مبتعث ملفت للنظر Noticeable Member
الولايات المتحدة الأمريكية
Bandar_VIP , ذكر. مبتعث ملفت للنظر Noticeable Member. من السعودية
, مبتعث فى الولايات المتحدة الأمريكية
, تخصصى CPA
, بجامعة Georgetown
- Washington, DC
- السعودية
- Jul 2009
المزيدl September 18th, 2010, 03:03 AM
September 18th, 2010, 03:03 AM
القاضي بالمحكمــة الشرعية الشيخ الدكتور عيسى الغيث
بسم الله الرحمن الرحيم ....
ما أشبه الليلة بالبارحة مع فئة من المتعدين على حدود الله والمعتدين على حقوق عباده، حيث احتكروا الصواب، وصادروا كل رأي مخالف ولو خرج من مشكاة سلف الأمة، وسوغوا لأنفسهم الحُكم والتحكم، وأطلقوا لألسنتهم وأقلامهم العنان، يدلسون ويلبسون، وينبزون الأحياء ويشتمون الأموات، "قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمَالاً الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعاً".
وعلى هذا ورثنا من تاريخنا المعاصر الكثير من الوقائع المماثلة التي تصنف كل تطور بأنه تغريبي، وتصم كل مطوِّر بذلك، حتى وصل الأمر لحد "الفوبيا"؛ فأصبح عارضاً لازماً للبعض يتحسس به ويتوجس، ولكن لم يصل الحد عند الأقدمين إلى هوس تسمية ذلك ب"المشروع"، وكلٌ يرى الناس بعين طبعه، وكاد المريب أن يقول خذوني، فحينما أسسوا مشروعهم الحزبي المشاغب المتناقض؛ حسبوا حينها أن الجميع مثلهم، وكأنني أرى وجه الشبه بين الغرب الذي اصطنع هلامية الحرب مع الإسلام بعد سقوط المعسكر الشرقي ليبرر التعبئة المعنوية في أفراده وتسوغ له التدخل في شؤون الغير وتسويق منتجاته، وبين هذه الفئة التي لابد لها من أن تزعم بوجود مثل هذا المشروع الهلامي لتبرير مشروعها الحزبي الخارج على الجماعة، وليكون لها - في معنى آخر - مقعد لتحقيق نزعة التمشيخ على الآخرين، ولهذا النوع من التصدر نشوة مطربة، لا تتولد إلا عن مشروع كلما ازداد عتقاً ازداد ظرفاً، وبئس الظرف والمظروف، في ركام فتن الدنيا وشهواتها، والله حسيب وطليب كل مرجف مفترٍ، لا يفتر عن التشكيك في استقامة هذه البلاد على ثوابت سلفها الصالح، ولكثير منهم سجال وأحوال، منهم من هدى الله، وآخرون ما انفكوا عن أذى البلاد والعباد بألسنتهم الحداد حتى انغمسوا في فتن الدنيا واستولت على قلوبهم، والمال معدن نفيس له بريق يشف عن مخابر الأطروحات والتنظيرات، والله سبحانه لدينه حافظ، ولعباده هادٍ.
وكنت قبل أشهر أرى أحدهم في قناة فضائية يزعم بأن هناك "مشروعاً تغريبياً ضخماً"، ويبشر بأنهم قد قضوا على أكثر من 95% منه، فقلت في نفسي هل هذا المشروع لا يراه إلا هو وفئته، وما دام أنه ضخم فكيف غابت عنا رؤيته، بل ما دام لديهم القوة التي قد قضت على كل هذه النسبة العظيمة فلِمَ إذن يخافون من النسبة الباقية وهي لا تتجاوز 5%؟
إنها أسئلة تكشف عن منسوب مستواهم الفكري.
