لحظات خانقة .. بقلم لمى بنت حميدان التركي
12-3-2006
"...هذه صفحة من مذكراتي تحكي لحظة من اللحظات العصيبة التي تمر بها عائلتي من خلال قضية ملفقة .. مزيفة لا أصل لها من الصحة ..هراء.. كذب.. صُب على والديّ تهم هو منها براء والله شهيد على ذلك..
منذ قرابة تسعة أشهر ونحن نتردد على المحاكم... من هنا أسطر حدث أو موقف من هذه المحاكم...
..."
لـحـظـات خـانـقـة ..
هذه صفحة من مذكراتي تحكي لحظة من اللحظات العصيبة التي تمر بها عائلتي من خلال قضية ملفقة .. مزيفة لا أصل لها من الصحة ..هراء.. كذب.. صُب على والديّ تهم هو منها براء والله شهيد على ذلك..
منذ قرابة تسعة أشهر ونحن نتردد على المحاكم...
من هنا أسطر حدث أو موقف من هذه المحاكم...
في صباحٍ باكرٍ من يوم الخميس رافقت والديّ أنا وأختي نورة وأخي تركي حيث موعد محكمة المقاطعة ، والكل يشعر بقلق شديد وتوتر ، وهذا الشعور يراودنا في كل محكمة..كان الجو بارداً .. الثلج يتساقط بشدة .. توقعنا إلغاء المحكمة لسوء الجو.. الطريق مزدحم بالسيارت.. الرؤية معتمة ، وصلنا إلى المحكمة بعد عناء... وصل بنا المصعد إلى الدور الرابع حيث القاعة 42 اتجهنا إليها ، و إذا بهيئة الدفاع تنتظر بالخارج لحين بدأ المحكمة ، ألقينا عليهم التحية توجهت والدتي الى محاميتها لتتاكد أن المحكمة اليوم هي محكمة عادية وغير مقلقة ، فطمئنتها المحامية.. جلسنا على كراسي الإنتظار بدأء الحضور بالتوافد منهم إخواننا المسلمين ومنهم أساتذة وطلاب من جامعة والدي..بعد برهة فتحت أبواب القاعة وأذن لنا بالدخول دخلنا وتبعتنا هيئة الدفاع والكل أخذ مكانه في القاعة، حيث تقدمت هيئة الدفاع إلى منصة الدفاع وجلس الحضور في المقاعد الخلفية ، جلسنا وجلس والديّ معنا لحين أن يؤذن لهما بالتقدم الى منصة الدفاع..
فجأة بدا يتهامس محامي والدتي و المدعي العام في ما بينهما ، بعدها طلب محاموا والدتي أن ترافقهم خارج قاعة المحكمة..
فوجئ والديْ بذلك.. تمتم أبي في أذن أمي بكلام لم اسمعه علمت فيما بعد أنه كان يوصيها بالثبات والإتكال على الله سبحانه والإستعانة بالإستخارة..
مضت عشر دقائق ثقيلة وكأنها ساعات بدأنا نشعر بالقلق على والدتي ، طلبت من والدي أن نذهب أنا وأختي لنطمئن عليها فأشار علينا بالتريث ..
مضت عشرون دقيقة ... ثلاثون ... لم أتمالك نفسي فخرجنا من القاعة وأخذنا نجوب الممرات نبحث عنها بكل قلق ، نزلنا الى الطابق الأسفل وجدت قاعة إجتماعات كبيرة فتحت الباب فهالني ما رأيت .. رأيت أمي المسكينة محاطة بمحاميها وأُناس لم أعرفهم ، اقتربنا منها وجدنها قلقة تخنقها عبرات الحيرة ، سألتها هل أنت بخير طمئنتنا وطلبت منا أن نكون بعيدين خشية أن نسمع ما يدار .. طرقتْ إلى مسامعي بعضاً من التهديدات المُرعبة التي كانوا يوجهونها لوالدتي...أصغيتُ مسامعي ....أقتربتُ لاشعوريا.. سمعتُ تهديدات بالسجن ...سنة كاملة...سبع سنوات ..سجن مؤبد ...علمتُ أنهم يتكلمون عن العرض الذي قُدم لأمي منذ عدة أشهر (هو الإعتراف بتهمة واحدة وإسقاط باقي التهم عنها والسجن لمدة تسعين يوم مقابل الموافقة) ولكن أمي كانت رافضة تماما لهذا العرض ، فكيف تعترف بشئ لم يحدث .. علاوة على ذلك أن فيه إلحاق الضرر على قضية أبي .
أحسست بالفاجعة حينما فكرت لوهلة أني سأفتقد حبي وحناني..سأفتقد أمي .
ومع كثرة الإلحاح والضغط طلبَت أُمي لحظات تخلو بها مع نفسها .. حاولت الدنو منها في هذه اللحظات فأشارت لي بيدها ان أبقى بعيدة ..
لن أنسى ذلك المشهد ... رأيت أمي ترفع يديها تدعو الله وتلتجأ الى الله في هذه اللحظات العصيبة ...
بدأت أختي نورة تجهش بالبكاء وتعلقت بذراع أمي وأصبحنا نرجوها ونتوسل إليها بدموع تشهد عمق مأساتنا لقبول العرض خوف عليها من السجن وذلته ، لكنها تثبت نفسها وتظهر لنا القوة.. وقلبها يتقطع ألما وحسرة من شدة الحدث..
