April 3rd, 2010, 04:10 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الأعضاء الكرام
القراء الأعزاء
تحية عطرة
وبعد:
كنتُ قد بدأت في الأسابيع الماضية بنشر ذكرياتي، وتوقفت مدة من الزمن؛ لظروف كثيرة، منها: الاختبارات
واليوم أعود، وإن شاء الله يكون العودُ أحمدُ
اليوم أكتب لكم عن أول إحساس لي بالغربة
أثناء تقديمي على الجامعات لم أحس بألم الغربة
وأثناء استقصائي عن المدينة التي سأدرس فيها لم أحس بألم الفراق
لكن السؤال: متى كان يوم أحسست فيه بألم الغربة، ودموع الفراق؟
كان ذلك اليوم الذي لم أنم ليلته
أتذكر ذلك اليوم جيداً مع أنه مضى عليه الكثير
لا أنساه أبداً
ذلك اليوم كان موعدي بالسفارة
وكان في تمام الساعة العاشرة صباحاً
وبدون مبالغة لم أنم إلا ساعة واحدة في الليل
كنتُ أحمل هم المقابلة
كنتُ أعرف أن الوداع قد قُرب
كنتُ أعرف أن البداية قد حانت
ولن أنسى الاتصالات التي انهالت على جوالي في تمام الساعة الثامنة صباحاً
تذكرني بالمقابلة
أرأيتم وفاءً مثل وفاء هؤلاء الأصحاب؟!
أعرف أن الإجابة نعم، ولكنهم قليل
ذهبت في تمام الساعة الثامنة والنصف إلى السفارة بشعور يملؤه التفاؤل
ويحفه الألم
ويعتريه الخوف
وعند مدخل السفارات سألني الضابط عن هدفي من دخول الحي
فقلت -وبفخر-: عندي مقابلة في السفارة
فسمح لي بالدخول
كانت أول مرة أفخر فيها وأنا أقول أني سأدرس في أمريكا
دخلت الحي وأوقفت سيارتي وأنا شخص نظامي
فلم أخذ معي وأنا متجه إلى السفارة إلى مفتاح السيارة، وقلم، ووثائقي الشخصية وحسب
أما الجوال، وجهاز التحكم (الريموت) بالسيارة فلم أخذه
لأني أتبع إجراءات السفارة
مع أنهم لا يمانعون في أخذك للجوال لكنك تتركه عندهم في الدخول
وتأخذه وأنت خارج منهم
اتجهت إلى السفارة
وقبل دخولي
إذا بشخص يسألني هل عندك موعد
قلت: نعم
فطلب مني ذكر اسمي ليتأكد
وبعد أن تأكد إذا بموظف آخر يتأكد من أن وثائقي كاملة
وبعد التأكد من وجود اسمي واكتمال وثائقي
سُمح لي بالدخول
دخلت الباب الأول، وإذا بالموظف يسألني عما إذا كان معي جوال أو جهاز تحكم (ريموت) فأخبرته بالنفي
فقال: تفضل
وهنا دخلت العالم الثاني
عالم لا أستطيع وصف شعوري أثناء دخوله
عالم كان بداية إحساسي للغربة
عالم مختلف عما عشته في حياتي
عالم كان مقدمة لابتعاثي
بعد دخولي للباب الثاني إذا بأحد موظفي السفارة يخاطبني باللغة الإنجليزية ويقول لي: خذ رقم واجلس في هذه الغرفة
هنا أحسست بالغربة
دخلت الغرفة أنتظر استدعائي
استدعتني الموظفة، ويبدو لي أنها كانت من أصول شرق أسيوية
وأخذت أوراقي، وأخذت بصمات الأصابع
وقالت لي: أنتظر في الغرفة المجاورة للمقابلة
هنا أحسست بالخوف
ولكني لما اتجهت للغرفة المجاورة رأيت فيها عدداً كبيراً ممن ينتظرون مقابلتهم
ورأيت أن كل شخص لا يمضي في المقابلة ما بين الدقيقتين والثلاثة هنا اطمأن قلبي
انتظرت حتى يأتي دوري في المقابلة ما يزيد على الساعة
كانت صالة انتظار المقابلات مزدحمة
كنت أرى الصالة مكتضة بالناس
وأتساءل في داخلي
هل يحدث ذلك كل يوم في السفارة؟!
