مبتعث مستجد Freshman Member
غير معرف
ursweetangel
, تخصصى قسم الاستثماروإدارة الأصول
, بجامعة جامعة الملك عبد العزيز
- جامعة الملك عبد العزيز
- قسم الاستثماروإدارة الأصول
- غير معرف
- جده, جده حالياً
- غير معرف
- Apr 2007
المزيدl September 14th, 2007, 06:17 PM
September 14th, 2007, 06:17 PM
من بعيد يأتي ليزورنا، وكل آت قريب.
يقطع الوديان والجبال والسهول. يتجاوز الحدود والبحار والمحيطات. يتجاهل التأشيرة والتعريفة الجمركية. لا يلقي بالاً لتقلبات الأوضاع السياسية والتحشدات العسكرية ...
من بعيد يأتي ليزورنا، وكل آت قريب.
ننتظره أحيانا بلهفة، وأحيانا نفاجأ به في غمرة انشغالنا. مرة نفرح به ونستعد لزيارته لنا، ومرة نضيق ونتبرم، ونتمنى لو أخرها يوماً واحداً، وإن كنا نخفي ذلك أدبا وتأدبا.
من بعيد يأت ليزورنا، وكل آت قريب.
لا يخلف موعد زيارته أبداً. لكن موعده يختلف بيوم أو يومين. يأتينا في السنة مرة مثل مغترب مشتاق. فيمكث عندنا شهراً – وأحياناً شهراً إلا يوماً- كما المغتربين المشتاقين. لكن المستعجلين، يأتي إلينا محملاً بالحقائب والأمتعة، فنهرول إليها، ولا نكاد نسلم ونؤدي الواجب، حتى نلتفت إلى الحقائب، فنبعثر محتوياتها وهداياها الغالية، نتفحصها ونقيم أثمانها، ونتخاصم حول تقاسمها، ونثرثر حول ذلك طوال الوقت، ونصدع رأسه بخصوماتنا.
وعندما يذهب، تكون حقائبه فارغة إلا من مشاكلنا وطلباتنا، لو كان مثل كل المغتربين لأقسم ألا يأتي في السنة القادمة، لكنه لا يفعل ذلك أبدا، سيأتي في كل الأحوال !!
رغم شبح الحروب الذي يروح ويجيء بالقرب من حدودنا، رغم صدودنا، رغم عقوقنا، رغم نسياننا ورغم جحودنا، يظل يأتي إلينا ويزورنا ...
إنه هناك ، لعله الآن في الشارع المجاور، أو البيت المجاور، لعله الآن هبط من السيارة محملاً بحقائبه .. من بعيد يأتي إلينا، وكل آت قريب.
رمضان على الأبواب، يكاد يطرقها .. فلا تفتح له ...
ليس خطأً مطبعيا.
أقول لك هذه المرة لا تفتح له ..
نعم. هذه المرة عندما يأتي رمضان لا تفتح له أبوابك. أوصدها جيدا. ارفع مستوى تحصيناتك. زد من الأقفال والمتاريس. اقطع الكهرباء عن جرس الباب. وأحكم إسدال الستائر، وضع القطن في أذنيك، حتى لا تشعر بتأنيب الضمير. ولا تفتح له.
أقول لك: لاداعي لا تفتح له.
صدق ما أقول : لا تفتح له.
إذا كنت ستفعل به ما فعلته في المرة السابقة، لا تفتح له.
إذا كان سيمر على حياتك كما مر في السنوات السابقة لا تفتح له.
لا داعي لذلك.
إذا كان سيكون مجرد رمضان آخر، مجرد ضيف آخر يزورك كل سنة مرة ويمكث شهرا ثم يمضي دون أن يترك أثرا فلا تفتح له.
إذا كان سيكون شهرا آخر تجوع وتعطش فيه قليلا ثم تتخم وتمتلئ بطنك كثيرا فمن الآن أقول لك لا تفتح الأبواب.
إذا كان سيكون مجرد شهر قمري آخر، يبتدئ برؤية الهلال وينتهي برؤيته أو عدم رؤيته!
فأقول لك: لا تتعب نفسك ولا تكلفها .. ولا تفتح الباب.
أقول لك : رمضان على الأبواب يكاد يطرقها فأطرق برأسك وفكر قبل أن تفتح الباب أو لا تفتحه
ولأن القضية خاسرة!
إذ أنه سيتسلل في كل الأحوال من الثقوب والمسامات وفتحات الشبابيك. وربما مواسير الماء فإني أقترح عليك اقتراح آخر
أفتح له ولكن ليس بالضرورة الأبواب
في كل مرة كنت تستقبله فيها كأي ضيف آخر تفتح له الباب
ما دام الأمر سيان فلا داعي.
إنه سيدخل ويتجاوز الأبواب في كل الأحوال ولن يبالي إذا وجدها مغلقة بإحكام أو مشرعة مفتوحة على مصارعيها.
ولن يعاتبك على أصول الإتيكيت إنه لا يريد منك أن تفرش له السجاد الأحمر أو تضيء له الأنوار الساطعة في الخارج.
