مبتعث مستجد Freshman Member
غير معرف
ابوهارون , ذكر. مبتعث مستجد Freshman Member.
, تخصصى طالب
, بجامعة USQ
- Toowoomba, كوينزلاند
- غير معرف
- Oct 2007
المزيدl April 27th, 2008, 09:46 AM
April 27th, 2008, 09:46 AM
قد يتذكر العديد منا قصة الشيخ الذي جمع أبناءه حوله حينما أحس بدنو أجله، وأعطاهم عوداً من الخشب وطلب منهم كسره، فكسروه. ثم جمع عدد من الأعواد وطلب من أبناءه تكسير المجموعة فلم يقدروا. فأنشد فيه الشاعر: تأبى الرماح إذا اجتمعن تكسرا… وإذا افترقن تكسرت أحادا. وحدة الصف مقصد عظيم وبالغ الأهمية، فالأمة ذات الصف الواحد لا يمكن لعدوها إختراقها أو إحتلالها، جسدياً أو فكرياً. تحدث الكثير عن “نظرية المؤامرة“، وعن علاقتها بالأحداث التاريخية، وأنا في هذا الموضوع لست بصدد إثباتها أو نقضها. ولكن المتأمل في واقعنا قد يلتمس وجود أيادي خفية تسعى لخلخلة وحدة الصف، سواءاً أكان ذلك على المستوى الإقليمي أو الوطني أو حتى الديني. وقد قيل بأن أمة إقرأ لا تقرأ، وهنا تبدأ المشكلة، كوننا كأمة لانقرأ التاريخ، لنتعلم ونتفكر في أحداث الأمم والدول ممن كان قبلنا، وإن كان ليسوا عنا ببعيد. من منا لم يسمع بمقولة “فرق تسد” أو “Divide and rule“، والتي تقوم على إحداث تفرقة بين أفراد المجتمع الواحد ليسهل السيطرة عليهم. بهذه القاعدة عملت بريطانيا العظمى خلال فترة الإستعمار، فأستخدمت التفرقة العنصرية المبنية على اللغة أو العرق أو الدين، لإحكام السيطرة على دول كالهند وسيريلانكا. وكذلك تم تقسيم دول العالم الإسلامي والعربي ورسم الحدود بعد الحرب العالمية الثانية، لتسهل السيطرة عليها. ومن بعد بريطانيا جاءت إسرائيل، والتي إستخدمت التفرقة العنصرية المبنية على أسس الفروقات الدينية بين المسلمين والمسيحين من اللبنانيين، فتسببت بالحرب الأهليه والرابح كان إسرائيل التي سيطرت على جنوب لبنان بمساعدة إنشغال اللبنانيين بالحرب بينهم. أيضاً الموساد الذي قام بدعم الأكراد في سوريا والعراق وإيران، لتحقيق مصالح سياسية لإسرائيل. وأخيراً قاعدة “فرق تسد” أستخدمت في الحرب على العراق، فتم تقسيم العراق إلى أقاليم بحسب الإنتماءات العرقية أو الطائفية وتداعياتها لا تزال ترى للناظر في حالة الشعب العراقي المنكوب. بعد كل هذه الأمثلة أعتقد أنه لم يعد هناك مجال للشك أن هذه القاعدة تستخدم سواءاً لإخضاع شعب، أو على أقل تقدير لإشغاله بنفسه. طالعتنا الصحف على الإشكاليات التي حصلت بعد إعلان نتائج مسابقة “شاعر المليون“. والذي ركز البعض على عدم مصداقية لجنة التحكيم، وأن الفائز كان محدداً من الدورات الأولى للمسابقة.. وإلى غير ذلك من المشاكل المرتبطة بنزاهة المسابقة. ونسي الكثير أو تناسوا الإشكاليات الأعظم من وراء هذا البرنامج وغيره من برامج المسابقات التي تعرف في الغرب بالبرامج الواقعية “reality TV”. فهذه النوعية من البرامج التي بدأت تبث في أواخر القرن الماضي، هدفها مادي بحت ومن أمثلتها “سوبر ستار”، و”ستار أكاديمي”، و”الأخ الأكبر” وغيرها. قامت دعوات لمقاطعة هذه البرامج