عمر بن الخطاب والأعرابي (الرداء والجنة )

بسم الله الرحمن الرحيم

من المعروف أن الخروج عن المألوف في زمن الفتن شيءٌ غير مألوف
لكن كما قال أحدهم :
الانزواء في وقت الفتن ليس جبناً أو ضعفا بل هو عين الحكمة
وبها يسلم المرء من الوقوع في الشبهات والمشتبهات
وليس هذا خاصا بالفتن السياسية او المنازعات بين الناس
بل إن هذا هو منهج الصالحين في جميع الاختلافات
ولنا مع قصة عمر والأعرابي عدة عبر
تتفاوت العقول في استخلاص المفيد منها
بل البديع من المفيد

جاء إلى عمربن الخطاب رضي الله عنه أعرابي قد قرض الجوع بطنه
وبه من الفقر ما به و يقف على رأسه ويقول :

يا عمر الخير جزيت الجنة
اكس بناتي وأمهن
وكن لنا في ذا الزمان جنة
أقسم بالله لتفعلن
قال وإن لم أفعل يكون ماذا قال:
إذا أبا حفص لأمضين
قال وإذا مضيت يكون ماذا قال:
والله عنهن لتسألن
يوم تكون الأعطيات منة
وموقف المسئول بينهن
إما إلى نار وإما إلى جنة
فلم يملك عمر رضي الله عنه وأرضاه إلا أن ذرفت دموعه على لحيته رضي الله عنه وأرضاه
ودخل ولم يجد شيئا في بيته
فما كان إلا أن خلع ردائه وقال

خذ هذا ليوم تكون الأعطيات منة
وموقف المسئول بينهن
إما إلى نار وإما جنة