبض عليه رأوا أنه استمرأ الإجرام وجاهر به وتعمده وعلى هذا الأساس خفي على الناظر هذا المحور وهو الستر وصيانة أعراض المسلمين ونظر إلى المحور الأول وهو الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر مجردا عن عراه التي لا يقوم إلا بها وهي التثبت والتحقق وإذن ولي الأمر أو من يمثله والنظر في عواقب الأمور ومصالحها على ضوء الكتاب والسنة
ورجال الحسبة ليسوا ملائكة يمشون على الأرض فهم بشر يعتريهم مايعتري البشر ويختلفون في درجات تأهيلهم ومستواهم التعليمي وخلفيتهم الشرعية والاجتماعية وفي طبائعهم وصفاتهم الشخصية فليس معنى الاحتفاء بهم أنهم لايخطئون ولا يتجاوزون لكن خطأهم يحمل على محمل حب الخير للناس والدفاع عن الأعراض وحماية السفينة من الغرق، ولو مارسنا نقدا موضوعيا لوجدنا أخطاء بالتأكيد وتجاوزات قد تؤثر سلبا على نظرة الناس لهم لكن ذلك ليس مبررا كافيا للحكم على الجهاز بأكمله، وهذه الأخطاء تغمر في بحر حسناتهم فهم صمام أمان ومبعث فخر واطمئنان، وليس من العدل أن تضخم هذه ال×طاء وتكبر تحت المجهر ، ولو أمعنا النظر لوجدنا مايضيق المقام بالتعرض له من الأخطاء الطبية التي راح ضحيتها الكثير من الناس فهل نغلق المستشفيات لوجود أخطاء طبية؟ هذا الكلام لايقوله عاقل، فالعجر والبجر لكل من يخالط الناس أمر متوقع ومحقق الوقوع، ومن هذا المنطلق أدعو رئاسة الهيئات إلى إقامة دورات تأهيلية بحيث لايتصدى لهذا الأمر ( الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر) إلا من اشتد عوده واتسع صدره لهفوات الناس ودعا بالحكمة والموعظة الحسنة وتثبت في أمره وكان لين العريكة ليس بالخب ولاالخب يخدعه حريصا على ستر العورات عالما بما يدعو إليه، ولا شك أن محبة عمل الهيئة من الإيمان لأنه وظيفة الرسل صلوات الله عليهم ومما أمر الله به وأثنى على أهله ، والقائمون بالأمر والنهي من رجال الهيئة الذين عرفوا بالغيرة وبذل الأوقات وترك الملذات والانقطاع لهذا الأمر والتضحية بالنفس والمال والاحتساب فيما يصيبهم من الأذى هم من أتباع الرسل وحماة الدين والوطن ولهم أجر عظيم. وعلى المحتسب أن ينظر للعصاة والمخالفين نظرة إشفاق ورحمة فهو يراهم كالواقفين على حافة واد عميق سحيق في ليلة ظلماء يخاف عليهم السقوط في حمأة الرذيلة والفساد فدفعه ذلك إلى بذل الجهد والعمل الدائم المستمر لإنقاذهم من الهلاك، ، وعليه تحمل ما يصدر منهم من سخرية أو سب أو استهزاء فحاله كحال رجل يرمي الشجرة النافعة بالحجر وترميه بالثمر، وقد قيل لرسول الله صلى الله عليه وسلم أكثر من ذلك قالوا عنه: ساحر وشاعر ومجنون ، كما أن على المحتسب التدرج في وسائل رفع المنكر ليحقق ما يسعى إليه لأن في حسن التعامل والرفق تربية وفي الزجر والغلظة والمنع علاج، وفي التحذير وتدارك الأخطاء والمنكرات قبل وقوعها وقاية.