فبالأمس قالوا عن معهد الإدارة بأنه تغريبي ووكر للماسونية، ورفضوا وجود السفارات الأجنبية ورفع أعلامها، فكانت في جدة ولم تنتقل إلى العاصمة إلا مؤخراً، وهي نفس المعزوفة عبر عشرات الأمثلة، وكأن قدرنا ألا يمر أي تطوير وتنمية دنيوية إلا عبر بوابة الوصم بالتغريب أولاً، ولكن مع جميع ذلك فإنني أرى البشارات الكبرى بين السابق والحاضر، حيث كنا من قبل نحتاج لسنوات طويلة حتى يتم عبور هذه التنمويات من عنق زجاجة الوسوسة التغريبية، وأما اليوم بفضل الله فلا نحتاج إلا لأشهر حتى تمر من تلك القناة المتوجسة مرور الكرام، لأن المجتمع أصبح واعياً، ورجاله المخلصون المتمسكون بالثوابت والأصول على مستوى من الفكر والدراية.
ففي عهد الإمام الملك عبدالعزيز طيب الله ثراه قيل مثل ذلك في كثير من الأمور، وما معركة "السبلة" إلا شاهد على تلك العقليات التي لا يزال بعض أبنائها يثيرون نفس تلك "المقولات" من جديد، وهكذا هي الحال في عهد الملك سعود طيب الله ثراه ، وهي الحال كذلك في عهد الملك فيصل طيب الله ثراه وعبر عدة أمثلة عايشها وتغلب عليها، ثم هي الحال في عهد الملك خالد طيب الله ثراه ، كما عايش الملك فهد طيب الله ثراه الكثير من هذه الأمثلة عبر ربع قرن استطاع فيه التغلب على مثل هذه العقول بكل جدارة، وهي الحال اليوم مع الملك عبدالله حفظه الله ، وهناك الكثير من المسائل كالموقف من الابتعاث (الذي يناكفونه في حين تجدهم في السابق والحاضر من المتسابقين المتهافتين عليه)، وكشرعية العلاقات الدولية، والانضمام للأمم المتحدة، والاستعانة بالكفار، والتلفزيون، والإذاعة، وسن الأنظمة، وتعليم المرأة، وحتى لبس الساعة والأكل بالملعقة جُعلا من التغريب.
وعلى هذا فهم يجترون أخطاء من سبق، فكل حق للمرأة فهو تغريب، مع أنهم يقولون بألسنتهم إن الإسلام قد حرر المرأة، ثم يناقضونه، وحتى مؤتمرات الحوار المنطلقة من مؤسسات دينية عريقة كرابطة العالم الإسلامي لم تسلم من غلوهم، وفقه الخلاف الذي بدأ من عصر الرسالة وحديث "لا يصلين أحدكم العصر إلا في بني قريظة" وأقوال السلف عبر أربعة عشر قرناً كل ذلك يعاب تحت شعار "ترقيق الدين بالخلافيات"، ولسان حالهم "من لم يكن معي فهو تغريبي"، ولحن مقالهم "نحن الهداة المخلصون وسوانا ضالون ويبحثون عن الجبنة"، وهذا هو خطاب الخوارج نفسه عبر القرون منذ "ذو الخويصرة" وحتى يومنا هذا في منتجات "الفئة الضالة".
كما أن الفتوى الخاصة لم يحجر عليها، فهل قطعت هواتفهم أو منعت دروسهم في مساجدهم، أم يريدون أن يستمروا في إثارة الفتنة بين الناس عبر الفضائيات والإنترنت والجوال؟
وإذا أردنا معرفة من هي الفئة الوحيدة المناكفة فلننظر لمقولة أحدهم حين زعم بأن القرار "مخالف للشريعة"؛ هكذا وبكل جرأة، وهذا ينسحب على جميع العلماء والقضاة الذين أيدوا القرار وباركوه، وكما أن الفتوى الخاصة متاحة دون العامة، فكذلك الاحتساب الشخصي متاح دون المشهر، وفرض الكفاية قامت به أمة مولاة ولا يجوز تجاوزها أو الافتئات عليها، ولم يقف التطرف عند هذا الحد، بل زعم بأن هذا من "الحكم بغير ما أنزل الله"، وهذا تحول خطير وتكفير معلن وتسويغ لما يأتي بعده من خطوات تنفيذية لهذا الخروج على الجماعة، ويؤكده قوله "يجب أن نقاومه مقاومة صريحة حازمة لا هوادة فيها"، ويكفي قوله "بعض أصحاب اللحى الذين باعوا دينهم لعرض من الدنيا قليل"؛ حيث ذكرنا بالقصة الشهيرة بين أحد العلماء وأحد البغاة قبيل معركة "السبلة"، وما أشبه الليلة بالبارحة، وهي نفسها التهمة المعلبة عبر التاريخ من الخوارج قديماً وحديثاً.
