هيا بنا نصنعُ حقائبَ السفرِ .. ( كل مايهم المبتعث قبل وبعد سفره) ..

۞ نحن بحاجة ماسة لتعليم المرأة , و أن تبرز في تخصصات معينة , و تنهل من نهر العلم الجاري , و تستزيد من قدراتها , و ترفع من مكانتها , و لكن لتعلم المرأة التي سوف تسافر للدراسة أنها قد تواجهها عقبات عدة كأودة , فمتى اعتقدت أنها قادرة على التغلب عليها , و باستطاعتها أن تتعداها , و أنها بقدرة على المضي في سبيل علمه بدون أن يهز ذلك من دينها فلها أن تمضي في طريقها , فهي على خير و في طريق أجر . و إليكن هذه الصعوبات و التوجيها التي سوف تمر بها الطالبات في طريقهن .

۞ دائماً ضعي بين عينك ميزان الدنيا و الآخرة , و أعلمي أن النفس السوية هي القادرة على ترجيح كفة الحق على الباطل , فكلما حزب عليك أمر فاعرضيه على نفسك السوية و منها سوف تصلي إلى اختيار الصواب .

۞ كما نعلم و كما ذكر العلماء أن سفر المرأة بدون محرم لا يجوز , لذا يجب أن يتوفر لدى الطالبة المحرم الذي يسافر معها إلى تلك البلاد .

۞ أن تعلم الفتاة أن الجامعات هناك مختلطة في كل شيء , و للاختلاط محاذير شرعية كثيرة و آفاته عظيمة فالحذر من ذلك و أن تنزلق الفتاة خلف مزالقه أو يتأثر دينها بذلك .

۞ هناك بعض المواد التي تطبق بشكل مجموعات و فرق عمل و فيها من كل شكل و لون و بلد و جنس , و قد يكون عمل هذه الفرق خارج الجامعة و أوقاتها و التواصل معهم في كل وقت وحين فهنا يجب أن تتجنب مثل هذه التطبيقات و فرق العمل .

۞ الحجاب هو أساس من أسس حماية المرأة المسلمة , و هناك قد تشوبها النظرات و قد تزداد عليها الضغوط , فالتتمسك الفتاة المسلمة بثوابتها و تعظ بنواجذها على دينها .

۞ بعض المبتعثات تسافر مع محرم حتى تستقر و تتقدم في دراستها ثم يغادر و يتركها هناك , فالذي أعلمه أن الرجال بقوتهم يجاهدون من أجل البقاء و كم أنهكتهم هذه الوحدة و هذه الغربة , فكيف بالمرأة الرقيقة العاطفية.

۞ المرأة في مجتمعاتنا العربية هي مكرمة مقدرة , و قد اعتادت أن الجميع في خدمتها أباها و أمها و أخوتها , أما هناك فهي التي سوف تقوم بكل تلك الهموم و المصاعب و تحل جميع مشاكلها , فالتستعد بجمع طاقاتها و و كل ذلك يحتاج إلى التحمل و الصبر و هي أهل لذلك .

۞ المرأة بطبعها عاطفية و بحاجة أن تفرغ تلك الشُحن المختزنة لمن حولها , فأين المصير لذلك المخزون , و أين الملجأ لتلك العواطف الجياشة التي كانت تسكبها على أمها و صديقاتها و أخواتها , و أين المُتلقي الذي سوف يفتح قلبه لها , هنا فالتختار من يناسبها من الصديقات هناك من المحافظات , و ممن يساعدنها بحفظ نفسها و تحصينها من تيارات التغريب العاتية .

۞ الفتاة و إن رافقها محرمها من الأخوان و الآباء فهم ليسوا كمثل الأزواج فقلما تتفتح بينهم أبواب اللقاء الفكري , فطبعها و طبيعتها و عواطفها تختلف عنهم , و كذلك همومها و مصاعبها و تحدياتها و معوقاتها لا تلتقي معهم في كل النقاط لذا تحس بفجوة بينها و بينهم , لذا الفرق بين الزوج و الأب و الأخ مع المرأة , أن الزوج له لقاءات و نقاط تواصل كثيرة عاطفية معها , لذا هي تبث إليه مشاكلها و يتفهمها , و يرسلها ممزوجة بقوة الرجولة و لطف الأنوثة , لذا من كان الخيار أمامها لزوجها أو أخوتها فالترتبط بسفرها مع زوجها فذلك أولى , و إن لم يكن بمقدوره أن يسافر معها فالتعلم أن فراقه بعد الاعتياد عليه فيه صعوبة و مشقة .

