مراقبه العامة سابقاً
الولايات المتحدة الأمريكية
مسافرهـ , أنثى. مراقبه العامة سابقاً. من السعودية
, مبتعث فى الولايات المتحدة الأمريكية
, تخصصى Education
, بجامعة St ❤ Tommie
- St ❤ Tommie
- Education
- أنثى
- Baltimore, MD/VA/DC
- السعودية
- Apr 2006
المزيدl June 14th, 2008, 04:20 AM
June 14th, 2008, 04:20 AM
مقال ليس بجديد أترككم معة::
نعم إيماننا ..مهدد! نشرت "الوطن" في العدد 2709 تحقيقاً رائعاً للزميلة نجلاء الحربي تتحدث فيه عن أمهاتنا وأخواتنا المنسيات في الأربطة الخيرية في مدينة جدة. وحين قرأت التحقيق انتابتني مشاعر مختلفة ما بين حزن وغضب للحال الذي وصلت إليه هؤلاء النسوة المنسيات في بلد النفط وفي أوج الطفرة الثانية.
صحيح أن الفقر لا يعرف رجلاً أو امرأة، ولكنه أقسى في حالة المرأة لأن خياراتها دائماً أقل حتى في كسب لقمة العيش الشريفة. وحكايتها مع المجتمع أو حكايته معها تشبه حكاية المرأة في الحديث التي كانت لديها هرة فحبستها فلا هي أطعمتها ولا هي تركتها تأكل من خشائش الأرض. فقد سننا كل القوانين التي تجعل حياتها أكثر صعوبة هذا حتى إذا كان لديها عائلة ومعيل، فما بالكم إذا كانت مقطوعة من شجرة؟
هنا تذكرت الشعارات الرنانة، والخطب الفنانة والتي تحذر من تمكين المرأة، ومن توفير مزيد من الفرص الحياتية لها على كافة الأصعدة، وأن تلك دعوة غربية حديثة تستهدف المرأة السعودية التي هي جوهرة مصونة ودرة مكنونة. طيب يا سادة يا أفاضل ويا سيدات مرفهات، ماذا عن هؤلاء اللاتي تقطعت بهن السبل؟ الواحدة منهن غير قادرة حتى على مغادرة المأوى من أجل زيارة طبيب لا يزورهن بنفسه إلا لماماً في حين أن المرض الخبيث ينخر في الجسد الواهن. ماذا؟ كأنني أسمع أحدهم يقول: "المفروض أن تزور طبيبة وليس طبيباً"!
المشكلة متشعبة جداً وتتداخل فيها مسؤوليات المجتمع مع مسؤوليات الدولة، فحين قرأت حكاية بعض السيدات فوجئت بأن لبعضهن عشر فتيات لم تستطع واحدة منهن أن تؤوي أمها. البنت خصوصاً من الصعب جداً أن تتخلى عن أهلها، بل إنها تتمنى أن يقدرها الله وترعى أبويها، ويستحيل أن تكون الفتيات العشر برأيي عاقات! ولكنهن متزوجات، وهناك نظرية اجتماعية بغيضة تقول إن على الابن وزوجته أن يرعيا أمه، لكن " ولد الناس" ليس من واجبه أن يرعى أم زوجته إن تقطعت بها السبل، ولا حتى إكراماً لأم أولاده! ترى هل يقبل هو أن ترمى أمه على هذا النحو؟
وفي المقابل لو كانت المرأة مستقلة مادياً عنه لاستطاعت على الأقل أن توفر حياة كريمة لأمها حتى وإن لم تستطع أن تعيش معها. فهنا عشر فتيات لو كن موظفات ودفعت الواحدة منهن ألف ريال شهرياً لكان لدينا عشرة آلاف ريال تكفي لاستئجار منزل وخادمة بل وسائق للأم المسنة. فالنساء إذن لا يعملن لشراء التوافه والكماليات كما يعتقد الكثير من العاطلين الذي يتصورون أننا نأخذ أماكنهم ظلماً وبهتاناً.