ومن الطريف ما قرأته مؤخراً من نبز بعض الفضلاء بالتغريب والركض إليه، وكنت أعلم أنه من أبعد الناس عن ذلك من قراءات وسماعات سابقة، لكن براءة للذمة حرصت على استطلاع المزيد عن شخصيته، فوجدته يوصف بكتابات مسهبة، يصفها البعض بالمبالغة في الإعراض عن الحضارة الغربية والتأفف منها، في مقابل الاعتزاز بحضارته الإسلامية وقيمه العربية الأصيلة، حتى بالغ في ذلك رحمه الله فكان جل حديثه، عن الإبل وآثارها والصحراء وجمالها، والفطرة ونقائها، وتقلب الناس في تصرفات ما كانت تعرف في السابق، وتقاطرهم على عوائد أفسدت أخلاقهم، حتى إنه لم يخف على المعاني الرفيعة في مناط العز والشرف الإسلامي والعربي بوصفها كما جاء على لسانه بأنها من فطرة الإسلام، وصبغة الله ومن أحسن من الله صبغة، وتجليات فضله في ضمائر النفوس المؤمنة حتى تلاقى فيها الخَلق والخُلق ولا تبديل لخلق الله، بل كانت مجالسه في المناسبات تحفل بضيوف الدولة من المفكرين الإسلاميين بل وممن يصفهم البعض بالمبالغة في التنظير الإسلامي في مواجهة الحضارة الغربية، وقرأت في بعض كتبه إخوانيات عالية دارت بينه وبين كبار العلماء في الداخل والخارج، ودهشت كل الدهشة من المورد والمورد عليه، وصدق القائل:
والليالي من الزمان حبالى
مثقلاتٍ يلدن كل عجيبة.
وحيث ثبت أنه لا وجود للمشروع التغريبي، على الوصف الذي أرجف به السفهاء، وأنه أضغاث أحلام وطيش أقلام، لا تزال تراود مناماتهم وتوجساتهم منذ عقود، فإنني أتساءل حينها: هل يمكن إثبات أنه لا وجود للمشروع الحزبي الغوغائي المشاغب الضال لدينا؟!، وتكراره لجمل مفادها معاداة مصطلح "الوطن" والتأفف منه وتجدها في لحن القول وثنايا الجمل من نعيهم على التعلق بالتراب، وقصدهم الوطن، والالتفاف حول العلماء وقصدهم أقطابهم ونزع اليد عن الائتمار بأمر ولاة أمرهم..
القاضي بالمحكمــة الشرعية الشيخ الدكتور عيسى الغيث
جزاك الله خيرأخي....
لا بل هناك ...مشاريع للتغريب...
والله يهدي الجميع
د.منى 21 September 18th, 2010, 03:22 AM
7 " بندر٠٠٠تحية طيبة
كاتب المقال اما ساذج او جاهل او متسلق وان كنت اتمنى ان يكون جاهل٠ كوننا مرينا بمرحلة تشدد وغلو عنيفة لا يعنني ان نتجاهـلا و ننفي موضوع التغريب الواضح بشكل لايمكن نفيه واي شخص سافر وتعرف على الاوضاع الاجتماعية في دول وثقافات مختلفة يعرف اننا نمر بأمركة عجيبة وهذا الذي ظهـر وادعى انهـم احبطو المخطط ليس بأق سذاجة من هـذا القاضي٠ نحن ياعزيزي نتابع مسلسلات وافلام وبرامجل حوار وكوميديا امريكيه ولدينا مطاعم الكثير من الامريكان لايعلم انها امريكية٠ ياأخي هـل تعتقد ان ال ام بي سي على سبيل المثال تغطي تكاليف برامجها وافلامها من الاعلانات? اذا هـي قناة غير ربحية ولاتكترث للأرباح٠٠٠اذا ماغرضهـا وهـي لاتأخذ ميزانية من وزارة اعلام حكومية?