وقد أظهرت دراسة استمر إجراؤها عامين ونفذها فريق من أربعة أكاديميين بتكليف من الرئاسة العامة لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، رضا كبيراً لدى الأجهزة الحكومية والمواطنين تجاه الهيئة ورجالها. وقد أكد مدير مركز البحوث والدراسات في الرئاسة العامة لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر الدكتور عبدالمحسن القفاري أن نتائج الدراسة التي كلفت مليون ريال كانت إيجابية بالنسبة إلى المسؤولين في الهيئة مبيناً أن الفريق الذي أجرى الدراسة مكون من: الأستاذ المساعد في قسم الدعوة في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية الدكتور عبدالله المطوع رئيسا، وعضوية كل من :رئيس قسم السياسة الشرعية في المعهد العالي للقضاء في جامعة الإمام الدكتور عارف العلي، ووكيل كلية الدراسات العليا في جامعة نايف العربية للعلوم الأمنية اللواء الدكتور سعد الشهراني، ووكيل كلية الدعوة والإعلام في جامعة الإمام وعضو الجمعية السعودية للدراسات الدعوية الدكتور رزين بن محمد الرزين .وأكد أن مسؤولي الهيئة حرصوا على ألا يضم الفريق الذي يجري الدراسة أي عضو من الهيئة لضمان حيادية نتائجها . وأعلن مدير مركز البحوث والدراسات في هيئة الأمر بالمعروف أن الفريق العلمي قدم إحصاء حول عمل رجال الهيئة في الثلاثة أعوام الأخيرة ورصدوا تسجيل 406000 عملية قبض ما بين مخالفة وجريمة حدث في 38 منها تجاوزات أي ما نسبته 0.0095 في المئة «وهي نسبة قليلة لو قورنت بالكم الكبير من المخالفات، ورأى أن هذا الرقم يؤكد أن جهاز الهيئة صارم تجاه الذين يتجاوزون ويرتكبون الأخطاء من رجالها، مؤكداً أن الدراسة أظهرت أن الهيئة تتخذ أقصى العقوبات ضد المخالفين من موظفيها وتصل إلى حد إحالتهم إلى هيئة التحقيق والادعاء العام والمحاكم .وأضاف: «كشفت الدراسة ذاتها أن 25 اعتداء تم ضد رجال الهيئة وممتلكاتها خلال الثلاثة أعوام الأخيرة . وأبدى القفاري تذمره من تحميل جهاز الهيئة الأخطاء التي يرتكبها أفراده، وقال: «دائماً ما نقرأ ونشاهد أن الهيئة قامت وفعلت وطاردت، وهذه الأخطاء فردية ويجب أن تنسب إلى الأشخاص، وليس إلى جهاز الهيئة الذي يقدم خدمة عظيمة لأبناء هذا الوطن الغالي، ويجب التأكد من القضايا قبل إطلاق الأحكام .
هذا غيض من فيض فتحية مرة ومرات لهؤلاء الأفذاذ من الرجال ووفقهم الله وأعانهم وسددهم وصلى الله على نبينا محمد
معاد بقى الا نسوي لهم مزار! الي بيقرا المقال بيقول حررو فلسطين
جهاز حكومي له دور ايجابي في المجتمع وله اخطاء فادحه. يجب تطوير عملهم واختيار اشخاص لا يسببون أحراج للجهاز بأكمله بتصرفاتهم الفرديه! اما ان نكتب فيهم كل هذا الحكي الي فوق فهذا بصراحه سخافه وتسطيع لعقول الناس... مع احترامي للدكتور وناقل الكلام.
Abdullah 10 June 29th, 2009, 05:24 PM
7 " ليس ما يقومون به مجرد عمل عادي بل أقل ما يقال عنه أنه خرافي و فدائي و أسأل الأمير نايف عن هذا ..
(..فالأمربالمعروف والنهي عن المنكرفريضة ويعتبرعند بعض العلماء الركن السادس من أركان الإسلام لأهميته وحساسيته، فهو ليس كما يسميه البعض شرطة دينية ، فالشرطة يقتصر دورها على الضبط والإحضار، أما هؤلاء فهم محتسبون دعاة إلى الله عز وجل يمارسون عملهم دينا يدينون به الله عز وجل لاوظيفة يتسابقون لنيلها.) ..
و ما يضيرك ذكر محاسنهم؟؟ ..
فزيارة واحدة لهم تكفيك لترى حجم العمل الذي يؤدونه و أكثر و بإخلاص و إحتساب عجيبين.
الأخطاء نصلحها مع الثناء مع من أحسن منهم و هم الأكثرية.
أسير الدنيا June 30th, 2009, 03:56 PM
7 " اخوي...موظف الهيئه له راتب ولا لا؟ خل اجاوب عنك...نعم لهم رواتب وكان رئيسها يطالب بزياده رواتب من يعمل عمل ميداني 20%
اذا يا عزيزي خل نبطل سالفه الاحتساب هذي. جزاهم الله خير انا قلت لك هو جهاز حكومه له اهميه وهم يقومون بأعمال للأسف الشرطه مهملتها لكن مره ثانيه...المقالات العريضه الطويله هذي ما اعتقد لها اي داعي. يا عزيزي اخطااء الهيئه وان قلت (مع انها كثيره) هي اخطاء كارثيه والهئيه نفسها مقره بضروره تطوير عملها...يعني على الاقل نصير منطقيين في مدحنا او ذمنا....اما هولاء الافذاذ والاشاوس وووو هذي لغه اعتقد (وهذي وجهه نظري الشخصيه!) بأنها تجعل من الهيئه شيء غير قابل للانتقاد ولا يمكن ان يرتكب اي اخطاء...وهذا شيء ثبت خطأه.