ثم هناك حكاية أخرى لفتاة شابة عمرها 27 سنة فقط، اضطرت للنوم في الشوارع والحدائق، والتعرض لكل أنواع الأخطار المتصورة وغير المتصورة بعد أن تيتمت ولم تجد من يؤويها من أقاربها، وهنا أسأل لماذا تلزم التشريعات المرأة بالانصياع للولي والمحرم وللقبيلة في أمورها الخاصة جداً، في حين لا تلزم هؤلاء بالإنفاق على وليتهم وتوفير أبسط مستلزمات الحياة؟
نأتي بعدها لقضية الأربطة الخيرية، وما أعرفه عنها أنها مؤسسات أهلية بالأساس، فأين الدعم الحكومي لهذه الفئة؟ بل لكل الفئات المهمشة وما أكثرها. هؤلاء الذين مرت الطفرة الأولى وها هي الطفرة الثانية، وهم لم يحسوا بعد ليس بطعم الغنى، وإنما بطعم الشبع، ويذوقوا لذة الحياة الكريمة، حيث لا يضطر المرء إلى التسول وتقبيل الأيادي رجاء حتى تنجز أبسط أموره.
فإذا كانت لدينا أموال هائلة، فلماذا لا تجد امرأة سعودية قست عليها الأيام غرفة أو طعاماً أو دواء؟ هؤلاء لا يطلبن صدقة، هن فقط يردن حقهن مثلنا جميعاً. فبعضهن لم تعرف مدرسة ولا مستشفى ولا تدريباً على صنعة؟
وهناك من يقول بأن بعضهن غير سعوديات، وأنا أقول نعم هذا صحيح، ومع ذلك فهن جزء منا، نساء وهن مسلمات وعربيات، انقطعت بهن الأسباب في هذه البلاد.
والمجتمع مسؤول ليس فقط عن توفير الأساسيات لهن، بل وعن سعادتهن أيضاً، لماذا هن مهملات على هذا النحو؟ لماذا لا توجد جمعيات أهلية أو حكومية تهتم بالترفيه عنهن، وتدريبهن، وإعطائهن أملاً في الحياة بدلاً من هذه الحياة التي ليس لهن فيها من عمل غير انتظار الموت حتى لو كانت إحداهن في السابعة والعشرين من العمر؟ في العالم الغربي يتطوع شباب الجامعة مثلاً ليخدموا ويساعدوا المسنين والمهملين، وطبعاً قد يأتي أحد هنا ويقول بأن التشبه بالكفار حرام!
أين شيوخنا الأفاضل عنهن في خطبهم؟ وسؤالي موجه بالأخص لأولئك الذين خصصوا عشرات بل مئات الخطب ليتحدثوا عن حجاب المرأة، وعن عملها، وعن تعدد الزوجات وعن كل هذه الأمور التي تخص المرأة، ترى هل فكر أحدهم في أن يلقي خطبة يذكر فيها بهؤلاء المنسيات؟ أو ليحذر الأقارب والأرحام من إهمالهم لهن؟
أين الذين حللوا زواج المسيار، رأفة ورحمة بالنساء، واستخدموا في سبيل الترويج له حتى التقنية، فصارت هناك بطاقات اشتراك تباع في المحطات والمكتبات، بكلمة سر، ليتمكن الراغب في الزواج من التسجيل بالموقع. لماذا لا يقومون بالبحث عن حلول لهذه الفئات من النسوة؟ لماذا لا يحاولون مساعدة هذه الشريحة البائسة؟ أم أن هؤلاء لسن نسوة لأنهن فقدن ما يرغب الرجال فيهن؟ ربما هذا صحيح، ولكن تظل المرأة بشراً أليس كذلك؟ وللأسف أن هذا التحقيق تم في أربطة جدة على مرمى حجر من مؤتمرها الاقتصادي العالمي، ترى هل هؤلاء البائسات كن على أجندة المترفين؟
هناك إهمال تام ولا مبالاة بهذه القضية لدرجة أن عدد التعليقات على الموضوع بالكاد وصل إلى سبع، في حين أن موضوعاً مثل عيد الحب وصلت التعليقات عليه إلى أكثر من مئة. وقد قيل لنا بأن هذا العيد الوثني يهدد عقيدتنا ويزعزع إيماننا، ويقدح في إسلامنا. والحقيقة أن ما يمكن أن يهدد إيماننا بالفعل هو تجاهلنا للحرمان والفقر والجوع الذي يتغلغل في أوساطنا، وهذا الكلام ليس لي، بل لسيد الخلق أجمعين إذ يقول: " ما آمن بي من بات شبعان وجاره جائع وهو يعلم". والمسؤولية مشتركة بيننا جميعاً: الدولة وإدارتها، القطاع الخاص وتجارنا الكبار، وجمعيات المجتمع الأهلية والخيرية، وحتى نحن الأفراد. فالله تعالى يقول: " ثم لتسألن يومئذٍ عن النعيم". فهل نحن مستعدون للإجابة على السؤال؟
>>المصدر<<
مقال قوي ويحتوي على رسالة مؤثرة
هل يوجدحل لمثل هذة المآسي في مجتمعنا؟
هلا مسافره
مشكوره على المقال
الحلول كثيره وهي حلول موجوده الريدي في دول كثيره..ما يحتاج نخترع, نشوف تجارب الاخرين الناجحه ونسوي لها تعديلات اذا كان فيه حاجه...لكن ما عندك احد يبي يشتغل! تعبنا والله من كثر النقاشات ولا شفنا شي...خطوه قدام وعشر ورا.
