مبتعث مميز Characteristical Member
أستراليا
أسير الدنيا , ذكر. مبتعث مميز Characteristical Member. من أستراليا
, مبتعث فى أستراليا
, تخصصى قانون
, بجامعة MELBOURNE
- MELBOURNE, VIC
- أستراليا
- Sep 2008
المزيدl January 24th, 2009, 10:10 PM
January 24th, 2009, 10:10 PM
عجيبة أنت يا غزة!! ليس صمودك هو العجب، أحرفك الثلاثة،وكلها معجمة،كيف استطاعت أن تحمل داخلها تلك المعاني المختلفة،عندما نتلاعب بتنقيطها؟!! حذفُ نقطة ( غ )تحيلنا مباشرة إلى (عزة)،وقد أضحيت رمزا للعزة. وإذا سلبنا ( ز )،نقطته أصبحت ( غرة)،وأنت غرة في وضاءة في،بالعزة،في جبين أمة باتت تخجل من انتمائها. مرة أخرى، عجيبة أنت يا غزة!! كيف أشعلت كل هذه الشموع،من رحم ألم الفجيعة،تنبثق شمعة لتعيد ترميم الأمل في دواخلنا... وشمعة تكشف وجوه المتخاذلين،وشمعة تكشف وجوه المتواطئين،وشمعة .. وشمعة .. وشمعة. شكرا غزة،من ألمك ارتفع سعر البترول،فزاد دخلنا – وإن خلط بدماء الشهداء – تخبرنا إحدى الصحف المصرية، أن جرائم النشل،وغيرها من الجرائم الصغيرة،انخفضت بنسبة 70% شيء لا يصدق!! ألف شكر يا غزة. عقلانية منزوعة الدسم!! في خضم بحر متلاطم بأنين الجرحى،وصرخات الألم،المتناثر فوق أشلاء سكان غزة... غزة التي أسقط عليها الصهاينة في أول يوم من أيام العدوان مائة أومئة طن من المتفجرات،ثم توالى القصف،هُدّمت المنازل،وقصفت المساجد،واستهدفت سيارات الإسعاف،كما استهدفت (الملاذات الآمنة)،أو التي يفترض أنها آمنة،حتى وصل الأمر إلى القصف بالقنابل المحرمة دوليا .. غزة المحاصرة حتى التجويع،وحتى الحرمان من الدواء والوقود .. في خضم كل هذا،وأكثر منه بكثير،أنا للقلم{ وأنا أعيد القراءة،وجدتني كتبت (للقمل،بدلا من للقلم!! فهل هذه غلطة فرويدية؟!!} أن يحيط بمعاناة الغزاويين،أو الغزيين؟! في خضم كل هذا،تطالعنا مقالات جافة،شبع أصحابها من النوم،وأكلوا حد التخمة،وملوا من مشاهدة المباريات،والمسلسلات،والأفلام،ثم خرجوا علينا يرتدون غترهم المنشاة،يتحدثون بعقلانية – أو هكذا تبدو – يجرمون حماس،ويحملونها مسئولية أو مسؤولية ما يحدث في غزة. حين ذابت قلوب البشر،بمختلف مشاربهم،لن نتحدث عن العرب و المسلمين،بل المسيحيين في باكستان،والبوذيين في إندونيسيا .. وبكى واستنكر أصحاب الديانات السماوية – بما فيهم بعض اليهود،أحد الحاخامات مزق جواز سفره الإسرائيلي – وصولا إلى عباد البقر والشجر،ومن لا يعبد شيئا .. كل الإنسان من حيث هو إنسان استنكر،وبكى،وشجب،وصرخ،وندد،وأحرق الأعلام،مستنكرا تلك المجازر،أو المحارق التي نصبت لغزة،وأهل غزة،وعلى الهواء مباشرة.. مرة أخرى،في خضم تلك الأحداث،والمآسي،تخرج علينا كتابات يتحدث – كتابة - أصحابها بعقلانية،تشي بموت الشعور،ويغلفون كتاباتهم بمنطق جامد – خالي من الدموع،خالي من الاحساس، منزوع الدسم،أو يتظاهرون بتبني المنطق البعيد عن (غوغائية) المتاجرين بدماء أهل غزة. عضوان الأحمري .. يعتذر لــ(البربر)!!! قبل أن نلقي الضوء على أمثلة من تلك الكتابات،نقرر في البداية،أننا لا نستطيع أن نصادر آراء الآخرين،ولا نرغب في ذلك لو استطعناه،ولكننا نحتفظ بحقنا في أن نبدي وجهة نظرنا الخاصة،كما أننا نرفض أن يغتال أحد عقولنا،ويسوق لنا خليطا من (التمعلم) - هذا هو الوصف المهذب للجهل – والمنطق البارد. في خضم ( كل ما سبق ذكره،من آسي،تنفطر لها القلوب،و يدمى لها جبين الإنسانية)،تصورا لو أنني أخذت أناقش هذا السؤال : هل الصواب أن نكتب مائة، أو مئة؟! وهل نكتب : المسئولين أم المسؤولين؟!! وهل الأصح : غزاويين،أم غزيين؟ ماذا ستقولون عني؟! أخونا الأستاذ عضوان الأحمري،ثارت حميته،واستفزت مشاعره فكتب تحت عنوان : (فلان البربري : عذرا مما حدث! )،ثم يتفلسف علينا فيقول : (مشكلة الإعلاميين العرب أنهم حين ينفعلون يصبحون كفقاعات الصابون،بعضها يطير في الهواء وينتهي وبعضها قد يصيب عين الآخرين ( هكذا عين،وليست عيون – محمود) بالحساسية. وهذا ما حدث حين كتب الكثيرون من الكتاب و المحللين عن الهجوم الإسرائيلي على غزة،وصدحت ( أليست "نعبت" أقرب لوصف الحروب؟! والنعيب هو صوت الغراب،وإذا لم تصدقني،فسأل علماء الاجتماع!!! – محمود) الفضائيات بعبارات التنديد والشجب وكان يرافق كلا منها عبارة "الهجوم البربري" و "الطريقة البربرية" مما دفع ببعض المتصلين في بعض القنوات إلى طلب الاعتذار لقبيلة البربر في شمال أفريقيا والتي طالتها الشتيمة بناء على جهل المثقفين والنقاد والسياسيين – ممن فعلوا جهلا- بما تعنيه البربرية! هل أصبحنا ننطق بما لا نعي؟! هل يعرف ملاك "التسطيح" الفضائي أن البربر يملكون ( هكذا- محمود) اللغة الأمازيغية الخاصة بهم ( أسأل بصدق : هل توجد لغة أمازيغية يمتلكها قوم آخرون،غير البربر؟ - محمود) وأنهم يشكلون غالبية من السكان وهي إحدى القبائل العريقة في القارة السمراء،واختلف العلماء الجيولوجيون على تاريخ تواجدهم فكانت المعلومات القديمة تشير إلى أن أول جينات للجد الجامع لهم كانت منذ 5600،ولكن استكشافا قرب المغرب (..) كشف عن وجود مجوهرات تقدر عمر المستويات الأركيولوجية التي وجدت فيها هذه المجوهرات بــ82000 سنة مضت! تخيلوا كل هذا التاريخ ينسف حين يقوم أحد المحللين "فضاء" بوصف الهجوم الإسرائيلي على قطاع غزة بـ"البربري" والمذيع صامت،لأن الحس الذهني قد مات وذبل لدى المستقبل للأسئلة ( ألا يمكن أن يكون ذلك من هول المجازر مثلا؟! أحسن الظن يا أستاذ في إخوانك المذيعين – محمود) عبر مايكروفون الكنترول من خلال فريق الإعداد! .. هل يعقل أن أحدا منهم لم ينتبه ليعتذر للبرابرة من جهل المحللين العرب بالوحشية التي لبست هذه القبيلة طيلة الأيام الماضية؟! الهجوم البربري الوحشي! الطريقة البربرية التي يستخدمها الجيش الإسرائيلي في الهجوم على قطاع غزة! لا أود الجزم بأنهم لم يقرؤوا تاريخ البرابرة،وأتحداهم أن يخبرونا في قادم الأيام عن علاقة الهجوم والوحشية بــ"البربرية"! اعتذاراتي لقبيلة البربر،فما حدث كان سببه ثقافة الازدراء والجهل لدى بني "الظاهرة الصوتية"!) { جريدة الوطن،السعودية العدد 3021 في 9/1/1430هـ = 6/1/2009م}. هذه ليست زبدة المقالة،بل المقالة تنقصها أسطر قليلة. أجمل ما في المقالة،أنها لا تثير الغضب،ومن النادر أن يقرأ الإنسان، في هذه الأيام شيئا لا يثير الغضب،من يصف حال غزة،يستثير الغضب من العدوان البربري ( آسف) الذي تتعرض له،ومن يتجاهل الموضوع يثير الغضب أيضا،أما هذه المقالة،على قصرها،فتثير شيئا آخر!!! علقت على المقالة،في موقع الجريدة على الشبكة،بأسئلة صغيرة. عن علاقة "الجيولوجيا" بالموضوع؟ هل هذه أول مرة يسمع الكاتب فيها وصف أمر فظيع بــ(البربري)؟!!. العجيب،وما أكثر العجائب،أن التعليق الذي جاء تحت اسمي،ليس تعليقي،أو ليست أسئلتي ؟!! بل هذا التعليق : (البربر هو اسم لعرق ( مجموعة عرقية) يحوي العديد من القبائل والعشائر،مثلهم مثل العرب والترك. وبناء على ذلك فلا وجود لقبيلة اسمها البربر،الأصح عرق البربر (الأمازيغ).). لم (أصعد) الموضوع،إذ أنه لا يسيء لأحد. وربما يكون هناك من رأى أن أسئلتي غير مهذبة فصحح للكاتب معلومته بطريقة مهذبة! وقد يكون تشابها في الأسماء!!! في كل الأحوال لا يخفى ما في المقالة،من (تمعلم) واضح،يكاد أن يفقأ عين القارئ... رغم سهولة الحصول على المعلومات المتعلقة بمصطلح (البربرية)،ومن أين جاء،عبر الشبكة،ولكن يبدو أن الكاتب كان منفعلا،وغاضبا،لتلك الإساءة التي لحقت بتلك القبيلة العريقة ( 5600 أو 82000 سنة)،فلم يجد الوقت ليبحث عن أصل الكلمة!! مع أن من يقرأ احتياطه في قوله : (لا أود الجزم بأنهم لم يقرؤوا تاريخ البرابرة). يجزم بأنه متخصص في التاريخ،قسم (البرابرة)!!!!!! الدكتور علي الموسى ... ورأي يثير الغضب! في نفس الصحيفة،و في نفس العدد،نجد مقالا آخر للدكتور علي الموسى،وقد جاء تحت عنوان : (رسالة علماء المسلمين إلى حماس). افتتحت المقالة،بخطأ صغير – لا يقدم ولا يؤخر – إذ أن الوفد بدأ بدولة قطر : (اختار وفد الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين،خادم الحرمين الشريفين،الملك عبد الله بن عبد العزيز لاستهلال جولته نحو حشد الإجماع ودفع العدوان الظالم على إخواننا في غزة. (..) وغدا،آبائي وإخواني من وفد علماء المسلمين ستنقشع أتربة الحرب الآثمة،ولهذا نحملكم ذات الأمانة أن تجلسوا مع الإخوة في حماس،وفي الوقت المناسب،لتنقلوا إليهم رسالة كل عاقل يريد مصلحة هذا الشعب المسكين،بعيدا عن أصحاب الحناجر الغليظة وغوغاء المظاهرات وصخب اللافتات والشعارات من هذه الحشود التي تدفع شعبنا إلى مواجهة لا تحتملها النساء والأطفال والكهول،ولو أن حدود فلسطين كانت مفتوحة في وجه هذه الملايين من رافعي الشعارات لأدرك الجميع فارق النفاق الكاذب. ){ جريدة الوطن،السعودية العدد 3021 في 9/1/1430هـ = 6/1/2009م}. إذا الوفد الذي تفضل الدكتور وخاطبه باحترام،يشكر عليه،سوف يحمل (رسالة كل عاقل). ألا تشي هذه العبارة بأن حماس مجموعة من (غير العقلاء)،الذين يرجمون الناس،بالصواريخ،أو الألعاب النارية؟!! لم أكن أتصور أن الدكتور الموسى ( سلفي متشدد)،حتى قرأت رأيه،هنا،في المظاهرات!!! ثم هذا الخلط العجيب – الذي يستغرب من أكاديمي – بين المظاهرات بصفتها أحد أوجه (الحداثة) في التعبير عن الرأي،وبين فئة تطلب أن يفتح لها باب الجهاد!! إذ لا نتصور أن الدكتور يظن أن مسيحيي باكستان،والبوذيين في إندونيسيا –والكوريين،واليابانيين ..الخ- يسعون إلى أن يُفتح لهم باب الجهاد!! ولم أكن أعلم أيضا،أنه يضرب (الودع)،حتى رأيت يقينه من (نفاق) المنادين بفتح باب الجهاد؟! هلا توسط لنا سيادته عند الحكومة المصرية،لتفتح الحدود،ليس للمجاهدين بل لدخول الأطباء المتطوعين،والمواد الإغاثية ..إلخ ثم يعطينا الدكتور أحد الدروس المستخلصة من هذا العدوان،وهو : ( لا أن نخضع أو نستكين،بل أن نعود إلى قواعدنا وإلى إخوتنا وإلى حواضننا الأصل بدلا من أن نكون خيوطا لعبة تحركها الملالي من أجل خدمة مصالح سياسية : نحن معكم فكونوا معنا. هذا هو الدرس.). لن أضيع وقتي،ووقتكم،في الحديث عن (الحواضن الأصل)،فمن ضيع القضية؟! ومن جعل القضية ساحة للتجاذبات السياسية؟! لكنني أنبه أخي الدكتور علي إلا أن من يضع روحه على كفه،ويجاهد اليهود،لا يمكن أن يُحرك بخيط كما تحرك الألعاب!! سؤال صغير : ما حجم دعم نظام الملالي لحماس،قياسا على دعم أمريكا لمصر؟ فهل مصر لعبة تحركها أمريكا؟ نسيت أن أذكر أن الدكتور يبكي على أيام أحمد ياسين : ( روعة النضال الفلسطيني (هل هو فيلم أم مسلسل؟!! – محمود) عندما كان أبو عمار يقبّل رأس أحمد ياسين،واليوم غابت القبلة ومات ( مات يا دكتور؟!! يا ترى بسكتة قلبية،أم بسكتة دماغية؟!! – محمود) الجبين الأغر). كيف ينسى الدكتور أن أبا عمار،تحول من (إرهابي) إلى رجل سلام في غمضة عين – ونال نوبل للسلام – حين اعترف بإسرائيل، وحين قال (لا)،وهي لفظة من قاموس (المقاومة)،عاد بقدرة قادر إلى إرهابي تحاصره إسرائيل ... بمعنى أنه أصبح في خندق واحد مع المقاومة،فهل تقارنه بــ (..) ثم كيف ينسى الدكتور،مسألة صغيرة،وقد لا تكون مهمة،وهي أن حماس انتخبت من قبل الشعب،أو أغلبية الشعب،الفلسطيني!! مما يعني أن المسألة أصبحت (أمانة) وليست (دعوة) و ( أعمالا خيرية) فقط؟!! وسؤال صغير أخير : هل بقي أحد لم يقبل ياسر عرفات رأسه؟!! حتى الروس لم يسلموا من قبلاته!! بقي في نفسي شيء يتعلق بحقيقة أقرها الدكتور الموسى،في بداية مقالته : (الوقت ليس بالمناسب على الإطلاق لفصل من جلد الذات،فالوقوف مع الشقيق الفلسطيني،حماسيا كان أم فتحاويا أو مستقلا فرض يفرضه الظرف ومن الخطأ الجسيم فتح دفتر حساب مع إخوة على جبهة شرسة.). لماذا لم ينتظر الدكتور حتى ينتهي العدوان،ثم ينصح كما يشاء؟!! ثم ألا يتوقع،مثلا،أن تنتهي حماس بهزيمة،لا تترك من حماس من تقدم لهم النصيحة؟ أو ،مثلا،أيضا،أن تنتصر حماس،فيصبح لومها،وتقديم النصائح لها،أمر تجاوزه الزمن؟!!! لا نلوم الدكتور كثيرا إذا كان يكتب لقراء يعلق بعضهم بتعليق أعتبره أغرب تعليق يمكن أن يقرأه الإنسان – علقت على التعليق،ولكن الجريدة لم تثبته،ولم تضع بديلا له هذه المرة!!- وهذا هو التعليق : (الذي يحصل في فلسطين هو نتاج طبيعي للخروج على ولي الأمر)!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!! حكمة الأستاذ يحي الأمير في نفس العدد من جريدة الوطن،نجد مقالا للأستاذ يحي الأمير،تحت عنوان : ( هل يدرك السعوديون أنهم أكثر نفعا؟)،وقد لخصت الجريدة المقال في هذه الأسطر : (حملات التبرع السعودية للضحايا من المدنيين والأبرياء في غزة،والذين باتوا وقودا لحرب هم ليسوا طرفا فيها هي من أكثر أنواع المظاهرات مدنية وجدوى،فماذا يفعل الفلسطينيون بالزجاجات الحارقة أو بأعلام إسرائيل وأمريكا التي تحترق ..). يقدم لنا الكاتب معلومة جديدة،عن مظاهرات جرت في السعودية : (أمام كل حدث تشهد السعودية مظاهرات واسعة جدا !!!!( علامات التعجب من عندي – محمود) تختلف عن مثيلاتها في مختلف الدول العربية ( ومن قال أن المتظاهرين العرب يتظاهرون مثلنا في كل حدث؟!! – محمود) في جانبين : الأول أن المظاهرات العربية منفعلة وغاضبة ( ليس معهم حق!! في حالة غزة،ما الذي يغضب في قصف غزة بمائة طن من المتفجرات،في أول يوم فقط – محمود) وشعائرية ( للأسف لم أستطع فهم هذه العبارة – محمود) أما السعودية فهادئة ومسالمة،لكن الجانب الثاني وهو الأبرز أن نسبة الجدوى في المظاهرات العربية تقترب أو تصل إلى الصفر،بينما هي في المظاهرات السعودية تمثل أبرز وأهم حالات الجدوى. بالطبع يمكن أن تتشابها لو أطلق العنان للجميع،(..) ومع بعض الشرائح في الشارع السعودي تعيش ذات الاندفاع إلا أنها تجد ذاتها وحيدة أمام هذا الشكل الإيجابي للمظاهرات المجدية والمفيدة.){ جريدة الوطن،السعودية العدد 3021 في 9/1/1430هـ = 6/1/2009م}. هل تريد الأستاذ أن أقدمه طرفة،تثبت عجز بقية العرب،وغير العرب – المساكين – أن ينافسوا مظاهراتنا المفيدة؟ بائعة (فجل) في مصر،تبرعت بكل ما تملك (خمسون جنيها) ... وبائع شاي في الهند،الفقير لا يملك شيئا،فقال : خذوني إلى غزة ... يا لهذا الهندي المنافق ... ليت الحدود تفتح،لنتأكد من نفاقه ... ولماذا نضحك على الآخرين،ليدنا هنا،هناك من تبرع بمائتي ريال ... لعلها كل ما يملك ... يا أيها المحترم،هذه النماذج البسيطة،والصادقة،هي عنوان حياة هذه الأمة ... هل سمع الأستاذ عن دينار سبق عشرين ألفا؟!! وأخيرا ماذا يقول الأستاذ؟ : (للضحايا من المدنيين والأبرياء في غزة،والذين باتوا وقودا لحرب هم ليسوا طرفا فيها). ليسوا طرفا فيها؟!!! بل طرف،وطرف رئيس أيضا. .. وذلك لسبب بسيط،هو أنهم من سكان أرض محتلة،يرغب من يحتلها أن تكون خالية من السكان .. تماما كما كان المدنيون في الجزائر طرفا في حرب التحرير – والذين قدموا مليونا ونصف المليون من البشر،عدد سكان غزة الآن!! - .. وكما كان المدنيون في فيتنام طرفا في الحرب .. الكابتن صالح الطريقي : آن لنا أن نأخذ أمثلة من خارج جريدة الوطن – مع وجود أكثر من مقال،في نفس العدد الذي نقلنا عنه،يستحق أن نتوقف عنده- لنذهب هذه المرة إلى جريدة عكاظ،ومقالة للكابتن صالح الطريقي – لاعب كرة اليد في النادي الأهلي،سابقا – المقالة بعنوان : ( لماذا يقع العرب في المصيدة دائما؟). يقول الكاتب : (كانت الشاشة المضيئة في الغرفة الباردة تنقل الموت والزيف والهياج،والخطب العصماء،والانتهازية حاضرة بكل تجلياتها. كانت الشاشات العربية المناضلة بالكلام( هل توجد شاشة إسرائيلية،تحمل رشاشا؟!! نضال الشاشات لا يكون إلى بالصور .. والله أعلم!! – محمود) تنقل حرق الأعلام الإسرائيلية والأمريكية،وكانت الشعوب هائجة وغاضبة ومدجنة ( المدجن لا يعرف معنى الغضب،أم ماذا يا كابتن؟!! – محمود) كان الغضب واضحا والسذاجة واضحة،و يخيل لي بعد أن حرقوا الأعلام،أعني بعد هذا الانتصار العظيم،سيذهبون للبيوت يتكاثرون بعد أن اطمأنوا أنهم قاموا بواجبهم كما يجب. ){ جريدة عكاظ العدد 15468 في 4/1/1430هـ = 1/1/20098م}. إن الذين لم يخرجوا في مظاهرات،ولم يحرقوا أعلاما .. يخيل لي أنهم ذهبوا ليتكاثروا هم أيضا،ولكن دون أن يطمئنوا بأنهم قاموا بواجبهم كما يجب!! فما الفرق؟!! شيء أخير،يحيرني،ولم أجد له سببا – غير التعاطف مع أهل غزة- أعني قوله،فيما يقترب من الشعر : (كانت الشاشة المضيئة في الغرفة الباردة).. من فضل الله علينا،وعليه،أنه ليس في غزة – حيث لا وقود،ولا كهرباء ..الخ- فلماذا لم يدفئ الغرفة؟!! حماد السالمي .. والفلسفة الأستاذ حماد السالمي،كتب تحت عنوان : ( وقفُ "الحماس" على "حماس"). ومما جاء في مقالته : (من أخبار الجارة ( الكويت)،أن سبعة آلاف دينار – أي سبعين ألف ريال تقريبا – عُرضت على النائب الكويتي (وليد الطبطبائي) لشراء حذاء له،رفعه في مهرجان لدعم غزة وتحميس (حماس)،في ساحة الإرادة (..) وقال فيه لا فض فوه ( آمين – محمود) : (أرفع عقالي لإسماعيل هنية،المجاهد الكبير،وهذا حذائي أرفعه لمحمود عباس)..! لاحظوا معي،كيف تعمد العقلية المؤدلجة،إلى اختزال قضية فلسطين كله،في شخص واحد هو ( إسماعيل هنية ..!! وفي المقارنة بين حذاء وعقال السيد (الطبطبائي )،نجد ما يفسر لنا،حالة الحمى التي تجتاح المنطقة العربية باسم (حماس)،وليس فلسطين وأهل فلسطين،ولا الأرض الفلسطينية السليبة. ماذا لو أن العدوان الإسرائيلي الغاشم على غزة وحماس،كان موجها إلى رام الله والسلطة الفلسطينية في الضفة الغربية،هل كانت (عقلية العقال والحذاء،سوف تنقلب،فيأخذ حذاء الطبطبائي مكان عقاله،ويأخذ عقاله مكان حذائه،في مثل هذه الانتقالية الفجة،فيقول مثلا : ( أرفع عقالي لمحمود عباس المجاهد الكبير،وهذا حذائي أرفعه ل(..) { النقط من عندي،حذفت الاسم عمدا – محمود}..؟! فيما لو كان العدوان الإسرائيلي موجها نحو الضفة الغربية والسلطة الفلسطينية فيها،فإني أجزم{ ما أكثر جزم – بفتح الجيم،وسكون الميم - أو يقين هؤلاء الكتاب،فهل يضربون الودع،أم يعلمون الغيب؟!!