تحياتي
Abdullah 10 June 30th, 2009, 04:33 PM
7 " ^^^^^^^^^^^
سؤال ليش كم نسبة السيء للصالح ؟
عمـ Red-Death ـشز June 30th, 2009, 04:37 PM
7 " الاخ عبدالله المشكلة ماهيب مسالة اخطاء فادحة(مع تحفظي بكلامك) المشكلة في ناس
همها الوحيد ازالة والغاء هذا الجهاز لاسباب كلنا نعرفها لشهوات ونزغات شيطانبة
انت تقول انها محتاجة الى التطوير فانا معك لا شك ان اي جهاز محتاج الى تطوير
لكن ملاحقة رجال الهيئة والصاق تهم لا علاقة لهم بها والاشهار بهم في الصحف اليومية
فهذا اللي ما نرضاه
ثانيا الاخي الكريم انت تقول انهم لا يحتسبون فانا اقول لا تحطها في ذمتك وكما هو المعلوم انه يجوز اخذ المقابل
لاداء امر معين ولا كان دينيا اذا كان تعليم القران الكريم يجوز اخذ المقابل فيه فالامر بالمعروف والنهي عن المنكر من باب الاولى
للاسف بعض الكتاب صار همهم الوحيد ملاحقة رجال الهئة وهذا شيء طبيعي لان هؤلاء الابطال يقفون حائلا بينهن وبين شهواتهم
وعلى فكرة الرواتب اللي انت تتكلم عنها هي مجرد مبلغ رسمي انا اعرف ناش شخصيا في الهيءة انا مادري اذا والله زادو رواتبهم لكن اللي اعرفه انا انهم غالبا يكونو موظفين في وظائف ثانية مثل التدريب ولا يكون امام مسجد
بيض وجه من كتب المقال ومافي داعي لمعاداة من يحمي اعراضنا وديارنا بعدالله
والله يصلح الحال ويهدي الجميع............
الطبيب السعودي June 30th, 2009, 06:04 PM
7 " الهيئة جهاز حكومي مثل بقية الأجهزة ... و هي تخفف الضغط بشكل كبير على الشرطة لا سيما في قضايا الأخلاق و المسكرات ...
بعض الناس مو راضي عن عملها لأنها تحد من شهواته و بعض الناس مع الخيل يا شقراء
عموماً الله يبيض وجيهم و وجه كل مسؤول اتقى الله في عمله
أبو ثامر 2 July 4th, 2009, 02:25 AM
7 " (الطبيب السعودي) و (أبوثامر2) ..
شكرتما على التفاعل الجميل.
*سؤالك غير واضح يا عمRed-DEATHــشز .
أسير الدنيا July 4th, 2009, 06:42 AM
7 "
June 28th, 2009, 07:54 AM
لجينيات | تحية لهؤلاء الأفذاذد. عبدالله بن صالح الخليوي
(تم حذف الإيميل لأن عرضه مخالف لشروط المنتدى)
تحية لاأبتغي بها إلا وجه الله والدار الآخرة، تحية مفعمة بالدعاء والمحبة والتقدير والتبجيل، تحية تقطر شهدا وتحمل ودا وترسل دعوة في ظهر الغيب، تحية بل تحيات وتحايا أزجيها من أعماق قلبي ومن قرارة نفسي ومن فيض احساسي ومن قناعة ضميري لهم أجل لهم. تحية بل تحايا أسطرها نيابة عن أكثر من عشرين مليون انسان يعيشون على هذا التراب الطاهر تراب الوطن. تحية أسطرها بدموعي وأمليها بأناملي وألفها بامتناني وأخبؤها بين جوانحي وأقذفها على بركة الله عبر فضاء تعكر هواؤه وتكدر نقاؤه وخبا وهجه، أرسلها شاهدة على ماأحدث الناس من ملل ونحل وزلل وخلل وعلل، وعلى ماشاب صفونا من مكدرات الخطايا ومحقرات الذنوب والتي فاحت فأغرقت فضاءنا بذرات الغبار التي مافتئت تلازمنا منذ سنين وأغرقت قلوبنا بلواعج الأحداث التي تتطاير كل يوم في الصحف فتذرف لها الدموع وتضج لها النفوس وتحار فيها العقول وتصرخ من هولها البراءة.