نقطه مهمه في نظري...كل مجتمع لابد ان يكون فيه فقر ومأسي وناس مهمله..مافيه نظام برفكت لكن الكلام على نسبتهم! وهل حاولنا نوعي الاكثريه بالجهات الي ممكن تساعدهم! فيه جمعيات كثير ه في البلد لكن ماعمرنا شفنا اي اعلان لها في الشوارع ولا اي وسيله اعلاميه!
تحياتي
Abdullah 10 June 14th, 2008, 07:35 AM
7 " مع إن عنوان الموضوع غير واضح إطلاقا ... المفروض توضحوا العنوان مو عنوان عام والمقال خاص
أوصى الرسول صلى الله عليه وسلم للأم ثلاثا وللأب واحده ..
المشكله في العادات والتقاليد ... فيا ليت الناس تعود لدينها ولوا جبرا على العادات
وأكثر من يحمي حوزة الدين في هذه الأيا هيا هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر
شيء طبيعي كل ما أبتعدنى عن الدين فما الذي سيجبر أو ينصح ويرشد الأبن إلى رعاية والديه ... بل سوف يتركهم كما هوا الحال في الدول الأخرى ... وينطلق على هوا نفسه فط...كالحيوانات...والله المستعان
الزوج مكلف لنفقه على كل أفراد عائلته وتستطيع زوجته إذا لم تكن عامله أن تأخذ من ماله للنفقه عليها وعلى أبنائها حتى من دون علمه والشرع معها في ذلك لكن تبقى العادات حجر عثره
طبعا الأب الكبير في السن نفس وضع المرءه فهوا يحتاج إلى النفقه
يوجد في الإسلام بيت المال كما كان يقال له ... وهوا الآن كالجمعيات الخيريه لكنها تبقى ضعيفه لأنها لا تدعم إلا من الأفراد المتدينين وليس من الدوله
ينبغي ...أن تستحدث قوانين تحفظ جانب الصدقات وتدعمه ...كأن يكلف بذلك مثلا شركه خاصه ولها أجر مادي منه
لا شك بأن الدوله بها ضمان إجتماعي ... جزاهم الله خير...لذا نحتاج إلى نشر التوعيه فأنا أرى المتسولون عند المساجد لكن لا أعلم لماذا ذاك التسول
والله المستعان
سلام
الميموني.. June 14th, 2008, 09:16 AM
7 " لم أستوعب علاقة إيماننا مهدد بالمقال..
اعتقد أن المشكلة في كون أن البعض يركز على الظاهر ويتجاهل الباطن. لدرجة أننا نحاول ترقيع مايظهر ونخفي الحقيقة.
يعني في قضية النفقة وتسهيل الزواج، لا تظهر على السطح. لذا فيتم تجاهلها.
أما قضايا كالحجاب، والمحرم لانها تكون ظاهرة في المجتمع ويبنى عليها تعامل ظاهر للجميع. فيتم إثارة الحديث حولها.
ما ذكرته الكاتبة يعد جزءاً من مشكلة أكبر، كان التركيز على النساء أولاً لأنها امرأة، وثانياً لعدم وجود القنوات التي تتحدث بلسان هؤلاء النسوة.
ولكن بإعتقدي أن مقال كله يتحدث عن مبررات ومسوغات لإستقلالية المرأة اقتصادياً. لا أختلف أنه إلى حد ما يجب إعطاء المرأة بعض الحرية في هذا المجال بما يقتضيه الشرع. ولكني لا أزال اتعجب ممن يتحدث وكأن عمل المرأة سيحل مشاكل المجتمع الإقتصاديه كلها..
الكاتبة ذكرت أن غالب النساء اللاتي تقطعت بهن السبل عجائز، فما هو العمل الذي ستقوم به هذه العجوز لتحصل على رزقها؟
أعتقد أن لحل هذه المشكلة أولا: توفير فرص عمل للرجال. وللنساء بضوابط خاصة
ثانياً توعية المجتمع بحقوق الرحم.
وثالثاً بتفعيل صندوق الضمان الإجتماعي.