Abdullah 10 September 19th, 2010, 02:55 AM
7 " مفهومه 100% أنها حركات تغريبيه
يعني بالله أبتعاث للبكالوريوس على إدارة أعمال ونظم معلومات و تربيه خاصه
هذي تخصصات في عينكم تستاهل الأبتعاث والغربة والبهذله و و و ؟
المستهدف في الابتعاث هم النساء أكثر من الرجال
وهذا الشيء أوضح من الشمس في عز النهار
ولا شنو الفرق يعني بين خريج البكالوريوس من السعودية ولا من أمريكا ، غير اللغة ؟
مادري كيف بتصير السعوديه بعد 20 سنه ..
خــاص September 19th, 2010, 03:55 AM
7 "
September 18th, 2010, 03:03 AM
القاضي بالمحكمــة الشرعية الشيخ الدكتور عيسى الغيثبسم الله الرحمن الرحيم ....
ما أشبه الليلة بالبارحة مع فئة من المتعدين على حدود الله والمعتدين على حقوق عباده، حيث احتكروا الصواب، وصادروا كل رأي مخالف ولو خرج من مشكاة سلف الأمة، وسوغوا لأنفسهم الحُكم والتحكم، وأطلقوا لألسنتهم وأقلامهم العنان، يدلسون ويلبسون، وينبزون الأحياء ويشتمون الأموات، "قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمَالاً الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعاً".
وعلى هذا ورثنا من تاريخنا المعاصر الكثير من الوقائع المماثلة التي تصنف كل تطور بأنه تغريبي، وتصم كل مطوِّر بذلك، حتى وصل الأمر لحد "الفوبيا"؛ فأصبح عارضاً لازماً للبعض يتحسس به ويتوجس، ولكن لم يصل الحد عند الأقدمين إلى هوس تسمية ذلك ب"المشروع"، وكلٌ يرى الناس بعين طبعه، وكاد المريب أن يقول خذوني، فحينما أسسوا مشروعهم الحزبي المشاغب المتناقض؛ حسبوا حينها أن الجميع مثلهم، وكأنني أرى وجه الشبه بين الغرب الذي اصطنع هلامية الحرب مع الإسلام بعد سقوط المعسكر الشرقي ليبرر التعبئة المعنوية في أفراده وتسوغ له التدخل في شؤون الغير وتسويق منتجاته، وبين هذه الفئة التي لابد لها من أن تزعم بوجود مثل هذا المشروع الهلامي لتبرير مشروعها الحزبي الخارج على الجماعة، وليكون لها - في معنى آخر - مقعد لتحقيق نزعة التمشيخ على الآخرين، ولهذا النوع من التصدر نشوة مطربة، لا تتولد إلا عن مشروع كلما ازداد عتقاً ازداد ظرفاً، وبئس الظرف والمظروف، في ركام فتن الدنيا وشهواتها، والله حسيب وطليب كل مرجف مفترٍ، لا يفتر عن التشكيك في استقامة هذه البلاد على ثوابت سلفها الصالح، ولكثير منهم سجال وأحوال، منهم من هدى الله، وآخرون ما انفكوا عن أذى البلاد والعباد بألسنتهم الحداد حتى انغمسوا في فتن الدنيا واستولت على قلوبهم، والمال معدن نفيس له بريق يشف عن مخابر الأطروحات والتنظيرات، والله سبحانه لدينه حافظ، ولعباده هادٍ.