كونها تروج لقيم غربية مستوردة لا تمت لقيمنا العربية أو الإسلامية بصلة. فإنخفضت العوائد المادية لهذه البرنامج، فقام المروجون بتغيير ظاهر المنتج والمعروض. فظهرت برامج تحمل لنا في ظاهرها الخير، وفي باطنها السم الزعاف. برامج مسابقات كـ ”شاعر المليون” التي يدعى بأنها تسعى لإحياء التراث ولكنها في الحقيقه تحيي النعرات القبلية والإقليمية، قد أتفق مع من يقول أن البعض أساء إستخدام هذه الأدوات وأنها لو وظفت التوظيف الصحيح، لكانت سبباً لحل الإشكالات بين الدول. ولكن كونها توظف التوظيف الخاطئ وتسبب زعزعة إستقرار ووحدة المنطقة فمن الأولى تركها. فالناظر للعلاقات الخليجية، على سبيل المثال، يرى أن عدداً ليس بالبسيط من المشاكل كان سببها فوز الفريق الممثل لإحدى الدول في دورة كرة قدم على فريق دولة أخرى، أو برنامج عرض على قناة تابعة لدولة وأثار حفيظة الدولة الأخرى. ففي السابق سمعنا وشاهدنا إعتداءات على لاعبين ومشجعين، بعد فوز فريقهم على فريق الدولة المضيفة بسبب تعصب هؤلاء. وكانت هذه الظواهر من أسباب توليد الفرقه ومشاعر البغضاء بين أبناء هاتين الدولتين من المهتمين بالرياضة. والآن مع ظهور برامج تروج لنفس الأفكار ولكنها تحمل الصيغة القبلية فلا تعجب إن شاهدت نفس تلك المظاهر بين أبناء الحي الواحد. ولا تستغرب إن سمعت أنه تم الإعتداء على فلان لانه من قبيلة كذا، أو لأنه هجأ قبيلة كذا، لأن ذلك قد حصل هذا في إحدى مدن المملكة العربية السعودية، حيث قتل شخص صبيحة يوم جمعة بسبب قصيدة هجاء -المصدر جريدة الوطن-. وأيضا نجحت هذه البرامج في زرع التعصب القبلي وتسفيه الآخر في فكر طلاب المدارس كما ذكرت جريدة الرياض. ويكيفك مشاهدة ردود المهتمين بمسابقة “شاعر المليون” حين ذهب البعض منهم إلى أن الخلل الذي حصل في التصويت ناتج عن مؤامرة مدبرة بين الدولة المنظمة وبين الدولة التي ينتمي لها الشاعر الفائز بالمسابقة. ولكن المشكلة ليست كما يقول البعض أنها خلل في التصويت أو عدم نزاهة في التحكيم، بل إنها ما تزرعه من أفكار خطيرة على أبناءنا وإخواننا. ومن آثار هذه الظاهرة، يمكن القول أن هذه البرامج نجحت في إشغال العديد منا عن ما هو أهم، فأصبح العديد منا يعاني من ضحالة التفكير. فكما شاهدنا سابقاً أن هناك شباباً من أبناء وطننا لا همّ لهم إلا كرة القدم، فلا تعجب أن ظهر آخرين لاهم لهم إلا التفاخر بالقبيلة أو بالمنطقة التي ينتمي لها، وأيضاً رؤيتها على أنها أفضل وأكرم من الغير. تحدث الدكتور علي سعد الموسى في مقال له تحت عنوان “شاعر خسر في سيرك” عن ضحالة تفكير البعض وعن حجم المصروفات من مجتمع واحد وهو السعودي، لبرنامج واحد وهو “شاعر المليون”. فأورد الدكتور أن مجموع رسائل الترشيح الخاصة ببرنامج “شاعر المليون” قاربت ال850 ألف رسالة جوال بمبلغ زاد عن 40 مليون ريال سعودي خلال ثلاثة أيام فقط. يعجب الشخص من حجم المبالغ المصروفة لبرامج مسابقات،وحين ينظر إلى التضخم وإرتفاع الأسعار وإلى العديد من أبناء المجتمع الذين إنتقلوا من مستوى الدخل المتوسط إلى مستوى الدخل المحدود. فعجباً! من مدونتي تحياتي