إنه سيدخل في كل الأحوال
فافتح له فتحا مختلفا هذه المرة
وليكن فتحا مبيناً.
---------------
منقوووووووووووووول :85: والحمد لله
September 14th, 2007, 06:17 PM
يقطع الوديان والجبال والسهول. يتجاوز الحدود والبحار والمحيطات. يتجاهل التأشيرة والتعريفة الجمركية. لا يلقي بالاً لتقلبات الأوضاع السياسية والتحشدات العسكرية ...
من بعيد يأتي ليزورنا، وكل آت قريب.
ننتظره أحيانا بلهفة، وأحيانا نفاجأ به في غمرة انشغالنا. مرة نفرح به ونستعد لزيارته لنا، ومرة نضيق ونتبرم، ونتمنى لو أخرها يوماً واحداً، وإن كنا نخفي ذلك أدبا وتأدبا.
من بعيد يأت ليزورنا، وكل آت قريب.
لا يخلف موعد زيارته أبداً. لكن موعده يختلف بيوم أو يومين. يأتينا في السنة مرة مثل مغترب مشتاق. فيمكث عندنا شهراً – وأحياناً شهراً إلا يوماً- كما المغتربين المشتاقين. لكن المستعجلين، يأتي إلينا محملاً بالحقائب والأمتعة، فنهرول إليها، ولا نكاد نسلم ونؤدي الواجب، حتى نلتفت إلى الحقائب، فنبعثر محتوياتها وهداياها الغالية، نتفحصها ونقيم أثمانها، ونتخاصم حول تقاسمها، ونثرثر حول ذلك طوال الوقت، ونصدع رأسه بخصوماتنا.
وعندما يذهب، تكون حقائبه فارغة إلا من مشاكلنا وطلباتنا، لو كان مثل كل المغتربين لأقسم ألا يأتي في السنة القادمة، لكنه لا يفعل ذلك أبدا، سيأتي في كل الأحوال !!
رغم شبح الحروب الذي يروح ويجيء بالقرب من حدودنا، رغم صدودنا، رغم عقوقنا، رغم نسياننا ورغم جحودنا، يظل يأتي إلينا ويزورنا ...
إنه هناك ، لعله الآن في الشارع المجاور، أو البيت المجاور، لعله الآن هبط من السيارة محملاً بحقائبه .. من بعيد يأتي إلينا، وكل آت قريب.
رمضان على الأبواب، يكاد يطرقها .. فلا تفتح له ...
ليس خطأً مطبعيا.
أقول لك هذه المرة لا تفتح له ..
نعم. هذه المرة عندما يأتي رمضان لا تفتح له أبوابك. أوصدها جيدا. ارفع مستوى تحصيناتك. زد من الأقفال والمتاريس. اقطع الكهرباء عن جرس الباب. وأحكم إسدال الستائر، وضع القطن في أذنيك، حتى لا تشعر بتأنيب الضمير. ولا تفتح له.
أقول لك: لاداعي لا تفتح له.
صدق ما أقول : لا تفتح له.
إذا كنت ستفعل به ما فعلته في المرة السابقة، لا تفتح له.
إذا كان سيمر على حياتك كما مر في السنوات السابقة لا تفتح له.
لا داعي لذلك.
إذا كان سيكون مجرد رمضان آخر، مجرد ضيف آخر يزورك كل سنة مرة ويمكث شهرا ثم يمضي دون أن يترك أثرا فلا تفتح له.
إذا كان سيكون شهرا آخر تجوع وتعطش فيه قليلا ثم تتخم وتمتلئ بطنك كثيرا فمن الآن أقول لك لا تفتح الأبواب.
إذا كان سيكون مجرد شهر قمري آخر، يبتدئ برؤية الهلال وينتهي برؤيته أو عدم رؤيته!
فأقول لك: لا تتعب نفسك ولا تكلفها .. ولا تفتح الباب.
أقول لك : رمضان على الأبواب يكاد يطرقها فأطرق برأسك وفكر قبل أن تفتح الباب أو لا تفتحه
ولأن القضية خاسرة!
إذ أنه سيتسلل في كل الأحوال من الثقوب والمسامات وفتحات الشبابيك. وربما مواسير الماء فإني أقترح عليك اقتراح آخر
أفتح له ولكن ليس بالضرورة الأبواب
في كل مرة كنت تستقبله فيها كأي ضيف آخر تفتح له الباب
ما دام الأمر سيان فلا داعي.
إنه سيدخل ويتجاوز الأبواب في كل الأحوال ولن يبالي إذا وجدها مغلقة بإحكام أو مشرعة مفتوحة على مصارعيها.
ولن يعاتبك على أصول الإتيكيت إنه لا يريد منك أن تفرش له السجاد الأحمر أو تضيء له الأنوار الساطعة في الخارج.
إنه سيدخل في كل الأحوال
فافتح له فتحا مختلفا هذه المرة
وليكن فتحا مبيناً.
---------------
منقوووووووووووووول :85: والحمد لله