المشاركة الأصلية كتبت بواسطة المهذب00
ردود جميلة حقيقة
أخي الغالي أنا مثلك تخصصي بالماجستير باللغويات العربية. أخذت بعثة للدكتوراه الان بتخصص اللغويات التطبيقية (لأن عملي هو تدريس اللغة كلغة ثانية).
لكن إن كان التخصص في اللغويات النظرية فسيكون في النحو والصرف وعلم اللغة.
إن كنت ستتخصص في النحو والصرف، فبإعتقادي لغتنا العربية لاتحتاج إلى تطوير فالقرآن والسنة وكلام العرب شمل كل قواعدها وتراكيبها. ( وأنت ستدرس الطلاب بالجامعة قواعد النحو والصرف العربية وليست الإنجليزية). بمعنى لن تستفيد من علم الإنجليز شيء في مايتعلق بقواعد العرب.
أما إن كنت ستتخصص في علم اللغة الحديث وما يتعلق به، قد تجد ما يفيدك من الدراسة بالخارج. (ولعل من هو متخصص بهذا الشيء يفيدك أكثر).
وموفق خير أخي العزيز
لفت انتباهي هذا الرد وأردت التعليق عليه بصورة سريعة:
1) أنا أختلف معك تماما في النقطة التي لونتها بالأحمر. ما تتحدث عنه من لغة القرآن والسنة وكلام العرب إنما هو مجرد DATA تحتاج إلى دراسة، وهي ليست علما بحد ذاتها، بل إن الدراسات العربية القديمة كانت في حينها شيئا عظيما لكنها اليوم مجرد نظرية تقليدية تقعيدية لم تقدم إلا تقعيدات تصل إلى مستوى التعقيد في كثير من جوانبها ناهيك عن كثرة الاستثناءات والشاذ منها وأي نظرية تعتمد على الاستثناء تعد ضعيفة. ولو عاد سيبويه أو ابن جني إلى الحياة اليوم لما وسعه إلا أن يتبع النظريات اللغوية.
2) المدرسة التقليدية التراثية مجرد قواعد لمن يريد أن يتعلم اللغة، ويصل في اللغة نفسها إلى مستوى عال من الإتقان، وهذا ليس هدف علم اللغة الحديث بل علم اللغة الحديث يبحث في ظاهرة اللغة، أرجو أن تفهمني، يبحث في ظاهرة اللغة ولا يبحث في اللغة. لو كان علم اللغة يبحث في اللغة لكانت النظريات في علم اللسانيات مجرد عشوائيات تصلح للغة ولا تصلح للغة أخرى.
3) يجب التفريق بين اللغة وعلم اللغة. لماذا نجد في جامعات أمريكا قسم English Language وقسم آخر اسمه Linguistics ثم بالإضافة لذلك نجد قسما أو مركزا أو معهدا اسمه English as a Second Langauge هل هذا نوع من "الاستعباط" السبب ببساطة: لأن قسم اللغة الإنجليزية مهتم باللغة نفسها وقسم اللغويات مهتم بنظرية اللغة ومركز اللغة نفسها مهتم بتدريس اللغة.
4) فلا يمكن أن أقول: إن علم النحو والصرف الموجود لدينا في اللغة يكفي لأنه بالطبع لا يوجد علم يمكن أن يقال عنه إنه وصل منتهاه ولا يحتاج لتطوير، فالعلم الشرعي رغم قناعتنا أن الإسلام قد اكتمل ووضحت حدوده ما زالت تفتح له مراكز للتفسير وإعادة قراءة السنة والترجيح في الأقوال ومراجعة الأدلة والبراهين والقواعد الفقهية... فكيف بعلم اللغة الذي ليس بشرع ولا دين!