- محمود} أن السيد (الطبطبائي)،ومثله كافة الصحويين والخونجية،المصابين بحمى حماس في وطننا العربي اليوم ( ربما تكون حماس تشتري ذممهم مثلا – محمود) سوف لن يحرك (هكذا سوف لن!! – محمود) أحد منهم ساكنا (..) إن المزيد من القتل والتدمير في غزة،الذي تمارسه إسرائيل،مقابل تعنت وإصرار قادة حماس على الانتحار- انتحار الشعب طبعا وليس انتحار القادة – لن يحرر فلسطين من نير الاحتلال،ولن يؤسس لـ(إمارة طالبانية) عاصمتها غزة،ويقودها أمير المؤمنين إسماعيل هنية،كما هي أحلام الخونجية والمتطرفين في المنطقة،بل إلى المزيد من إضعاف الشعب الفلسطيني،وإنهاء حلمه في المقاومة وتحرير الأرض المغتصبة،وإحراج دول الطوق العربية،التي هي في غنى عن مغامرات غير محسوبة ( لا بأس بالمغامرات المحسوبة مثلا؟!!! – محمود) وخسائر تطال الشعب الفلسطيني المكافح من أجل لقمة عيشه ( ويسقط النضال،والكفاح،والجهاد مثلا؟!!! لقمة العيش،المغموسة بالذل ليست لقمة عيش يا أستاذ - محمود) قبل غيره من أدعياء البطولات ).{ جريدة الجزيرة العدد 13254 في 14/1/1430هـ = 11/1/2009م}. ليس من فراغ أن تقوم سعادة قنصل – أو قنصلة – الولايات المتحدة الأمريكية،بزيارة مكتبة الأستاذ حماد السالمي –كما قرأنا في الصحف قبل فترة- وأن تشيد بمكتبته العامرة. أقول ليس من قليل لأن الأستاذ الكاتب أثبت أنه أستاذ في (الفلسفة)أو في طرح الأسئلة (الفلسفية)،ليس هذا فقط بل هو يجيد نصب الفخاخ!! أقصد تلك الأسئلة المتعلقة بتبادل الأدوار بين (عباس) و (هنية). صحيح أنه يظهر تجاهلا عجيبا لمفهوم (الرمز)،وهو شيء يقترب من معنى (عينة) بلغتنا الدارجة. فمحمود عباس (رمز ..) أو (عينة) للتعاطي مع المحتل، والتنسيق معه – يقول اليهود ذلك،ولم ينفه هو - كما أن (هنية) يرمز للموقف المعاكس تماما لعباس. ولذلك فإن سؤال الأستاذ السالمي،يبدو خاليا من المعنى! لو غير عباس موقفه – حتى لو يقلل من تقبيل الصهاينة،فقط- فإنه يستحق أن يرفع له العقال. يبدو أننا سوف نضطر لتكرار أنموذج ياسر عرفات،فهو (رمز)، فحين كان رمزا للنضال – الكفاح،الجهاد- كان (إرهابيا) وحين غير موقفه حصل على (نوبل للسلام)،وهذا شيء أكبر بكثير من (رفع العقال)،وحين عاد للمانعة،تمت محاصرته ومن ثم تصفيته. .. ثم لماذا لا يتعب الأستاذ نفسه ويسأل لماذا (هنية) وليس (خالد مشعل) أو (الزهار)؟! لو فعل ربما يجد جوابا. وفي المقابل،كان يستطيع أن يسأل لماذا عباس،وليس .. وليس .. وصولا إلى ذلك الذي كان يشتري الإسمنت،المدعوم من مصر،ثم يبيعه للصهاينة من أجل بناء الجدار العازل!!! أما نصب الفخاخ فأقصد به قول الكاتب،في حال تبدل المواقف،بين رام الله وغزة : (عقلية العقال والحذاء،سوف تنقلب،فيأخذ حذاء الطبطبائي مكان عقاله،ويأخذ عقاله مكان حذائه،في مثل هذه الانتقالية الفجة). طبعا (فجة) هذه في غاية (الفجاجة) لأنها مبنية على فرضية لم تحدث،فهو يصف ماذا بـ(الفجة)؟!! إلى هنا وما يقصده الكاتب في غاية الوضوح،ووجهة نظره جلية،فما الداعي للوسيلة التعليمية التي أتحفنا بها الكاتب؟!!! لينصب فخا يحصل فيه – ولو فرضا – من يستحق الحذاء على عقال .. وحاشا من يستحق رفع العقال تحية،أن يحصل على ما أراد له الكاتب. لا ينقضي عجيبي من بعض العبارات التي رددها الكاتب،الكبير سنا،ومكانة!! مثل : ( الخونجية) وقوله في مكان آخر (الكلامجيه)،ما فائدة مثل هذه العبارات،هل تحمل نوعا خفيا من الحجج؟!! أم تدل على احترام وجهات نظر الآخرين؟!! ثم ماذا يفعل الأستاذ السالمي غير الكتابة،فهل هناك أسهل من وصفه بـ(الكتبجي) .. وهل هناك أسهل من إطلاق وصف ( العلمنجي ) ,( اللبرالنجي)؟!!! ليس هذا فقط بل نجد الكاتب يقول : ( ويتهم السلطة الفلسطينية ومحمود عباس بالتواطؤ مع إسرائيل،وأن إسرائيل تعتدي على غزة لتصفية حماس،نيابة عن السلطة الفلسطينية،ليأتي محمود عباس وحكومته إلى غزة (..) يخطئ هؤلاء كثيرا،لأن العدو الصهيوني،لا ينفذ عملية إلا وفق حساباته الخاصة،فلا ينوب عن أحد،ولا يمكن أن يطرد قيادة حمساوية في غزة،ليسلمها إلى قيادة فتحاوية). بطبيعة الحال نشكره،على وصفه الصحيح لإسرائيل : ( العدو الصهيوني). ولكننا نستغرب جدا .. فمن قال أن تسليم غزة للفتحاوية،ليس ضمن ( حسابات خاصة)؟!! الإسرائيليين،يصرحون علنا،وعبر شاشات العالم،أنهم يسعون لتدعيم سلطة عباس ... أم أن الكاتب لا يصدق (العدو الصهيوني)؟!!! وسؤال للأستاذ السالمي،يستطيع أن يجيب عليه بينه وبين نفسه : ماذا يستحق رئيس سلطة،يُطلب منه أن يوقع على شكوى سوف ترفع ضد (العدو الصهيوني)،فيرفض التوقيع على ذلك (المعروض)!!! وختاما لابد لمن يقرأ المقالات السابقة،وهي نقطة في بحر مقالات مشابهة،أن يلاحظ تشابها عجيبا في رفض،وانتقاد،وحتى السخرية، من (المظاهرات) التي خرج فيها الناس منددين بالعدوان الإسرائيلي على غزة!!! أليس غريبا أن يرفض الكتبة من اللبراليين،أو الحداثيين وجها من أبرز وجوه الحداثة،والديمقراطية!! كيف تحولوا إلى (سلفيين)؟!! علما أن بعض السلفيين ليسوا ضد المظاهرات!!!! فسبحان من جعل (اللبرالي ) يؤخذ – في لحظة تاريخية – شكل ( السلفي). وهذه النقطة تصلح لتكون منطلقا نحو حوار بين السلفيين،واللبراليين .. مالم يغير الأخيرون موقفهم من المظاهرات،بعد انتهاء العدوان على غزة،أو اكتشافهم أن وجهة نظرهم (سلفية) أكثر من اللازم!!
محمود المختار الشنقيطي – المدينة المنورة لجينيات | ليبيرالي .. سلفي!!! ياربي لا تفضحنا لا في الدنيا ولا في الآخرة
يعطيك العافية ...
الكونقرس January 24th, 2009, 11:07 PM
7 " يسلموووووو
واسفاه
ـــــــــــــــــــــــ
والسلام وصالــــ
م / مشاري العتيبي January 25th, 2009, 12:22 AM
7 " && (البرتكول) : حياك رب البرية ..