۞ الحذر من سفر الشباب الأغرار و في سن المراهقة مع الأخوات كمحارم , فهناك سوف يحس الشاب بوقت فراغ و يجد من المستجدات على حياته الأمور العظام , و عندها سوف يبحث عما يسليه و يلهيه و يقطع عليه وقته, فيخشى عليه أن يقع فريسة الحضارة الزائفة و أن يخون نفسه بالبحث عن كل لذة , و هناك تصبح هموم المبتعثة أشد قسوة , فهي تتحمل مشاكلها و آهاتها و صعوباتها, و مطلوب منها أن تتابع أخاها الذي أتى معها .

۞ كثرة الامساس تميت الإحساس , هناك مظاهر العري و التفسخ ظاهرة في كل زاوية , و هي من بينهم محجبة متسترة , فالخشية أن تمتد يد التعود على تلك المناظر , و التأقلم مع تلك المظاهر أن يقل في نظرها حجابها و سترها فعلمي أن تاجك هو أساس سعادتك , و أن الذي فرضه عليك هو معك أينما كنت .

۞ قد تنظم حفلات مختلطة أو اجتماعات للجامعة يطلب من الفتيات المشاركة لذا الحذر من مثل هذه الحفلات المختلطة , أما الاجتماعات المفيدة و الغير مختلطة و التي تعود على الفتاة و على من حولها بالكثير من الفائدة فحري بها أن تحرص عليها و تهتم بها إذ لم يكن يمس دينها .

۞ لن تستطيع الطالبة أن تعيش لوحدها منعزلة لذا سوف تبحث عن صديقات فالتختر ما يناسبها و يعينها على الثبات على طريق الصراط .

۞ قد تكون معاول الهدم من أبناء جلدتنا أكثر تأثيراً و أكثر عملاً للتأثير على الأخوات هناك , فهذا شامت , و آخر مثبط , و بعضهم من ينظر نظرات سخرية , فالمسلمة هي إنسانة معتزة بدينها لا تزيدها الحرب إلا الإصرار على الطريق و الثبات على السبيل .

۞ الحياة هناك مغرية لاكتشاف الجديد و الغريب , فوجود أرض الحرية و حب النفس لمعرفة الجديد يغري النفس على فتح كل الصناديق المغلقة , و اكتشاف الأسرار الغامضة , و قد تكون جراءة بعض الصديقات هي البداية لمثل هذه التجربة و التي قد تكون نتائجها مريرة و نهايتها خطيرة .

۞ قد تتعرض الفتاة لموقف عصيب , أو فترة حرجة في حياتها , و قد تمر بأزمة تكاد أن تقتلها , فإياك إياك أختي المبتعثة أن تكتميها في قلبك , و أن تحاولي أن تحليها بنفسك , بل استنصري بالحكيم العاقل من أهلك فأخبريهم و استشيريهم و تواصلي معهم , و اجعليهم مطلعين على الأمر كله , و الرجوع عن الخطأ إن كان هناك خطأ خيرٌ من التمادي به و التكبل بأغلاله طوال العمر .

۞ في أمورك الشرعية فاليكن دليلك و مرشدك المشائخ الثقات فلا تأخذي أمر دينك من أقل الناس علماً أو من صديقة تجهل هذه الأمور , و هذه بعض روابط المشائخ الموثوقين و التي يمكن أن تتواصل معهم عبر النت برسائل إلكترونية .

۞ الوصول للأهداف هي غاية كل مبتعث و مبتعثة , و نيل الشهادات هي المقصد الذي يرجوه كل فتاة و فتى , و لكن قد يصتدم هذا الحلم بواقع آخر فيتحطم الأمل , فلعل الأمل يصيبه بعض الذبول , و يبدأ العدد التنازلي للحماس , فهنا أنتِ الحكم بمدى قدرتك على المواصلة , و الاستمرار بطريقك , و الوصول لأهدافك , لا تمنعك نفسك من التكملة عند أقل و أدنى عقبة , و لا تلزميها بملا تستحمله من أجل نظرات الناس , و الخوف من الفشل , و التحرز من كلام الناس , فكوني أنت قائدة نفسك و حسيبتها و خصيمتها , فالنجاح له ألف طريق و طريق و قد يكون من أعظم النجاحات هو المرور بتجربة فشل سابقة .