تذكر تماماً حينما سألته في شهر العسل، أين تعلم السباحة، خاصة وهو ابن مدينة صغيرة وغير ساحلية، فأجابها بأنه تعلمها في جامعة البترول أثناء دراسته هناك، فشعرت بغصة لسببين: أولهما، لأنه أتيح لزوجها أن يمارس رياضة مكّلفة نوعاً ما (مسبح، وتجهيزات، وتعقيم..إلخ) في جامعة حكومية، بينما كان النادي الرياضي (الذي تنفرد به جامعتها بالنسبة للطالبات عن جامعات أخرى أشد بؤساً) متهالكاً، ضيقاً، ومفتقداً لأبسط التجهيزات. وحتى عندما انتقلت لجامعة أجنبية لم تستطع أن تستفيد من التجهيزات الرياضية الممتازة التي تقدمها الجامعة، لأنها في بيئة مختلطة، وحياؤها ودينها يمنعانها من ممارسة الرياضة أمام الرجال الأجانب، في حين أن زوجها استمتع في المرتين!
سبحان الله , كذب و افتراء !!
هناك اندية رياضية نسائية , توجد بها المسابح !!
وثانيهما، لأنها تذكرت أنه خريج جامعة ممتازة في تخصصها الهندسي، لكن هذه الجامعة من الجامعات القليلة في الألفية الثانية، التي لا تزال ترفع لافتة "للرجال فقط". فلعل المؤسسين وجدوا بأن في دراسة النفط ومعرفة أسراره بالنسبة للفتاة فتنة، أو خطورة على الأمن الوطني! أو أنهم رأوا بأن هذه الجامعة أفضل بكثير من أن يتم إهدار مواردها على الفتيات. وهكذا كان عليها أن تدرس تخصصاً علمياً تطبيقياً، دراسة نظرية في أغلب الأحيان، لافتقار التجهيزات في جامعتها، وإن وجدت التجهيزات فلا توجد الكفاءة البشرية التي تدرب على استخدامها. مازالت تذكر الدوائر الإلكترونية المغلفة بالورق على أرفف أحد المعامل، وحين سألت عن السبب الذي يمنعهن من استخدامها، والتعلم عليها، قيل لها بأنه لا يوجد مدربة متخصصة تشرف على المعامل.
ما شاء الله عليها , طموحة !!
يا ليتها تبدع بالتخصصات النظرية , وبعدين تحول للتطبيقية !!
والله لو جلست يوم واحد عند ابيار النفط لتنحاش !!
غريبة , وين الاهتمام بجسم المرأة والمكياجات والكريمات ,
والا هذي مو من اهتمامات المرأة !!
ما تخاف على بشرتها من الشمس !!!
تتذكر حادثة أخرى، وهي أنه حين أحضر لها زوجها ألبوم صور حفلة التخرج،وشاهدت صوره الجميلة، مرة واقفاً، مرة ثانية جالساً بين زملائه، وصورة ثالثة وهو يتسلم شهادته، وتذكرت حفلة تخرجها، وكيف أنه منع منعاً باتاً إحضار أي آلة تصوير، وحصلت عملية تفتيش استخدمت فيها الأجهزة ذاتها التي تستخدم عند نقاط التفتيش في المطارات، يشرف عليها جنديان من الحرس الوطني. وفي المقابل لم توفر الجامعة خدمة التصوير لمن أرادت وإن بحجابها (كما تفعل بعض المدارس الخاصة)، فحين يتعلق الأمر بالمرأة فلا حديث عن صوت ولا صورة.
صار التصوير قضية كبيرة !!
يا حرام , ما تقدر تشوف صورتها وهي متخرجة !!
الانسان اللي يبي العلم ما يحتاج لا صور ولا غيره , انما العلم نور !!