تحية أنحت حروفها حرفا حرفا بأناملي وأضخ مشاعري في ثناياها وأسكب دموعي في تجاويفها، تحية أملاها القلب والضمير والوجدان والعقل والمنطق والفضيلة، تحية عبرت حدود الزمان والمكان وحلقت في جو السماء تستلهم الماضي المجيد والتراث الفريد والجيل العميد. تحية بلسم لأولئك الأفذاذ من الرجال الذين تجاوزوا الصعاب وخاضوا الشعاب وداسوا الرغاب فاشرأبت أعناقهم وتألقت أخبارهم وتكلمت أفعالهم وتوارت أسماؤهم، لايريدون من أحد جزاء ولاشكورا ولا ثناء ولا أجورا بل يريدون ماعند الله، تجردوا من كل مصلحة ونبذوا كل منفعة واحتسبوا كل كلمة وتحملوا كل ملحمة فكانوا بحق أصحاب الميمنة. خاطروا بأرواحهم وحملوا أكفهم فوق أياديهم واستقاموا على الطريقة فأسقاهم الله شراب اليقين وحاربوا الرذيلة ، تفطرت قلوبهم من المآسي، وذرفت عيونهم فكانوا هم الآسي، قلوبهم مثقلة بالحسبة وألسنتهم تلهج بالثناء، توارت في زوايا قلوبهم آلام وآمال واختزنت ذاكرتهم قصصا مؤثرة ومواقف مبكية ومشاهد مفجعة فكلّت لكنها ماملّت، فالتعب والنصب والوصب يغسله ماأعد الله لعباده، وماألذه من تعب وماأحلاه.
تحية تعبق بالإعجاب وتفيض بالترحاب وتعبر الأبواب لتستقر على هامات أولئك الرجال الذين عطرذكرهم المجالس وحمى الله بهم العرين ورمقتهم الأبصار وهتفت لهم الحناجر تلهج بالدعاء للخالق الأجل بأن يحفظهم ويسدد طريقهم. تحية ألطخ أحرفها بماء الحياء ونبع الإباء وحبر السناء وأغلفها بدمع الرجاء وأبعثها حارة موسومة بضجيج خافت من أم مكلومة أوأب مجروح أو فتاة غرر بها فكانت حمى مستباحا ولغ فيه الكلب فوجب غسله سبع مرات. تحية أبعثها لرجال الحسبة رجال صدقوا ماعاهدوا الله عليه، هم بلا شك حراس الفضيلة وصمام الأمان ومبعث الفخر، يجولون بلا كلل ولا ملل يحاربون الرذيلة ويحتملون الشتيمة ولايرضون أبدا بالهزيمة. عاهدوا الرحمن فأوفوا بالعهود، وقالوا فصدقوا ، هالهم مارأوا من تبدل الحال وانتشار الضلال وجرأة المحتال فنال الناس فيه مانال فهبوا بعزيمة كبرى ودمع ذارف هطال ليحققوا الآمال المعقودة عليهم في زحمة الأهوال. صبروا واحتسبوا فكانوا درع الأمة الواقي من سهام الأشرار، أبحروا في خضم الأمواج ورغم هيجان البحر وعنف الأمواج وهجوم القراصنة وقلة الزاد إلا أنهم وصلوا إلى بر الأمان واستووا على الجودي آمنين مكرمين أما قراصنة البحر واللصوص المتسترون فقد لفهم الموج وابتلعهم البحر في أحشائه إلا من رفع راية الاستسلام وأعلنها توبة خالصة من الشوائب والأكدار. إن هؤلاء المميزين المتميزين اشتروا ماعند الله من الأجر والثواب العظيم ذابت على نار عزمهم كل المصاعب والمتاعب فضاؤهم واسع فسيح وجناحهم صدق وإخلاص واتباع، غرق في أجسادهم الألم وطفا الأمل.