ولما تذكرت أن بعض مواعيد الدخول في السفارة تصل لثلاثة أشهر عرفت أن ذلك يحدث بشكل شبه يومي
انتظرت، وجاء ولله الحمد استدعائي من قِبل الموظف
واتجهت للقنصل لإجراء المقابلة
كانت فتاة أمريكية غاية في الاحترام ومكارم الأخلاق
وسألتني باللغة العربية عن هدفي من الدراسة، وعما أريد تحقيقه، وعن مواصلتي للدراسة العليا، وعن تكفل جهة عملي بمصاريف بعثتي
وفي النهاية قالت لي: مبروك وافقنا على بعثتك
أحسست بسعادة لا توصف
كنت أتمنى أن اتصل لأنقل هذا الخبر لأمي وأبي
ولكن كيف اتصل ولا يوجد معي جوال؟!
وكيف أبشرهم بخبر وداعي؟!
قبل مغادرتي قالت لي: التأشيرة ستصلك بعد أسبوعين
وقُبيل مغادرتي اتجهت لمكتب فديكس بالسفارة
وطلبت منهم أن يرسلوا أوراقي على أقرب مكتب فديكس من البيت الذي أسكن فيه
خرجت من السفارة بشعور غير الذي دخلته فيها
أهذا الموعد الذي يقولون عنه: أنه مخيف!
كنت أحس وأنا داخل السفارة وأتخيل أني بأمريكا
وكل إنسان حر في تخيله
خرجت من السفارة
وانتظرت الأسبوعين بفارغ الصبر
لاتجه لمكتب فديكس واستلم جوازي وعليه التأشيرة
هنا جف قلبي، وتوقف لساني
موعدنا في الجزء القادم للحديث عن بعض الاستعداد المهمة قبل السفر
وأتمنى أن ينال الموضوع على استحسان الجميع
ودمتم جميعاً بخير
روابط ذكريات مبتعث:
الجزء الأول:
http://www.mbt3th.us/vb/forum8/thread167010.html
الجزء الثاني:
http://www.mbt3th.us/vb/forum8/thread167601.html
الجزء الثالث:
http://www.mbt3th.us/vb/forum8/thread168299.html
April 3rd, 2010, 04:10 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاتهالأعضاء الكرام
القراء الأعزاء
تحية عطرة
وبعد:
كنتُ قد بدأت في الأسابيع الماضية بنشر ذكرياتي، وتوقفت مدة من الزمن؛ لظروف كثيرة، منها: الاختبارات
واليوم أعود، وإن شاء الله يكون العودُ أحمدُ
اليوم أكتب لكم عن أول إحساس لي بالغربة
أثناء تقديمي على الجامعات لم أحس بألم الغربة
وأثناء استقصائي عن المدينة التي سأدرس فيها لم أحس بألم الفراق
لكن السؤال: متى كان يوم أحسست فيه بألم الغربة، ودموع الفراق؟
كان ذلك اليوم الذي لم أنم ليلته
أتذكر ذلك اليوم جيداً مع أنه مضى عليه الكثير
لا أنساه أبداً
ذلك اليوم كان موعدي بالسفارة
وكان في تمام الساعة العاشرة صباحاً
وبدون مبالغة لم أنم إلا ساعة واحدة في الليل
كنتُ أحمل هم المقابلة
كنتُ أعرف أن الوداع قد قُرب
كنتُ أعرف أن البداية قد حانت
ولن أنسى الاتصالات التي انهالت على جوالي في تمام الساعة الثامنة صباحاً
تذكرني بالمقابلة
أرأيتم وفاءً مثل وفاء هؤلاء الأصحاب؟!