لا يفهم من كلامي أني أعارض عمل المرأة، ولكن عمل الرجل مقدم على عمل المرأة. فالرجل مسؤول ويجب عليه إطعام نفسه وأهل بيته. أما المرأة فلو فرضنا أنها عملت، فمحصلة عملها لها هي فقط.
ابوهارون June 15th, 2008, 09:09 AM
7 "
June 14th, 2008, 04:20 AM
مقال ليس بجديد أترككم معة::نعم إيماننا ..مهدد! نشرت "الوطن" في العدد 2709 تحقيقاً رائعاً للزميلة نجلاء الحربي تتحدث فيه عن أمهاتنا وأخواتنا المنسيات في الأربطة الخيرية في مدينة جدة. وحين قرأت التحقيق انتابتني مشاعر مختلفة ما بين حزن وغضب للحال الذي وصلت إليه هؤلاء النسوة المنسيات في بلد النفط وفي أوج الطفرة الثانية.
صحيح أن الفقر لا يعرف رجلاً أو امرأة، ولكنه أقسى في حالة المرأة لأن خياراتها دائماً أقل حتى في كسب لقمة العيش الشريفة. وحكايتها مع المجتمع أو حكايته معها تشبه حكاية المرأة في الحديث التي كانت لديها هرة فحبستها فلا هي أطعمتها ولا هي تركتها تأكل من خشائش الأرض. فقد سننا كل القوانين التي تجعل حياتها أكثر صعوبة هذا حتى إذا كان لديها عائلة ومعيل، فما بالكم إذا كانت مقطوعة من شجرة؟
هنا تذكرت الشعارات الرنانة، والخطب الفنانة والتي تحذر من تمكين المرأة، ومن توفير مزيد من الفرص الحياتية لها على كافة الأصعدة، وأن تلك دعوة غربية حديثة تستهدف المرأة السعودية التي هي جوهرة مصونة ودرة مكنونة. طيب يا سادة يا أفاضل ويا سيدات مرفهات، ماذا عن هؤلاء اللاتي تقطعت بهن السبل؟ الواحدة منهن غير قادرة حتى على مغادرة المأوى من أجل زيارة طبيب لا يزورهن بنفسه إلا لماماً في حين أن المرض الخبيث ينخر في الجسد الواهن. ماذا؟ كأنني أسمع أحدهم يقول: "المفروض أن تزور طبيبة وليس طبيباً"!
المشكلة متشعبة جداً وتتداخل فيها مسؤوليات المجتمع مع مسؤوليات الدولة، فحين قرأت حكاية بعض السيدات فوجئت بأن لبعضهن عشر فتيات لم تستطع واحدة منهن أن تؤوي أمها. البنت خصوصاً من الصعب جداً أن تتخلى عن أهلها، بل إنها تتمنى أن يقدرها الله وترعى أبويها، ويستحيل أن تكون الفتيات العشر برأيي عاقات! ولكنهن متزوجات، وهناك نظرية اجتماعية بغيضة تقول إن على الابن وزوجته أن يرعيا أمه، لكن " ولد الناس" ليس من واجبه أن يرعى أم زوجته إن تقطعت بها السبل، ولا حتى إكراماً لأم أولاده! ترى هل يقبل هو أن ترمى أمه على هذا النحو؟
وفي المقابل لو كانت المرأة مستقلة مادياً عنه لاستطاعت على الأقل أن توفر حياة كريمة لأمها حتى وإن لم تستطع أن تعيش معها. فهنا عشر فتيات لو كن موظفات ودفعت الواحدة منهن ألف ريال شهرياً لكان لدينا عشرة آلاف ريال تكفي لاستئجار منزل وخادمة بل وسائق للأم المسنة. فالنساء إذن لا يعملن لشراء التوافه والكماليات كما يعتقد الكثير من العاطلين الذي يتصورون أننا نأخذ أماكنهم ظلماً وبهتاناً.
ثم هناك حكاية أخرى لفتاة شابة عمرها 27 سنة فقط، اضطرت للنوم في الشوارع والحدائق، والتعرض لكل أنواع الأخطار المتصورة وغير المتصورة بعد أن تيتمت ولم تجد من يؤويها من أقاربها، وهنا أسأل لماذا تلزم التشريعات المرأة بالانصياع للولي والمحرم وللقبيلة في أمورها الخاصة جداً، في حين لا تلزم هؤلاء بالإنفاق على وليتهم وتوفير أبسط مستلزمات الحياة؟
نأتي بعدها لقضية الأربطة الخيرية، وما أعرفه عنها أنها مؤسسات أهلية بالأساس، فأين الدعم الحكومي لهذه الفئة؟ بل لكل الفئات المهمشة وما أكثرها. هؤلاء الذين مرت الطفرة الأولى وها هي الطفرة الثانية، وهم لم يحسوا بعد ليس بطعم الغنى، وإنما بطعم الشبع، ويذوقوا لذة الحياة الكريمة، حيث لا يضطر المرء إلى التسول وتقبيل الأيادي رجاء حتى تنجز أبسط أموره.