5) ثم إن اللغة التي تتحدث عنها في كلام العرب هي اللغة الكلاسيكية التي لم يعد يتكلمها أحد، وغلبت عليها اللغة الحديثة Modern Standard Arabic بالإضافة للهجات، وكل هذا يحتاج بحوث وداسات، ليس فقط لخدمة اللغة نفسها لكن لأن مشروع اللغويات قائم بين علماء اللغويات (وليس علماء اللغات) لتطوير النظرية اللغوية. بمعنى آخر: عندما يبحث فلان في اللغة اليابانية ليس معناه أنه يريد الوصول لنظرية تخص لغته بل هو إسهام في برنامج الظاهرة اللغوية التي ابتدأسها تشومسكي وما يزال البحث فيها جاريا على رغم أنه قد قطع مشواراً جيداً.
6) اللغويات التطبيقية سواء المدرسة الأمريكية أو الأوروبية لا تبحث في اللغة ولا يهمها ظاهرة اللغة نفسها بل هي تبحث في متعلقات المحيط اللغوي من تدريس لغة واختباراتها وسياستها وثقافتها وإيدولوجيتها، أما اللغويات فهي تبحث في ظاهرة اللغة نفسها ليس فقط لنصل لفهم ماهية ظاهرة اللغة بل لنصل لعقل الإنسان فعندما أدرس ببساطة موضوع كيف يخطئ الإنسان فيقول مثلا: كب لي جاس بدلا من جب لي كاس، أنا لا آريد أن أصل لما هي الحروف التي يتم تبديلها فحسب فهذا في متناول حتى غير المتخصص لكني أريد أن أصل لعقل الإنسان كيف يعمل ما الذي يجعلك تخطئ مثل هذا الخطئ ما هي العملية التي يقوم بها العقل ولماذا مثلا لا أخطئ فأقول: طب لي كاس؟
سبق ودرست اللغويات التطبيقية في الماجستير في بريطانيا ولكنها لم تقنعني وعدت ودرست ماجستير لغويات نظرية في أمريكا حيث علماء اللغويات النظرية.
7) وبالمناسبة: لا أفهم ما المقصود من قولك "النحو والصرف وعلم اللغة" فالنحو والصرف من علم اللغة، أما تسمياتنا للأقسام في الجامعات السعودية وتقسيم التخصصات لعلم النحو وعلم اللغة فهذا مبني على تصورنا للعلوم في اللغة العربية فإنما النحو والصرف فرعان عن علم اللغة Subfields of Linguistics.
8) المختصر هو: إذا كنا نتحدث عما لدينا في التراث لتعليم اللغة أو لتقعيد اللغة أو لأجل اللغة نفسها، فنعم ما في كتب النحو والصرف التي تملأ الرفوف في مكتباتنا الكثير مما يغني في تدريس اللغة الكلاسيكية بل تحتاج إلى تهذيب واختصار ففيها من التناقضات والفلسفة والتعقيد ما يجعل متعلم اللغة لا يدري هل هو يتعلم المنطق أو اللغة العربية، وأما إن كنا نريد أن نعلم النظرية اللغوية فنحن من أفقر من ساهموا في الكتابة عن لغتهم لتطوير النظرية اللغوية واكتشاف الظاهرة اللغوية، وكل تلك الكتب التي يصل الكتاب منها إلى 30 مجلد ككتاب واحد لا تقدم شيئا للظاهرة اللغوية ولو كانت ستقدم شيئا لترجمها الغرب واستفادوا منها كما استفادوا من بداياتنا البسيطة في العلوم الأخرى. اليوم يكتب شخص ورقة علمية لا تتجاوز عشر صفحات لكنها تحدث ثورة في علم اللغويات وتعيد حساباتنا لتصحيح مفاهيم كنا قد بنيناها وسلمنا بها في النظرية اللغوية وأما نحن العرب فإذا أردنا أن نكتب بحثا نعود لنقرآ مجلدات كتبت قبل 1300 سنة فأي بحث هذا الذي "نلت ونعجن" فيه في كتب التراث ونكرر بعضنا البعض ونلخص ونجمع وفي الأخير مجرد استهلاك لطلبة الداسات العليا في الجامعات وحبر وورق وشهادات دكتوراه تتوزع عليهم بدون أدنى قيمة للبحوث التي يقدمونها، كل النتيجة هي: حبر كثير وأوراق كثيرة على رف في قسم الرسائل العلمية لا يقدم ولا يؤخر.