وكنت قبل أشهر أرى أحدهم في قناة فضائية يزعم بأن هناك "مشروعاً تغريبياً ضخماً"، ويبشر بأنهم قد قضوا على أكثر من 95% منه، فقلت في نفسي هل هذا المشروع لا يراه إلا هو وفئته، وما دام أنه ضخم فكيف غابت عنا رؤيته، بل ما دام لديهم القوة التي قد قضت على كل هذه النسبة العظيمة فلِمَ إذن يخافون من النسبة الباقية وهي لا تتجاوز 5%؟
إنها أسئلة تكشف عن منسوب مستواهم الفكري.
فبالأمس قالوا عن معهد الإدارة بأنه تغريبي ووكر للماسونية، ورفضوا وجود السفارات الأجنبية ورفع أعلامها، فكانت في جدة ولم تنتقل إلى العاصمة إلا مؤخراً، وهي نفس المعزوفة عبر عشرات الأمثلة، وكأن قدرنا ألا يمر أي تطوير وتنمية دنيوية إلا عبر بوابة الوصم بالتغريب أولاً، ولكن مع جميع ذلك فإنني أرى البشارات الكبرى بين السابق والحاضر، حيث كنا من قبل نحتاج لسنوات طويلة حتى يتم عبور هذه التنمويات من عنق زجاجة الوسوسة التغريبية، وأما اليوم بفضل الله فلا نحتاج إلا لأشهر حتى تمر من تلك القناة المتوجسة مرور الكرام، لأن المجتمع أصبح واعياً، ورجاله المخلصون المتمسكون بالثوابت والأصول على مستوى من الفكر والدراية.
ففي عهد الإمام الملك عبدالعزيز طيب الله ثراه قيل مثل ذلك في كثير من الأمور، وما معركة "السبلة" إلا شاهد على تلك العقليات التي لا يزال بعض أبنائها يثيرون نفس تلك "المقولات" من جديد، وهكذا هي الحال في عهد الملك سعود طيب الله ثراه ، وهي الحال كذلك في عهد الملك فيصل طيب الله ثراه وعبر عدة أمثلة عايشها وتغلب عليها، ثم هي الحال في عهد الملك خالد طيب الله ثراه ، كما عايش الملك فهد طيب الله ثراه الكثير من هذه الأمثلة عبر ربع قرن استطاع فيه التغلب على مثل هذه العقول بكل جدارة، وهي الحال اليوم مع الملك عبدالله حفظه الله ، وهناك الكثير من المسائل كالموقف من الابتعاث (الذي يناكفونه في حين تجدهم في السابق والحاضر من المتسابقين المتهافتين عليه)، وكشرعية العلاقات الدولية، والانضمام للأمم المتحدة، والاستعانة بالكفار، والتلفزيون، والإذاعة، وسن الأنظمة، وتعليم المرأة، وحتى لبس الساعة والأكل بالملعقة جُعلا من التغريب.
وعلى هذا فهم يجترون أخطاء من سبق، فكل حق للمرأة فهو تغريب، مع أنهم يقولون بألسنتهم إن الإسلام قد حرر المرأة، ثم يناقضونه، وحتى مؤتمرات الحوار المنطلقة من مؤسسات دينية عريقة كرابطة العالم الإسلامي لم تسلم من غلوهم، وفقه الخلاف الذي بدأ من عصر الرسالة وحديث "لا يصلين أحدكم العصر إلا في بني قريظة" وأقوال السلف عبر أربعة عشر قرناً كل ذلك يعاب تحت شعار "ترقيق الدين بالخلافيات"، ولسان حالهم "من لم يكن معي فهو تغريبي"، ولحن مقالهم "نحن الهداة المخلصون وسوانا ضالون ويبحثون عن الجبنة"، وهذا هو خطاب الخوارج نفسه عبر القرون منذ "ذو الخويصرة" وحتى يومنا هذا في منتجات "الفئة الضالة".