ليس غريبا أن نرى من يكيل التهم ويقلب ظهر المجن ويبتدع الروايات والقصص ليرسم صورة شوهاء عن هؤلاء الرجال الأفذاذ ، وهوبذلك قد جنى على نفسه ومجتمعه، فالأمربالمعروف والنهي عن المنكرفريضة ويعتبرعند بعض العلماء الركن السادس من أركان الإسلام لأهميته وحساسيته، فهو ليس كما يسميه البعض شرطة دينية ، فالشرطة يقتصر دورها على الضبط والإحضار، أما هؤلاء فهم محتسبون دعاة إلى الله عز وجل يمارسون عملهم دينا يدينون به الله عز وجل لاوظيفة يتسابقون لنيلها. إن ماتطالعنا به الصحف صباح مساء والقنوات الأخرى المسموعة والمرئية ليؤشر على عظيم الدور الذي يقوم به هؤلاء العمالقة وسط مجتمع أبى إلا الفضيلة مسلكا وإلا طريق الإسلام منهجا لكن النقص طبيعة البشر والكمال عزيز، فالآفات تفتك إن لم تكافح، ولا أشد من آفات الأخلاق فهي حاصدة للفضل ماحقة للطهر مذكية للعهر تتقلب وتتلون وتتشكل تعيث في أرض الطيبين الأطهار فتلتقط فرائسها بمعسول الكلام وذرابة اللسان وجمال المنطق والوعود المخملية ولاتتركها إلا خرابا بلقعا. إن هذا الجدار الواقي والدرع الحامي ليعتبر من أهم خطوط الدفاع عن الضرورات الخمس النفس والمال والعقل والنفس والعرض.
إن الحسبة لاتقتصر على هؤلاء الأبرار بل كل واحد منا رجل أمن ورجل حسبة وفق منهج الله القويم يدعو بالحكمة والموعظة الحسنة ولين الكلام وبشاشة الوجه. إن من يقترف الإثم هو واحد منا ليس غريبا عنا ولا ينبغي أن نقسو عليه ونحن نراه يتعثر في معارج الرغبة بل علينا أن نأخذ بيده إلى بر الأمان، ولو أشغل الشباب ذكورا وإناثا أوقاتهم بما ينفع ويفيد لاختفت كثير من الرغبات الجامحة القلقة المقلقة، فالفراغ والشباب سلاحان خطيران يقودان إلى دهاليز مظلمة ونهايات مؤلمة، وكم في غابة المجتمع من شجيرات تخون ، وكم سمعنا من قصص يدمى لها القلب ويهتز لسماعها الضمير الحي وتسبل العين ماءها يجري سحا مدرارا وهي تستعرض مغامراتهم وسقطاتهم وهفواتهم وهم في عمر الزهور أزهارا أينعت لكنها تفتحت على مشاهد العهر أو سقطت في مهاوي الردى. المجتمع عبارة عن أفراد يشكلون في مجموعهم مجتمعا، والأفراد يتفاوتون في طرائق تفكيرهم وأفهامهم ونظرتهم للأمور فمنهم العاقل اللبيب ومنهم العاطفي ومنهم المفكرالنحرير ومنهم المحبط ومنهم قوي الإرادة أو ضعيفها فلا نفترض أننا نمارس النصيحة مع نمط واحد لايتغير ولايتبدل بل هي أنماط وصور متعددة تتطلب رقة في الخطاب ولينا وانفتاحا في أسارير الوجه وترحيبا ونظرة مشفقة تحوي من سقط ومن تعثر.
إن رجل الحسبة هو أحق من يتصف بالحلم والصبروالفقه ومن لايجد في نفسه لاحلما ولاصبرا فليتنح عن الطريق لئلا يشرخ نسيجا قارب على الالتئام فالحماقة قد تفسد العمل وتفوت المقصود. إن مهمة الحسبة مهمة عظيمة لايخوض غمارها إلا من اتصف بتلك الصفات ونهل من معين النبوة. لاتعامل المخطئين وأرباب المعاصي على أنهم شذاذ مفسدون بل عاملهم كأب حنون يشفق عليهم ويتمنى لهم النجاة والسعادة، فهم وقعوا في الخطأ وقارفوه وكل إنسان عرضة لأن يقارف الخطأ وكم من مذنب ومسرف على نفسه رجع وآب فكان قدوة في أخلاقه وأفعاله
إن كبوت أخي ودخلت في غيبوبة الأوهام الخادعة فلا تيأس فباب التوبة مفتوح إلى أن تغرغر الروح. إن مقارفة الخطيئة لايغلق باب التوبة والإنابة والرجوع إلى الله. إن من ينتزعك من براثن الوحش ومن مستنقع الإثم ويشدك للنبع الأصيل ويدفعك عن مراتع التخبط ويملأ دورقك بترياق النجاة لجدير بأن يذكر فيشكر لأنه يريد لك الخير في دنياك وفي أخراك. إن الوقوع في الذنب ليس نهاية المطاف، وإذا كان الإسلام يجب ماقبله من الكفر، الذي ماعصي الله بذنب أكبر منه، فكذلك التوبة تجب ماقبلها من الذنوب كبيرها وصغيرها، ولن تجد للسعادة مكانا في قاموسك إن حدت عن المسار وتنكبت الصراط المستقيم. إن الرفيق الصالح ورفيق الخطيئة بينهما مسافة شاسعة تفصل بين الرغبة والإرادة وبين الوهم والحقيقة وبين الخيانة والوفاء. إنك أخي إن جست في فضاء اللذة فسيعقب لذتك أتراحا وأحزانا ولن يهدئ نفسك الثائرة جرعة من مخدر لايلبث أن يزول مفعوله لتطلب المزيد والمزيد حتى يكون هلاكك ورحيلك في آن. إن فلسفة اللذة في الإسلام تقوم على ارضاء الذات وارضاء الخالق فالإسلام لم ينكر هذا المارد الجموح في نفوسنا بل هذبه بأحرف من نور ضخت فينا الرجاء والأمل والسعادة والطمأنينة. إن لذة الحلال لاتعدلها لذائذ الدنيا كلها ولو تعرف إليها المتخبطون في متاهات الرذيلة لتجالدوا عليها بالسيوف ولأنفقوا فيها الغالي والنفيس.