تحياتي,,,
Linguistics Consultant September 25th, 2014, 09:42 AM
7 " 
LinkBack URL
About LinkBacks
راح أجاوبك على سريع لأني مشغول والله
1) ألف مبروك القبول، وأهنيك على حصولك على قبول في اللغويات وأنت لغة عربية فهذا يعني أنك درست اللغة بجدية وحصلت على الشرط رغم أن متخصصي اللغة الإنجليزية يجون أمريكا ويدرسون لغة بالإضافة لدراستهم 4 سنوات في السعودية.
2) لا يهمك كلام العميد، للأسف لدينا مشكلتين:
الأولي: أن متخصصي اللغة الإنجليزية يظنون أن اللغويات لهم بحكم مادة يدسونها في البكلوريوس، بل لا تتخيل مدى ضيق أفق لجنة المعادلات في الوزارة حيث تعبر متخصصي اللغة العربية الحاصلين على ماجستير في اللغويات حصلوا على الماجستير مع اختلاف التخصص، وتعتبر متخصصي اللغة الإنجليزية الحاصلين على ماجستير لغويات حاصلين على الماجستير في تخصص امتداد للبكلوريوس، فإذا كان هذا الجهل موجود في لجنة متخصصة في الوزارة فلا نلوم البقية
الثانية: وهي الأدهى والأمر آن متخصصي اللغة العربية سلموا بموضوع أن ليس لهم في اللغويات شيء وأنها متخصصي اللغة الإنجليزية، فالبعض يراها معول هدم في اللغة العربية. وهناك طائفة أخرى أشد جهالة وهي طائفة تقول إن اللغويات هي نفسها النحو والصرف الموجودين في علم اللغة التقليدي التراثي القواعدي. اللغويات نظريات ليست تقعيدية بل هي تحليلية وتسعى لفهم العقل البشري من خلال اللغة.
3) كلام العميد طبيعي فهو جاهل لماهية اللغويات، وقد يكون أصلا دافع آخر في النفس بحكم حصول الفرصة لك والعياذ بالله من الحسد. ولكني أقول لك: إن المناهج ليست قرآنا لنحافظ عليها مثل ما هي. ضع في بالك من الحين أنك إذا رجعت لازم تدرس ما درسته، ومناهجهم المغبرة لازم تنفضها وتتخلص من بعضها وتنشئ مقررات جديدة وإلا أذا أنت ما تقدر تسوي شي فكلام العميد صحيح ارجع لكليتك وادرس مناهج الحفظ حقتهم وارجع درسها لطلابهم وانسخوا بعضكم بعض، أما إذا درست هنا فاللغويات على صعوبتها علمية بشكل كبير والتعب عليها مو بس دكتوراه تحصل عليها والسلام، التخصص في اللغويات ضع في بالك أنك ترجع تدرسه لطلابك ويصير لديكم مقررات تدرس النظريات اللغوية مو شرط تكون نفس المواد اللي يدرسونها للطلاب لهم عشرات السنين عليها.
4) لا يهمك أنك متخصص في العربية راح تبدآ الماجستير وتلاحظ أن زملائك منهم المتخصص في الصينية في البكلوريوس أو اليابانية أو الكورية أو الإسبانية أو اإنجليزية وهكذا
5) متخصصي اللغة العربية يبدعون حتى أفضل من متخصصي الإنجليزية، لا يهمك ترى كثير من متخصصي الإنجليزية لا تحسب أنهم يكتبون في الماجستير والدكتوراه عن الإنجليزية كلهم ترى يجون يتعلمون اللغويات ومعها في نفس الوقت يتعلمون العربية علشان يكتبون بحوثهم عنها ولذلك يتفوق عليهم متخصصي العربية بحكم خلفيتهم القوية في الجانب التراثي.
أتمنى أن يكون ردي مفيدا وإن كنت على عجل.
بالتوفيق...