الله يعافيك و يخليك لعين ترجيك.
&& (الكونقرس) : أهلاً و سهلاً بك ..
اللهم آمين .
الله يعافيك.
&& (م/ مشاري العتيبي) : مرحباً بك و سهلاً ..
الله يسلمك ..
الله يرحم الحال ..
و السلام وئام.
أسير الدنيا January 25th, 2009, 07:39 AM
7 "
January 24th, 2009, 10:10 PM
عجيبة أنت يا غزة!! ليس صمودك هو العجب، أحرفك الثلاثة،وكلها معجمة،كيف استطاعت أن تحمل داخلها تلك المعاني المختلفة،عندما نتلاعب بتنقيطها؟!! حذفُ نقطة ( غ )تحيلنا مباشرة إلى (عزة)،وقد أضحيت رمزا للعزة. وإذا سلبنا ( ز )،نقطته أصبحت ( غرة)،وأنت غرة في وضاءة في،بالعزة،في جبين أمة باتت تخجل من انتمائها.مرة أخرى، عجيبة أنت يا غزة!! كيف أشعلت كل هذه الشموع،من رحم ألم الفجيعة،تنبثق شمعة لتعيد ترميم الأمل في دواخلنا... وشمعة تكشف وجوه المتخاذلين،وشمعة تكشف وجوه المتواطئين،وشمعة .. وشمعة .. وشمعة.
شكرا غزة،من ألمك ارتفع سعر البترول،فزاد دخلنا – وإن خلط بدماء الشهداء – تخبرنا إحدى الصحف المصرية، أن جرائم النشل،وغيرها من الجرائم الصغيرة،انخفضت بنسبة 70% شيء لا يصدق!! ألف شكر يا غزة.
عقلانية منزوعة الدسم!!
في خضم بحر متلاطم بأنين الجرحى،وصرخات الألم،المتناثر فوق أشلاء سكان غزة... غزة التي أسقط عليها الصهاينة في أول يوم من أيام العدوان مائة أومئة طن من المتفجرات،ثم توالى القصف،هُدّمت المنازل،وقصفت المساجد،واستهدفت سيارات الإسعاف،كما استهدفت (الملاذات الآمنة)،أو التي يفترض أنها آمنة،حتى وصل الأمر إلى القصف بالقنابل المحرمة دوليا .. غزة المحاصرة حتى التجويع،وحتى الحرمان من الدواء والوقود .. في خضم كل هذا،وأكثر منه بكثير،أنا للقلم{ وأنا أعيد القراءة،وجدتني كتبت (للقمل،بدلا من للقلم!! فهل هذه غلطة فرويدية؟!!} أن يحيط بمعاناة الغزاويين،أو الغزيين؟! في خضم كل هذا،تطالعنا مقالات جافة،شبع أصحابها من النوم،وأكلوا حد التخمة،وملوا من مشاهدة المباريات،والمسلسلات،والأفلام،ثم خرجوا علينا يرتدون غترهم المنشاة،يتحدثون بعقلانية – أو هكذا تبدو – يجرمون حماس،ويحملونها مسئولية أو مسؤولية ما يحدث في غزة.
حين ذابت قلوب البشر،بمختلف مشاربهم،لن نتحدث عن العرب و المسلمين،بل المسيحيين في باكستان،والبوذيين في إندونيسيا .. وبكى واستنكر أصحاب الديانات السماوية – بما فيهم بعض اليهود،أحد الحاخامات مزق جواز سفره الإسرائيلي – وصولا إلى عباد البقر والشجر،ومن لا يعبد شيئا .. كل الإنسان من حيث هو إنسان استنكر،وبكى،وشجب،وصرخ،وندد،وأحرق الأعلام،مستنكرا تلك المجازر،أو المحارق التي نصبت لغزة،وأهل غزة،وعلى الهواء مباشرة.. مرة أخرى،في خضم تلك الأحداث،والمآسي،تخرج علينا كتابات يتحدث – كتابة - أصحابها بعقلانية،تشي بموت الشعور،ويغلفون كتاباتهم بمنطق جامد – خالي من الدموع،خالي من الاحساس، منزوع الدسم،أو يتظاهرون بتبني المنطق البعيد عن (غوغائية) المتاجرين بدماء أهل غزة.
عضوان الأحمري .. يعتذر لــ(البربر)!!!
قبل أن نلقي الضوء على أمثلة من تلك الكتابات،نقرر في البداية،أننا لا نستطيع أن نصادر آراء الآخرين،ولا نرغب في ذلك لو استطعناه،ولكننا نحتفظ بحقنا في أن نبدي وجهة نظرنا الخاصة،كما أننا نرفض أن يغتال أحد عقولنا،ويسوق لنا خليطا من (التمعلم) - هذا هو الوصف المهذب للجهل – والمنطق البارد.
في خضم ( كل ما سبق ذكره،من آسي،تنفطر لها القلوب،و يدمى لها جبين الإنسانية)،تصورا لو أنني أخذت أناقش هذا السؤال : هل الصواب أن نكتب مائة، أو مئة؟! وهل نكتب : المسئولين أم المسؤولين؟!! وهل الأصح : غزاويين،أم غزيين؟ ماذا ستقولون عني؟!
أخونا الأستاذ عضوان الأحمري،ثارت حميته،واستفزت مشاعره فكتب تحت عنوان :
(فلان البربري : عذرا مما حدث! )،ثم يتفلسف علينا فيقول :
(مشكلة الإعلاميين العرب أنهم حين ينفعلون يصبحون كفقاعات الصابون،بعضها يطير في الهواء وينتهي وبعضها قد يصيب عين الآخرين ( هكذا عين،وليست عيون – محمود) بالحساسية.
وهذا ما حدث حين كتب الكثيرون من الكتاب و المحللين عن الهجوم الإسرائيلي على غزة،وصدحت ( أليست "نعبت" أقرب لوصف الحروب؟! والنعيب هو صوت الغراب،وإذا لم تصدقني،فسأل علماء الاجتماع!!! – محمود) الفضائيات بعبارات التنديد والشجب وكان يرافق كلا منها عبارة "الهجوم البربري" و "الطريقة البربرية" مما دفع ببعض المتصلين في بعض القنوات إلى طلب الاعتذار لقبيلة البربر في شمال أفريقيا والتي طالتها الشتيمة بناء على جهل المثقفين والنقاد والسياسيين – ممن فعلوا جهلا- بما تعنيه البربرية! هل أصبحنا ننطق بما لا نعي؟! هل يعرف ملاك "التسطيح" الفضائي أن البربر يملكون ( هكذا- محمود) اللغة الأمازيغية الخاصة بهم ( أسأل بصدق : هل توجد لغة أمازيغية يمتلكها قوم آخرون،غير البربر؟ - محمود) وأنهم يشكلون غالبية من السكان وهي إحدى القبائل العريقة في القارة السمراء،واختلف العلماء الجيولوجيون على تاريخ تواجدهم فكانت المعلومات القديمة تشير إلى أن أول جينات للجد الجامع لهم كانت منذ 5600،ولكن استكشافا قرب المغرب (..) كشف عن وجود مجوهرات تقدر عمر المستويات الأركيولوجية التي وجدت فيها هذه المجوهرات بــ82000 سنة مضت! تخيلوا كل هذا التاريخ ينسف حين يقوم أحد المحللين "فضاء" بوصف الهجوم الإسرائيلي على قطاع غزة بـ"البربري" والمذيع صامت،لأن الحس الذهني قد مات وذبل لدى المستقبل للأسئلة ( ألا يمكن أن يكون ذلك من هول المجازر مثلا؟! أحسن الظن يا أستاذ في إخوانك المذيعين – محمود) عبر مايكروفون الكنترول من خلال فريق الإعداد! .. هل يعقل أن أحدا منهم لم ينتبه ليعتذر للبرابرة من جهل المحللين العرب بالوحشية التي لبست هذه القبيلة طيلة الأيام الماضية؟! الهجوم البربري الوحشي! الطريقة البربرية التي يستخدمها الجيش الإسرائيلي في الهجوم على قطاع غزة! لا أود الجزم بأنهم لم يقرؤوا تاريخ البرابرة،وأتحداهم أن يخبرونا في قادم الأيام عن علاقة الهجوم والوحشية بــ"البربرية"! اعتذاراتي لقبيلة البربر،فما حدث كان سببه ثقافة الازدراء والجهل لدى بني "الظاهرة الصوتية"!) { جريدة الوطن،السعودية العدد 3021 في 9/1/1430هـ = 6/1/2009م}.