ثم تعود وتتذكر أيضاً خيبة الأمل التي تصيبها في كل مرة تزور الوطن، لأنها لا تتمكن من زيارة معظم صديقاتها أو حتى رؤيتهن لدقائق. فهذه زوجها لا يسمح لها بزيارة صديقاتها، وتلك لا يسمح لها بالخروج معهن، وثالثة ليس لديها من يوصلها، ورابعة مشغولة بالأطفال، وخامسة تسكن في مدينة مجاورة، وسادسة سائقهم مشغول. بل إنها حتى لا تتمكن من رؤية كل قريباتها، للأسباب ذاتها. في المقابل فإنه ما أن تطأ أقدام زوجها أرض الوطن، حتى يقوم ببضعة اتصالات كفيلة بأن تجمعه برفقة الدراسة والشباب في أي مقهى من مقاهي المدينة الكبيرة. بل إن بعض أصدقائه يأتيه من مدينة مجاورة، فقط ليسلم عليه، وتتكرر هذه اللقاءات الحميمة طوال فترة الشهر الذي يقضيانه في البلد. في حين أنه وفي إحدى المرات التي تمكنت فيها من الالتقاء بصديقاتها في إحدى المقاهي العائلية، فوجئت بالنادل يأتيها مرتجفاً ويطلب منهن المغادرة، وبعد قليل ستعرف السبب، وستعود للبيت وهي تشعر بالإهانة والخوف من أن ينتهي بها الأمر إلى السجن التأديبي بسبب فنجان قهوة.
اعوذ بالله , والله كذب واضح وتجني على الشعب السعودي !!
من اللي منع الحريم من الالتقاء , من اللي منعهم من
الاسواق !!
وبخصوص فنجان القهوة , ليه ما يشربونه بالبيت , والا
لازم مع الشيشة والمعسل على شاطىء البحر !!
طبعاً لم تفكر أبداً حتى أن تدخل في مقارنة مع الرحلات المدرسية والجامعية والكشفية والدعوية، التي كثيراً ما حدثها زوجها عنها، وأراها صوراً رائعة لها، لأنها كانت تعرف بأن ذلك التفكير لن يجلب لها سوى الكآبة. لم تكن تصدق أنه يمكن أن يعيش المرء كل هذه المتع الجميلة في الوطن، كأن تتسلق جبلاً، أو أن تخيم وسط الصحراء وتراقب السماء الصافية بنجومها الماسية، أو أن تمارس رياضة السباحة أو الغوص في واحدٍ من أكثر بحار العالم ثراء بالشعب المرجانية والحياة البحرية، أو تركب دباباً في وسط الرمال الناعمة، أو تمارس الطيران الشراعي، بل حتى أن تمشي على الشاطئ وحدك بسكينة وهدوء دون أن يعترضك أحد، يا لها من أحلام!
ياخي وش ذا الحرمة !!
تبي تتسلق الجبل وتخيم , وتصيد الضبان احسن !!
تصدقين ما عمري تسلقت تل , عشان اتسلق جبل !!
حتى زيارة بيت الله الحرام الذي تهفو نفسها إليه، كانت تضطر إلى أن تترجى أهلها في أن يأخذوها إلى هناك أحياناً، وتترجى أن يرافقها أحد إخوتها، في حين أن زوجها قال إنه كان يزور الحرم في أي لحظة تخطر على باله، فليس أمامه سوى أن يمتطي سيارته وينطلق، فيجد نفسه في أطهر بقعة، وأقدس مكان.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
(لا تسافر المرأة الا مع ذي محرم) !!
نتبع الكاتب ام نتبع الرسول !!
إنها تذكر تماماً كيف كانت تشعر بالحرج وزوجها، وهو المغامر النشيط والمقبل على الحياة، يحكي لها كل هذه القصص، لأنها لم تكن تجد بالمقابل ما تحكيه له. كانت تشعر به يتململ أحياناً من حكايتها المملة المكررة عن ماذا قالت فلانة، أو ماذا حصل لعلانة، أو آخر أخبار صالة الأفراح هذه أو تلك، وكانت تتفهم السبب الذي يجعله يسارع بالخروج والالتقاء بأصدقائه، لأنها كانت تعرف بأنها وخصوصاً بعد تخرجها في الجامعة، وعدم عملها في وظيفة ما، لم يكن لديها الجديد لتقوله، حتى انتقلت للخارج، فحصلت النقلة النوعية في حياتها.
ياخي والله ما شفت اكذب من كاتب هالمقال !!
ياخي الحرمة عندنا مستعدة تسولف الين يذن الفجر !!
وهذي ما شاء الله عليها ماعندها سوالف , يمكن عندها
مشكلة بالحنجرة والا الصوت يمكن يبيله امبلي فاير !!
