السلام عليكم و رحمة الله و بركاته...
قصة أكثر من رائعة و مشاركة أروع...
جزاك الله ألف خير عزيزتي...
الله يرزقنا القوة و الصبر و المعونة و البصيرة و الحكمة و العلم و الحلم و التواضع و التقوى و الخشية و الثبات...
آمين...
في حفظ الرحمن...
Smilotactic
7 " قصة أكثر من رائعة و مشاركة أروع...
جزاك الله ألف خير عزيزتي...
الله يرزقنا القوة و الصبر و المعونة و البصيرة و الحكمة و العلم و الحلم و التواضع و التقوى و الخشية و الثبات...
آمين...
في حفظ الرحمن...
Smilotactic
May 2nd, 2010, 12:14 PM
الأعمى ديفيد هارتمان كانت أمنيته أن يدرس الطب , وكان كل الذين يعرفونه يعتقدون جميعاً أنه يستحيل عليه ذلك , حتى أسرته , في ربيع 1972 أوشك ديفيد أن ينهي الثانوية بمعدل كاد يبلغ حد الكمال (3 ,7) من أربع نقاط , وتقدم بطلب الانتساب إلى عشر كليات طبية , وفي مطلع إبريل تسلم رفضاً من ثمان كليات , ثم وصل الرفض التاسع , وبعد وقت قصير تلقى ديفيد رسالة موافقة من جامعة تمبل , ومع هذا القبول دخل ديفيد معركة التحدي , دروس التشريح التمهيدية انطوت على مشكلات خاصة تتعلق به , هو وإن استطاع أن يغوص بيديه المحميتين بقفازين من المطاط داخل الجثث لتلمس مواضع الأعضاء الكبيرة لتعرف هيئتها , إلا ان تعرف الأعضاء الأصغر حجما والأكثر تستراً مثل الضفائر العصبية استوجب استخدام يديه العاريتين , وهذا ما أقحمه في سباق مع لتعلم الأشياء الضرورية قبل أن تفقد أصابعه حاستها بسبب ملامسة محلول الفورمالدهيد الذي يستخدم في المختبر لوقاية نماذج الكائنات من الفساد , أما صعوبة علم الأنسجة وهو الدراسة المجهرية لتكوين الأنسجة فلا تقارن صعوبتها لديفيد بشيء , ولذلك تعين عليه أن يعتمد في هذه الدراسات على أساتذته وزملائه في وصف ما يرونه بالمجهر , وعلى تلمس رسوم حفرت بأسلوب شبيه بطريقة برايل أعدها له أستاذه .راح ديفيد ينظم مكتبة خاصة به , تحوي المراجع التي يحتاج إليها في دراسته . وزودته مجموعة من متطوعي " جمعية التسجيل للمكفوفين" مجاناً بأشرطة سجلت عليها ثلاثين مجلداً من الكتب المقررة على ديفيد , وما كاد ديفيد يباشر سنته الطبية الثانية حتى وجد نفسه غارقاً في حال ميئوس منه , فحتى يمكنه متابعة ست محاضرات في اليوم الواحد , قام ديفيد بتسجيل المحاضرات كلها على آلة واحدة , ثم نقل الأشرطة إلى بيته لتسجيل ملخصات لها على آلة ثانية , لكن هذا الأسلوب كان يتطلب قرابة الساعتين لتسجيل ملخص محاضرة من ساعة واحدة , أي أنه كان في حاجة إلى اثنتي عشرة ساعة يوميا لإتمام واجباته الدراسية المنزلية , معاناة وجهد متواصل لكن بروح لا تعرف اليأس .
مرت الأيام والسنون حتى جاء يوم 27/5/1976 الذي تسلم ديفيد فيه شهادة الدكتوراة في الطب , وبعد مرور بضعة أسابيع على تخرجه , احتفلت جمعية التسجيل للمكفوفين ذات مساء بمناسبتين مهمتين : مرور 25 سنة على تأسيس الجمعية , ووقوع حدث عظيم في تاريخها . إذ اقتحم أشد رعاياها طموحاً ميدان الطب , أشاد رئيس الجمعية بديفيد وهو يقدم إليه جائزة مؤسسة الجمعية لأنه أظهر انتصار الروح البشرية , ثم قال : إننا نشعر بهذا المثل الذي ضربه لنا ديفيد هارتمان بأن إيماننا بالإمكانات غير المحدودة للناس جميعهم قد تجدد , وبأن الحماسة تصنع المعجزات .
لماذا ينجح هذا الأعمى ويهزم عشرات المراجع الطبية الضخمة , ونتشكك نحن الطلاب أصحاب الحواس السليمة من قهر الكتب المقررة علينا , رغم سهولتها وكثرة المحذوف منها ؟؟ حتماً ليس الجواب بأننا لا نملك القدرات الذهنية المطلوبة لذلك , إن عقلنا جبار يملك قدرات هائلة , لكن الجواب أننا فقدنا المصدر الحقيقي للدافعية والحماسة وهو الهدف الواضح , ولأن الكثير منا قد استسلم عند العقبة الأولى أو الثانية .
أقول : المثابرون فقط هم من يستطيعون تحقيق الحلم المستحيل
يقول وليم جيمس – أبو علم النفس الحديث – " إن الفرق بين العباقرة وغيرهم من الناس العاديين ليس مرجعه إلى صفة أو موهبة فطرية للعقل بل إلى الموضوعات والغايات التي يوجهون إليها هممهم و إلى درجة التركيز التي يسعهم أن يبلغوها "
يقول وينستون تشرتشل – رئيس وزراء بريطانيا السابق - : إياك ثم إياك ثم إياك والفرار ... هذا ما يقوله تشرتشل الذي رسب في الصف السادس , والذي كان أكسل تلاميذ فصله .
وقد قال مؤلف هذا الكتاب : الناس العظماء وأصحاب الإنجازات العظيمة نادراً ما يكونون واقعيين في تفكيرهم وطموحاتهم , على الأقل هم لا يفكرون بالطريقة التي يفكر بها الناس العاديون .
مقتبس من كتاب كيف أصبحوا عظماء
للدكتور : سعد سعود الكريباني