هذه ليست زبدة المقالة،بل المقالة تنقصها أسطر قليلة. أجمل ما في المقالة،أنها لا تثير الغضب،ومن النادر أن يقرأ الإنسان، في هذه الأيام شيئا لا يثير الغضب،من يصف حال غزة،يستثير الغضب من العدوان البربري ( آسف) الذي تتعرض له،ومن يتجاهل الموضوع يثير الغضب أيضا،أما هذه المقالة،على قصرها،فتثير شيئا آخر!!!
علقت على المقالة،في موقع الجريدة على الشبكة،بأسئلة صغيرة. عن علاقة "الجيولوجيا" بالموضوع؟ هل هذه أول مرة يسمع الكاتب فيها وصف أمر فظيع بــ(البربري)؟!!.
العجيب،وما أكثر العجائب،أن التعليق الذي جاء تحت اسمي،ليس تعليقي،أو ليست أسئلتي ؟!! بل هذا التعليق :
(البربر هو اسم لعرق ( مجموعة عرقية) يحوي العديد من القبائل والعشائر،مثلهم مثل العرب والترك. وبناء على ذلك فلا وجود لقبيلة اسمها البربر،الأصح عرق البربر (الأمازيغ).).
لم (أصعد) الموضوع،إذ أنه لا يسيء لأحد. وربما يكون هناك من رأى أن أسئلتي غير مهذبة فصحح للكاتب معلومته بطريقة مهذبة! وقد يكون تشابها في الأسماء!!!
في كل الأحوال لا يخفى ما في المقالة،من (تمعلم) واضح،يكاد أن يفقأ عين القارئ... رغم سهولة الحصول على المعلومات المتعلقة بمصطلح (البربرية)،ومن أين جاء،عبر الشبكة،ولكن يبدو أن الكاتب كان منفعلا،وغاضبا،لتلك الإساءة التي لحقت بتلك القبيلة العريقة ( 5600 أو 82000 سنة)،فلم يجد الوقت ليبحث عن أصل الكلمة!! مع أن من يقرأ احتياطه في قوله :
(لا أود الجزم بأنهم لم يقرؤوا تاريخ البرابرة). يجزم بأنه متخصص في التاريخ،قسم (البرابرة)!!!!!!
الدكتور علي الموسى ... ورأي يثير الغضب!
في نفس الصحيفة،و في نفس العدد،نجد مقالا آخر للدكتور علي الموسى،وقد جاء تحت عنوان : (رسالة علماء المسلمين إلى حماس). افتتحت المقالة،بخطأ صغير – لا يقدم ولا يؤخر – إذ أن الوفد بدأ بدولة قطر :
(اختار وفد الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين،خادم الحرمين الشريفين،الملك عبد الله بن عبد العزيز لاستهلال جولته نحو حشد الإجماع ودفع العدوان الظالم على إخواننا في غزة. (..) وغدا،آبائي وإخواني من وفد علماء المسلمين ستنقشع أتربة الحرب الآثمة،ولهذا نحملكم ذات الأمانة أن تجلسوا مع الإخوة في حماس،وفي الوقت المناسب،لتنقلوا إليهم رسالة كل عاقل يريد مصلحة هذا الشعب المسكين،بعيدا عن أصحاب الحناجر الغليظة وغوغاء المظاهرات وصخب اللافتات والشعارات من هذه الحشود التي تدفع شعبنا إلى مواجهة لا تحتملها النساء والأطفال والكهول،ولو أن حدود فلسطين كانت مفتوحة في وجه هذه الملايين من رافعي الشعارات لأدرك الجميع فارق النفاق الكاذب. ){ جريدة الوطن،السعودية العدد 3021 في 9/1/1430هـ = 6/1/2009م}.
إذا الوفد الذي تفضل الدكتور وخاطبه باحترام،يشكر عليه،سوف يحمل (رسالة كل عاقل). ألا تشي هذه العبارة بأن حماس مجموعة من (غير العقلاء)،الذين يرجمون الناس،بالصواريخ،أو الألعاب النارية؟!!
لم أكن أتصور أن الدكتور الموسى ( سلفي متشدد)،حتى قرأت رأيه،هنا،في المظاهرات!!! ثم هذا الخلط العجيب – الذي يستغرب من أكاديمي – بين المظاهرات بصفتها أحد أوجه (الحداثة) في التعبير عن الرأي،وبين فئة تطلب أن يفتح لها باب الجهاد!! إذ لا نتصور أن الدكتور يظن أن مسيحيي باكستان،والبوذيين في إندونيسيا –والكوريين،واليابانيين ..الخ- يسعون إلى أن يُفتح لهم باب الجهاد!! ولم أكن أعلم أيضا،أنه يضرب (الودع)،حتى رأيت يقينه من (نفاق) المنادين بفتح باب الجهاد؟! هلا توسط لنا سيادته عند الحكومة المصرية،لتفتح الحدود،ليس للمجاهدين بل لدخول الأطباء المتطوعين،والمواد الإغاثية ..إلخ ثم يعطينا الدكتور أحد الدروس المستخلصة من هذا العدوان،وهو : ( لا أن نخضع أو نستكين،بل أن نعود إلى قواعدنا وإلى إخوتنا وإلى حواضننا الأصل بدلا من أن نكون خيوطا لعبة تحركها الملالي من أجل خدمة مصالح سياسية : نحن معكم فكونوا معنا. هذا هو الدرس.).
لن أضيع وقتي،ووقتكم،في الحديث عن (الحواضن الأصل)،فمن ضيع القضية؟! ومن جعل القضية ساحة للتجاذبات السياسية؟! لكنني أنبه أخي الدكتور علي إلا أن من يضع روحه على كفه،ويجاهد اليهود،لا يمكن أن يُحرك بخيط كما تحرك الألعاب!! سؤال صغير : ما حجم دعم نظام الملالي لحماس،قياسا على دعم أمريكا لمصر؟ فهل مصر لعبة تحركها أمريكا؟ نسيت أن أذكر أن الدكتور يبكي على أيام أحمد ياسين : ( روعة النضال الفلسطيني (هل هو فيلم أم مسلسل؟!! – محمود) عندما كان أبو عمار يقبّل رأس أحمد ياسين،واليوم غابت القبلة ومات ( مات يا دكتور؟!! يا ترى بسكتة قلبية،أم بسكتة دماغية؟!! – محمود) الجبين الأغر).
كيف ينسى الدكتور أن أبا عمار،تحول من (إرهابي) إلى رجل سلام في غمضة عين – ونال نوبل للسلام – حين اعترف بإسرائيل، وحين قال (لا)،وهي لفظة من قاموس (المقاومة)،عاد بقدرة قادر إلى إرهابي تحاصره إسرائيل ... بمعنى أنه أصبح في خندق واحد مع المقاومة،فهل تقارنه بــ (..) ثم كيف ينسى الدكتور،مسألة صغيرة،وقد لا تكون مهمة،وهي أن حماس انتخبت من قبل الشعب،أو أغلبية الشعب،الفلسطيني!! مما يعني أن المسألة أصبحت (أمانة) وليست (دعوة) و ( أعمالا خيرية) فقط؟!! وسؤال صغير أخير : هل بقي أحد لم يقبل ياسر عرفات رأسه؟!! حتى الروس لم يسلموا من قبلاته!!