فإذا كانت لدينا أموال هائلة، فلماذا لا تجد امرأة سعودية قست عليها الأيام غرفة أو طعاماً أو دواء؟ هؤلاء لا يطلبن صدقة، هن فقط يردن حقهن مثلنا جميعاً. فبعضهن لم تعرف مدرسة ولا مستشفى ولا تدريباً على صنعة؟
وهناك من يقول بأن بعضهن غير سعوديات، وأنا أقول نعم هذا صحيح، ومع ذلك فهن جزء منا، نساء وهن مسلمات وعربيات، انقطعت بهن الأسباب في هذه البلاد.
والمجتمع مسؤول ليس فقط عن توفير الأساسيات لهن، بل وعن سعادتهن أيضاً، لماذا هن مهملات على هذا النحو؟ لماذا لا توجد جمعيات أهلية أو حكومية تهتم بالترفيه عنهن، وتدريبهن، وإعطائهن أملاً في الحياة بدلاً من هذه الحياة التي ليس لهن فيها من عمل غير انتظار الموت حتى لو كانت إحداهن في السابعة والعشرين من العمر؟ في العالم الغربي يتطوع شباب الجامعة مثلاً ليخدموا ويساعدوا المسنين والمهملين، وطبعاً قد يأتي أحد هنا ويقول بأن التشبه بالكفار حرام!
أين شيوخنا الأفاضل عنهن في خطبهم؟ وسؤالي موجه بالأخص لأولئك الذين خصصوا عشرات بل مئات الخطب ليتحدثوا عن حجاب المرأة، وعن عملها، وعن تعدد الزوجات وعن كل هذه الأمور التي تخص المرأة، ترى هل فكر أحدهم في أن يلقي خطبة يذكر فيها بهؤلاء المنسيات؟ أو ليحذر الأقارب والأرحام من إهمالهم لهن؟
أين الذين حللوا زواج المسيار، رأفة ورحمة بالنساء، واستخدموا في سبيل الترويج له حتى التقنية، فصارت هناك بطاقات اشتراك تباع في المحطات والمكتبات، بكلمة سر، ليتمكن الراغب في الزواج من التسجيل بالموقع. لماذا لا يقومون بالبحث عن حلول لهذه الفئات من النسوة؟ لماذا لا يحاولون مساعدة هذه الشريحة البائسة؟ أم أن هؤلاء لسن نسوة لأنهن فقدن ما يرغب الرجال فيهن؟ ربما هذا صحيح، ولكن تظل المرأة بشراً أليس كذلك؟ وللأسف أن هذا التحقيق تم في أربطة جدة على مرمى حجر من مؤتمرها الاقتصادي العالمي، ترى هل هؤلاء البائسات كن على أجندة المترفين؟
هناك إهمال تام ولا مبالاة بهذه القضية لدرجة أن عدد التعليقات على الموضوع بالكاد وصل إلى سبع، في حين أن موضوعاً مثل عيد الحب وصلت التعليقات عليه إلى أكثر من مئة. وقد قيل لنا بأن هذا العيد الوثني يهدد عقيدتنا ويزعزع إيماننا، ويقدح في إسلامنا. والحقيقة أن ما يمكن أن يهدد إيماننا بالفعل هو تجاهلنا للحرمان والفقر والجوع الذي يتغلغل في أوساطنا، وهذا الكلام ليس لي، بل لسيد الخلق أجمعين إذ يقول: " ما آمن بي من بات شبعان وجاره جائع وهو يعلم". والمسؤولية مشتركة بيننا جميعاً: الدولة وإدارتها، القطاع الخاص وتجارنا الكبار، وجمعيات المجتمع الأهلية والخيرية، وحتى نحن الأفراد. فالله تعالى يقول: " ثم لتسألن يومئذٍ عن النعيم". فهل نحن مستعدون للإجابة على السؤال؟
مقال قوي ويحتوي على رسالة مؤثرة
هل يوجدحل لمثل هذة المآسي في مجتمعنا؟