إن رجال الحسبة لايحبهم إلا مؤمن ولايكرههم إلا من نظر إليهم بعين السخط التي تبدي المساوئ دون تحقق ولا تبين ولا تروي. إن من عرف الله حق معرفته واتقاه وخشيه أحب هؤلاء الأطهار ودعا لهم بظهر الغيب وتلمس لهم المعاذير إن أخطأوا لأنه يدرك قبل غيره أنهم يقومون بأعظم مهمة ألا وهي الدعوة إلى الله وتغيير المنكر وفقا للمنهاج الشرعي. إن من تجترئ عينه على النظر المحرم وأذنه على الهمس الناعم ويده على اللمسة المحرمة ولسانه على القول المنمق الذي يصيد به فرائسه ليجفل من حماة الأعراض والبلسم الدفاق ويناصبهم العداء ويكيل لهم التهم ويشحذ سكاكين لذاته لينحر بها يقظتهم وصبرهم وصمودهم وحرصهم على سلامة المجتمع. يالله كم ساروا يطلبون ماعند الله تقلهم الأرض وتحضنهم السماء، كم غزلوا بدموع اشفاقهم وحرصهم وعطفهم وصدقهم أنهارا تجري بماء مكرماتهم فأهرقوها مفاخر ومباخر تزهى لها النفوس فتحيي كفاحهم وسعيهم. هل نحن _لولا هذا الدين العظيم- غير همج رعاع، وشريعة غاب وانتكاسة فطرة وقفر يباب. كل يركض في الدنا ليدرك مبتغاه لكنهم يركضون لإدراك مبتغى الرحمن وروض الجنان فكان ركضا دون ركض وهمة دون همة وعزيمة دون عزيمة. هم يدركون أن الطريق أمامهم شاق ومجهد ويدركون أن العقبة كؤود لكنهم يلتذون وهم يصارعون العقبات لتحصيل ماهو أكبر وأعظم عند الله غير آبهين بنقد جارح أو اتهام مغرض أو فئة متربصة أو أقزام متنمرين.
تحية مضمخة بعطر الدعاء مقرونة بأكف الرجاء تسبح في ملكوت الله فتلامس أفئدة رجال صدقوا ماعاهدوا الله عليه فيضوع مسكها في أرجاء الكون فتطهر العفن وتعطر المكان والزمان، تحية اعجاب وتقدير واحترام واكبار لمن نذروا أنفسهم في أشرف المهمات وأقدسها وصبروا وصابروا ورابطوا فكانوا أحسن الناس قولا وأعذبهم لفظا وأرفعهم مكانا وألمعهم نجما، تحية من فؤاد مسلم مؤمن تضخ أريجها في قلوبهم المطمئنة ونفوسهم المؤمنة وحناجرهم المتألقة وأجسادهم الكادحة فتستحيل صحراؤنا مروجا وأنهارا وظلا ظليلا وحبا وسلاما، تحية ترمقهم بعين المحب المشفق الذي يدعو لهم صباح مساء ويسمع قرع أقدامهم وهم يقتحمون الأهوال في ثبات مدهش ونفس واثقة وايمان راسخ، تحية لمن آثر ماعند الله على ماعند البشر ولمن كان فيما عند الله اوثق منه فيما عنده فباع فان بباق فربح البيع والله ربح البيع.