كما أن الفتوى الخاصة لم يحجر عليها، فهل قطعت هواتفهم أو منعت دروسهم في مساجدهم، أم يريدون أن يستمروا في إثارة الفتنة بين الناس عبر الفضائيات والإنترنت والجوال؟
وإذا أردنا معرفة من هي الفئة الوحيدة المناكفة فلننظر لمقولة أحدهم حين زعم بأن القرار "مخالف للشريعة"؛ هكذا وبكل جرأة، وهذا ينسحب على جميع العلماء والقضاة الذين أيدوا القرار وباركوه، وكما أن الفتوى الخاصة متاحة دون العامة، فكذلك الاحتساب الشخصي متاح دون المشهر، وفرض الكفاية قامت به أمة مولاة ولا يجوز تجاوزها أو الافتئات عليها، ولم يقف التطرف عند هذا الحد، بل زعم بأن هذا من "الحكم بغير ما أنزل الله"، وهذا تحول خطير وتكفير معلن وتسويغ لما يأتي بعده من خطوات تنفيذية لهذا الخروج على الجماعة، ويؤكده قوله "يجب أن نقاومه مقاومة صريحة حازمة لا هوادة فيها"، ويكفي قوله "بعض أصحاب اللحى الذين باعوا دينهم لعرض من الدنيا قليل"؛ حيث ذكرنا بالقصة الشهيرة بين أحد العلماء وأحد البغاة قبيل معركة "السبلة"، وما أشبه الليلة بالبارحة، وهي نفسها التهمة المعلبة عبر التاريخ من الخوارج قديماً وحديثاً.
ومن الطريف ما قرأته مؤخراً من نبز بعض الفضلاء بالتغريب والركض إليه، وكنت أعلم أنه من أبعد الناس عن ذلك من قراءات وسماعات سابقة، لكن براءة للذمة حرصت على استطلاع المزيد عن شخصيته، فوجدته يوصف بكتابات مسهبة، يصفها البعض بالمبالغة في الإعراض عن الحضارة الغربية والتأفف منها، في مقابل الاعتزاز بحضارته الإسلامية وقيمه العربية الأصيلة، حتى بالغ في ذلك رحمه الله فكان جل حديثه، عن الإبل وآثارها والصحراء وجمالها، والفطرة ونقائها، وتقلب الناس في تصرفات ما كانت تعرف في السابق، وتقاطرهم على عوائد أفسدت أخلاقهم، حتى إنه لم يخف على المعاني الرفيعة في مناط العز والشرف الإسلامي والعربي بوصفها كما جاء على لسانه بأنها من فطرة الإسلام، وصبغة الله ومن أحسن من الله صبغة، وتجليات فضله في ضمائر النفوس المؤمنة حتى تلاقى فيها الخَلق والخُلق ولا تبديل لخلق الله، بل كانت مجالسه في المناسبات تحفل بضيوف الدولة من المفكرين الإسلاميين بل وممن يصفهم البعض بالمبالغة في التنظير الإسلامي في مواجهة الحضارة الغربية، وقرأت في بعض كتبه إخوانيات عالية دارت بينه وبين كبار العلماء في الداخل والخارج، ودهشت كل الدهشة من المورد والمورد عليه، وصدق القائل:
والليالي من الزمان حبالى
مثقلاتٍ يلدن كل عجيبة.
وحيث ثبت أنه لا وجود للمشروع التغريبي، على الوصف الذي أرجف به السفهاء، وأنه أضغاث أحلام وطيش أقلام، لا تزال تراود مناماتهم وتوجساتهم منذ عقود، فإنني أتساءل حينها: هل يمكن إثبات أنه لا وجود للمشروع الحزبي الغوغائي المشاغب الضال لدينا؟!، وتكراره لجمل مفادها معاداة مصطلح "الوطن" والتأفف منه وتجدها في لحن القول وثنايا الجمل من نعيهم على التعلق بالتراب، وقصدهم الوطن، والالتفاف حول العلماء وقصدهم أقطابهم ونزع اليد عن الائتمار بأمر ولاة أمرهم..