طلاب ... ومطالب!

April 21st, 2007, 07:04 AM

من المؤكد ان مشكلات الطلاب تتجدد وتتكرر بأشكال مختلفة، فبعد جُمل المعاناة التي كانوا يطلقونها بين الفينة والأخرى بسبب وزارة التعليم العالي، أو الصعوبات في استخراج التأشيرات، ما زال للحديث بقية.
لم يكن مجرد تسلّم الطلاب التأشيرات وسفرهم للدخول في بهو الحياة الجامعية وانتظامهم دراسياً نهاية لمشكلاتهم، بل هو بداية معاناتهم العلمية. لكن يجب ان يتذكر هؤلاء الطلاب الدارسون على حساب الدولة، ان مهمتهم «مضاعفة» والأمل فيهم كبير، خصوصاً انهم سفراء للبلاد في جامعات البلدان الأخرى.
ومقولة «حياة الطلبة غلبة» لم تأت من فراغ مسكون بالهواء النقي، بل مسكون بفضاء الحقائق والمعضلات، وعلى كل طالب ان يجتاز تلك «المطبّات» بالقدرة على التكيف مع البيئات والثقافات المختلفة، والتفاني الدراسي، خصوصاً ان كثيراً من ابناء هذه البلاد يأمل ويتمنى ان تأتيه فرصة الدراسة والابتعاث في جامعات أميركا وأوروبا اليوم قبل الغد.
قبل يومين وصلتني رسالة مطولة من شخص يدعى سليمان بوقري، وهو المدير التنفيذي للملتقى السعودي في أميركا، يشرح فيها ردود فعل الطلاب السعوديين المبتعثين تجاه بعض القرارات الصادرة في ما يخص التأمين الطبي والنثريات التي تقدمها وزارة التعليم العالي للطلاب في الدول التي يدرسون فيها، ويلخص ما يدور في منتديات الطلاب حول تلك القرارات ووجهات نظرهم المتباينة حولها.
ولا تتجاهل تلك الرسالة توجهات حكومة خادم الحرمين الشريفين وولي العهد بخصوص تطوير وتثقيف وتعليم الشباب السعودي، ودور المملكة من خلال إقرار قرارات عدة لمصلحة الطالب المبتعث، والدور الحيوي للملحقيات الثقافية في سفارات المملكة في أميركا أو بريطانيا أو دول الشرق الآسيوي، إلا ان طمع الطلاب في مملكتهم «الغالية» لا ينتهي، ويلتمسون من ولاة الأمر الاستمرار في صرف بدل العلاج لا إيقافه، بعد صدور القرار الأخير القاضي بتطبيق نظام التأمين الصحي الشامل على كل المبتعثين خارج الدولة، مع إيقاف بدل العلاج الذي كان يتمتع به المبتعث في السابق.
ويشير بعض الطلاب في رسالتهم إلى ان إيقاف بدل العلاج تسبب في ضعف موارد الطالب المالية، على رغم انه من الناحية الإدارية «منطقي» و «صائب»، إلا انه أثر على أوضاع الطلاب المادية، إذ كانوا يستخدمون بدل العلاج في طلبات أخرى. ويقول أحدهم: «والله إن المكافأة الشهرية البالغة 1349 دولاراً لا تكفي لإيجار شقة (غرفة واحدة في لوس انجليس)، إذ تكلّفني 950 دولاراً، غير فواتير الكهرباء والإنترنت والكيبل والجوال والمواصلات والأكل والشرب والكتب.
لا شك في ان مطالب الطلاب لن تنتهي بل ستتزايد في السنوات المقبلة، مع تجدد «صرعات» التكنولوجيا والتقنيات العلمية، فمثلاً قبل 15 عاماً لم يكن الطالب يحتاج إلى الكيبل أو الجوال أو الانترنت كمصاريف إضافية لعدم توافرها، لكنها في الوقت الحالي باتت مطلباً ملحاً وضرورياً، للاطلاع على كل ما يدور في العالم، ولاستخدام تلك التقنيات في البحوث والدراسات. على رغم قناعة الطلاب المبتعثين بأن إيقاف صرف بدل العلاج مقابل التأمين الطبي الشامل عمل إداري يصبّ في المسار الصحيح، إلا أنهم يلتمسون الاستمرار في صرف بدل العلاج إلى جانب التأمين الطبي.



[LINE]hr[/LINE]
جميل الذيابي الحياة - 18/04/07//

المصدر: http://www.daralhayat.com/arab_news/...edf/story.html

• نشر عبر تويتر
• نشر عبر فيسبوك
• نشر عبر جوجل