إن من يطلق أحكاما عشوائية على أعمال رجال الحسبة من خلال موقف رآه أو سمعه دون تثبت قد يغفل عن أن رجال الحسبة أو رجال الأمن أو رجال القضاء أو رجال التعليم كل في محله وبحسبه لهم مكانة في الإسلام مهمة ، ولكن مكانة رجال الحسبة ترتكز على محورين أساسيين: الستر على المسلمين تطبيقا لقول النبي صلى الله عليه وسلم: (من ستر مسلماً ستره الله يوم القيامة) والمحور الثاني قول الله تعالى: {وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ} فهم من جهة ما فطرنا الله وإياهم من بغض للمنكرات ونفور منها وبعد عنها يمتعضون ويتغيظون ويغضبون لله عز وجل وهذا الشعور عندهم يؤجرون عليه لأنه لله عز وجل، وإذ تمعر وجه الإنسان لله تعالى فإنه على أجر عظيم وخير كبير ولذلك جاء في الحديث الذي روي عن جابر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أوحى الله إلى ملك من الملائكة أن اقلب مدينة كذا وكذا على أهلها قال إن فيها عبدك فلان لم يعصك طرفة عين قال اقلبها عليه فإن وجهه لم يتمعر في ساعة قط)، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكرقد عده ابن القيم وابن تيمية وجمع من المحققين ركنا سادسا من أركان الإسلام وهو لون من ألوان الجهاد في سبيل الله عز وجل ولهذا فإن الذي ينظر لرجال الهيئة وهم يقبضون على مجرم ويتعاملون معه قد يأخذ الصورة الظاهرة فيظن أن هؤلاء قوم يتشفون بالقبض على فلان من الناس وفلان ويسرون لذلك ويحمل هذا التصرف كل ما تحمله الصورة الظاهرة من معنى بينما نجد أن الحقيقة التي لا غبار عليها أن رجال الهيئات قد قبضوا على شخص واحد وهو الذي رآه هذا الإنسان أمام عينيه وتركوا ثلاثة أشخاص مثلا من باب الستر لأنهم رأوا أن الستر على الثلاثة يعيدهم إلى التوبة وقافلة الاستقامة وسفينة النجاة بينما هذا الرجل الذي قبض عليه رأوا أنه استمرأ الإجرام وجاهر به وتعمده وعلى هذا الأساس خفي على الناظر هذا المحور وهو الستر وصيانة أعراض المسلمين ونظر إلى المحور الأول وهو الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر مجردا عن عراه التي لا يقوم إلا بها وهي التثبت والتحقق وإذن ولي الأمر أو من يمثله والنظر في عواقب الأمور ومصالحها على ضوء الكتاب والسنة
ورجال الحسبة ليسوا ملائكة يمشون على الأرض فهم بشر يعتريهم مايعتري البشر ويختلفون في درجات تأهيلهم ومستواهم التعليمي وخلفيتهم الشرعية والاجتماعية وفي طبائعهم وصفاتهم الشخصية فليس معنى الاحتفاء بهم أنهم لايخطئون ولا يتجاوزون لكن خطأهم يحمل على محمل حب الخير للناس والدفاع عن الأعراض وحماية السفينة من الغرق، ولو مارسنا نقدا موضوعيا لوجدنا أخطاء بالتأكيد وتجاوزات قد تؤثر سلبا على نظرة الناس لهم لكن ذلك ليس مبررا كافيا للحكم على الجهاز بأكمله، وهذه الأخطاء تغمر في بحر حسناتهم فهم صمام أمان ومبعث فخر واطمئنان، وليس من العدل أن تضخم هذه ال×طاء وتكبر تحت المجهر ، ولو أمعنا النظر لوجدنا مايضيق المقام بالتعرض له من الأخطاء الطبية التي راح ضحيتها الكثير من الناس فهل نغلق المستشفيات لوجود أخطاء طبية؟ هذا الكلام لايقوله عاقل، فالعجر والبجر لكل من يخالط الناس أمر متوقع ومحقق الوقوع، ومن هذا المنطلق أدعو رئاسة الهيئات إلى إقامة دورات تأهيلية بحيث لايتصدى لهذا الأمر ( الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر) إلا من اشتد عوده واتسع صدره لهفوات الناس ودعا بالحكمة والموعظة الحسنة وتثبت في أمره وكان لين العريكة ليس بالخب ولاالخب يخدعه حريصا على ستر العورات عالما بما يدعو إليه، ولا شك أن محبة عمل الهيئة من الإيمان لأنه وظيفة الرسل صلوات الله عليهم ومما أمر الله به وأثنى على أهله ، والقائمون بالأمر والنهي من رجال الهيئة الذين عرفوا بالغيرة وبذل الأوقات وترك الملذات والانقطاع لهذا الأمر والتضحية بالنفس والمال والاحتساب فيما يصيبهم من الأذى هم من أتباع الرسل وحماة الدين والوطن ولهم أجر عظيم. وعلى المحتسب أن ينظر للعصاة والمخالفين نظرة إشفاق ورحمة فهو يراهم كالواقفين على حافة واد عميق سحيق في ليلة ظلماء يخاف عليهم السقوط في حمأة الرذيلة والفساد فدفعه ذلك إلى بذل الجهد والعمل الدائم المستمر لإنقاذهم من الهلاك، ، وعليه تحمل ما يصدر منهم من سخرية أو سب أو استهزاء فحاله كحال رجل يرمي الشجرة النافعة بالحجر وترميه بالثمر، وقد قيل لرسول الله صلى الله عليه وسلم أكثر من ذلك قالوا عنه: ساحر وشاعر ومجنون ، كما أن على المحتسب التدرج في وسائل رفع المنكر ليحقق ما يسعى إليه لأن في حسن التعامل والرفق تربية وفي الزجر والغلظة والمنع علاج، وفي التحذير وتدارك الأخطاء والمنكرات قبل وقوعها وقاية.
وقد أظهرت دراسة استمر إجراؤها عامين ونفذها فريق من أربعة أكاديميين بتكليف من الرئاسة العامة لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، رضا كبيراً لدى الأجهزة الحكومية والمواطنين تجاه الهيئة ورجالها. وقد أكد مدير مركز البحوث والدراسات في الرئاسة العامة لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر الدكتور عبدالمحسن القفاري أن نتائج الدراسة التي كلفت مليون ريال كانت إيجابية بالنسبة إلى المسؤولين في الهيئة مبيناً أن الفريق الذي أجرى الدراسة مكون من: الأستاذ المساعد في قسم الدعوة في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية الدكتور عبدالله المطوع رئيسا، وعضوية كل من :رئيس قسم السياسة الشرعية في المعهد العالي للقضاء في جامعة الإمام الدكتور عارف العلي، ووكيل كلية الدراسات العليا في جامعة نايف العربية للعلوم الأمنية اللواء الدكتور سعد الشهراني، ووكيل كلية الدعوة والإعلام في جامعة الإمام وعضو الجمعية السعودية للدراسات الدعوية الدكتور رزين بن محمد الرزين .وأكد أن مسؤولي الهيئة حرصوا على ألا يضم الفريق الذي يجري الدراسة أي عضو من الهيئة لضمان حيادية نتائجها . وأعلن مدير مركز البحوث والدراسات في هيئة الأمر بالمعروف أن الفريق العلمي قدم إحصاء حول عمل رجال الهيئة في الثلاثة أعوام الأخيرة ورصدوا تسجيل 406000 عملية قبض ما بين مخالفة وجريمة حدث في 38 منها تجاوزات أي ما نسبته 0.0095 في المئة «وهي نسبة قليلة لو قورنت بالكم الكبير من المخالفات، ورأى أن هذا الرقم يؤكد أن جهاز الهيئة صارم تجاه الذين يتجاوزون ويرتكبون الأخطاء من رجالها، مؤكداً أن الدراسة أظهرت أن الهيئة تتخذ أقصى العقوبات ضد المخالفين من موظفيها وتصل إلى حد إحالتهم إلى هيئة التحقيق والادعاء العام والمحاكم .وأضاف: «كشفت الدراسة ذاتها أن 25 اعتداء تم ضد رجال الهيئة وممتلكاتها خلال الثلاثة أعوام الأخيرة . وأبدى القفاري تذمره من تحميل جهاز الهيئة الأخطاء التي يرتكبها أفراده، وقال: «دائماً ما نقرأ ونشاهد أن الهيئة قامت وفعلت وطاردت، وهذه الأخطاء فردية ويجب أن تنسب إلى الأشخاص، وليس إلى جهاز الهيئة الذي يقدم خدمة عظيمة لأبناء هذا الوطن الغالي، ويجب التأكد من القضايا قبل إطلاق الأحكام .
هذا غيض من فيض فتحية مرة ومرات لهؤلاء الأفذاذ من الرجال ووفقهم الله وأعانهم وسددهم وصلى الله على نبينا محمد