مبتعث مجتهد Senior Member
غير معرف
AThee
, تخصصى Student
, بجامعة Malaspina University-College
- Malaspina University-College
- Student
- غير معرف
- Nanimon, British Columbia
- غير معرف
- Nov 2007
المزيدl January 1st, 2008, 03:42 AM
January 1st, 2008, 03:42 AM
* الاسم مستعار
نجيب الزامل كاتب في جريدة الأقتصادية:
الشرق الأقصى الشهر العاشر 2007م: مكالمة هاتفية:
- الأخ نجيب أنا أبو عبد المحسن تذكرني.
- طبعا.. وكيف أنسى شخصا مثلك؟
ولكنكم أنتم قرائي الأحباء لا تعرفون من هو أبو عبد المحسن. أبو عبد المحسن اشتغل معي، وساندنا المسؤولون في السفارة السعودية بقوة، في معالجة قضية مهمة ومؤلمة جدا وهي مسألة أبنائنا في الخارج، أبنائنا الشرعيين (وهنا أتكلم عن أبناءِ ثبتت بنوتهم لسعوديين، والله أعلم عن أبناء لم نعرفهم، ولن نعرفهم أبدا.. ولكن الله يحصيهم عددا!)، وكان عبد المحسن، وهو رجل أعمال سعودي مثقف تلقى تعليمه في الولايات المتحدة، ثم تزوج من أهل تلك البلاد وله أبناء ممتازون منها، استهواه جدا الموضوع الذي نحن في صدده، فصار يبحث ويتحرى عن أي سعودية أو سعودي تـُركوا لمصيرٍ أغبرَ أسود من آباءٍ لم يخافوا الله فيهم، وسيكون حسابُهم عسيرا، لأن ما صار لهؤلاء الأبناء والبنات لما كبروا من فواجع في حياتهم، وتغيُرٍ في كل ما نؤمن به هنا، هو على رقاب أولئك الآباء، هذا إذا لم يستيقظ ضميرهم، ويحاسبوا أنفسهم، وأن تعود تدق قلوبهم بإيقاع المحبة الغريزية الإنسانية - والله حتى غير الإنسانية - للأبناء.. فلعل الله التواب العظيم أن يشملهم بعفوه، ويغفر خطيئتهم الكبرى. نعود للمكالمة:
- هل عندك جهاز تلفزيون؟ إذن افتح على القناة الثامنة وتابع الإعلان، وسأعود إليك بعد خمس دقائق.
وهرعتُ وتناولت جهازَ التحكم، وأشّرت على المحطة المحلية الثامنة: موسيقى صاخبة، ثم تنفجرُ غيمةٌ دخانيةٌ بيضاءُ وتخرج فتاة في فجر أنوثتها، وتضع لباسا من قطعتين يظهر أكثر من العري ذاته، وتدور بشعرها الأسود اللامع الطويل، ثم تخرج ملامحها كاملة على الشاشة، وإذا هي لتوها تغادر هناءة الطفولة لصباحات المراهقة، وبعينين سوداويين تملآن نصف الوجه، بالأنف الأقنى والملامح العربية الصرفة. وكان جمالا أخاذا لافتا على غير الجمال النمطي في تلك البلاد القصية.. ثم تنحني بطريقةٍ أكروباتيةٍ شائنة وتلتقط قارورة مطهمة بلون العسل المحروق وإذا هو علامة تجارية لِخمر اسكتلندي شهير فتقبل القارورة، وهي ترسل للمشاهدين غمزة بعينها مع بسمة دعوةٍ صارخة، قبل أن تتمايل بظهرها العاري وذؤابات شعرها الطويل تتراقص إلى الفخذين العاريين، ثم تبلعها الغيمةُ البيضاء.. وينتهي الإعلان!
بعد خمس دقائق لم يرن الهاتف، لأني أخذتُ أقرب تاكسي وانطلقت لمكتب أبو عبد المحسن، فقد قال لي قلبي من كثرة تجربتي، ومن معرفتي بالرجل، ومن ملامح البنت الشاهقة، أن تلك الفتاة، فتاة الإعلان العارية التي مثلت دور الغانية اللعوب، إنما هي من لحمنا ومن دمنا.. بنتنا. ولم يكن ظني خاطئا!
- هذه يا خوي نجيب بنت سعودية معروفٌ من هو أبوها، ولكنه لم يعد لهم منذ كانت في السابعة، ثم تركها ووالدتها التي كانت قد تزوجته بعد قصة حبٍّ عنيفة، وهي مسيحية كاثوليكية ثم تحولت للدين الإسلامي من أجل زوجها، وحتى لا ترتبك ابنتها بين دينين، وحسنا ما فعلت الأم، فحرصت أن تنشأ بنتها تحت معرفة أنها مسلمة.. ولكن يا أخي لم تكن الرياحُ تضرب شراع قارب هذه الأسرة لا في الوقت ولا الاتجاه المناسبين فضاعوا في لجة بحر المجتمع هنا.. لأن الأب قرر ذات يوم أن يتزوج في السعودية ثم خرج من حياتهم مرة واحدة، وقطع كل وصلٍ معنوي ومادي معهم.. ولما ضاقت بهم الدنيا، وكان أهل الزوجة قد طردوا بنتهم منذ زمن احتجاجا على زواجها من سعودي ومسلم، تسلمتهم الفاقة.. وها أنت ترى البنت سلمى، والتي صارت تسمى الآن ملكة الإعلان هنا.
- إذن صار لهم اكتفاء مالي يابو عبد المحسن؟
- لا، إنه عمل موسمي، وتأكل معظم أجورها وكالة محتكِرة، ولكن مشهد الواقع أكثر لؤما؟
- ماذا .. يا إلهي؟
- نعم، تعال آخذك..