بقي في نفسي شيء يتعلق بحقيقة أقرها الدكتور الموسى،في بداية مقالته : (الوقت ليس بالمناسب على الإطلاق لفصل من جلد الذات،فالوقوف مع الشقيق الفلسطيني،حماسيا كان أم فتحاويا أو مستقلا فرض يفرضه الظرف ومن الخطأ الجسيم فتح دفتر حساب مع إخوة على جبهة شرسة.). لماذا لم ينتظر الدكتور حتى ينتهي العدوان،ثم ينصح كما يشاء؟!! ثم ألا يتوقع،مثلا،أن تنتهي حماس بهزيمة،لا تترك من حماس من تقدم لهم النصيحة؟ أو ،مثلا،أيضا،أن تنتصر حماس،فيصبح لومها،وتقديم النصائح لها،أمر تجاوزه الزمن؟!!!
لا نلوم الدكتور كثيرا إذا كان يكتب لقراء يعلق بعضهم بتعليق أعتبره أغرب تعليق يمكن أن يقرأه الإنسان – علقت على التعليق،ولكن الجريدة لم تثبته،ولم تضع بديلا له هذه المرة!!- وهذا هو التعليق :
(الذي يحصل في فلسطين هو نتاج طبيعي للخروج على ولي الأمر)!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
حكمة الأستاذ يحي الأمير
في نفس العدد من جريدة الوطن،نجد مقالا للأستاذ يحي الأمير،تحت عنوان : ( هل يدرك السعوديون أنهم أكثر نفعا؟)،وقد لخصت الجريدة المقال في هذه الأسطر :
(حملات التبرع السعودية للضحايا من المدنيين والأبرياء في غزة،والذين باتوا وقودا لحرب هم ليسوا طرفا فيها هي من أكثر أنواع المظاهرات مدنية وجدوى،فماذا يفعل الفلسطينيون بالزجاجات الحارقة أو بأعلام إسرائيل وأمريكا التي تحترق ..). يقدم لنا الكاتب معلومة جديدة،عن مظاهرات جرت في السعودية :
(أمام كل حدث تشهد السعودية مظاهرات واسعة جدا !!!!( علامات التعجب من عندي – محمود) تختلف عن مثيلاتها في مختلف الدول العربية ( ومن قال أن المتظاهرين العرب يتظاهرون مثلنا في كل حدث؟!! – محمود) في جانبين : الأول أن المظاهرات العربية منفعلة وغاضبة ( ليس معهم حق!! في حالة غزة،ما الذي يغضب في قصف غزة بمائة طن من المتفجرات،في أول يوم فقط – محمود) وشعائرية ( للأسف لم أستطع فهم هذه العبارة – محمود) أما السعودية فهادئة ومسالمة،لكن الجانب الثاني وهو الأبرز أن نسبة الجدوى في المظاهرات العربية تقترب أو تصل إلى الصفر،بينما هي في المظاهرات السعودية تمثل أبرز وأهم حالات الجدوى. بالطبع يمكن أن تتشابها لو أطلق العنان للجميع،(..) ومع بعض الشرائح في الشارع السعودي تعيش ذات الاندفاع إلا أنها تجد ذاتها وحيدة أمام هذا الشكل الإيجابي للمظاهرات المجدية والمفيدة.){ جريدة الوطن،السعودية العدد 3021 في 9/1/1430هـ = 6/1/2009م}.
هل تريد الأستاذ أن أقدمه طرفة،تثبت عجز بقية العرب،وغير العرب – المساكين – أن ينافسوا مظاهراتنا المفيدة؟ بائعة (فجل) في مصر،تبرعت بكل ما تملك (خمسون جنيها) ... وبائع شاي في الهند،الفقير لا يملك شيئا،فقال : خذوني إلى غزة ... يا لهذا الهندي المنافق ... ليت الحدود تفتح،لنتأكد من نفاقه ... ولماذا نضحك على الآخرين،ليدنا هنا،هناك من تبرع بمائتي ريال ... لعلها كل ما يملك ... يا أيها المحترم،هذه النماذج البسيطة،والصادقة،هي عنوان حياة هذه الأمة ... هل سمع الأستاذ عن دينار سبق عشرين ألفا؟!!
وأخيرا ماذا يقول الأستاذ؟ : (للضحايا من المدنيين والأبرياء في غزة،والذين باتوا وقودا لحرب هم ليسوا طرفا فيها). ليسوا طرفا فيها؟!!! بل طرف،وطرف رئيس أيضا. .. وذلك لسبب بسيط،هو أنهم من سكان أرض محتلة،يرغب من يحتلها أن تكون خالية من السكان .. تماما كما كان المدنيون في الجزائر طرفا في حرب التحرير – والذين قدموا مليونا ونصف المليون من البشر،عدد سكان غزة الآن!! - .. وكما كان المدنيون في فيتنام طرفا في الحرب ..
الكابتن صالح الطريقي :
آن لنا أن نأخذ أمثلة من خارج جريدة الوطن – مع وجود أكثر من مقال،في نفس العدد الذي نقلنا عنه،يستحق أن نتوقف عنده- لنذهب هذه المرة إلى جريدة عكاظ،ومقالة للكابتن صالح الطريقي – لاعب كرة اليد في النادي الأهلي،سابقا – المقالة بعنوان : ( لماذا يقع العرب في المصيدة دائما؟). يقول الكاتب :
(كانت الشاشة المضيئة في الغرفة الباردة تنقل الموت والزيف والهياج،والخطب العصماء،والانتهازية حاضرة بكل تجلياتها.
كانت الشاشات العربية المناضلة بالكلام( هل توجد شاشة إسرائيلية،تحمل رشاشا؟!! نضال الشاشات لا يكون إلى بالصور .. والله أعلم!! – محمود) تنقل حرق الأعلام الإسرائيلية والأمريكية،وكانت الشعوب هائجة وغاضبة ومدجنة ( المدجن لا يعرف معنى الغضب،أم ماذا يا كابتن؟!! – محمود) كان الغضب واضحا والسذاجة واضحة،و يخيل لي بعد أن حرقوا الأعلام،أعني بعد هذا الانتصار العظيم،سيذهبون للبيوت يتكاثرون بعد أن اطمأنوا أنهم قاموا بواجبهم كما يجب. ){ جريدة عكاظ العدد 15468 في 4/1/1430هـ = 1/1/20098م}.
إن الذين لم يخرجوا في مظاهرات،ولم يحرقوا أعلاما .. يخيل لي أنهم ذهبوا ليتكاثروا هم أيضا،ولكن دون أن يطمئنوا بأنهم قاموا بواجبهم كما يجب!! فما الفرق؟!! شيء أخير،يحيرني،ولم أجد له سببا – غير التعاطف مع أهل غزة- أعني قوله،فيما يقترب من الشعر : (كانت الشاشة المضيئة في الغرفة الباردة).. من فضل الله علينا،وعليه،أنه ليس في غزة – حيث لا وقود،ولا كهرباء ..الخ- فلماذا لم يدفئ الغرفة؟!!
حماد السالمي .. والفلسفة
الأستاذ حماد السالمي،كتب تحت عنوان : ( وقفُ "الحماس" على "حماس"). ومما جاء في مقالته :
(من أخبار الجارة ( الكويت)،أن سبعة آلاف دينار – أي سبعين ألف ريال تقريبا – عُرضت على النائب الكويتي (وليد الطبطبائي) لشراء حذاء له،رفعه في مهرجان لدعم غزة وتحميس (حماس)،في ساحة الإرادة (..) وقال فيه لا فض فوه ( آمين – محمود) : (أرفع عقالي لإسماعيل هنية،المجاهد الكبير،وهذا حذائي أرفعه لمحمود عباس)..!
لاحظوا معي،كيف تعمد العقلية المؤدلجة،إلى اختزال قضية فلسطين كله،في شخص واحد هو ( إسماعيل هنية ..!! وفي المقارنة بين حذاء وعقال السيد (الطبطبائي )،نجد ما يفسر لنا،حالة الحمى التي تجتاح المنطقة العربية باسم (حماس)،وليس فلسطين وأهل فلسطين،ولا الأرض الفلسطينية السليبة.
ماذا لو أن العدوان الإسرائيلي الغاشم على غزة وحماس،كان موجها إلى رام الله والسلطة الفلسطينية في الضفة الغربية،هل كانت (عقلية العقال والحذاء،سوف تنقلب،فيأخذ حذاء الطبطبائي مكان عقاله،ويأخذ عقاله مكان حذائه،في مثل هذه الانتقالية الفجة،فيقول مثلا : ( أرفع عقالي لمحمود عباس المجاهد الكبير،وهذا حذائي أرفعه ل(..) { النقط من عندي،حذفت الاسم عمدا – محمود}..؟!