April 27th, 2008, 09:46 AM
قد يتذكر العديد منا قصة الشيخ الذي جمع أبناءه حوله حينما أحس بدنو أجله، وأعطاهم عوداً من الخشب وطلب منهم كسره، فكسروه. ثم جمع عدد من الأعواد وطلب من أبناءه تكسير المجموعة فلم يقدروا. فأنشد فيه الشاعر: تأبى الرماح إذا اجتمعن تكسرا… وإذا افترقن تكسرت أحادا. وحدة الصف مقصد عظيم وبالغ الأهمية، فالأمة ذات الصف الواحد لا يمكن لعدوها إختراقها أو إحتلالها، جسدياً أو فكرياً.تحدث الكثير عن “نظرية المؤامرة“، وعن علاقتها بالأحداث التاريخية، وأنا في هذا الموضوع لست بصدد إثباتها أو نقضها. ولكن المتأمل في واقعنا قد يلتمس وجود أيادي خفية تسعى لخلخلة وحدة الصف، سواءاً أكان ذلك على المستوى الإقليمي أو الوطني أو حتى الديني. وقد قيل بأن أمة إقرأ لا تقرأ، وهنا تبدأ المشكلة، كوننا كأمة لانقرأ التاريخ، لنتعلم ونتفكر في أحداث الأمم والدول ممن كان قبلنا، وإن كان ليسوا عنا ببعيد.
من منا لم يسمع بمقولة “فرق تسد” أو “Divide and rule“، والتي تقوم على إحداث تفرقة بين أفراد المجتمع الواحد ليسهل السيطرة عليهم. بهذه القاعدة عملت بريطانيا العظمى خلال فترة الإستعمار، فأستخدمت التفرقة العنصرية المبنية على اللغة أو العرق أو الدين، لإحكام السيطرة على دول كالهند وسيريلانكا. وكذلك تم تقسيم دول العالم الإسلامي والعربي ورسم الحدود بعد الحرب العالمية الثانية، لتسهل السيطرة عليها. ومن بعد بريطانيا جاءت إسرائيل، والتي إستخدمت التفرقة العنصرية المبنية على أسس الفروقات الدينية بين المسلمين والمسيحين من اللبنانيين، فتسببت بالحرب الأهليه والرابح كان إسرائيل التي سيطرت على جنوب لبنان بمساعدة إنشغال اللبنانيين بالحرب بينهم. أيضاً الموساد الذي قام بدعم الأكراد في سوريا والعراق وإيران، لتحقيق مصالح سياسية لإسرائيل. وأخيراً قاعدة “فرق تسد” أستخدمت في الحرب على العراق، فتم تقسيم العراق إلى أقاليم بحسب الإنتماءات العرقية أو الطائفية وتداعياتها لا تزال ترى للناظر في حالة الشعب العراقي المنكوب.
بعد كل هذه الأمثلة أعتقد أنه لم يعد هناك مجال للشك أن هذه القاعدة تستخدم سواءاً لإخضاع شعب، أو على أقل تقدير لإشغاله بنفسه.
طالعتنا الصحف على الإشكاليات التي حصلت بعد إعلان نتائج مسابقة “شاعر المليون“. والذي ركز البعض على عدم مصداقية لجنة التحكيم، وأن الفائز كان محدداً من الدورات الأولى للمسابقة.. وإلى غير ذلك من المشاكل المرتبطة بنزاهة المسابقة. ونسي الكثير أو تناسوا الإشكاليات الأعظم من وراء هذا البرنامج وغيره من برامج المسابقات التي تعرف في الغرب بالبرامج الواقعية “reality TV”. فهذه النوعية من البرامج التي بدأت تبث في أواخر القرن الماضي، هدفها مادي بحت ومن أمثلتها “سوبر ستار”، و”ستار أكاديمي”، و”الأخ الأكبر” وغيرها. قامت دعوات لمقاطعة هذه البرامج كونها تروج لقيم غربية مستوردة لا تمت لقيمنا العربية أو الإسلامية بصلة. فإنخفضت العوائد المادية لهذه البرنامج، فقام المروجون بتغيير ظاهر المنتج والمعروض.