وليته لم يأخذني..
أكمل معكم الإثنين المقبل، وحتى ذاك الوقت ادعوا لسلمى. المصدر: http://www.aleqt.com/article.php?do=...ate=2007-12-29
January 1st, 2008, 03:42 AM
* الاسم مستعار
- الأخ نجيب أنا أبو عبد المحسن تذكرني.
- طبعا.. وكيف أنسى شخصا مثلك؟
ولكنكم أنتم قرائي الأحباء لا تعرفون من هو أبو عبد المحسن. أبو عبد المحسن اشتغل معي، وساندنا المسؤولون في السفارة السعودية بقوة، في معالجة قضية مهمة ومؤلمة جدا وهي مسألة أبنائنا في الخارج، أبنائنا الشرعيين (وهنا أتكلم عن أبناءِ ثبتت بنوتهم لسعوديين، والله أعلم عن أبناء لم نعرفهم، ولن نعرفهم أبدا.. ولكن الله يحصيهم عددا!)، وكان عبد المحسن، وهو رجل أعمال سعودي مثقف تلقى تعليمه في الولايات المتحدة، ثم تزوج من أهل تلك البلاد وله أبناء ممتازون منها، استهواه جدا الموضوع الذي نحن في صدده، فصار يبحث ويتحرى عن أي سعودية أو سعودي تـُركوا لمصيرٍ أغبرَ أسود من آباءٍ لم يخافوا الله فيهم، وسيكون حسابُهم عسيرا، لأن ما صار لهؤلاء الأبناء والبنات لما كبروا من فواجع في حياتهم، وتغيُرٍ في كل ما نؤمن به هنا، هو على رقاب أولئك الآباء، هذا إذا لم يستيقظ ضميرهم، ويحاسبوا أنفسهم، وأن تعود تدق قلوبهم بإيقاع المحبة الغريزية الإنسانية - والله حتى غير الإنسانية - للأبناء.. فلعل الله التواب العظيم أن يشملهم بعفوه، ويغفر خطيئتهم الكبرى. نعود للمكالمة:
- هل عندك جهاز تلفزيون؟ إذن افتح على القناة الثامنة وتابع الإعلان، وسأعود إليك بعد خمس دقائق.
وهرعتُ وتناولت جهازَ التحكم، وأشّرت على المحطة المحلية الثامنة: موسيقى صاخبة، ثم تنفجرُ غيمةٌ دخانيةٌ بيضاءُ وتخرج فتاة في فجر أنوثتها، وتضع لباسا من قطعتين يظهر أكثر من العري ذاته، وتدور بشعرها الأسود اللامع الطويل، ثم تخرج ملامحها كاملة على الشاشة، وإذا هي لتوها تغادر هناءة الطفولة لصباحات المراهقة، وبعينين سوداويين تملآن نصف الوجه، بالأنف الأقنى والملامح العربية الصرفة. وكان جمالا أخاذا لافتا على غير الجمال النمطي في تلك البلاد القصية.. ثم تنحني بطريقةٍ أكروباتيةٍ شائنة وتلتقط قارورة مطهمة بلون العسل المحروق وإذا هو علامة تجارية لِخمر اسكتلندي شهير فتقبل القارورة، وهي ترسل للمشاهدين غمزة بعينها مع بسمة دعوةٍ صارخة، قبل أن تتمايل بظهرها العاري وذؤابات شعرها الطويل تتراقص إلى الفخذين العاريين، ثم تبلعها الغيمةُ البيضاء.. وينتهي الإعلان!
بعد خمس دقائق لم يرن الهاتف، لأني أخذتُ أقرب تاكسي وانطلقت لمكتب أبو عبد المحسن، فقد قال لي قلبي من كثرة تجربتي، ومن معرفتي بالرجل، ومن ملامح البنت الشاهقة، أن تلك الفتاة، فتاة الإعلان العارية التي مثلت دور الغانية اللعوب، إنما هي من لحمنا ومن دمنا.. بنتنا. ولم يكن ظني خاطئا!
- هذه يا خوي نجيب بنت سعودية معروفٌ من هو أبوها، ولكنه لم يعد لهم منذ كانت في السابعة، ثم تركها ووالدتها التي كانت قد تزوجته بعد قصة حبٍّ عنيفة، وهي مسيحية كاثوليكية ثم تحولت للدين الإسلامي من أجل زوجها، وحتى لا ترتبك ابنتها بين دينين، وحسنا ما فعلت الأم، فحرصت أن تنشأ بنتها تحت معرفة أنها مسلمة.. ولكن يا أخي لم تكن الرياحُ تضرب شراع قارب هذه الأسرة لا في الوقت ولا الاتجاه المناسبين فضاعوا في لجة بحر المجتمع هنا.. لأن الأب قرر ذات يوم أن يتزوج في السعودية ثم خرج من حياتهم مرة واحدة، وقطع كل وصلٍ معنوي ومادي معهم.. ولما ضاقت بهم الدنيا، وكان أهل الزوجة قد طردوا بنتهم منذ زمن احتجاجا على زواجها من سعودي ومسلم، تسلمتهم الفاقة.. وها أنت ترى البنت سلمى، والتي صارت تسمى الآن ملكة الإعلان هنا.
- إذن صار لهم اكتفاء مالي يابو عبد المحسن؟
- لا، إنه عمل موسمي، وتأكل معظم أجورها وكالة محتكِرة، ولكن مشهد الواقع أكثر لؤما؟
- ماذا .. يا إلهي؟
- نعم، تعال آخذك..
وليته لم يأخذني..
أكمل معكم الإثنين المقبل، وحتى ذاك الوقت ادعوا لسلمى.
المصدر:
http://www.aleqt.com/article.php?do=...ate=2007-12-29