بكاؤنا و اصرارنا شجع المحامين على الضغط عليها للموافقة وأخذ العرض من أجل أطفالها ، لكن أمي اصرت على الرفض .. ازداد ضغط المحامين مع ازدياد هلعنا لعلها توافق في آخر لحظة فما كان من أمي إلا أن انتفضت قائمة بكل عزة وشموخ معلنة بذلك إنتهاء محاولات الضغط عليها والتوجه إلى قاعة المحمكة ..
استبقتهم أمي إلى القاعة ونحن بين ذراعيها تضمنا إلى صدرها مما اشعرنا بدفء الحنان الذي طمئننا تلك الحظات..
أقبلنا على القاعة فإذا بأبي ومحاموه خارج القاعة أقبل وأبي علينا وقد بدا عليه قلق شديد.
طمئنته أمي علينا وبعدها توجه الجميع إلى المحكمة لبدء المحكمة ...
موقف بسيط من مواقف كثيرة عصيبة نمر بها دائما قد حفر في ذاكرتي.. أذكره بالليل والنهار يثير في نفسي دواعي الصبر على الإبتلاء لكنه في نفس الوقت ومع مرور الأيام يشعرني بالفخر والإعتزاز بوالديّ الحبيبين على ثباتهم وقوة صبرهم .
حبيبي أبي ...حبيبتي أمي...
إن بعد الليل فجرا.. وبعد الظلام نورا... وبعد العسرِ يسرا.
النصر قادم والفرج قريب
عهداً لكما علي أنا وإخوتي بالدعاء بالفرج طالما راية البراءة لم ترفرف على بيتنا
أملي أن يكون هذا هو ديدن كل محبٍ لعائلتنا المظلومة بالنصر والفرج القريب
لمى التركي
ابنة المعتقل الطالب السعودي حميدان التركي
25-2-26 م
المووقع الرسمي لحميدان التركي
ط*ظ…ظٹط¯ط§ظ† ط§ظ„طھط±ظƒظٹ احلاهم & يسواهم January 23rd, 2009, 08:59 AM
January 23rd, 2009, 08:04 AM
النبأ نزل كالصاعقة على زوجته وأطفاله.. وأنهى آمال لم الشمل
الحكم النهائي بسجن حميدان التركي (28) عاماً دون استئناف
الرياض - محمد الغنيم:
قضت محكمة الاستئناف بولاية كلورادو الأمريكية برفض الاستئناف المرفوع في قضية المبتعث السعودي حميدان التركي والمحكوم عليه بالسجن لمدة 28 عاماً بتهمة التحرش بخادمته الأندونيسية ليسدل الستار عن هذه القضية الساخنة التي أشغلت الرأي العام ولمدة ثلاث سنوات عانى خلالها المتهم وأسرته من فصول جلسات هذه المحاكمة على أمل ان تكون النهاية ايجابية، إلاّ ان القضاء الأمريكي كان له رأي آخر وقال كلمته التي نزلت كالصاعقة على المتهم وأسرته في الرياض.
وكانت هيئة القضاة في محكمة الاستئناف قد حددت في جلسة الاستماع النهائية التي عقدت في السادس من الشهر الجاري موعداً لإصدار الحكم من 4 إلى 6 أسابيع وقد فوجئ محامو التركي بتبليغهم من المحكمة باستلام الحكم هذا اليوم في فترة لم تتجاوز الأسبوعين، مما يثير الشبهات حول هذا التوقيت والاستعجال في إصدار الحكم بحسب محامي الاستئناف هال هادن. وفي العاصمة الرياض علق المتحدث باسم أسرة التركي في هذه القضية الأستاذ فهد النصار ل «الرياض» قائلاً: لقد جاء رد المحكم فيما يتعلق بتحيز أحد أعضاء هيئة المحلفين بأنه قال «ربما لن أكون عادلاً مع حميدان التركي لأنه مسلم» ولم يقل «لن أكون عادلاً معه لأنه مسلم» فوضعه لكلمة «ربما» قبل كلامه لا يجعله قابلاً للطعن في شهادته!! وفيما يتعلق بمدة الحكم وتجاوزها الحد الأقصى لمثل ادانة التركي أوضح النصار ان هيئة المحكمة رأت بأنه ليس هناك فرق بين عقوبة الادانة من الدرجة الرابعة أو الادانة من الدرجة الثانية، مضيفاً أنها آخر الآمال في إيجاد حل قانوني للقضية حيث أنه ليس هناك بعد حكم محكمة الاستئناف الذي تم (أمس) إلاّ الرفع للمحكمة العليا في الولايات المتحدة الأمريكية والتي تعتبر من الصعوبة إلى حد الاستحالة الحصول على حكم في صالح قضية حميدان التركي. وحول الوضع النفسي لزوجة حميدان السيدة سارة الخنيزان وأطفالهما بعد صدور الحكم، قال النصار: لقد تعرضت زوجة حميدان التركي وأطفاله لصدمة نفسية فور علمهم بالخبر مما أضعف الآمال بقرب التئام شمل أسرتهم، وتبقى أسرة التركي تعول على المساعي الدبلوماسية التي يبذلها خادم الحرمين الشريفين وولي عهده لانهاء معاناتهم التي استمرت لأكثر من 3 سنوات ونصف السنة وبعد هذا الحكم قد تستمر حتى 28 سنة.
جريدة الرياض : الحكم النهائي بسجن حميدان التركي (28) عاماً دون استئناف