أعرف أن الإجابة نعم، ولكنهم قليل
ذهبت في تمام الساعة الثامنة والنصف إلى السفارة بشعور يملؤه التفاؤل
ويحفه الألم
ويعتريه الخوف
وعند مدخل السفارات سألني الضابط عن هدفي من دخول الحي
فقلت -وبفخر-: عندي مقابلة في السفارة
فسمح لي بالدخول
كانت أول مرة أفخر فيها وأنا أقول أني سأدرس في أمريكا
دخلت الحي وأوقفت سيارتي وأنا شخص نظامي
فلم أخذ معي وأنا متجه إلى السفارة إلى مفتاح السيارة، وقلم، ووثائقي الشخصية وحسب
أما الجوال، وجهاز التحكم (الريموت) بالسيارة فلم أخذه
لأني أتبع إجراءات السفارة
مع أنهم لا يمانعون في أخذك للجوال لكنك تتركه عندهم في الدخول
وتأخذه وأنت خارج منهم
اتجهت إلى السفارة
وقبل دخولي
إذا بشخص يسألني هل عندك موعد
قلت: نعم
فطلب مني ذكر اسمي ليتأكد
وبعد أن تأكد إذا بموظف آخر يتأكد من أن وثائقي كاملة
وبعد التأكد من وجود اسمي واكتمال وثائقي
سُمح لي بالدخول
دخلت الباب الأول، وإذا بالموظف يسألني عما إذا كان معي جوال أو جهاز تحكم (ريموت) فأخبرته بالنفي
فقال: تفضل
وهنا دخلت العالم الثاني
عالم لا أستطيع وصف شعوري أثناء دخوله
عالم كان بداية إحساسي للغربة
عالم مختلف عما عشته في حياتي
عالم كان مقدمة لابتعاثي
بعد دخولي للباب الثاني إذا بأحد موظفي السفارة يخاطبني باللغة الإنجليزية ويقول لي: خذ رقم واجلس في هذه الغرفة
هنا أحسست بالغربة
دخلت الغرفة أنتظر استدعائي
استدعتني الموظفة، ويبدو لي أنها كانت من أصول شرق أسيوية
وأخذت أوراقي، وأخذت بصمات الأصابع
وقالت لي: أنتظر في الغرفة المجاورة للمقابلة
هنا أحسست بالخوف
ولكني لما اتجهت للغرفة المجاورة رأيت فيها عدداً كبيراً ممن ينتظرون مقابلتهم
ورأيت أن كل شخص لا يمضي في المقابلة ما بين الدقيقتين والثلاثة هنا اطمأن قلبي
انتظرت حتى يأتي دوري في المقابلة ما يزيد على الساعة
كانت صالة انتظار المقابلات مزدحمة
كنت أرى الصالة مكتضة بالناس
وأتساءل في داخلي
هل يحدث ذلك كل يوم في السفارة؟!
ولما تذكرت أن بعض مواعيد الدخول في السفارة تصل لثلاثة أشهر عرفت أن ذلك يحدث بشكل شبه يومي
انتظرت، وجاء ولله الحمد استدعائي من قِبل الموظف
واتجهت للقنصل لإجراء المقابلة
كانت فتاة أمريكية غاية في الاحترام ومكارم الأخلاق
وسألتني باللغة العربية عن هدفي من الدراسة، وعما أريد تحقيقه، وعن مواصلتي للدراسة العليا، وعن تكفل جهة عملي بمصاريف بعثتي
وفي النهاية قالت لي: مبروك وافقنا على بعثتك
أحسست بسعادة لا توصف
كنت أتمنى أن اتصل لأنقل هذا الخبر لأمي وأبي
ولكن كيف اتصل ولا يوجد معي جوال؟!
وكيف أبشرهم بخبر وداعي؟!
قبل مغادرتي قالت لي: التأشيرة ستصلك بعد أسبوعين
وقُبيل مغادرتي اتجهت لمكتب فديكس بالسفارة
وطلبت منهم أن يرسلوا أوراقي على أقرب مكتب فديكس من البيت الذي أسكن فيه
خرجت من السفارة بشعور غير الذي دخلته فيها
أهذا الموعد الذي يقولون عنه: أنه مخيف!
كنت أحس وأنا داخل السفارة وأتخيل أني بأمريكا
وكل إنسان حر في تخيله
خرجت من السفارة
وانتظرت الأسبوعين بفارغ الصبر
لاتجه لمكتب فديكس واستلم جوازي وعليه التأشيرة
هنا جف قلبي، وتوقف لساني
موعدنا في الجزء القادم للحديث عن بعض الاستعداد المهمة قبل السفر
وأتمنى أن ينال الموضوع على استحسان الجميع
ودمتم جميعاً بخير
روابط ذكريات مبتعث:
الجزء الأول: http://www.mbt3th.us/vb/forum8/thread167010.html
الجزء الثاني: http://www.mbt3th.us/vb/forum8/thread167601.html
الجزء الثالث: http://www.mbt3th.us/vb/forum8/thread168299.html