فيما لو كان العدوان الإسرائيلي موجها نحو الضفة الغربية والسلطة الفلسطينية فيها،فإني أجزم{ ما أكثر جزم – بفتح الجيم،وسكون الميم - أو يقين هؤلاء الكتاب،فهل يضربون الودع،أم يعلمون الغيب؟!!- محمود} أن السيد (الطبطبائي)،ومثله كافة الصحويين والخونجية،المصابين بحمى حماس في وطننا العربي اليوم ( ربما تكون حماس تشتري ذممهم مثلا – محمود) سوف لن يحرك (هكذا سوف لن!! – محمود) أحد منهم ساكنا (..) إن المزيد من القتل والتدمير في غزة،الذي تمارسه إسرائيل،مقابل تعنت وإصرار قادة حماس على الانتحار- انتحار الشعب طبعا وليس انتحار القادة – لن يحرر فلسطين من نير الاحتلال،ولن يؤسس لـ(إمارة طالبانية) عاصمتها غزة،ويقودها أمير المؤمنين إسماعيل هنية،كما هي أحلام الخونجية والمتطرفين في المنطقة،بل إلى المزيد من إضعاف الشعب الفلسطيني،وإنهاء حلمه في المقاومة وتحرير الأرض المغتصبة،وإحراج دول الطوق العربية،التي هي في غنى عن مغامرات غير محسوبة ( لا بأس بالمغامرات المحسوبة مثلا؟!!! – محمود) وخسائر تطال الشعب الفلسطيني المكافح من أجل لقمة عيشه ( ويسقط النضال،والكفاح،والجهاد مثلا؟!!! لقمة العيش،المغموسة بالذل ليست لقمة عيش يا أستاذ - محمود) قبل غيره من أدعياء البطولات ).{ جريدة الجزيرة العدد 13254 في 14/1/1430هـ = 11/1/2009م}.
ليس من فراغ أن تقوم سعادة قنصل – أو قنصلة – الولايات المتحدة الأمريكية،بزيارة مكتبة الأستاذ حماد السالمي –كما قرأنا في الصحف قبل فترة- وأن تشيد بمكتبته العامرة. أقول ليس من قليل لأن الأستاذ الكاتب أثبت أنه أستاذ في (الفلسفة)أو في طرح الأسئلة (الفلسفية)،ليس هذا فقط بل هو يجيد نصب الفخاخ!!
أقصد تلك الأسئلة المتعلقة بتبادل الأدوار بين (عباس) و (هنية). صحيح أنه يظهر تجاهلا عجيبا لمفهوم (الرمز)،وهو شيء يقترب من معنى (عينة) بلغتنا الدارجة. فمحمود عباس (رمز ..) أو (عينة) للتعاطي مع المحتل، والتنسيق معه – يقول اليهود ذلك،ولم ينفه هو - كما أن (هنية) يرمز للموقف المعاكس تماما لعباس. ولذلك فإن سؤال الأستاذ السالمي،يبدو خاليا من المعنى! لو غير عباس موقفه – حتى لو يقلل من تقبيل الصهاينة،فقط- فإنه يستحق أن يرفع له العقال.
يبدو أننا سوف نضطر لتكرار أنموذج ياسر عرفات،فهو (رمز)، فحين كان رمزا للنضال – الكفاح،الجهاد- كان (إرهابيا) وحين غير موقفه حصل على (نوبل للسلام)،وهذا شيء أكبر بكثير من (رفع العقال)،وحين عاد للمانعة،تمت محاصرته ومن ثم تصفيته. .. ثم لماذا لا يتعب الأستاذ نفسه ويسأل لماذا (هنية) وليس (خالد مشعل) أو (الزهار)؟! لو فعل ربما يجد جوابا. وفي المقابل،كان يستطيع أن يسأل لماذا عباس،وليس .. وليس .. وصولا إلى ذلك الذي كان يشتري الإسمنت،المدعوم من مصر،ثم يبيعه للصهاينة من أجل بناء الجدار العازل!!!
أما نصب الفخاخ فأقصد به قول الكاتب،في حال تبدل المواقف،بين رام الله وغزة :
(عقلية العقال والحذاء،سوف تنقلب،فيأخذ حذاء الطبطبائي مكان عقاله،ويأخذ عقاله مكان حذائه،في مثل هذه الانتقالية الفجة). طبعا (فجة) هذه في غاية (الفجاجة) لأنها مبنية على فرضية لم تحدث،فهو يصف ماذا بـ(الفجة)؟!! إلى هنا وما يقصده الكاتب في غاية الوضوح،ووجهة نظره جلية،فما الداعي للوسيلة التعليمية التي أتحفنا بها الكاتب؟!!! لينصب فخا يحصل فيه – ولو فرضا – من يستحق الحذاء على عقال .. وحاشا من يستحق رفع العقال تحية،أن يحصل على ما أراد له الكاتب.
لا ينقضي عجيبي من بعض العبارات التي رددها الكاتب،الكبير سنا،ومكانة!! مثل : ( الخونجية) وقوله في مكان آخر (الكلامجيه)،ما فائدة مثل هذه العبارات،هل تحمل نوعا خفيا من الحجج؟!! أم تدل على احترام وجهات نظر الآخرين؟!! ثم ماذا يفعل الأستاذ السالمي غير الكتابة،فهل هناك أسهل من وصفه بـ(الكتبجي) .. وهل هناك أسهل من إطلاق وصف ( العلمنجي ) ,( اللبرالنجي)؟!!!
ليس هذا فقط بل نجد الكاتب يقول : ( ويتهم السلطة الفلسطينية ومحمود عباس بالتواطؤ مع إسرائيل،وأن إسرائيل تعتدي على غزة لتصفية حماس،نيابة عن السلطة الفلسطينية،ليأتي محمود عباس وحكومته إلى غزة (..) يخطئ هؤلاء كثيرا،لأن العدو الصهيوني،لا ينفذ عملية إلا وفق حساباته الخاصة،فلا ينوب عن أحد،ولا يمكن أن يطرد قيادة حمساوية في غزة،ليسلمها إلى قيادة فتحاوية).
بطبيعة الحال نشكره،على وصفه الصحيح لإسرائيل : ( العدو الصهيوني). ولكننا نستغرب جدا .. فمن قال أن تسليم غزة للفتحاوية،ليس ضمن ( حسابات خاصة)؟!! الإسرائيليين،يصرحون علنا،وعبر شاشات العالم،أنهم يسعون لتدعيم سلطة عباس ... أم أن الكاتب لا يصدق (العدو الصهيوني)؟!!!
وسؤال للأستاذ السالمي،يستطيع أن يجيب عليه بينه وبين نفسه : ماذا يستحق رئيس سلطة،يُطلب منه أن يوقع على شكوى سوف ترفع ضد (العدو الصهيوني)،فيرفض التوقيع على ذلك (المعروض)!!!
وختاما لابد لمن يقرأ المقالات السابقة،وهي نقطة في بحر مقالات مشابهة،أن يلاحظ تشابها عجيبا في رفض،وانتقاد،وحتى السخرية، من (المظاهرات) التي خرج فيها الناس منددين بالعدوان الإسرائيلي على غزة!!! أليس غريبا أن يرفض الكتبة من اللبراليين،أو الحداثيين وجها من أبرز وجوه الحداثة،والديمقراطية!! كيف تحولوا إلى (سلفيين)؟!! علما أن بعض السلفيين ليسوا ضد المظاهرات!!!! فسبحان من جعل (اللبرالي ) يؤخذ – في لحظة تاريخية – شكل ( السلفي). وهذه النقطة تصلح لتكون منطلقا نحو حوار بين السلفيين،واللبراليين .. مالم يغير الأخيرون موقفهم من المظاهرات،بعد انتهاء العدوان على غزة،أو اكتشافهم أن وجهة نظرهم (سلفية) أكثر من اللازم!!
محمود المختار الشنقيطي – المدينة المنورة
لجينيات | ليبيرالي .. سلفي!!!