فظهرت برامج تحمل لنا في ظاهرها الخير، وفي باطنها السم الزعاف. برامج مسابقات كـ ”شاعر المليون” التي يدعى بأنها تسعى لإحياء التراث ولكنها في الحقيقه تحيي النعرات القبلية والإقليمية، قد أتفق مع من يقول أن البعض أساء إستخدام هذه الأدوات وأنها لو وظفت التوظيف الصحيح، لكانت سبباً لحل الإشكالات بين الدول. ولكن كونها توظف التوظيف الخاطئ وتسبب زعزعة إستقرار ووحدة المنطقة فمن الأولى تركها. فالناظر للعلاقات الخليجية، على سبيل المثال، يرى أن عدداً ليس بالبسيط من المشاكل كان سببها فوز الفريق الممثل لإحدى الدول في دورة كرة قدم على فريق دولة أخرى، أو برنامج عرض على قناة تابعة لدولة وأثار حفيظة الدولة الأخرى.
ففي السابق سمعنا وشاهدنا إعتداءات على لاعبين ومشجعين، بعد فوز فريقهم على فريق الدولة المضيفة بسبب تعصب هؤلاء. وكانت هذه الظواهر من أسباب توليد الفرقه ومشاعر البغضاء بين أبناء هاتين الدولتين من المهتمين بالرياضة. والآن مع ظهور برامج تروج لنفس الأفكار ولكنها تحمل الصيغة القبلية فلا تعجب إن شاهدت نفس تلك المظاهر بين أبناء الحي الواحد. ولا تستغرب إن سمعت أنه تم الإعتداء على فلان لانه من قبيلة كذا، أو لأنه هجأ قبيلة كذا، لأن ذلك قد حصل هذا في إحدى مدن المملكة العربية السعودية، حيث قتل شخص صبيحة يوم جمعة بسبب قصيدة هجاء -المصدر جريدة الوطن-. وأيضا نجحت هذه البرامج في زرع التعصب القبلي وتسفيه الآخر في فكر طلاب المدارس كما ذكرت جريدة الرياض. ويكيفك مشاهدة ردود المهتمين بمسابقة “شاعر المليون” حين ذهب البعض منهم إلى أن الخلل الذي حصل في التصويت ناتج عن مؤامرة مدبرة بين الدولة المنظمة وبين الدولة التي ينتمي لها الشاعر الفائز بالمسابقة. ولكن المشكلة ليست كما يقول البعض أنها خلل في التصويت أو عدم نزاهة في التحكيم، بل إنها ما تزرعه من أفكار خطيرة على أبناءنا وإخواننا.
ومن آثار هذه الظاهرة، يمكن القول أن هذه البرامج نجحت في إشغال العديد منا عن ما هو أهم، فأصبح العديد منا يعاني من ضحالة التفكير. فكما شاهدنا سابقاً أن هناك شباباً من أبناء وطننا لا همّ لهم إلا كرة القدم، فلا تعجب أن ظهر آخرين لاهم لهم إلا التفاخر بالقبيلة أو بالمنطقة التي ينتمي لها، وأيضاً رؤيتها على أنها أفضل وأكرم من الغير. تحدث الدكتور علي سعد الموسى في مقال له تحت عنوان “شاعر خسر في سيرك” عن ضحالة تفكير البعض وعن حجم المصروفات من مجتمع واحد وهو السعودي، لبرنامج واحد وهو “شاعر المليون”. فأورد الدكتور أن مجموع رسائل الترشيح الخاصة ببرنامج “شاعر المليون” قاربت ال850 ألف رسالة جوال بمبلغ زاد عن 40 مليون ريال سعودي خلال ثلاثة أيام فقط. يعجب الشخص من حجم المبالغ المصروفة لبرامج مسابقات،وحين ينظر إلى التضخم وإرتفاع الأسعار وإلى العديد من أبناء المجتمع الذين إنتقلوا من مستوى الدخل المتوسط إلى مستوى الدخل المحدود. فعجباً!
من مدونتي
تحياتي