في الخارج اعتمدت على نفسها كثيراً، وتفتحت أمامها آفاق رحبة، فقد كانت مصممة على أن تستفيد من كل دقيقة، لتعوض ما ضاع من سنوات عمرها، بسبب العادات والتقاليد والتنظيمات الإدارية. ووجدت بأنه في نهاية كل يوم كانت لديها حصيلة كبيرة من الحكايات والذكريات، وصارت لديها ملفات شهرية للصور الجديدة التي تلتقطها هنا أو هناك والتي تبدو فيها في غاية الانشراح. بل ووجدت أن هذا ساهم في تحسين علاقتها بزوجها، فلم يعد يتململ منها، أو من كثرة طلباتها، لأنها رفعت عن كاهله الكثير من التكليفات، فهي التي توصل أطفالها للحضانة، وهي التي تدبر أمورها الضرورية حين يكون هو بدوره مشغولاً. حتى علاقتها بأطفالها اختلفت، فهي هنا تصحبهم للمدرسة، تأخذهم إلى المكتبة أو الحديقة أو المسرح أو السينما أو النادي أو مدينة الألعاب حين يكون والدهم مشغولاً، أما حين يكون موجوداً فإن العائلة كلها تستمتع مع بعضها. ولكن كل ذلك على وشك أن يتغير الآن، مادام زوجها لا ينوي التقديم لدراسة ما بعد الدكتوراه، ويفضل العودة للوطن.
ما شاء الله عليها راعية بيت !!
اذا رجعت تقدر توديهم الملاهي وتوديهم الاسواق و
المجمعات المليانة بالديرة !!
توقفت وأخذت تنظر إلى البحيرة، تنهدت بعمق، وحاولت أن تقنع نفسها بأن هناك فروقات بين الرجال والنساء أقرها العقل والمنطق والدين قبل ذلك، وهذه الفروقات ستبقى دائماً، وعليها أن تتقبلها، لكن في الوقت ذاته فإن ثمة فروقات أخرى مرجعها العادات التي تأصلت على شكل قوانين إدارية، بل وبعضها ليس حتى عادات، وإنما أفكار متشددة تم فرضها قسراً على المجتمع، وهذه الفروقات، وهذا التمييز الناتج عنها، هو ما يصعب عليها تقبله والتعايش معه، خاصة بعد أن عرفت طعم الحرية اللذيذ. على أية حال، لن تزعج زوجها بتكرار طلب تأجيل العودة، التي ستحصل عاجلاً أو آجلاً، وإنما قررت أنها ستعود للوطن، ولكنها ستحاول ألا تعود إلى عاداتها القديمة هناك، ستحاول أن تتحرك ضمن المتاح، وستبشر بالمزيد، وستناضل من أجل الحصول عليه، ستفعل ذلك ليس من أجلها، بل من أجل هذه الصغيرة التي تجلس ببراءة في عربتها، والتي قد تسألها ذات يوم لماذا يستطيع شقيقها البكر أن يمارس متعة بريئة في حين تحرم هي منها، فلا تضطر إلى أن يكون جوابها لها بالمقولة إياها التي سمعتها طوال حياتها لتبرير كل تمييز ضدها وهي: لأنكِ بنت.
اعتقد ان المرأة هذه مع احترامي تجنت على نساء البلد ,
اما لعقدة تعانيها او لسبب عضوي حيث ان بعض
المستشفيات اثبتت ان هرمون الرجولة يزيد عند بعض
النساء , لذلك تفكرفي تسلق الجبال والتخييم في الصحراء !!
المذكورة تكاد تضحك حتى الصبي !!
مشكورة اختي المبرمجة , وارجو اني ادليت برأيي بكل شفافية.........:85:
June 21st, 2007, 03:40 AM
بالنسبة إليه بدا هذا الوضع غريباً، خاصة وأنها كانت تتلهف في كل مرة إلى زيارة الأهل وإلى الإجازة السنوية، التي قد تصبح إجازتين أحياناً، بضغط منها طبعاً. وهو يعرف كم هي متعلقة بأبويها، بإخوتها وأخواتها، فما الذي حصل لها؟ لماذا هي الآن تحاول جاهدة أن تجعله"يمطط" بقاءهما في الخارج؟
الأربعاء 6 جمادى الأولى 1428هـ الموافق 23 مايو 2007م العدد (2427) السنة السابعة
(((تعليقي بعد ردودكم)))
تحياااااتي
:86: